سيدور محور حديثي في هذا المنتدى المبارك حول حديث نبوي رواه الشيخان البخاري ومسلم رحمهما الله واللفظ لمسلم : عن أبي إدريس الخولاني قال: سمعت حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه يقول : ( كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت: يارسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر؟ قال : نعم فقلت : فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال : نعم وفيه دخن قلت وما دخنه ؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر فقلت : فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال : نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها فقلت: يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك ؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم فقلت : فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك). صحيح مسلم رقم ( 1847). هذا الحديث الشريف يوحي بمعان ثقيلة , ويلقي بظلال ظليلة , فهو من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم , فإذا دقق المدقق وحقق المحقق في التاريخ الإسلامي , يرى أنه قد تطبق بحذافيره , فقد كانت المرحلة التي عاش فيها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بين اصحابه هي مرحلة الخير الخالص , وكانت المرحلة التي جاءت بعده صلى الله عليه وسلم هي مرحلة الشر التي جاءت بعد الخير الذي جاء به صلى الله عليه وسلم , فقد روى الامام مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما :أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم ، أي قوم أنتم ؟ " .فقال عبد الرحمن بن عوف : نقول كما أمرنا الله عز وجل ."قال الامام النووي أي نطيع الله سبحانه , ونمثل لأوامره ونواهيه" فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" أو غير ذلك تتنافسون ، ثم تتحاسدون ، ثم تتدابرون ، ثم تتباغضون " . ولذلك عندما فتحت فارس والروم على عهد عمر رضي الله عنه وجيء بكنوز كسرى اليه بكى رضي الله عنه وأرضاه فقال : "إن هذا لم يفتح على قوم الا جعل الله بأسهم بينهم , فالذي حصل في هذه الفترة ليس كما توقع عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه من ان المسلمين سيكونون كما أمرهم الله تعالى , بل الذي حصل كما توقع صلى الله عليه وسلم من تنافسهم ثم تباغضهم ثم تدابرهم بسبب الدنيا , ففي هذه المرحلة استغل المنافقون تنافس المسلمون في الدنيا أمثال عبالله بن سبأ فأشعلوا فتنة عظيمة بين المسلمين راح ضحيتها عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيدالله رضي الله عنهم , فكانت هذه هي مرحلة الشر التي جاءت بعد الخير الذي جاء به صلى الله عليه وسلم , وجاءت بعدها مرحلة الخير الذي شابه الدخن فلم تكن هذه المرحلة هي مرحلة الخير الخالص , بل كان ما يعكر صفوها من البدع التي ظهرت من المتكلمين أمثال المعتزلة والجبرية والمرجئة , ومع ذلك كانت هذه مرحلة يغلب عليها الخير , فقد هيأ الله للمسلمين في هذه المرحلة العدول من العلماء الربانيين الذين نفوا عن الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين , امثال ابو حنيفة النعمان بن ثابت ومالك بن أنس الأصبحي ومحمد بن ادريس الشافعي وأحمد بن حنبل الشيباني والليث بن سعد وسفيان بن عيينة وغيرهم الكثير من العلماء الربانيين , فكانت هذه مرحلة الخير الذي شابه الدخن , وجاءت بعدها مرحلة الدعاة على أبواب جهنم وابتدأت هذه المرحلة عندما استولت على العلم الإسلامي الدول الرافضية أمثال الدوله الفاطمية ودولة القرامطة والدولة البويهية ودولة الحشاشين , فعم الرفض في هذه الفترة جميع بلاد المسلمين شرقيها وغربيها كما ذكر ذلك الحافظ الذهبي رحمه الله , فالرافضة الفاطميون وصفهم الغزالي رحمه الله :" ظاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض " , ومنهم انبثق الدروز الذين قالوا بالوهية الحاكم بامر الله , فنشر هؤلاء الزنادقة المنافقون الاباحية والالحاد في بلاد المسلمين تحت ذريعة التشيع ومحبة أهل البيت , ويدخل تحت عموم الدعاة على ابواب جهنم ما يسمى اليوم بدعاة القومية والعلمانية , فالعلمانيون يرون الدين سبب في التخلف والرجعية , والقوميون يرون بتقديم رابطة الدم على رابطة الدين يقول احد شعرائهم فض الله فاه :
هبوني عيدا يجعل العرب أمةً وسيروا بجثماني نحو دين برهم
سلام على كفر يوحد بيننا وأهلا وسهلا بعده بجهنم
ولذلك وصفهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصفاً دقيقاً بقوله : دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها , ووصفهم أيضاً انهم من جلدتنا ويتكلمو بألسنتنا , فلا يماري أي مسلم بأننا نعيش الآن مرحلة الدعاة على أبواب جهنم , وأنه ليس لنا نحن المسلمون جماعة ولا امام لأن جماعة المسلمين هي الخلافة الإسلامية , وأمير المسلمين هو الخليفة الذي يطبق شرع الله , فالواجب علينا اعتزال دعاة الضلالة هؤلاء , وليس المقصود باعتزالهم ترك الباطل يصول ويجول في بلاد المسلمين , بل علينا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر كل بحسب طاقته واستطاعتة
td /ghg p]de dïdë ùgçg
التعديل الأخير تم بواسطة ابوعبدالله الهكاري ; 07-11-2009 الساعة 12:12 AM
جزاك الله خيرا
صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
توقيع : الأرقم
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان