قال تعالى (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون)
العلامة الدالّة على امتلاء القلب بمحبة الله هي خشوع القلب ولا يزال المؤمن يتتبع تعاليم الدين وأحكام الشرع حتى يورث ذلك خشوعا لله تعالى في قلبه وخوفاً وذلّاً وانكساراً...
وكل من لا يسير بهذا التسلسل الطبيعي هو في عداد المتأخرين المتخلفين الذين أورثهم التأخر قسوة في قلوبهم ..
وفي التوقف عن عبادة معينة أمدا طويلا وحشة وقسوة في القلب.. فإيمانك يقتضي خشية قلبك وخوفه ..
والحفاظ على القلب خاشعا يكون بالزيادة إذ أن الثبات على حال يتبعه الفتور والإنقاص
ومن ذلك أخذ الحكماء : (من لم يكن إلى زيادة كان إلى نقص)
كفى يا نفس ما كان.. كفاك هوى وعصيانَ
كفاك ففي الحشا صوت من الإشفاق نادانَا أما آن المآب؟ بلى ....بلى يا نفس قد آنَ خطوت خطاكِ مخطئةً فسرتُ الدرب حيرانَا فؤادي يشتكي ذنبي ويشكو منك ما كانَ أعيدي للحمى قلبي وعودي عودي الآنَ أرى آلام أمتنا .......كسقف الليل يغشانَا وأمضى مغضياً طرفي وراء النفس هيمانَا نسيت همومها فمتى ...أعيش الهم إنسانَ سياط التوب تزجرني فأحني الرأس إذعانَا وأُطرق و الحشا يغلي.. بما أسرفت نيرانَ أصيح بتوبتي ندما .. كفى يا نفس ما كان
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان