إنفلونزا الخنازير قتلت أكثر من 81 في المكسيك (الفرنسية)
أعلنت حكومة المكسيك يوم الجمعة 24 أبريل/نيسان 2009 أن إنفلونزا الخنازير قتلت عشرات الأشخاص في البلاد. وتصاعدت المخاوف الدولية من تحول هذا المرض إلى وباء عقب انتشاره وانتقاله للولايات المتحدة.
في ما يلي بعض الحقائق عنه:
- تصيب فيروسات إنفلونزا الخنازير في العادة الخنازير وليس البشر. وتحدث معظم الحالات حين يقع اتصال بين الناس وخنازير مصابة أو حين تنتقل أشياء ملوثة من الناس إلى الخنازير.
- يمكن أن تصاب الخنازير بإنفلونزا البشر أو إنفلونزا الطيور. وعندما تصيب فيروسات إنفلونزا من أنواع مختلفة الخنازير يمكن أن تختلط داخل الخنزير وتظهر فيروسات خليطة جديدة.
- يمكن أن تنقل الخنازير الفيروسات المحورة مرة أخرى إلى البشر ويمكن أن تنقل من شخص لآخر. ويعتقد أن الانتقال بين البشر يحدث بنفس طريقة الإنفلونزا الموسمية عن طريق ملامسة شيء ما به فيروسات إنفلونزا ثم لمس الفم أو الأنفومن خلال السعال والعطس.
الأعراض:
- أعراض إنفلونزا الخنازير في البشر مماثلة لأعراض الإنفلونزا الموسمية وتتمثل في ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وسعال وألم في العضلات وإجهاد شديد. ويبدو أن هذه السلالة الجديدة تسبب مزيدا من الإسهال والقيء أكثر من الإنفلونزا العادية.
- هناك لقاحات متوفرة تعطى للخنازير لتمنع إنفلونزا الخنازير، ولكن لا يوجد لقاح يحمي البشر من إنفلونزا الخنازير رغم أن مراكز السيطرة على المرض والوقاية الأميركية تضع صيغة لأحدها. وربما يساعد لقاح الإنفلونزا الموسمية في تقديم حماية جزئية ضد إنفلونزا الخنازير "أتش 3 أن 2"، لكن لا يوجد لفيروسات أتش 1 أن 1" مثل اللقاح المتداول حاليا.
- لا تنتقل العدوى للأشخاص من أكل لحم الخنزير أو منتجاته. ويقتل طهي لحم الخنزير داخل حرارة 71 درجة مئوية فيروس إنفلونزا الخنازير كما هو الحال مع بكتيريا وفيروسات أخرى.
يعد مرض إنفلونزا الخنازير من الامراض التنفسية الحادة المعدية بدرجة عالية، وهي تصيب الخنازير، حيث تنتقل بين أفراد القطيع لتلك الحيوانات عن طريق التماس المباشر أو غير المباشر، أو عن طريق استنشاق رذاذ حامل للفيروس، وقد تنتقل العدوى من خنزير حامل للفيروس ولكن دون أن تظهر عليه أعراض المرض، وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية.
وتؤكد تقارير المنظمة أن الفيروس المسبب لإنفلونزا الخنازير، والتي كُشف عنه منذ الثلاثينيات، ينجم عن فيروس الإنفلونزا من النوع A، ومن أشهر سلالات هذا النوع ما يُعرف بفيروس (h1n1).
كما تشير بيانات المنظمة إلى إمكانية انتقال العدوى بين الخنازير والبشر، فيما تم تسجيل حالات محدودة شهدت انتقال العدوى بين الآدميين.
وتشابه أعراض إنفلونزا الخنازير الالتهابات التنفسية الأخرى ومنها الحمى، صعوبة التنفس، الشعور بالإعياء وغيرها.
