المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من حرص العلماء على نسخة كتابهم


الأرقم
21-12-2009, 07:56 AM
كان لأبي عليّ القالي نسخةٌ من الجمهرة بخطّ مؤلفها وكان قد أُعْطي بها ثلاثمائة مثقال فأبى فاشتدَّت به الحاجةُ فباعها بأربعين مثقالاً وكتبَ عليها هذه الأبيات :
( أَنسْتُ بها عشرين عاماً وبعتُها ... وقد طال وَجْدي بعدَها وحَنيني )
( وما كان ظنّي أنني سأبيعها ... ولو خَلَّدَتْني في السجون دُيوني )
( ولكن لعَجْزٍ وافتقارٍ وصبْيَة ... صغارٍ عليهم تستهلّ شؤوني )
( فقلت - ولم أملك سوابقَ عَبْرتي ... مقالةَ مكوى الفؤاد حَزين )
( وقد تُخْرجُ الحاجاتُ - يا أم مالك - ... كرائمَ من ربٍّ بهنَّ ضَنين )
قال : فأَرْسَلها الذي اشتراها وأرسل معها أربعين ديناراً أُخْرى رحمهم اللّه.المزهر في علوم اللغة (ج 1 / ص 73) للسيوطي رحمه الله.

وفي معجم الأدباء (ج 2 / ص 26) لياقوت الحموي :
وحدث أبو زكرياء التبريزي قال: رأيت نسخة لكتاب الجمهرة لابن دريدٍ باعها أبو الحسن الفالي بخمسة دنانير من القاضي أبي بكر بن بديلٍ التبريزي وحملها إلى تبريز، فنسخت أنا منها نسخةً فوجدت في بعض المجلدات رقعةً بخط الفالي فيها:
أنست بها عشرين حولاً وبعتها ... فقد طال شوقي بعدها وحنيني
وما كان ظني أنني سأبيعها ... ولو خلدتني في السجون ديوني
ولكن لضعفٍ وافتفارٍ وصبيةٍ ... صغار عليهم تستهل شئوني
فقلت ولم أملك سوابق عبرةٍ ... مقالة مشوي الفؤاد حزين
وقد تخرج الحاجات يا أم مالك ... كرائم من دربس بهن صنين
فأريت القاضي أبا بكر الرقعة والأبيات فتوجع وقال: لو رأيتها قبل هذا لرددتها عليه، وكان الفالي قد مات.

السمراء أم شامة
21-12-2009, 08:09 AM
سبحان الله !!
ماذا لو كان عندهم طبّاعة مثلنا ؟؟

فوزية محمد
26-12-2009, 08:24 AM
ما شاء الله...

رجال قدّروا العلم وما يجب تقديره فأفلحوا...

بارك الله فيك