المُقَدِّمة:
انبثق نور الإسلام منَ الجزيرة العربيَّة، وامتدَّ شرقًا إلى العراق وإيران وأفغانستان وشبه جزيرة القارة الهنديَّة، ثم ماليزيا وإندونيسيا، وحتى الصين والفلبين.
واستغرق هذا الانتشار زمانًا، وامتدَّ مكانًا، وتأخَّر وصول الإسلام إلى اليابان إلى أواخر القرن التاسع عشر، ويعبِّر اليابانيون - مُسْلمهم، وغير مسلمهم - عن أسَفِهم واستغرابِهم من هذا التَّأخير، في الوقت الذي وصل فيه الإسلام الصين والفلبين.
وعلى أيَّة حال وبقَدَر منَ الله - سبحانه وتعالى - حدَثَ الذي حدث، وإنَّني بهذه الورقة آثرتُ أن أعرض الوجود الإسلامي زمنيًّا Chronology، وحدَّدت محطات، وأرَّخت لكل فترة وَفق ما تيسَّر من معلومات، عاشرت الأربعين سنة الأخيرة منها، وتتبَّعت المراحل التي قَبْلها بالبحث والتنقيب مدةً زادت على الثلاثين سنة، ولا أدَّعي الإحاطة، وكل إنسان يرى التاريخ يبدأ من عند نفسه، وحين تتعدد الكتابات والمصادر فإنَّ الصورة قد تصل إلى ما هو أقرب إلى الكمال، وهَأَنَا أدْلِي ببضاعتي معتذرًا إن كان لحظ النَّفس فيها شيء، وهو غير مقصود، فتجارة الدنيا تُمحَق بركتُها إن لم يصاحبها الصدق والإخلاص، فكيف بالتجارة مع الله وهو يعلم خائنة الأعين وما تُخفِي الصدور، وإني أسأل الله العفو والمغفرة، وأرجو من إخواني الصَّفح.
19/ 8/ 1422هـ
4/ 11/ 2001م
مرحلة ما قبل 1900
في بداية عصر النهضة اليابانيَّة ويدعى "عصر ميجي" Meiji، الذي بدأ عام 1868 - كانت هناك دولتان وحيدتان في آسيا هما اللتان تتمتعان بالاستقلال، وهما العثمانيَّة واليابانيَّة، وكلتاهما تواجه ضغوطًا من الدول الغربيَّة، فحرَص الجانبان على إقامة علاقات ودِّيَّة بينهما، وتمَّ تبادل الزيارات، وكانت أهمها البعثة التي أرسلها المرحوم السلطان عبدالحميد الثاني إلى اليابان على الباخرة "آل طغرل"، وعلى ظهرها أكثر من ستمائة ضابط وجندي عثماني (ترْك، وعرب، وألبان، وبوسنيون... إلخ)، يقودهم الأميرال عثمان باشا، وذلك عام 1890، وبعد أن أدت البعثة مهمتها في اليابان وقابل رئيسها الإمبراطور، عادت أدراجها، إلاَّ أنَّها وهي لا تزال على الشواطئ اليابانيَّة، وليس بعيدًا عن "أوساكا" هبَّ عليها إعصار شديد، أدَّى إلى تحطمها واستشهد أكثر من خمسمائة وخمسين شخصًا بما فيهم أخو السلطان ومعهم عثمان باشا.
هزَّت الحادثة الطَّرفين، ونُقل النَّاجون على باخرتين يابانيتين إلى إسطنبول، ودفن الشهداء عند الموقع، وعمل متحف بجانبهم، ويحتفل اليابانيون والأتراك إلى يومنا هذا كل خمس سنوات بهذا الحادث في الموقع نفسه برغم تبدل الحكومات، وهذا دليل على إخلاص اليابانيين في صداقتهم.
بعد سنة من الحادث تصدَّى صحفي ياباني شاب "أوشاتارو نودا" لجمع تبرعات من اليابان لعائلات الشهداء، وذهب إلى إسطنبول عام 1891، وسلَّم التبرعات للسلطات العثمانيَّة، وقابل السلطان عبدالحميد، وأثناء إقامته في إسطنبول لقي أول مسلم إنجليزي، وهو "عبدالله غليام" وهو من مدنية "ليفربول"، وبعد التَّحادث معه قَبِل دِينَ الإسلام، وتَسمَّى "عبدالحليم" كما تظهر الوثيقة العثمانيَّة المرفقة.