وبحسب مختصين، يمكن للخنازير أن يصابوا بعدوى الإنفلونزا البشرية الموسمية أو انفلونزا الطيور، حيث يرى خبراء من منظمة الصحة العالمية أن أحد سلالات إنفلونزا الخنازير غير الشهيرة جاءت في الأصل من البشر.
إلا أن تقارير علمية تؤكد ان فيروس الإنفلونزا الذي تسبب بالوباء الأخير، والذي بلغ عدد ضحاياه نحو 59 شخص، فيما تجاوز عدد حالات الإصابة الألفي حالة- لم يتم التأكد من أنهم جميعاً ضحايا لنفس الفيروس- هو من نوع جديد من الفيروسات يحمل قطعاً جينية لآدميين وطيور وخنازير، وهو لا يشبه فيروس إنفلونزا الخنازير المعروف، وفقاً لتقرير صادر مؤخراً عن "مركز ضبط الأمراض والوقاية منها " في الولايات المتحدة الأمريكية.
أما منظمة الصحة العالمية فقد أكدت أن جميع حالات الإصابة المؤكدة بالنسبة لهذا الوباء، حدثت بسبب انتقال العدوى بين الآدميين فقط، وهو أمر غير مألوف بالنسبة لفيروس إنفلونزا الخنازير، كما يرى بعض المختصين.
وعلى ما يبدو فإن الفيروس المسبب للإنفلونزا الأخيرة لم يبث الرعب فقط في قلوب الكثيرين، بل وأثار باسمه حنق البعض، حيث شهدت الأوساط العلمية والمنابر الإعلامية جدلاً كبيراً حول صحة الاسم الذي يستخدم للإشارة إلى هذا الوباء وهو "إنفلونزا الخنازير"، فيما يبذل آخرون محاولات لانتقاء اسم مناسب لهذا الخطر القادم.
وفي هذا السياق يرى بعض المختصين أن إستخدام مصطلح "إنفلونزا الخنازير" للإشارة إلى هذه الفيروس المسبب لهذا الوباء هو أمرٌ يُجانب الصواب، باعتبار أنه لا علاقة له بما يُعرف بفيروس إنفلونزا الخنازير المعروف، إذ أن المادة الوراثية للأول تحوي قطع جينية لا تتوافر في الأخير، علاوة على أنه لم يتأكد بعد من أن مصدر العدوى هو تلك الحيوانات الثديية، خصوصاً وأنه لم ُيسجل حتى الآن أية حالة إصابة بينها، بحسب ما يتوافر من معلومات.
وفي هذا السياق نشرت المنظمة العالمية لصحة الحيوان بياناً لها أمس الثلاثاء (28/ 4) أوضحت من خلاله أنه لا يصح تسمية الوباء الحالي بإنفلونزا الخنازير، باعتبار أن المعلومات المتوافرة حالياً لا ُتشير إلا أن إصابات الإنفلونزا التي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، كانت قد ُسبقت بانتشار حالات لإنفلونزا الخنازير المعروفة.
ويوضح البيان بأن الفيروس الذي تسبب بتلك الإصابات يحمل أجزاء لجينات من بشر وطيور وخنازير، مشيراً إلى أن جهود العلماء ستكشف خلال الأيام القادمة عما إذا كان الفيروس الجديد يمكن أن يصيب الخنازير أو الدواجن أو الخيول.
وتقترح المنظمة تسمية الإنفلونزا الجديدة باسم إنفلونزا أميركا الشمالية، نسبة إلى الموقع الجغرافي لأول حالات ظهرت من هذا المرض، تماماً كما حدث عند ظهور الإنفلونزا الآسيوية أو الإنفلونزا الإسبانية في العقود الماضية.
