بسم الله
والحمد لله
وصلى الله ، على رسول الله
محمد بن عبد الله
وعلى آله وصحبه وسلم
بقيت مترددا في العنوان ..
وأي عنوان ...
استطيع أن أضعه .. وفاء لما سأكتبه هنا..
فهداني الله ، وكتبت... (هديتي لكم)..
قد تقبلوها .. وقد لا تقبلوها..
لكني لا أملك غيرها .. والأمر لله ..
يا قارىء هذه الكلمات..
أ أنت مسلم؟..
إن كنت مسلما ، فعليك بالإنصات.. كي تفهم.. لعلك تتقي..
وإن كنت غيره ، فعليك بالاستماع.. كي تتعلم.. لعلك تهتدي..
هداني الله ، لأكتب لك.. ما كان لي ..
فلا تكن جبارا عصيا..
بل هيّنا ليّنا
عسى أن يكون لك من الرحمة كِفل ..
قد كنت في ما مضى ، حائرا في الوصول
فهداني الله فوصلت ، ثم هداني فاستزدت ، ثم هداني فطلبت .. ثم هداني فوقفت..
وعلّمني بعد أن أحترت ..
أن هناك مرحلتان ، علي المرور بهما
الأولى ، عبارة عن خمس أقسام ..
والثانية ، هي ثمان وعشرين قسما..
المرحلة الأولى
عنوانها (بسم الله الواحد الأحد الفرد الصمد) !!
نعم .. هذا هو عنوانها...
فكيف للأشياء والعلوم أن تبدأ
دون أن تكون بدايتها من (باسم الله) ..
فمن خلقك ، وخلق ما حولك ، من سماء ونجوم وكواكب..
لابد أن تكون الأشياء جميعها
منقادة له ، طوعا أو كرها..
فحياتك ضائعة ، لولا أن تعلّمها معنى (باسم الله)..
ومستقبلك زائل ، إن لم يكن موافقا لـ (باسم الله)..
وذريتك هالكة ، إن لم تكن قد نشأت على (باسم الله)..
وأنت في الدرك الأسفل ، إن لم تكن ذراتك قد تهللت لـ (اسم الله)..
فحتى من صلى عليه الله ، رسول الله
قيل له (اقرا باسم ربك) ...فإياك أن تتجاهل (باسم الله)..
إذ لا يمكنك أن تتعلم ، إلا باسم الله..
ولا يمكنك أن تنال محبته ، إلا باسم الله..
ولا يمكنك أن تتهجى أبجديته ، إلا باسم الله..
ولأن الله هو الله..
ولايوجد إله سواه..
فهو (واحد)..
لاشريك له ، ولا ند..
ولا معارض ، ولا ولد..
ولا معاون ، ولا سند ..
ولأنه واحد في ذاته..
فهو (أحد) ..
بلا جزئية ، ولا نصب..
ولا ضعف ، ولا تعب..
ولأنه (الأحد) .. فهو (الفرد)..
المتفرد بالقدم والإبداع والتدبير...
المنفرد عن جميع الأشياء..
والمستغني عنها..
ولأنه (فرد) ، فهو (الصمد)..
يرزق ولا يُرزَق..
وينتهي إليه السؤدد في كل شيء ..
وهو الدائم الباقي بعد فناء خلقه ..
وإليه يُرجع الأمر كله ..
فإن أصابتك مصيبة .. فقلّبها.. وتدبر في أمرها..
فإن كانت باسم الله ، فلم الجزع؟..
وإن كانت من عند الواحد الذي ابتلاك بها ، فلم تلجأ إلى غيره؟..
وإن كانت من عند الأحد الذي لا يتعب مهما أعطاك ، فلم القنوط؟..
وإن كانت من عند الفرد الذي استغنى عن الأشياء كلها ، فلم لا تفتقر إليه؟..
وإن كانت من عند الصمد الذي يرجع الأمر إليه ، فكيف لا تدعوه؟!..
وما زلتَ شاكيا قانطا...
فإما أن ترجع إليه راضيا..
وإما أن تبدأ معه بهداية
وإن أردت الزيادة ، فعليك بالعبادة...
المرحلة الأولى ، قد تأخذ شهورا.. أو يومين.. أو ساعة..
تعتمد على صدقك في الطلب ..
فرب نيّة دقيقة .. سبقت عبادة شهر..
وتذكر..
حين تأتيك الهمّة.. لتبدأ خطواتك الثابتة نحو معرفة الحقيقة .. المعرّفة بـ (اسم الله) ..
عليك حينئذ.. أن تدعوه أن يعينك .. ليزيل الغشاوة عن بصيرتك..
فرؤية العين لا تغني عن بصيرة عمياء...
ثم تدعوه أن يعينك ... كي يسهل لك الوصول إلى الصراط المستقيم..
ثم تدعوه أن يعينك ... كي يلهمك الاستغفار...
ثم تواصل دعاء واحدا ، ما بقيت حيا ، (اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)..
وتجعل لك وِردا يوميا ، من تسبيح ، وصلاة نبوية ، واستغفار..
لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا...
ستصل بعدها إلى المرحلة الثانية
وهي بعنوان (بسم الله وما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله)
فبعد أن تتأكد ، من أنك وقفت - على الأقل - على الدرجة الأولى من سلم الحقيقة..
ستأتيك وهبات ... وبركات .. وتلك كلها إشارات ..
فالحذر الحذر... من أن تهمس ، ولو بينك وبين نفسك بـــ (إنما أوتيته على علم)..
فإنه يعلم ما في السر وأخفى ..
والحذر الحذر .. من النطق بما تراه ..
وإلا فسترجع صفرا كما بدأت ...
فإن كانت تلك الوهبات ، بدايتها باسم الله ...
فالأمر إذن بيد الله .. إن شاء وهبك .. وإن شاء منعك ...
فإن وهبك ... فقل (لا حول ولا قوة إلا بالله)..
لأن ميل قلبك للوصول إلى الحقيقة .. كان من الله
وهدايتك إلى صراطه الحق .. هي من الله
وتمسكك وثباتك على الطريق.. هو من الله
وقوتك في مجاهدة النفس .. هي من الله
وصبرك على الطاعات.. هو من الله
فأي حول لك .. وأي قوة؟!..
إلا باللـــــــــــــه
فلا تنظر إلى المتحركات...
إن كانت رؤى .. أو صور.. أو وهبات
أجعل هدفك ، ومنتهى غايتك ، هو (اللـــــــــه)...
فلا تجعل من فرحك ، يحجبك عنه..
فإن تعلقك بما يهبك منه ، إشراك به...