المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم


منال محمود (أم سارة)
15-04-2015, 04:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعلم أين أسأل عن أي استفسار هنا وحيث أن الموضوع يتعلق بالرسول صلى الله عليه وسلم فآثرت السؤال عن ما أريد في هذا المنتدى العطر..

لقد قمت بفضل الله تعالى بتجميع شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم في سلسلة تم نشرها على موقع طريق الإسلام فهل يمكن نشرها هنا أيضًا لتعم الفائدة ويزداد انتشار تلك الأخلاق العظيمة، حيث أن شمائله صلوات ربي عليه هي خير سلاح للدفاع عنه أمام السفهاء الذين يشككون فيه وفي سنته صلوات ربي عليه..

في انتظار ردكم الكريم

المراقب العام
15-04-2015, 01:43 PM
صلى الله عليه وسلم

تفضلي أختنا الفاضلة بالنشر ..

منال محمود (أم سارة)
16-04-2015, 05:19 AM
صلى الله عليه وسلم

تفضلي أختنا الفاضلة بالنشر ..

جزاك الله خير الجزاء سأضعها تباعًا بإذن الله


(1) مقدمة
بسم الله والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد الله الذي منّ علينا بنعمة الإسلام وكفى بها نعمة، والحمد الله الذي جعل محمدًا عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والرسل، واللبنة التي أتمت البناء فكان خاتم الأنبياء، شرّفَ الله أمة الإسلام به فهو المبعوث ليتمم مكارم الأخلاق..

أما بعد:
مستعينة بالله تعالى ومتوكلةٌ عليه أكتب مجموعة مقالات عن شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم.
سائلة الله عز وجل أن ينفع بها ويبلغها للجميع، عسى أن يهيدينا بفضله ومنته لمحامد الأخلاق وأحاسنها، بعد ما اعوجت وأصبحت تسيء لهذا الدين العظيم، دين الإسلام الذي يحض على الفضيلة والأخلاق الحميدة، وينهى عن الفحشاء والمنكر، وليس هناك أعظم من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم لنتعلمها ونجسدها في جميع أعمالنا، ونعود بها لعزة ورفعة الأمة التي أضعناها بأفعالنا وسوء أخلاقنا..

ولنحقق قول الله تعالى كما حققه الصحابة والسلف رضوان الله عليهم: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران من الآية:110]، ونكون ممن جاور الرسول صلى الله عليه وسلم وأحبهم، فعنه صلى الله عليه وسلم: «إن أحبكم إلي وأقربكم مني في الآخرة مجالس أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقًا، الثرثارون المتفيهقون المتشدقون» (صحيح الجامع:1535).

منال محمود (أم سارة)
16-04-2015, 05:26 AM
(2) خلق الصدق
خلق الصدق من الأخلاق التي حث عليها الإسلام وهي تشمل كل معاني الإيمان الحق فقد قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات:15]، وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام مثالاً وقدوة في الصدق، فقد كان صادقًا مصدوقًا.. وقبل بعثته عليه الصلاة والسلام كان ملقبًا في قومه بالصادق، فكانوا يصدقونه في كل شيء، وبالرغم من عدائهم له صلى الله عليه وسلم بعد بعثته إلا أنهم لم ينكروا عليه هذا الخلق، وشهدوا له به..

فقال النضر بن الحارث الذي قام خطيبًا في سادة قريش قائلاً لهم: "يا معشر قريشٍ، إنه والله قد نَزَلَ بكم أمرٌ ما أَتَيْتُم له بحيلة بَعْدُ، قد كان محمدٌ فيكم غلامًا حدثًا، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثًا..." (السيرة النبوية لابن هشام:299/1).

وكان صلى الله عليه وسلم صادقًا حتى في الفكاهة ففي صحيح أبي داود (4998): "أنَّ رجلًا أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ، احمِلْني، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «إنا حاملوكَ على ولدِ ناقةٍ»، قال: وما أصنع بولدِ الناقةِ؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «وهل تلدُ الإبلُ إلا النوقَ».

حتى في الحرب التي أُبيح فيها الكذب وخداع العدو كان عليه الصلاة والسلام صادقًا، قال ابن كثير (السيرة النبوية:2/396): "خرج رسول الله ومعه أبو بكر الصديق ليتعرَّفَا أخبار قريش، فوقفا على شيخٍ من العرب فسأله رسول الله عن قريشٍ وعن محمدٍ وأصحابه، وما بلغه عنهم، فقال الشيخ: لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما؟

فقال رسول الله: «إذَا أَخْبَرْتنَا أَخْبَرْنَاكَ». قال: أذاك بذاك؟ قال: «نَعَمْ»، قال الشيخ: فإنه بلغني أن محمدًا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني، فهم اليوم بمكان كذا وكذا -للمكان الذي به رسول الله- وبلغني أن قريشًا خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان الذي أخبرني صدقني فهم اليوم بمكان كذا وكذا، -للمكان الذي فيه قريشٌ-، فلمَّا فرغ من خبره قال: ممن أنتما؟ فقال رسول الله : «نَحْنُ مِنْ مَاءٍ». ثم انصرف عنه.."،
والله تعالى قال: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء من الآية:30]، وهذا ما كان يقصده الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «نَحْنُ مِنْ مَاءٍ»، وبهذا يكون صدق في حديثه للرجل..

