سلاما مثل شهد بالزلال وكالمسك الذكي وكاللآلئ
سلاما ألطف من الشمول وأحلى من الرضاب المعسول
سلاماً يحاكي صيتكم في المعاشر ويزري بعرف المسك والند عرفه فما هو إلا في الخواطر
حياكم الله وأحياكم للأمة ، تحيون مآثرها , وتجددون مفاخرها, وتوفون بوعودها, وتقومون بحقوقها ,أيدكم الله وتولاكم وأمدكم بالمكارم وأولاكم, وحرسكم من المكاره ووقاكم, وأصعدكم ذرى المجد ورقاكم .
أطال الاه الناس فينا بقاءكم لإحياء معروف ورمس المناكر
سدد الله خطاكم وهداكم وتولاكم إله العالمين.
معشر الأخوة............
من قضى الله له أن يتحدث عن الأمة في ماضيها القريب
فقد سيق له نوع من الغنى لايعرفه الناس وخير منه الإفلاس
فليست من معنى الأمة في شئ إلا بضرب من التجاوز والإبساس,
فليس يهمها إلا بطون معودة على أكل المحاشي
بيت يموت الفار خلف جداره جوعا وبيت بالموائد متخم
تأكل الذل وتستسقي الظمأ وتنادي لا أريد إلا السلاما
فما منعت جارا , وما نفعت أخاً ,وما دفعت ضيماً ,وما رفعت رأساً ،
ثم استفاقت بفضل الله أولا وآخرا على وقع الحوادث, وإلحاح العوادي , وحلول الغير ,ونعيق النعاة , وتلاعب الأيدي السفيهة , تعلن حياتها وتثبت وجودها وتستأنف تاريخها وتبني مستقبلها بيدها . وتفرق بين الندى والسراب وبين الحقيق وبين الخداع, فتداعى عليها الأعداء ليردوها إلى النوم الذى نفضته جفونها والمهاد الذي جافته جنوبها
قامت قيامة كفرهم لما رأوا نور الإله يسير في بحر وبر
فتداعوا فى هجمة فكرية لطمس هوية الأمة وإذابتها في الثقافة الغربية المفلسة الدنية .
فقال قائلهم يخاطب قومه : (لتكن لكم نعومة الأفعى فى الزحف إلى قلوب المسلمين لأن المسلم لا يغير دينه بسهولة فلا بد من تخديره قبل فتح بطنه كما يفعل الجراحون)
فظيع جهل ما يجري وأفظع منه أن تدري
غزاة اليوم كالطاعون يخفى وهو مستشري
(وودوا لو تكفرون) وظاهرهم من بني جلدتنا فلول تنتسب لعامر و سلول ,معمولة لعامل واحد في ظرف واحد, سفهاء أحلام صعافقة لئام طغام رضعوا فكره واشتد عودهم على سحته وضمن لهم فتات من قوته على أن يعبدوا الأصنام ويجبوا دعوة الإسلام ، دعاة على أبواب جهنم بشتى السبل المعلنة والخفية أعداء كل ذاب عن الفضيلة تسيرهم الأهواء والمصالح الشخصية يرفعون بيد لواء الإصلاح والتصحيح وبالأخرى فأساً يهدمون به الدين الصحيح
فحماتها وبهم يدم خرابها وعلى يديهم بيعها وشراؤها
فينيلون باقل ثغر قس ويعيرون ماجر جود حاتم
كلهم متحف الغباء وكلن يدعي انه محيط المعاجم
بعوض يدعي علم المدينة وفي الصحيفة والقناة والشبكة طنينه
لا يميز بين الصبح و الغلس ولا يبحث إلا في الريح والسلس
فإن لبس العمامة كان قرداً وخنزيراً إذا قلع العمامة
طليس لا يفرق بين آدم وإبليس
يقدم لبني جلدته الشر باسم الخير ليغرهم
ثم يبيعه ملفوف في ثياب الخير ليغشهم
ثم يمن عليهم بذلك فيحتقرهم ، ثم يفرض عليهم هو ووليه أن يشكروه ليذلهم.
وإذا قيل له أيها العجل صمتا قال إني بذل قومي فخور ، لأن أبا لهب لم يمت وكل الذي مات ضوء اللهب فقام الدخان مكان الضياء له ألف رأس وألفا ذنب ، ومازالوا يرمون النبال وتتكسر النصال على النصال ظانين أنهم قادرون على هدم صرح أطنابه في أعماق الأرض مع إعادة العملاق إلى نومه وأنى لهم ذلك.
عادوا بخيبتهم والأرض تلفظهم والريح والصخر والأشجار والغار
فكل إفك وبهتان يراد به محو الحقيقة لا ينجو من العطب
كناطحي صخرة يوماً ليوهنها من البلاهة قطع الصلب بالخشب .
أنى يستطيب المهاد أو يعاود النوم من لفحته الشمس المهجرة وفاتته الركبان المبكرة واستشعر التخلف واعتزم اللحاق هذا ما لا يكون (فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا ) .
كم من دعي عدى نحوي لينطحني فعاد من صخرتي والقرن مكسور
أفاقت الأمة على ضجيج وعجيج من أصوات اختلط فيها الناصح بالغاش, وفتن التبس فيها الحق بالباطل فأيقنت أن لا خلاص لها إلا بالعودة حقا إلى ميراثها الأصيل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , من تدرع به ملك حاضره ومستقبله بأزمته واتقى مذمته ومن أعرض عنه فهو كالعطشان أدلى دلوه جوف بئر ما بها قطرة ماء
فثوب داعى الأمة إلى أخلاق القرآن في سيرة وشمائل من خلقه القرآن عليه الصلاة و السلام فهي الصورة الحقيقية التطبيقية الحية للإسلام والإيمان والإحسان ، كوكب يهتدي به المدركون ، غيث ينتفعه الظامئون ، ألذ وأحلى من العافية وعيشته عيشة راضية ،وهو ميدان يعز علي أفارقه وأرجو ان ألقى الله وأنا فيه ، وها انا ذا أحاول من سنين إن أحصر مجال القول إلا فيه والحديث إلا عنه
طلقت نعت سواه من قبل عقد النكاح
فلست أرى مؤثرا ما حييت عليه نديماً إلى المحشر
فريحانتي طيب أخلاقه وعندي هي الورد والعنبر
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان
رد: من مقدمة شريط الرضاب المعسول في جود الرسول (علي القرني)
أحسن الله إليكم أختنا الفاضلة وجزاكم الله خيرا
توقيع : الأرقم
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان