المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احذروا سبب خراب الدنيا والآخرة !


المراقب العام
30-04-2015, 02:13 AM
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدلله حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما والصلاة والسلام على من كشف بطنه ليضربه من قال له بأن له عليه حق . أما بعد

فالآيات والأحاديث في بيان عظيم جرم الظالم وبيان مآله كثيرة معلومه .
وإنما أحببت التذكير ببعض أخطار الظلم وعلاقته بخراب دنيا العبد وآخرته .
فبالظلم يسلب العبد حلاوة الطاعة ثم يُسلب الطاعة نفسها ثم يُبتلى بالذنوب .

وبالظلم يخسر العبد راحته النفسية وسعادته الأسرية .
وبالظلم يخسر العبد ماله وولده .
بالظلم يحال بين العبد وبين التوفيق والنجاح .
والظلم قبيح وخطير سواء كان المظلوم إنسانا أو حيوانا .

تأمل ظلم هرة أدخل امرأة النار :( حبستها فلا هي اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض).
فكيف حال من يظلم مسلما ؟
فكيف لو كان هذا المسلم قريبا ؟

من يعلم عاقبة الظلم وأثره على دنيا الإنسان وآخرته يفر منه أشد من فراره من الأسد وود لو أنه كان مظلوما ولم يكن ظالما .

ومن يعلم عاقبة الظلم يشفق على الظالم أكثر من شفقته على المظلوم ؛ لأن المظلوم في الحقيقة منصور مأجور ، والظالم مخذول مأزور .

زوج يظلم زوجة ومدير يظلم موظفا ومعلم يظلم طالبا وتاجر يظلم عاملا هذه بعض صور الظلم في حياتنا اليومية من سلم منها فهنيئا له .

الظلم درجات ومع هذا فأقل درجة من درجات الظلم خطيرة ومتوعد صاحبها بالعقاب .
كيف يقر للظالم قرار وتطمئن له نفس وينعم بعيش وهو يعلم جواب رب العباد لدعوة المظلوم :( وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ).

كيف يثبت قلبه في صدره وهو يقرأ هذا الجواب .

فوآسفى على موقف خرج العبد منه ظالما .

ويا آسفى على ظلم علمه العبد ولم يتحلل من صاحبه .

ويا آسفى على ظلم وقع العبد فيه ولم يشعر به ولم يحلله من ظلمه .

كم نحن بحاجة إلى مراجعة وتصحيح لما هو مُقبل من أيامنا بالابتعاد عن أقل القليل من الظلم .

وكم نحن بحاجة إلى تحلل ممن ظلمناه ممن نعلم !

وكم نحن بحاجة الى استغفار يصحبه غيث من دموع دائمة على ظلم وقعنا فيه ولم نشعر به .

خاتمة : اللهم إنك تعلم ولا نعلم فأغفر لنا ما تعلمه ولا نعلمه وجنبنا يارب العباد ظلم العباد ؛ نعوذ بك أن نظلم أو نُظلم .

والله المستعان .

مصلح بن زويد العتيبي .