وعندما جاءه وفد هوازن مسلمين كان أول تعليماته إليهم صلوات ربي عليه: «أَحَبُّ الحديثِ إليَّ أصدقُهُ..» (صحيح البخاري:3131).


فلنقتدي بخلقه صلى الله عليه وسلم لعلنا نهتدي..



يتبع بإذن الله تعالى

منال محمود (أم سارة)
17-04-2015, 12:06 AM
(3) خلق الأمانة

الأمانة من الأخلاق الإسلامية العظيمة، والأمانة لا تعني حفظ مال أو أشياء من ائتمنك عليها الغير فقط، بل الأمانة تكون أيضًا في القول والفعل والنقل عن الغير، وهي مَن أشهر ما اتصف به رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في كلِّ أمور حياته، سواء قبل البعثة أو بعدها، فأما أمانته قبل البعثة فقد عُرِف بين قومه قبل بعثته بالأمين ولقِّب به.. وإليكم هذا الموقف لتعلموا ذلك..

لما أُعيد بناء الكعبة وبلغ البناء موضع الركن –الحجر الأسود- اختصمت قريش فيه، فكل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه، وظل التخاصم والتشاور بضعة أيام، حتى أشار أحدهم بأن يكون أوَّل مَن يدخل مِن باب المسجد هو الذي يقضي بين القبائل في هذا الأمر فرضوا بذلك، فكان أوَّل داخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا رأوه قالوا: "هذا الأمين، رضينا، هذا محمَّد"، فلمَّا انتهى إليهم، وأخبروه الخبر، قال عليه الصَّلاة والسَّلام: «هلم إلي ثوبا، فأتي به، فأخذ الركن فوضعه فيه بيده، ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوه جميعًا»، ففعلوا حتى إذا بلغوا به موضعه، «وضعه هو بيده صلى الله عليه وسلم ثم بنى عليه» (عمدة التفسير:182/1).

ومن المواقف الدالة على أمانته صلى الله عليه وسلم قبل البعثة أيضًا عندما أمنته السيدة خديجة رضي الله عنها على تجارتها، يقول ابن الأثير في ذلك: "فلمَّا بلغها -أي: خديجة- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صِدْقَ الحديث، وعظيم الأمَانَة، وكرم الأخلاق، أرسلت إليه ليخرج في مالها إلى الشَّام تاجرًا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره مع غلامها ميسرة، فأجابها، وخرج معه ميسرة، ولـمَّا عاد إلى مكَّة، وقصَّ عليها ميسرة أخبار محمَّد صلى الله عليه وسلم قررت الزَّواج به" (الكامل لابن الأثير:26/2).

وأكبر دليل على أمانته أن حمله الله تعالى هم تبليغ الرسالة، تلك الأمانة العظيمة التي لا يقدر عليها سواه صلى الله عليه وسلم، وقد تحمل في تبليغها من الأذى والمشقة ما لم يستطعه بشر..

وشهد على أمانته العدو قبل الصديق، ويتبين ذلك في الحوار الذي دار بين هرقل، وأبي سفيان قبل إسلامه، فكان من بين الحوار: "...بماذا يأمركم فزعمت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم، ويأمركم بالصلاة، والصدق والعفاف، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، قال –أي هرقل-: وهذه صفة النبي.." (صحيح البخاري:2941).

ومن أمانته صلى الله عليه وسلم الحرص على رد الأمانات التي كانت عنده لقريش، فبعد بعثته صلى الله عليه وسلم وبالرغم من العداوة والإيذاء الذي وجده من قومه، إلا أنه قبل أن يهاجر طلب من علي رضي الله عنه أن يرد الأمانات لأصحابها، فقال لعلي رضي الله عنه: «نَمْ على فراشي، واتَّشح ببردي الأخضر، فنم فيه، فإنَّه لا يخلص إليك شيء تكرهه، وأمره أن يؤدِّي ما عنده مِن وديعة وأمانة» (رواه الطبراني في تاريخه:372/2).
فليتنا نتقدي بهذا الخلق العظيم الذي أضعناه في عصرنا هذا، فعم البلاء وانتشرت الفتن..

منال محمود (أم سارة)
18-04-2015, 04:06 PM
(4) خُلق الصفح



كان رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة والمثل الأعلى في الصفح والعفو، وبالرغم مما لاقاه من قومه من الأذى والعداوة، إلا أنه كان يتحمل ويصفح ويُصر على دعوتهم لعبادة الله وحده، لم يقل أبدًا سأتركهم وشأنهم، ولم يدعُ عليهم بالهلاك أو العذاب، بل كان يدعو لهم بالهداية، وكان حريصًا كل الحرص على الأخذ بيدهم إلى الصراط المستقيم والبعد بهم عن عذاب الله والخلود في النار..

