المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيرة أمير المؤمنين في الحديث ابن حجر


الأرقم
04-12-2009, 11:05 AM
اسمه ونسبه:
هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقلاني الأصل، المصري المولد والمنشأ، نزيل القاهرة، عُرف بـ "ابن حجر" –وهو لقبٌ لبعض آبائه.

مولده:
ولد في مصر ، وذلك في شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبع مئة (773هـ)، على شاطئ نيل مصر القديمة، ومات أبوه وأمه وهو طفل؛ فنشأ يتيماً.
علمه ورحلته:
وحفظ القرآن الكريم، وله تسع سنين، فكان له ذكاءٌ نادر، وحفظ كامل، وسرعةُ بديهة، فحفظ "الحاوي" و "مختصر" ابن الحاجب، وغيرهما.
وأخذ اللغة عن المجد الفيروز آبادي، وقرأ بعض القرآن بالسبع على التنوخي، وجدّ في الفنون حتى بلغ فيها الغاية، ثم تفرغ لنشر الحديث الشريف، وعكف عليه مطالعةً، وقراءةً، وتدريساً، وتصنيفاً.
1. رحل إلى مكة سنة 785هـ وأقام بها سنة ودرس خلالها الحديث على يد الشيخ عبدالله بن سليمان النشاوري، وقد قرأ عليه صحيح البخاري وسمع في مكة من الشيخ جمال الدين بن ظهيرة ، وصلى بالناس التراويح إماما في المسجد الحرام وهو ابن اثنتي عشرة سنة إبان مجاورته مع وصيه الخروبي بمكة المكرمة سنة (785).
2. ورحل من مكة إلى مصر عائدا فداوم على دراسة الحديث الشريف على يد العلامة الحافظ عبدالرحيم العراقي، وتلقى الفقه من الشيخ ابن الملقن والعز بن جماعة وعليه درس الأصول وباقي العلوم الآلية كالمنهاج وجمع الجوامع وشرح المختصر والمطول .
3. ثم رحل إلى بلاد الشام والحجاز واليمن ومكة وما بين هذه النواحي .
4. وأقام في فلسطين وتنقل في مدنها يسمع من علمائها ويتعلم منهم، ففي غزة سمع من أحمد بن محمد الخليلي وفي بيت المقدس سمع من شمس الدين القلقشندي، وفي الرملة سمع من أحمد بن محمد الأيكي وفي الخليل سمع من صالح بن خليل بن سالم ، وبالجملة فقد تلقى ابن حجر مختلف العلوم عن جماعة من العلماء كل واحد كان رأسا في فنه كالقراءات والحديث والغة والفقه والأصول، ويذكر عن شيخه العز بن جماعة أنه قال: اقرأ في خمسة عشر علما لا يعرف علماء عصري أسماءها .
مكانته:
تفرد ابن حجر من بين أهل عصره في علم الحديث مطالعة اقراء وتصنيفا وافتاء حتى شهد له بالحفظ والاتقان القريب والبعيد والعدو والصديق حتى اطلاق لفظ الحافظ عليه كلمة اجماع وقد رحل إليه الطلبة من الأقطار وطارت مؤلفاته في حياته وانتشرت في البلاد وتكاتب الملوك من قطر إلى قطر في شأنها وكانت له يد طولى في الشعر ولم يزل على عظمته وجلالته في النفوس ومداومته على اعمال الخير حتى توفي رحمه الله.

الوظائف التي شغلها:
شغل ابن حجر الكثير من الوظائف المهمة في الإدارة المملوكية المصرية ، ما هيأ له الوقوف على مجريات السياسة المصرية ودخائلها آنذاك ومكنه من الاتصال المباشر بالمصادر الأولى لأحداث عصره .
وتولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضى قضاة الشافعية وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء وقد درس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل (المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الاستادرا وغيرها .

