هو أن ينوي العبد ويريد ويقصد بعمله جملة وتفصيلا غير الله عز وجل.
أو هو العمل الصالح للدنيا فقط. أو هو الذي يعمل العمل من غير إيمان، أو كان غرضه وهدفه الحياة الدنيا فقط ( 1 )؛
فمن كان غرضه الدنيا لا غير، لا يريد إلا إياها، ولا يحب ولا يبغض إلا من أجلها، ولا يوالي ولا يعادي إلا عليها؛ فليس له في الدنيا إلا ما قُدّر له وهو في الآخرة من أهل النار.
مساواة غير الله بالله في التشريع والحكم ( 1 ). أو طاعة العلماء والأمراء في المعصية، مع استحلال ذلك ( 2 )؛
فكل من أطاع مخلوقا في تحريم الحلال، أو تحليل الحرام؛ فهو مشرك شرك طاعة.
يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله:
إن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلوات الله وسلامه عليهم، أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته، وأعماه عن نور الوحي مثلهم ( 3 ).
```````````````````` 1 - انظر المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية للبريكان ص155.
2 - انظر: فتح المجيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص553. وبيان الشرك ووسائله عند علماء الحنابلة للخميس ص15.
فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا لسنا نعبدهم!
قال صلى الله عليه وسلم: "أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه"؟
قال عدي: بلى.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فتلك عبادتهم " ( 2 ).
3- قول الله عز وجل:
{فَلا وَرَبّكَ لا يُؤْمِنُونَ
حَتَّى يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ
وَيُسَلّمُوا تَسْلِيمًا}
[النساء: 65] ؛
فنفى عز وجل الإيمان
عن المعرضين عن الاحتكام إلى شرعه،
وأقسم بنفسه سبحانه وتعالى
أنه لن يؤمن أحد حتى يحكم بما جاء به الرسول
صلى الله عليه وسلم،
وحتى ينتفي عن صدره الضيق والحرج من ذلك.( 3 ).
``````````````````` 1 - انظر جامع البيان للطبري 6/ 354.
2 - أخرجه الترمذي في الجامع الصحيح، كتاب التفسير،
باب: ومن سورة التوبة. وحسَّنه.
3 - انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص567.