بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى ءاله وصحبه ومن والاه ،
أمـا بـعـد :
فإنه يحزننا ما نسمعه من تزايد حالات الطلاق بين أزواج المسلمين وتشتت الأسر وتفكك المجتمع ؛ فكأنما صار هذا الأمر أهون عند البعض من شربة ماء !!
لذا فقد خطرت لي هذه الفكرة الطيبة ؛ من أجل دوام الألفة والمحبة بين أزواج المسلمين
( لن أطيل عليكم ) الفكرة هي أن يحضر كل طرفٍ دفتر ملاحظات كبير ( من تلك الدفاتر التي يوضع عليها أقفال )
ويدوِّن فيه كل المحاسن والخيرات واللطائف التي يراها من صاحبه يومًا بيوم ؛
مثلًا يكتب الزوج : في يوم كذا قالت زوجتي كلامًا طيبًا ، وقامت بأعمالٍ طيبة ، ويذكر كل ما رآه من الخير .
وكذلك تكتب الزوجة : في يوم كذا قال زوجي كلامًا طيبًا ، وقام بأعمالٍ طيبة ، وتذكر كل مارأته من الخير .
ويكتبان اللحظات السعيدة والذكريات الجميلة ..
ولايكتبان أيَّة سيئةٍ أبدًا أبدًا أبدًا
لمــاذا ؟
لأن هناك من يتكفل بهذا الأمر ، ويتقن عمله على أكمل وجه !!
سأشرح لكم :
قال تعالى : { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } سورة الإسراء 53
عند حدوث مشاحنات بين الزوجين يأتي الشيطان الخبيث ، يوسوس في صدور الناس ويُذكِّر كل طرف بمساويء الآخر ؛
فيقول للمرأة : أتذكرين يوم قال زوجك كذا ؟؟ أتذكرين يوم فعل كذا ؟؟
ويأتي للرجل يقول له : أتذكر يوم قالت زوجتك كذا ؟؟ أتذكر يوم فعلت كذا ؟؟
ويُذكِّرهما بأسوء اللحظات في حياتهما ، وينسيهما كل لحظةٍ طيبةٍ وكل عملٍ طيب ؛
فينساق كلُ واحدٍ منهما وراء شيطانه كما ينساق الحمار مع راكبه !!
وهنا قد تسمع الرجل يقول : بئس المرأة أنتِ ، لليلتي حين بتِ طالقةً أحبُّ إليّ من ليلة العرس !!
وقد تسمع المرأة تقول : بئس الرجل أنت ، مارأيت منك خيرًا قط ( كفران العشير )!!
فيحدث مالاتحمد عقباه والعياذ بالله !!
لذا ينبغي ألا يكتب الإنسان المساويء والسيئات التي يجدها من الطرف الآخر ...
وقد جاءتني هذه الفكرة عندما سألت نفسي ذات مرة : متى يحزن الإنسان على الميت أو المفارق ؟؟
فكان الجواب هو : عندما يتذكر الأعمال الطيبة التي قام بها ذلك البائن ، أو اللحظات الجميلة التي مرت بينهما .
ولمّا كان الشيطانُ ينُسي الإنسانَ الإحسان ، جاءت أهمية تلك الدفاتر والمذكرات ؛ كي تذكِّر كل منهما بحسنات الآخر وأفضاله عليه ؛ فيقرأ ما كتبه من حسناتٍ وطيبات ، وكلما نسي ذكرته السطور التي خطها بيده ، فيهدأ صدره ، ويلتمس الأعذار لصاحبه ، ويزول الغل عن قلبه فيعود أبيضًا صافيًا ...
نعود للدفتر :
ينبغي أن يكون الدفتر ذا غلافٍ قوي ؛ كي يعيش مدة طويلة ولايبلى بسرعة
وحبذا لو كان دفترًا بقفلٍ كي يغلق جيدًا
وبعد تدوين الملاحظات فيه وإغلاقه يتم حفظه في مكان لايمكن للطرف الآخر الإطلاع عليه أبدًا أبدًا أبدًا
لمـاذا ؟؟
لأن كل طرف إذا رأى ما يكتبه صاحبه عنه ويمتدحه ويذكر محاسنه سيشعر في نفسه بالغرور ، ويحسب أن له فضل كبير على الآخر ( وهذا ما لا نريده أبدًا ) بل ينبغي أن يشعر المرء بالتقصير في حق صاحبه ؛ كي يجود بأفضل ما عنده ؛ لذا لايجب أن يرى هذا الدفتر غير كاتبه .
وبهذا أتمنى أن أكون وفقت في سن سُنة حسنة ، للحد من حالات الطلاق في العالم
والحمد لله رب العالمين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يوشك الأمم أن تداعى عليكم ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : و من قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، و لكنكم غثاء كغثاء السيل ، و لينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، و ليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، فقال قائل : يا رسول الله و ما الوهن ؟ قال حب الدنيا و كراهية الموت
رد: من أجل دوام الألفة والمحبة بين أزواج المسلمين ، والحد من حالات الطلاق في العالم
وجزاكِ مثله يا غالية
الله يسلمكم ويبارك فيكم ويحفظكم من كل سوء
وأنا كذلك اشتقت لكن وللمنتدى
وشكرًا على باقة الورد الجميلة
توقيع : السمراء أم شامة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يوشك الأمم أن تداعى عليكم ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : و من قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، و لكنكم غثاء كغثاء السيل ، و لينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، و ليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، فقال قائل : يا رسول الله و ما الوهن ؟ قال حب الدنيا و كراهية الموت