منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   معًـا نبني خير أمة (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=100)
-   -   الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=111172)

ابتسام ناصر الحربي 06-03-2017 09:49 AM

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
 
الحمدلله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. أما بعد :-

إن من أهم المهمات وأفضل الفضائل وأقرب القربات التناصح والتواصي بالحق والصبر عليه ، والتحذير مما يخالفه , ويغضب الله عز وجل ، ويباعد من رحمته ؛ فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيهما مصلحة الأمة ونجاتها , وبتحقيقهما يكثر الخير وتظهر الفضائل , وفي إهمالهما فساد الأمة وعطبها , وبالتهاون عنهما يكثر الشر وتظهر الرذائل , وقد أوضح الله سبحانه وتعالى منزلة هذا الواجب العظيم في الإسلام , حتى أنه سبحانه وتعالى قدمه على الإيمان الذي هو أصل الدين وأساس الإسلام , كما في قوله تعالى : " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ " [آل عمران:110] , ولا نعلم السر في هذا التقديم ، إلا عظم شأن هذا الواجب ، وما يترتب عليه من المصالح العظيمة ، ولا سيما في هذا العصر ؛ فإن حاجة المسلمين وضرورتهم إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شديدة ؛ لظهور المعاصي وانتشارالفساد في غالب المعمورة .

لقد كان المسلمون في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعهد أصحابه - رضوان الله عليهم - وفي عهد السلف الصالح - رحمهم الله - يعظمون هذا الواجب ، ويقومون به خير قيام , فالضرورة إليه بعد ذلك أشد وأعظم ؛ لقلة العلم وكثرة الجهل وغفلة الكثير من الناس عن هذا الواجب العظيم , وفي زمننا هذا صار الأمر أشد ، والخطر أعظم ؛ لأن القلوب قد قست أو ماتت والنفوس قد ضعفت وربما هلكت ؛ وما ذاك إلا لقلة دعاة الخير وكثرة دعاة الشر , ووا أسفاه .. فقد زهق صوت الحق وظهر صوت الباطل في غالب البلاد كما تقدم .

لقد وردت أدلة كثيرة بشأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وقد أحببت أن أُذكّر نفسي وإياكم ببعض هذه الأدلة .. فمن جملة ذلك :-

¤ عن تميم بن أوس الداري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " الدين النصيحة ثلاثا , قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " [رواه مسلم]

¤ وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - مراتب إنكار المنكر .. فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده , فإن لم يستطع فبلسانه , فإن لم يستطع فبقلبه , وذلك أضعف الإيمان " [رواه مسلم]

¤ وتوعد الله من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر بالعذاب وعدم استجابة الدعاء .. فعن حذيفة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله عز وجل أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم " [رواه الترمذي وحسنه]

¤ وهناك أناس يأمرون بالمعروف ويتخلفونه , وينهون عن المنكر ويرتكبونه , ولا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ابتغاء مرضاة الله , إنما رياءً وسمعة , فهؤلاء من أخبث الناس نفسا , ومن أسوئهم عاقبة , نسأل الله العفو والعافية .. فعن أسامة بن زيد - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يؤتى بالرجل يوم القيامة , فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار , فيدور بها كما يدور الحمار برحاه , فيجتمع إليه أهل النار فيقولون : أي فلان ما شأنك ؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ؟ قال : بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه ، وأنهى عن المنكر وآتيه " [متفق عليه] , هذه حال من خالف قوله فعله - نعوذ بالله من ذلك - تسعر به النار ، ويفضح على رؤوس الأشهاد ، ينظر إليه أهل النار ، ويتعجبون !! كيف يلقى في النار ؟!! ويدور في النار كما يدور الحمار بالرحى ، وتندلق أقتاب بطنه ، يسحبها ، لماذا ؟!! لأنه كان يأمر بالمعروف ولا يأتيه ، وينهى عن المنكر ويأتيه , فعُلِمَ بذلك أن المقصود الأمر بالمعروف مع فعله ، والنهي عن المنكر مع تركه .

¤ ولما فرط بنوا إسرائيل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل أضاعوهما ، قال الله عزّ وجلّ فيهم : " لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ , كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ " [المائدة:78-79] , فالله سبحانه وتعالى فسر عصيانهم بقوله : " كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ " [المائدة:79] , فجعل هذا من أكبر عصيانهم واعتدائهم ، وما ذلك إلا لعظم الخطر في ترك هذا الواجب .. فعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل ، كان الرجل يلقى الرجل ، فيقول : يا هذا اتق الله ودع ما تصنع ، فإنه لا يحل لك ، ثم يلقاه من الغد ، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده . فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ، ثم قال : ((لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ، كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)) ثم قال : كلا والله لتأمرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكر ، ولتأخذن على يدي الظالم ، ولتأطرنه على الحـق أطراً ، ولتقصرنه على الحق قصراً ، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ، ثم ليلعننكم كما لعنهم " [سنن أبي داود]

¤ وأثنى الله تبارك وتعالى على أمة منهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فقال سبحانه : " مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ " [آل عمران:113-115] , هذه طائفة من أهل الكتاب لم يصبها ما أصاب الذين غفلوا وأهملوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فأثنى الله سبحانه وتعالى عليهم في ذلك .

إن للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر آداب يجب أن يتأدب بها , وأخلاق يجب أن يتخلق بها , إذ أنه لابد من الحكمة والموعظة الحسنة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باستعمال أسلوب مناسب وكلام طيب من غير إفراط ولا تفريط , فهذا أدعى للقبول وحصول المراد , وأرجى للاقتناع وتحقيق الغاية .. فقد قال الله تعالى : " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " [النحل:125] , وعن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه , ولا ينزع من شيء إلا شانه " [رواه مسلم في صحيحه] , وعنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق , ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف , وما لا يعطي على ما سواه " [رواه مسلم]

فــوائــد :
• سمع ابن مسعود - رضي الله عنه - رجلا يقول : " هلك من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر , فقال ابن مسعود : هلك من لم يعرف بقلبه المعروف والمنكر "
يشير ابن مسعود إلى أن معرفة المعروف والمنكر بالقلب فرض لا يسقط عن أحد , فمن لم يعرفه هلك , وأما الإنكار باللسان واليد فإنما يجب بحسب الطاقة .

• قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - : " فمن شهد الخطيئة فكرهها بقلبه كان كمن لم يشهدها إذا عجز عن إنكارها بلسانه ويده , ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها وقدر على إنكارها ولم ينكرها ؛ لأن الرضا بالخطايا من أقبح المحرمات ويفوت به إنكار الخطيئة بالقلب وهو فرض على كل مسلم لا يسقط عن أحد في حال من الأحوال "
يدلّ كلام ابن رجب أن قولهم إنكار المنكر فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين بأن مرادهم الإنكار باليد واللسان اللذين يحصل تغيير المنكر بهما أو بأحدهما , وأما الإنكار بالقلب ففرض عين على كل مسلم , وهذا أمر ينبغي التفطن له .

نسأل الله سبحانه وتعالى بفضله ومَنّه أن يوفقنا إلى الأمر بالمعروف والعمل به , والنهي عن المنكر وتركه , ويجعل ذلك كله خالصا لوجهه سبحانه .. إنه ولي ذلك والقادر عليه .

وصلّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

مروة شحاتة 04-12-2017 12:48 PM

رد: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
 
لا اله الا الله

مروة شحاتة 04-12-2017 12:49 PM

رد: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
 
سبحان الله وبحمده

مروة شحاتة 04-12-2017 12:50 PM

رد: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
 
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


الساعة الآن 10:05 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام