منظومة السجدات ( سجدات التلاوة ) في القرآن العزيز من إحدى عشر سجدة عند البعض إلى خمس عشرة سجدة عند الجمهورمنها ما ورد في صيغة الخبر ومنها ما ورد في صيغة الأمر وسجدة التلاوة : سجدة تسن عند تلاوة آيات السجدات في القرآن الكريم، أو سماعها، وهذه الآيات خمس عشرة، وهي منتظمة محبوكة بمصفوفة قرآنية معجزة يتذوقها من نودي ( كَلا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ )
1. سجدة سورة الأعراف
ختمت بها السورة في مفتتح الأعراف الأمر بالإتباع و عدم ضيق الصدر وحرجه مما أنزل من الكتاب بعد *المص* المباركة وفي المختتم الأمر بالاقتداء بمن عند الله الذين لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه جل جلاله وله يسجدون فنسجد سجود إقتداء واختيار يجلله ذل وعدم استكبار في سياق قراءة القرآن و الاستماع له والإنصات وترجي الرحمة وذكر الله في النفس تضرعا وخيفا ودون الجهر وعدم الغفلة في الغدو و الآصال وكل الأحيان
{إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ } (الأعراف 206).
2.سجدة سورة الرعد
حشد لا حد له من موجبات السجود لله فعدد وتأمل
إنها سجدة في سياق رفع السماء ولا عمد نراها و استواء على العرش بعظمة ومجد وجلال و شمس وقمر وطبيعة مسخرة وأرض ممدودة ممهدة وجبال راسية وأنهار جارية وزوجين أثنين من كل الثمرات وغشيان الليل للنهار بارع وقطع متجاورات وجنات وعنب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان وماء يسقي والتفضيل بالذوق و الأكل والخلق الجديد بعد الموت والمثلات التي خلت وإناثي تحمل وأرحام تغيض وتزداد وعوالم للغيب والشهادة يعلمها الله الكبير المتعال و المستخفي بالليل والسارب بالنهار والمعقبات الحافظة وأمر الله وعالم إرادته والبرق الخوف والطمع بالسحاب الثقال و الرعد المسبح بالحمد والملائكة تسبيحها من خيفته عز وجل والصواعق المرسلة وهو شديد المحال كل هذا الحشد الهائل لنعلم ونوقن أن لربنا دعوة الحق لنسجد مع من في السموات والأرض طوعا لمن توج بكرامة الإرادة وكرها لمن كان في مرتبة التسخير ويبقى من متشابه قرآن ربي ( وظلالهم ) بمجامع الوقت واستغراقاته بالغدو والآصال
{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ} (الرعد 15).
3.سجدة سورة النحل
السجود مخ العبادة ولا يكون إلا لله الذي سجد ويسجد له ما في السماوات والأرض من دابة عرفنا بعضها وبعضها لما بعد وملائكة نبئنا الله من أخبارهم وعنهم خلقوا للتسبيح والعبادة وهم لا يستكبرون يخافون ربهم من فوقهم إذا هي سجدة خوف وذلة وخشية لله تورث أفعال أمر الله بها تفضي لمرتبة ولمن خاف مقام ربه جنتان
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ( النحل 49 - 50 ).
4.سجدة سورة الإسراء
سجود التجلي سجود العلماء تسليم بكاء و خشوع تخلع القلوب وتأخذ بالأرواح لتذوق لذة هذه السجدة يقام الليل في سورة الإسراء أربعين ليلة يقرأ في السورة واقع الأمة ومستقبله في تضاعيف وثنايا آيات سورة الإسراء مع معايشة ظروف منشئ الأمة وإخراجها في زمن الرسول عليه كل السلام وانبعث ( ويطول الكلام في هذا الأمر الجلل) ولكنا في مقام السجدات فنخطف وبالحق أنزلناه وبالحق نزل الحق آلية نزوله والحق مادة و محتواه وما الإرسال للحبيب إلا بشائر ونذر وهذه وما الإرسال للحبيب إلا بشائر ونذر وهذه إحدى القرآت العشرين الفهمية للسورة و قرءانا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث متطاول في أزمنته ونزلناه تنزيلا مكثرا منجمنا مبينا مفصلا ....و لأهل العلم سجداتهم القرآنية بتلاواتهم الفهمية للآيات القرآنية والإنسانية والكونية فهم يخرون للأذقان سجدا و بمراتبهم العلمية يقولون ويسبحون بيقين عجيب لوعد الله ووعوده إذا جاءت والأولى منها والآخرة فهي وعود مفعولة لا محالة والزوال يقين كالقضاء والتتبير كبير كالإفساد وكالعلو فيا علماء الأمة من عودة علمه أن يخر لذقنه يبلله بالدموع باكيا خاشعا مسبحا الله يستنهض الأمة في مبعثها الجديد وإخراجها القادم...تراتيل العلماء
قلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً{107} وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً{108} وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً{109} (الإسراء 109).