كما أبدى آخرون رأياً مشابها- وصف من قبل البعض بأنه "سخيف"- ولكن من زاوية مغايرة،حيث أعتبر الوكيل الإداري لوزارة الصحة الإسرائيلية أن مصطلح إنفلونزا الخنازير غير لائق بالنسبة لإثنتين من الديانات، إذ ُحرم أكل لحم هذا الحيوان في الديانة اليهودية وكذلك عند المسلمين، على الرغم من أنه لم َيسجل اعتراض أي من علماء العالم الإسلامي على هذه التسمية.
ويوافق هذا الرأي ما يميل إليه أصحاب الأعمال الذين عبروا عن خشيتهم من أن يتضرروا من هذه الإنفلونزا، لارتباط نشاطهم بتربية الخنازير أو تصنيع لحومها أو بيعها، وفقاً لتقارير إعلامية، حيث بات مصطلح "إنفلونزا الخنازير" يطاردهم كلعنة تريد أن تنال من مصالحهم التجارية، بعد أن أعلنت عشر من الدول تقريباً وقف استيرادها لمنتجات لحوم الخنزير.
كما يخشى هؤلاء من إحجام الناس عن شراء هذه المنتجات تجنباً للإصابة بالمرض، خصوصاً وأن بعض التقارير أكدت ضرورة تجاوز درجة حرارة محددة، هي سبعين مئوية تقريباً، ، لضمان القضاء على الفيروس المسبب لهذا المرض.
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن سلالة فيروس انفلونزا الخنازير، التي يعتقد أنها أدت الى مقتل 149 شخصا في المكسيك، تتغيّر بشكل سريع ويمكن أن تتحول لنمط أكثر خطورة.
وقال وزير الصحة المكسيكي خوسيه انغيل كوردوفا ان عدد الوفيات المحتملة جراء الاصابة بمرض انفلونزا الخنازير ارتفع الى 149 حالة وفاة الاثنين.
ومن جهته، حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من ان يتسبب هذا الفيروس في وباء انفلونزا جديد، "يمكن ان يكون خفيفا في تاثيره أو ان يكون شديدا."
واضاف بان: "لا نعرف بعد كيف سيتطور المرض، لكننا نشعر بالقلق لان معظم الذين توفوا به في المكسيك هم من الشباب والبالغين الاصحاء."
ويواصل مسؤولو منظمة الصحة العالمية اجتماعاتهم الطارئة لبحث الموقف بعد أن أعلنت ست دول على الأقل منها بريطانيا واسبانيا وكندا اكتشاف حالات إصابة بالفيروس.
فقد قالت وزيرة الصحة الاسكتلندية نيكولا ستورغيون الاثنين انه تاكد اصابة شخصين كانا قد سافرا الى المكسيك بمرض انفلونزا الخنازير ليكونا اول حالتين مؤكدتين في بريطانيا، مضيفة انهما ادخلا المستشفى.
وأكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الموقف يدعو إلى القلق ولكن لاداعي للاستنفار أو الذعر بعد أن تأكد إصابة نحو 40 شخصا في الولايات المتحدة بالفيروس.
فقد اكد مسؤولون الاثنين ان عدد المصابين تضاعف من 20، حيث اكتشفت الحالات العشرون الجديدة في مدرسة في منطقة كوينز في نيويورك، هي نفسها التي سجلت فيها سابقا ثماني حالات بين طلاب قضوا اجازة في منتجع كنكون المكسيكي.
ورأت منظمة الصحة أن العالم مستعد الآن أكثر من أي وقت مضى، لمواجهة أي تفش محتمل لوباء الانفلونزا في ضوء اتخاذ العديد من الدول تدابير وقائية لوقف انتشار انفلونزا الخنازير.
وقال كيجي فوكودا مساعد المدير العام للمنظمة إن الجهود التي بذلت على مدى عدة سنوات لمواجهة انفلونزا الطيور أسهمت في زيادة مخزون مضادات الفيروس في مختلف أنحاء العالم.
أكدت المنظمة أيضا أنها تحتاج المزيد من المعلومات عن انفلونزا الخنازير لتحديد ما إذا كان يجب الانتقال إلى مرحلة التحذير من وباء عالمي.