من أقوال العلماء فيه:
قال السيوطي: فريد زمانه وحامل لواء السنة في أوانه، ذهبي (ذلك) العصر ونضاره، وجوهره الذي ثبت به على كثير من الأعصار فخاره، إمام هذا الفن للمقتدين، ومقدّم عساكر المحدثين، وعمدة الوجود في التوهية والتصحيح، وأعظم الشهود والحكام في بابي التعديل والتجريح، شهد له بالانفراد - خصوصاً في شرح البخاري - كل مسلم، وقضى له كل حاكم بأنه المعلم، له الحفظ الواسع الذي اذا وصفته فحدِّثْ عن البحر ابن حجر ولا حرج، والنقد الذي ضاهى به ابنَ معين فلا يمشي عليه بهرجٌ هرج، والتصانيف التي ما شبهتها الا بالكنوز والمطالب، فمن ثَم قُيض لها موانع تحول بينها وبين كل طالب، جمّل الله به هذا الزمان الأخير، وأحيا به وبشيخه سنة الاملاء بعد انقطاعه من دهر كثير .
من شيوخه:
لازم الحافظ العراقي عشر سنين وتخرج به، وانتفع بملازمته كما لازم شيوخا آخرين في الحديث وفي فنون أخرى.
شيوخ الحافظ: وقسم السخاوي شيوخ الحافظ إلى ثلاثة أقسام:
الأول: من سمع منه الحديث ولو حديثا واحدا.
الثاني: من أجازوا ولو في استدعاءات بنيه.
الثالث: من أخذ عنه مذاكرة أو إنشادا أو سمع خطبته أو تصنيفه أو شهد له ميعادا، وربما يكون من كل من القسمين تتلمذ له وعنه واستفاد على جاري عادة الحفاظ.
وبلغ مجموع شيوخه ستمائة وزيادة على أربعين شيخا، وقسمهم ابن خليل الدمشقي في جمان الدرر إلى ثلاثة أقسام أيضا وأوصل عددهم إلى ستمائة وتسعة وثلاثين شيخا.
من تلاميذه:
لقد سرد السخاوي في الجواهر والدرر أسماء جماعة من الذين أخذوا عنه رواية ودراية فبلغ عددهم خمسمائة شخص. وفي جمان الدرر أورد ابن خليل الدمشقي حوالي ثلاثمائة وخمسين نفسا من تلاميذه والآخذين عنه.
صفاته وأخلاقه:
قال ابن تغري بردى في بيان صفاته: "شيخ الإسلام حافظ المشرق والمغرب أمير المؤمنين في الحديث، علامة الدهر شيخ مشايخ الإسلام حامل لواء سنة سيد الأنام، قاضي القضاة أوحد الحفاظ والرواة شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن حجر المصري المولد والمنشأ والدار والوفاة العسقلاني الأصل الشافعي، قاضي قضاة الديار المصرية وعالمها وحافظها وشاعرها... لم يخلف بعده مثله شرقا ولا غربا، ولا نظر هو في مثل نفسه في علم الحديث.
وكان - رحمه الله تعالى - إماما عالما حافظا شاعرا أديبا مصنفا مليح الشكل منور الشيبة حلو المحاضرة إلى الغاية والنهاية، عذب المذاكرة مع وقار وأبهة وعقل وسكون وحلم وسياسة ودربة بالأحكام ومداراة للناس، قل أن كان يخاطب الرجل بما يكره بل كان يحسن إلى من يسيء إليه ويتجاوز عن من قدر عليه هذا مع كثرة الصوم ولزوم العبادة والبر والصدقات، وبالجملة فإنه أحد من أدركنا من الأفراد" .
وكان ورعا شديد التحري والتحرز في مأكله ومشربه وملبسه فلا يأكل إلا من الحلال الطيب، فلقد قدم إليه مرة طعام من جهة لا يحب أن يأكل منها لما سأل عنه وعرف مصدره استدعى بطست وقال: أفعل ما فعله أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - ثم استقاء ما في بطنه
وكان متبعا للسنة شديد التمسك بها جميع أحواله، ويدعو إليها بلسانه وقلمه ويحذر من مخالفتها شديد الإنكار للبدع.
وكان يجهر بالإنكار على ابن عربي ومن نحى نحوه، وينكر مذهبه القبيح في تفضيل الولي على النبي إذ يقول:
