أخي الكريم...... لقد شوه كثير من المؤرخين والمستشرقين سيرة ذلك الخليفة المجاهد هارون الرشيد إما عن جهل وإما عن عمد ... أما عن العلاقة التي كانت بين الرشيد وشارلمان ملك الفرنجة إنما تحدثت عنها المصادر الغربية حسبما يدعي مؤلفان أولهما إرنهارد في كتاب له يقول فيه: "إن هارون الرشيد استقبل سفراء من شارلمان أتوه بهدايا ، فأجاب عنها بأن أرسل سفراءه بهدايا أيضا ومن جملتها ساعة مائية دقاقة أعجب بها الفرنجة، بل طرأت عليهم الدهشة منها " والمصدر الآخر هو القسيس سان غال يقول: " إن بطريرك المقدس تلقى سفراء من شارلمان بهداياهم، فأرسل هو بدوره هدايا ، ومعها مفتاح بيت المقدس ومفتاح كنيسة القيامة إلى شارلمان ، وذلك سنة 800م" وهذان الخبران يأتيان من المصادر الغربية القديمة، أما المصادر العربية فلا تذكر عنهما شيئا ، وتعلق التواريخ الأجنبية علي هذين الخبرين تعليقات شتي بأن الرشيد كان يرغب في أن يضع أمام الخليفة الأموي الأندلسي عدوًا يكون حليفًا لبني العباس .....وهذا شيء لم يثبته المؤرخون المسلمون المعاصرون لخلافة الرشيد....!! وما كان هذا يحدث من الرشيد الذي كان يحج عامًا ويغزو عاما كما قال المؤرخون ومنهم ابن خلدون في تاريخه....
ونجد بروكلمان في كتابه تاريخ الشعوب الإسلامية يقول: "إن الخبر لا يعدو أن يكون خبرا عن عدد من التجار اليهود الذين كانوا يحملون الهدايا ويدخلون إلى بلاط الخليفة، ولئن كانت هدايا ذهبت من الرشيد إلى شارلمان، فهي أيضا علي أيدي تجار عاديين.....
ونرشدك إلى قراءة كتاب تاريخ الخلافة العباسية، للدكتور يوسف العش
جزاكم الله خيراً على الرد.....، اخى العزيز : انا قرأت عنها فى أحد الكتب قديماً و كانت موسوعة فى المدرسة لا استطيع تذكر اسمها لأنها كانت من فترة طويلة... و قد نسيت الموضوع لأننى لم اكن مهتماً بالتاريخ وقتها و لكن بعد ان شاهدت نفس الحادثة مسجلة فى برنامج لقناة الجزيرة و هو يشبه "حدث فى مثل هذا اليوم" اظنك تعرفه... و قد ذكروا الحادثة بالكامل و لكن للأسف دون ذكر اسم كتاب واحد يحمل هذة الحادثة و إنما اسماء لمؤرخين فقط و للأسف لم اتذكر اسمائهم... لذلك بحثت فى كل الكتب المتوافرة لى.. و لم أجد الحادثة ايضاً...
ما يعضد إحتمالية هذة الحادثة ان الأمير عبد الرحمن الداخل أول أمراء دولة بنى أمية كانت هارباً من الدولة العباسية لأنه كانت مطلوبة رأسه...و قد حاول الخليفة أبو جعفر المنصور إرسال من يهزمه و لكنه فشل و طبعاً كلنا نعرف قصة إعجاب الخليفة أبو جعفر بنجاح عبد الرحمن فى الأندلس فأطلق عليه لقب "صقر قريش"... و لكن التنابذ و العلاقة المتوترة ظلت بين الدولتين المسلمتين... و لهذا لم استطع إنكار إمكانية حدوث هذا الحدث بسهولة... بالإضافة الى حادثة الإطاحة بالبرامكة على يد الخليفة الرشيد عام 187 هـ، عندما قتل الرشيد جعفر بن يحيى بن خالد البرمكى بطريقة بشعة و دمر ديارهم و ذهب بصغارهم و كبارهم... و هذة حادثة مسجلة فى موسوعة الدكتور راغب نفسها...
ربما لم يكن بحثى عن حادثة التحالف بين الرشيد و شارلمان بحث دقيق،... فهلا ساعدنى الأخوة هنا فى البحث ؟
و شكرى العميق لأخى العزيز عاشق التاريخ على الكتاب.. ربما ابتعته و قرأت لكم أى معلومة تدور حول هذة الحادثة لاحقاً بإذن الله...
للعلم الموسوعة الميسرة في التاريخ الإسلامي من تأليف مجموعة من الباحثين، وهي من تقديم الدكتور راغب السرجاني كما هو مكتوب على غلافها: تقديم الدكتور راغب السرجاني...
ولمزيد من المعلومات عن هذه الموسوعة بإمكانك الضغط هنا