ولا بدَّ منَ التأدبِ بآدابِ الدعاءِ وألَّا يكونَ في الدعاءِ اعتداءٌ، قالَ تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف:55]، فإِذَا صَدَقَ المرءُ معَ اللهِ وأخلص قلبُه النية في الدعاءِ، وأيقنَ بالإجابةِ كما في الحديثِ: (ادْعُوا اللهَ وأنتمْ مُوقِنونَ بالإجابةِ) ، فلْيستبشرْ بما يسرُّه، قالَ تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186]، وقالَ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} شرطٌ وجزاءٌ، ولهذَا قالَ عمرُ رضي الله عنه: (إنّي لا أحِملُ همَّ الإجابةِ، وإنَّما أحمِلُ همَّ الدعاءِ، فإذا أُلْهِمْتُ الدعاءَ فإنَّ الإجابةَ مَعَه) .
فمنْ أرادَ السعادةَ الزوجيةَ فَعليهِ أنْ يَأخذَ بكلِّ الأسبابِ المتاحةِ، كمَا في هذهِ القواعدِ وغيرها، وعليهِ أيضًا أنْ يأخذَ بأعظمِ الأسبابِ، وهوَ الدعاءُ، فبهذا سَيَجِدُ حياةً أخرَى منَ السعادةِ والاستقرارِ، وإنْ لمْ يجدْهُ عاجلًا فعليهِ أنْ يُلحَّ في الدعاءِ ولا يَستبطئَ الإجابةَ، فقدْ يُصلِحُ اللهُ أولادَه بدعائِه بعدَ وفاتِه، كما حدث لكثيرين، وسيناله من أثرِ صلاحهم بدعائهم لَه، كما في الحديث الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له).