مقام النبوة في برزخ ... فويق الرسول ودون الولي
وسأله شيخه البلقيني عن ابن عربي فكفره.
ثم سأله عن ابن الفارض فتردد في تكفيره فأنشده قصيدته التائية أبياتا فقال: هذا كفر هذا كفر.
مؤلفاته:
. فتح الباري في شرح صحيح البخاري (خمسة عشر مجلدا)، ومكث ابن حجر في تأليفه عشرين سنة (ولما أتم التأليف عمل مأدبة ودعا إليها أهل قلعة دمشق وكان يوما عظيما).
ويعتبر هذا السفر العظيم أفضل شرح وأعمه نفعا لصحيح البخاري الذي يعتبر ثاني كتاب بعد كتاب الله تعالى، وتأتي أهمية كتاب ابن حجر من كونه شرحا لأصح ما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حديث وقد تضمن ذلك الشرح ذكر أحاديث أخرى وعلق ابن حجر على أسانيدها وناقشها حتى كان بحق (ديوان السنة النبوية) وكذلك لما تضمنه من فقه وأصول ولغة ومناقشة للمذاهب والآراء في شتى المعارف الإسلامية.
وقد اشتهر هذا الكتاب في عهد صاحبه حتى قبل أن يتمه وبلغ شهرته أن الملك شاه رخ بن تيمور ملك الشرق بعث بكتاب إلى السلطان برسباي يطلب منه هدايا من جملتها (فتح الباري) فجهز له ابن حجر ثلاث مجلدات من أوائله.
2- تهذيب التهذيب.
3-تقريب التهذيب.
4-تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة.
5-نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر.
6-نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر.
7-بلوغ المرام من أدلة الأحكام.
8-الإصابة في تمييز الصحابة.
9-تغليق التعليق.
10-والدُّرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة.
11-المطالب العالية من رواية المسانيد الثمانية، ذكر فيه أحاديث لم يخرجها أصحاب المسانيد الثمانية.
وفاته:
بعد كل هذا وافاه الأجل المحتوم - سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا - على إثر مرض بدأ به من ذي القعدة من سنة (852) فكان - رحمه الله - يكتم ذلك المرض ويؤدي واجبه من تدريس وإملاء، ولكن المرض ازداد به فتردد إليه الأطباء، وهرع إليه الناس من أمراء وقضاة لعيادته، دام به ذلك المرض أكثر من شهر ثم أصيب بإسهال شديد مع رمي الدم. قال السخاوي "ولا أستبعد أنه أكرمه الله بالشهادة فقد كان الطاعون ظهر ثم أسلم الروح إلى باريها في أواخر شهر ذي الحجة من سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة يوم السبت الموافق للثامن عشر من الشهر المذكور3.
وحضر جنازته الشيوخ وأرباب الدولة وجمع غفير من الناس وازدحموا في الصلاة عليه حتى حزر أحد الأذكياء من مشى في جنازته بأنهم نحو الخمسين ألف إنسان وواروا جثمانه بتربة بني الخروبي بالقرب من الإمام الشافعي.

المراجع والمصادر:
*النجوم الزاهرة ابن تغري بردة.
*(نظم العقيان)الحافظ السيوطي.
*البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ، محمد بن علي الشوكاني .
* مقدمة كتاب (نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر) تحقيق وتعليق د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي.

الأرقم
07-12-2009, 12:05 PM
جزاك الله خيرا
وللاسف كنت أود أن أحذف ذلك السطر درءا للفتنة
ولكن لم أجد مكان للتعديل والتحرير
ولعلي أكلم المشرف

الأرقم
08-12-2009, 05:36 AM
جزاك الله خيرا أخي حسين