ويمكن اعتبار "عبدالحليم نودا" أول مسلم ياباني، تَبِعه بعد ذلك يامادا الذي وصل إسطنبول عام 1893 يحمل التَّبرعات لعائلات الشهداء، وطلب منه السلطان عبدالحميد تدريسَ اللغةِ اليابانيَّة للضبَّاط العثمانيين، واتخذ اسم خليل أو عبدالخليل، فبذا يمكن اعتباره ثاني مسلم ياباني.
أمَّا الشَّخص الثالث فهو "أحمد أريجا" Ahmed Ariga، وكان مسيحيًّا يعمل في التجارة، زار مدينة "بومبي" عام 1900، ولفت نظرَه مسجدٌ فيها، فدخله وأسلم هناك، وعاد داعية وشارك في إحدى ترجمات القرآن الكريم لليابانيَّة، وفي هذه المرحلة سكن تجار مسلمون من الهند في كل من "طوكيو"، و"يوكوهاما"، و"كوبي"، وبهذا يعتبرون أول جالية إسلاميَّة تقيم في اليابان.
وللحديث صلة في الحلقات القادمة بإذن الله تعالى.
...........................
قال عبد الله بن المعتز : « المتواضع في طلاب العلم أكثرهم علما ، كما أن المكان المنخفض أكثر البقاع ماء » .
زار اليابان مبعوثٌ للسلطان عبدالحميد يدعى محمد علي في عام 1902، وذكرت الوثائق أنَّه كان يخطط لإقامة مسجد في "يوكوهاما".
كما زار اليابان الضابط "برتو باشا" مبعوث السلطان عبدالحميد؛ لمراقبة الحرب اليابانيَّة الروسيَّة (1904 - 1905) وأقام سنتين، وقابل الإمبراطور وألَّف كتابًا من جزأين باللغة التركية.
وبعد الحرب اليابانيَّة الروسيَّة نُشِرَت أنباء عالميَّة عن اهتمام اليابان بالإسلام والعالم الإسلامي، مما حفَّز المسلمين في كل مكان على القيام بنشر الإسلام في اليابان.
فقد ذكر العقَّاد أنَّ ضباطًا مصريين بهرَتْهم انتصارات اليابان على روسيا، فتطوَّعوا في الجيش الياباني وتزوجوا يابانيَّات وخلفوا، منهم من عاد إلى مصر، ومنهم من بقي.
كما زار الدَّاعية الهندي "سر فراز حسين" اليابان في أواخر عام 1905 وأوائل 1906، وألقى محاضرات عن الإسلام في "ناغاساكي" و"طوكيو".
وأقيم أول مسجد في "أوساكا" للأسرى المسلمين الروس بعد الحرب التي ذكرناها، وذلك عام 1905.
كما نشرت الأخبار في العالم الإسلامي أنَّ مؤتمرًا يُعقد في طوكيو عام 1906 يقارِن فيه اليابانيون بين مختلف الأديان؛ لاختيار الدين الصَّحيح، هكذا وصلت الأخبار المبالغ فيها، فتحمَّس المسلمون في كل مكان لحضور المؤتمر، وذكر السيد علي أحمد الجرجاوي - وهو محامٍ شرعي أزهري - أنَّه ذهب لحضور المؤتمر، وألَّف كتابًا عام 1907 أسماه "الرحلة اليابانيَّة" ادَّعى أنَّه ومعه داعية صيني يدعى "سليمان الصيني"، وروسي يدعى "مخلص محمود"، وهندي اسمه "حسين عبدالمنعم"، كوَّنوا جمعية في طوكيو للدَّعوة الإسلاميَّة، وأسلم على أيديهم اثنا عشر ألف ياباني.
وبعد سنتين أو ثلاث زار اليابان "عبدالرشيد إبراهيم"، وهو رحَّالة وداعية مسلم من روسيا واستهجن هذا الادعاء، واستهجن كذلك بادعاء الجرجاوي الدَّاعيةُ والمفكر الهندي "محمد بركة الله" الذي أقام في اليابان خمس سنوات ما بين 1909 - 1914، وإن كاتب السطور منذ بضع سنوات يجري التَّحقيق: هل زار الجرجاوي اليابان أم لا؟ ولم يتمكَّن من الحصول على أي دليل مادي غير الكتاب الذي ألَّفه الجرجاوي.