قال عبد الرحمن الميداني: "وفي العهد المدني لقي الرسول صلى الله عليه وسلم من يهود المدينة أنواعًا من الخيانة فأنزل الله عليه قوله: {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة من الآية:13]، فصبر الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم وعفا وصفح، حتى جاء الإذن الرباني بإجلائهم، ومعاقبة ناقضي العهد منهم" (الأخلاق الإسلامية لعبد الرحمن الميداني:432/1).

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "ما ضرب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شيئًا قطُّ بيدِه، ولا امرأةً، ولا خادمًا، إلا أن يجاهدَ في سبيلِ اللهِ، وما نِيلَ منهُ شيٌء قطُّ، فينتقمُ من صاحبِه، إلا أن يُنتهك شيٌء من محارمِ اللهِ، فينتقمُ للهِ عزَّ وجلَّ" (صحيح مسلم:2328).

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: "أنَّه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبَل نجد، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معه، فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرق الناس يستظلون بالشجر فـ«نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة، وعلَّق بها سيفه» ونمنا نومة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، وإذا عنده أعرابي.فقال: «إن هذا اخترط عليَّ سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتًا، فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: الله، ثلاثًا، ولم يعاقبه وجلس»" (البخاري:2910).

فبالرغم من أن هذا الأعرابي سل السيف على الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أنه لم يعاقبه وصفح عنه، فما أعظم خُلقك يا رسول الله، حتى مع من أراد قتلك! صلوات ربي وسلامه عليك.

وعن عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته، أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله، هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد فقال: «لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد يَالِيلَ بن عبد كُلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني..

فقال: إنَّ الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال؛ لتأمره بما شئت فيهم، قال: فناداني ملك الجبال وسلَّم عليَّ، ثم قال: يا محمد، إنَّ الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أن أُطبق عليهم الأخشبين، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا» (مسلم:1795).

ما أعظم عفوك يا رسول الله حتى مع من كفر بالله وعاداه، فقد كان بإمكانه أن ينتقم منهم بكلمة واحدة لملك الجبال، ولكنه صلوات ربي عليه أبى إلا العفو وتمنى أن يخرج الله من نسلهم من يعبد الله وحده!

#ff0000

منال محمود (أم سارة)
18-04-2015, 04:10 PM
(5) خُلق الجود والكرم



ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم أروع المثل في الجود والكرم، فقد كان يُعطي عطاء من لا يخاف الفقر، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، فقد كان أجود بالخير من الريح المرسلة..

ففي صحيح مسلم (2312) عن أنس ابن مالك قال: "ما سُئل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الإسلامِ شيئًا إلا أعطاه، قال فجاءه رجلٌ «فأعطاه غنمًا بين جبلَينِ»، فرجع إلى قومِه، فقال: يا قومُ أسلِموا، فإنَّ محمدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقةَ".

صلوات ربي وسلامه عليك يا رسول الله فقد ضربت المثل الحي على الجود والكرم، فقد استملت قلب هذا الرجل بكرمك وجودك، مما جعله يحب الإسلام ويسارع في دعوة قومه للدخول فيه..

وعنه صلى الله عليه وسلم: «لو كان لي مثلُ أحُدٍ ذهبًا، ما يسرُّني أن لا يمرَّ عليَّ ثلاثٌ وعندي منه شيءٌ، إلَّا شيءٌ أرصُدهُ لدَينٍ» (صحيح البخاري:2389)، سبحان الله لا يحب أن يبقى عنده شيء إلا ما كان دينًا يجب سداده..

ومن المواقف التي ضرب فيها المصطفى صلوات ربي عليه إيثار غيره على نفسه، هذا الموقف العظيم:
جاءت امرأةٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ببُردةٍ، فقال سهلٌ للقومِ: "أتدرون ما البُردةُ؟ فقال القومُ: هي شملةٌ، فقال سهلٌ: هي شملةٌ منسوجةٌ فيها حاشيتُها، فقالت: يا رسولَ اللهِ، أكسوك هذه، فـ«أخذها النبيُّ صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها فلبِسَها»، فرآها عليه رجلٌ من الصحابةِ، فقال: يا رسولَ اللهِ، ما أحسنَ هذه، فاكسُنيها، فقال: «نعم»، فلما قام النبيُّ صلى الله عليه وسلم لامَه أصحابُه، قالوا: ما أحسنتَ حين رأيتَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجًا إليها، ثم سألتَه إياها ، وقد عرفتَ أنه لا يُسألُ شيئًا فيمنعَه، فقال: رجوتُ بركتَها حين لبسَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، لعلي أُكفَّنُ فيها" (صحيح البخاري:6036).

ما طلبها الرجل -بالرغم من معرفته احتياج النبي صلوات ربي عليه لها- إلا لعلمه أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيعطيها له دون تفكير، فهو يعلم جيدًا مدى كرمه وجوده، ولا أجد تعبيرًا أعبر به هنا أبلغ من وصف الله تعالى له بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4].