إجراءات رقابة وفحص طبي للقادمين من المكسيك في مطارات العالم
ونصحت منظمة الصحة دول العالم توخي الحذر والتعامل بجدية مع أي أعراض انفلونزا غير عادية بين سكانها خاصة في أوساط الشباب والكبار.
إجراءات مراقبة
ومن جهتها، شرعت دول كثيرة فى اجراء مراقبة صحية للمسافرين في المطارات القادمين من المكسيك والولايات المتحدة. ففي مطار شنغهاي على سبيل المثال تم فحص المسافرين بمعدات طبية خاصة للتأكد من خلوهم من أعراض الفيروس.
بل ان بعض الدول سارعت في إصدار تحذيرات لمواطنيها بشأن السفر إلى المكسيك، وإضافة إلى إجراءات المراقبة الصحية في المطارات والموانئ بدأت حكومات العالم في توفير في مضادات الفيروسات بكميات كبيرة.
وقررت حكومات مثل الصين وروسيا وضع أي شخص لديه أعراض الفيروس القاتل قيد الحجر الصحي، كما زادت معظم الحكومات إجراءات فحص واردات الخنازير من الأمريكتين أو فرضت عليها حظرا مؤقتا.
استنفار آسيوي
وتعيش معظم الدول الآسيوية حالة استنفار خوفا من تفشي الفيروس فيها خاصة في الدول ذات الكثافة السكانية العالية مثل الصين والهند.
وأعلنت سلطات المطارات في اليابان واندونيسيا وهونج كونج وسنغافورة خططا لفحص المسافرين لكشف أي أعراض للانفلونزا.
يشار إلى أن فيروس انفلونزا الطيور أودى خلال السنوات الماضية بحياة المئات في الدول الآسيوية في مقدمتها اندونيسيا والصين.
من جهته قال بيتر كوردينجلي المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن دول آسيا أكثر استعدادا للتعامل مع أي انتشار وبائي لانفلونزا الخنازير من خلال الخبرات التي اكتسبتها في التعامل مع وباء سارس عام 2003 الذي اودى بحياة أكثر من 800 شخص.
وتمثلت هذه الخبرات بصفة خاصة في إجراءات المراقبة في المطارات والحجر الصحي والتعامل مع تلاميذ المدارس.
لكن خبيرا صينيا بارزا حذر من أن دولا مثل الصين والهند واندونيسيا ليست مستعدة جيدا لمواجهة تفشي انفلونزا الخنازير بصورة وبائية.
وقال البروفيسور جوان يي الأستاذ بجامعة هونج كونج وأبرز من قاموا بدراسات على فيروس سارس إنه لايعتقد إن تفشي فيروس انفلونزا الخنازير بين البشر يمكن احتوائه في وقت قصير.
وأضاف أن هناك مشكلات حقيقية في الصين والهند بسبب الكثافة السكانية وعدم كفاية الخدمات الصحية.
وأكد ان الصورة الحقيقية لانتشار الفيروس لم تتضح حتى الآن موضحا أن الحالات رصدت في جميع مناطق العالم.
المكسيك وأمريكا
العاصمة المكسيكية بؤرة لانتشار الفيروس
وكانت السلطات الفيدرالية الأمريكية قد أعلنت حالة طوارئ في المجال الصحي لمواجهة تفشي انفلونزا الخنازير.
وتواجه المكسيك مشكلة عدم توافر المصل المضاد للسلالة الجديدة من المصل ويتم معالجة الإصابات الخطيرة بالمضادات الحيوية.
ويقول مراسل بي سي سي ستيفن جيبس إن العاصمة مكسيكو سيتي تبدو مركزا لتفشي الفيروس وبدأ كثيرون في مغادرتها، ومازالت المدارس والجامعات بل ومعظم المطاعم والحانات مغلقة حتى إشعار آخر.