وجاء الدَّاعية "عبدالرَّشيد إبراهيم" الذي سبق ذِكْره إلى اليابان عام 1909 وأقام ستَّة شهور، قابل فيها رجالات اليابان من الوزراء إلى الفلاَّحين، وأسلم على يديه نخبة من المفكرين والصحفيين والضبَّاط الشباب، كما زار الصين وكوريا والهند والحجاز، وألَّف كتابًا من ألْف صفحة باللغة العثمانيَّة، أشرف كاتب هذه السطور على ترجمته ومراجعته، وسيصدر قريبًا - إن شاء الله.
"عبدالرشيد" رحَّالة وداعية وسياسي وأديب وعالم، وقال عن كتابه المرحوم "عبدالوهاب عزام": إنَّه أهم من كتاب ابن بطوطة، كما روى ذلك الدكتور/ محمد رجب البيومي في مقالة له في مجلة الأزهر.
كما زار اليابان "محمد بركة الله" من "بهوبال" في الهند، وهو أول من علَّم الأردية في جامعة اللغات الأجنبيَّة في طوكيو، وأصدر لثلاث سنوات مجلة "الأُخُوَّة الإسلاميَّة ISLAMIC FRATERNITY ما بين 1910 - 1912، وأسلم على يديه عدد من اليابانيين، ولم أحصل إلاَّ على عددين من مجلته، ولا أزال أفتِّش عنها؛ لأنَّها تحمل براعم انتشار الإسلام في اليابان.
ومنَ الضبَّاط الذين ذكرهم العقَّاد عرفت عن "أحمد فضلي" الذي أقام في اليابان وتزوَّج يابانيَّة عام 1908، ولقي "عبدالرشيد إبراهيم" وتعاون معه، كما تعاون مع "بركة الله" لستة شهور في إصدار المجلة ثم تركه، وألَّف "فضلي" كتابَ "سر تقدم اليابان" عام 1911 بالعربيَّة، كما ترجم من اليابانيَّة كتابَ "النَّفس اليابانيَّة" الذي يوضح الشَّخصيَّة اليابانيَّة، وزار جامعة "واسيدا" بصحبة "عبدالرشيد"، وترجم له محاضرةً عن الإسلام بالجامعة لثلاث ساعات، وذكر "عبدالرشيد" أنَّ في جامعة "واسيدا" حوالي الألف صيني من بينهم تسعة وثلاثون مسلمًا، وهم الذين أصدروا صحيفة إسلاميَّة باللغة الصينيَّة عنوانها "الاستيقاظ الإسلامي"، هكذا كتبوا العنوان بالعربيَّة.
كما أصدر "حسن هاتانو" الذي أسلم على يد "بركة الله" مجلة شهريَّة مصوَّرة باللغة الإنجليزيَّة أسماها أيضًا "الأخوَّة الإسلاميَّة"، واسمها بالإنجليزيَّة ISLAMIC BROTHERHOOD، ولم أعثر على أي عدد منها حتى الآن، وذلك في عام 1918، كما أنَّه أصدر في عام 1911 مجلة Islam باليابانيَّة والإنجليزيَّة، ولم أعثر حتَّى الآن على أي عدد منها.
وأدَّى الحجَّ أوَّلُ يابانيٍّ عام 1909، وهو "عمر ياما أوكا"، فقد صاحب "عبدالرشيد إبراهيم" إلى الديار المقدَّسة ثم إلى إسطنبول.
ونَشَرَت مجلة العالم الإسلامي بالفرنسيَّة عام 1911 خبرًا عن إسلام شخصين يابانيين مقيمين في الصين، وعزمهما على نشر الإسلام في اليابان بعد عودتهما إلى بلدهما.
..............................
قال عبد الله بن المعتز : « المتواضع في طلاب العلم أكثرهم علما ، كما أن المكان المنخفض أكثر البقاع ماء ».
العشرينيات: 1920 - 1930
ازداد اهتمام اليابان بالعالم الإسلامي لأغراض متعددة: توسعيَّة، اقتصاديَّة، ثقافيَّة، كما تمَّت ترجمات لمعاني القرآن الكريم، وشُكِّلَت الجمعيَّات، وأُلِّفَت الكتب الإسلاميَّة الاستشراقيَّة.
وبدأ المهاجرون من المسلمين التتار يَفِدون اليابانَ فرارًا منَ الحكم الشيوعي في روسيا، واستقرَّ أكثرهم في "طوكيو"، و"ناغويا"، و"كوبي"؛ كما أدَّى ثاني مسلم ياباني فريضة الحج، وهو المرحوم "نور إبي تاناكا" (ippei tanaka) الذي أسلم في الصين، كما أسلم في الصين المرحوم "عمر ميتا" مترجم معاني القرآن الكريم.
زار "عمر ياما أوكا" مصر، وذهب إلى الأزهر عام 1924، وله صورة تذكاريَّة بالزي الأزهري، يعلو وجهَه النورُ وكأنه أحد علماء إندونيسيا وماليزيا.
الثلاثينيَّات 1930 - 1940
برز اسم "عبدالحي قربان علي" كزعيم ديني للمسلمين التتار، وأصدر مجلَّة باللغة التتاريَّة "جابان مخبري" توزع في داخل اليابان وخارجه، وأنشأ مطبعة بالحروف العربيَّة طبع فيها الكتب الإسلاميَّة باللغة التتاريَّة، وطبع القرآن الكريم الذي كان قد طبع في مدينة "قازان" قبل الحكم الشيوعي، وقوَّى علاقاته بالسلطات اليابانيَّة ممَّا دفعها لمساعدة المسلمين في بناء أول مسجد في "طوكيو" عام 1938، والذي حضر افتتاحه المرحوم "حافظ وهبة" سفير المملكة في لندن مندوبًا عن المرحوم الملك عبدالعزيز آل سعود، وحضر سيف الإسلام الحسين من اليمن، ومحمود فوزي قنصل مصر في اليابان، والذي أصبح فيما بعد وزيرًا للخارجيَّة ونائبًا لرئيس الجمهوريَّة، ولدى كاتب هذه السطور الكلماتُ التي ألقيت وترجمتها والصور التي أخذت بالمناسبة.
عاد ثانية إلى اليابان عام 1933 الدَّاعيةُ عبدالرشيد إبراهيم، وتعاون مع "قربان علي" في قيادة الجالية الإسلاميَّة، حيث أصبح الضبَّاط الشباب الذين أسلموا على يديه في زيارته الأولى - أصبحوا هم الذين يتولون سياسة البلد.
كما جاءت شخصيَّة هنديَّة لامعة لليابان، وهو "نور الحسن برلاس"، الذي تولى كرسي اللغة الأردية في جامعة اللغات الأجنبيَّة منذ عام 1932 إلى عام 1949، وكان له نشاط مع المسلمين، وكتب الكثير عن الإسلام في اليابان باللغة الأردية، ترجمها كاتب هذه السطور للعربيَّة، وقابَلْت ابنَه في كراتشي عام 1997 وأحفاده في كراتشي، وإسلام آباد، والرياض.
وزار اليابان كذلك الدَّاعية العالم الهندي "علم الله صديقي"، وألقى محاضرات عن الإسلام في طوكيو، وهو من أوائل الرحَّالة والدعاة العالميين الذين أنشؤوا مراكز، وزاروا أقطار الدنيا، وترك أثرًا في كل بلد، وعندي خطابه الذي ألقاه في فندق "الأوريون" في "جينزا" (ginza) بقلب "طوكيو" عام 1936 عن مكانة المرأة في الإسلام.
وقد أسِّس في هذه الفترة مسجدُ "كوبي" عام 1935 من قِبل المسلمين الهنود، وساهم المرحوم "فيروز" بأكبر قسط من المال، وقابَلْتُ ابنه في "دلهي" عام 1995، وقبَّلت رأسه احترامًا لوالده، كما بنى المسلمون التتار مسجدًا في مدينة "ناجويا" في الفترة نفسها.
واهتمَّت اليابان بتركستان الشَّرقيَّة التي هي جزء من الصين، واستدعت زعماء المسلمين هناك والطلبة لليابان، ومنهم أمين إسلامي الذي أصبح إمامًا لمسجد "طوكيو" من 1938 إلى 1953، وهاجر بعدها للمملكة في الطائف ثم جدة، وعمل في الإذاعة ووزارة الحج، وأبناؤه في جدة.
