قال الأستاذ محمد أحمد الراشد ومن أعجب الأمور: أن العقوبة قد لا تظهر في الفاعل، وإنما تظهر في ولده لحكمة ربانية، فقد حدثني أحمد جمال الحريري رحمه الله، وهو يطوف بمكة، قال: يا بني، كلنا قد استهجنا سحب جثة الأمير العراقي عبد الإله بن علي ، صبيحة ثورة أربعة عشر تموز ببغداد، ولكن هل تظن أن ذلك جاء من غير مقدمة؟ قال: لقد رأيت علياً أباه صبيحة التاسع من شعبان بمكة، يوم أعلنت الثورة العربية التي قادها لورنس ، قال: رأيته يصعد إلى قلعة مكة، التي ما زالت شاخصة حتى الآن، فأعطى الحامية العثمانية أماناً إذا سلمت بغير قتال، فسلموا ونزلوا آنذاك بالأمان، وكرهوا القتال بمكة، قال: فأطلق سراح الجنود، وكانوا أربعمائة، ووضع الحبال في أرجل ستة عشر ضابطاً، وسحبهم أتباعه وهم أحياء.أي: جروهم بالسيارات على الإزفلت أو غيره وهم أحياء، والغوغاء تركض وراءهم، فماتوا بعد بضع مئات أمتار، واستمروا يسحبونهم حتى بلغوا البطحاء التي بين مكة ومنى، فعلقوهم على الأشجار أمواتاً، وكل ذلك رأيته بعيني، وما أظن الذي حدث لولده إلا عقوبة مثلية لتلك السيئة.