الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه...
أما بعد :
فتُعد الهم العالية من موانح الله على عباده، بها يحيا المؤمنون وتعز أهدافهم، ويقوى دينهم، وينتصرون بها على شهواتهم وأعدائهم،قال تعالى:( خذوا ما آتيناكم بقوة ) سورة البقرة والأعراف.
لأنها جوهر التنافس، وميدان التسابق، الذي تمثله معالي الأمور، وأشراف المجالات . وما اتسم الأبرار بشيء مفيد رفيع بعد الإيمان، أجل من علو الهمة وقوة الإرادة، الحافزة إلى العلم وإذكاء العقل، وإصلاح الحال، وتهذيب النفس، وهزيمة الشهوة والدنايا...!
أحاديثُ لن يأتي الزمانُ بمثلها/ تضيء جمال الكون بالحُسن والطُهرِ..!
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارقَ، ورتل، كما كنت ترتل في دار الدنيا، فإنّ منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها) رواه أبو داود ( ١٤٦٤ ) والترمذي ( ٦٧٩٩) .
فيه دليل أن علو الآخرة مرتبط بعلو الدنيا، فكلما علوت هنا وارتفعت دينيا، رفعك الله في الدرجات العلى.