كما برز في هذه الفترة وأسلم المرحوم "مصطفى كومورا" وكان له دور مع مسلمي تركستان الشَّرقيَّة و"يونان" في الصين، وبعد الحرب شكل جمعيتين إسلاميتين معترَفًا بهما رسميًّا، وبهذا يعتبر أمْهَر وأول اليابانيين المسلمين في التسجيل الرسمي، والذي يعتبر أصعب شيء في اليابان، وأرسل عشرات الطلبة إلى باكستان وماليزيا ثم المملكة، وشارك "عمر ميتا" في ترجمة معاني القرآن الكريم في مكة المكرمة، وألَّف موسوعة ضخمة عن تاريخ الإسلام في اليابان باللغة اليابانيَّة، ترجمناها للإنجليزيَّة، وهي قيد الإعداد للطبع.
وفي هذه الفترة بدأ سيلٌ من المسلمين اليابانيين يذهب لأداء فريضة الحج في سنوات متتالية، حظي أبرزهم المرحوم "صالح سوزوكي" بمقابلة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود؛ حيث كان يعطي اهتمامًا كبيرًا للحجاج اليابانيين كما روى لي السيد العامودي، الذي كان يعمل في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة أن السيد "جايان أوغلو" - وهو عديل للسيد "قربان علي" - زار المملكة وقابل المرحوم الملك فيصل في الطائف في وسط الثلاثينيات، وحدثه عن مسلمي اليابان، وطلب من المملكة دعمهم.
وجاء اليابانَ التاجرُ اللبناني الأديب "عبدالرحمن قليلات" قادمًا من البرازيل ومعه عائلته، وله إسهامات مع المسلمين في اليابان، كما سكنَت اليابانَ عائلةُ "الدبس"، وكبيرهم المرحوم "عبدالهادي الدبس"، وهم تجار كبار من سوريا، وكان ابن عمه السيد "فؤاد الدبس" - متعه الله بكامل الصحة والعافية - الذي يقيم في كوبي، كان له ولآل الدبس أيادٍ بيضاءُ في دعم الوجود الإسلامي في اليابان.
............................
قال عبد الله بن المعتز : « المتواضع في طلاب العلم أكثرهم علما ، كما أن المكان المنخفض أكثر البقاع ماء ».
الأربعينيَّات 1940 - 1950
وصل اليابان في عام 1941 الشيخ "عبدالله طوغاي" مبعوث الأزهر إلى اليابان، وبقي ستة أشهر فقط، حيث عاد إلى مصر؛ بسبب انضمام مصر إلى الحلفاء ضد المحور أثناء الحرب العالميَّة الثانية، وتعلَّم العربيَّةَ عليه الأستاذُ "عمر هاياشي".
ومع "عبدالله طوغاي" تواجد في اليابان "محمد كامل طبارة" تاجر الأسهم اللبناني، وهو الذي فكَّ الرموز والكتابات التي تمتلكها قبائل "العينو"، وهم سكَّان اليابان الأصليون، إنَّ هذه الكتابات عجز عن فكها فطاحلة علوم الألسن والأجناس اليابانيون، وأعلن "طبارة" ترجمتها في مؤتمر صحفي كبير في "طوكيو" عقد في حينه، اطَّلعنا عليه في الوثائق التي وجدناها.
دخلت اليابان الحرب واحتلَّت أجزاء من آسيا، واحتكَّ اليابانيون بمسلمي الصين، وماليزيا، وإندونيسيا، والصين، والفلبين، وبورما، وظهرت أسماء "عمر يوكيبا" (متَّعه الله بوافر الصحة والعافية وهو موجود بالندوة هذه)؛ حيث أسلم في ماليزيا، والمرحوم "عبدالمنير واطانابا" أسلم في إندونيسيا، والمرحوم "صادق إيمازومي"، والمرحوم "فاروق ناغاسي"، و"سودا"، و"ماتسوباياشي"، وغيرهم.
- توفِّي رائد الدَّعوة الإسلاميَّة في اليابان "عبدالرشيد إبراهيم" عام 1944، وهو دفين مقبرة المسلمين في "مقبرة تاما" بضواحي "طوكيو".
- خسرت اليابان الحرب وعاد ثلاثة ملايين ياباني، ومن بينهم الذين أسلموا في آسيا.
- رجع "نور الحسن برلاس" عام 1949، وباع طوابع قديمة، ليقطع تذكرة له ولزوجته ليعود إلى باكستان، وقابَلْت ابنه عام 1997 كما قلت في "كراتشي"، ويبلغ من العمر 82 عامًا، وكان قد درس في "يوكوهاما".
............................
قال عبد الله بن المعتز : « المتواضع في طلاب العلم أكثرهم علما ، كما أن المكان المنخفض أكثر البقاع ماء ».