على الرغم من أن للنظافة أهمية كبيرة في حياتنا من الوقاية من الأمراض، إلا أن بعض العلماء من كاليفورنيا يحذرون من المبالغة فيها حتى لا تصبح هوسا مرضيا يتسبب في إضعاف قدرة الجلد على البقاء في حالة صحية، فالبكتيريا الموجودة على سطح الجلد لها دورا نشط في منع الإصابة بالطفح الجلدي والتئام الجروح والكدمات، وهذا دليل على أن هاجس النظافة يمكن أن يضر أكثر مما ينفع .
وفسر العلماء سبب ارتفاع إصابة الأطفال بحساسية الجلد إلى عدم تطور جهاز المناعة لديهم بشكل صحيح، بسبب مبالغة الأم في المحافظة عليهم وغسل أيديهم باستمرار وحمايتهم من التعرض للحشرات والأوساخ مما يقف حائلا أمام جهازهم المناعي من القيام بدوره في المقاومة والدفاع، وبالتالي تضعف مقاومتهم ومناعتهم الذاتية، وتعرقل الجسم من تكوين مضادات بكتيرية للدفاع .
وأوضح علماء جامعة كاليفورنيا الذين أشرفوا على الدراسة أن التعرض للميكروبات يمكن أن يكون مفيدا، لما لها من دور هام في تهدئة الاستجابات المناعية التي تسبب الجروح والخدوش لتصبح متورمة ومؤلمة، وأن مثل هذه الجراثيم مفيدة للإنسان خاصة الأنواع العنقودية التي تسبب الالتهاب عندما تتواجد تحت سطح الجلد، بينما لا تحدث تلك الالتهابات عند تواجد تلك البكتيريا فوق سطح الجلد والطبقة الخارجية منه.
واكتشف فريق البحث أن أكثر من 100 ترليون ميكروب يعيشون فوق أو داخل الجسم البشري، أغلبهم يمثل مصدر حيوي للصحة، وله القدرة على ردع البكتيريا الخطرة من دخولها للجسم، كما لها دور في تقوية الجهاز المناعي للإنسان.
وللنظافة مخاطر منها:
إعاقة جهاز المناعة عن تكيفه على النضج والتعامل مع التهديدات الخارجية، تعرض جسم الطفل للإصابة بأمراض خطيرة مثل الربو والإكزيما، يكون أكثر عرضة لأمراض المناعة الذاتية مثل مرض السكري من النوع الأول، وأنواع متعددة من التصلبات، والتهاب الأمعاء وهذا لأن الإفراط في توعية الجهاز المناعي يؤدي إلى مهاجمته لأشياء لا ينبغي له مهاجمتها حتى يصل الحد إلى مهاجمة الجسم نفسه .
وحدد العلماء بعض أنواع الكائنات الحية الدقيقة التي تساعد جهاز المناعة على النمو وتنظيم وظيفته، وتتواجد تلك الكائنات في الطين، الديدان الطفيلية، ونوع من البكتيريا يسمى العصيات اللبنية، وبذلك يصبح علينا تعلم النظافة المعتدلة وعدم المبالغة حتى لا نفقد الفوائد التي تعود على الجسم من تلك الكائنات.
وأخيرا حذر العلماء الأمهات من خطورة النظافة الزائدة لأنها تسبب فقدان "الحصانة"، ليكون الطفل أكثر عرضة لمخاطر المواد السامة.