ـــ تفضيل الولاية عن النبوة : ذكر أبو نصر السراج الطوسي أن فرقة ـ أي من الصوفية ـ وقعت في هذا الغلط بسبب وقوع غلطهم في قصة موسى والخضر عليهما السلام وتفكرهم في رذلك برأيهم ، إذ يقول عز وجل : (( عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا )) [الكهف 65] ، ثم قال لموسى عليه السلام مع تخصيصه بالكلام والرسالة وما كتب الله له : ((فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ )) [الأعراف 145] ، يقول له الخضر عليه السلام: (( إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا )) [الكهف 67]، فيقول له موسى عليه السلام: (( لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا )) [الكهف 73] ، إلى آخر القصة . فظنت هذه الطائفة الضالة أن ذلك نقص في نبوة موسى عليه السلام ، وزيادة للخضر عليه السلام على موسى في الفضيلة ، فأداهم ذلك إلى أن فضلوا الأولياء على الأنبياء عليهم السلام . (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ــ أبو نصر السراج الطوسي "اللمع" ، ص 535