3- قصة الثلاثة: الأبرص، والأقرع، والأعمى،
الذين أنعم الله عليهم بإصلاح حالهم وبالمال،
فجحد اثنان منهم نعمة الله،
وقالا:
إنما ورثنا هذا المال كابرا عن كابر.
واعترف الأعمى بنعم الله،
وقال: قد كنت أعمى، فرد الله إلي بصري.
فقال له الملك:
أمسك مالك، فإنما ابتليتم،
فقد رضي الله عنك،
وسخط على صاحبيك ( 1 ) .
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ
معلقا على هذا الحديث:
وهذا حديث عظيم، وفيه معتبر؛
فإن الأولين جحدا نعمة الله،
فما أقرا لله بنعمة،
ولا نسبا النعمة إلى المنعم بها،
ولا أديا حق الله،
فحل عليهما السخط،
وأما الأعمى فاعترف بنعمة الله،
ونسبها إلى من أنعم عليه بها،
وأدى حق الله فيها،
فاستحق الرضا من الله
قيامه بشكر النعمة
لما أتى بأركان الشكر الثلاثة
التي لا يقوم الشكر إلا بها،
وهي الإقرار بالنعمة،
ونسبتها إلى المنعم،
وبذلها فيما يجب ( 2 ) .
``````````````````` 1 - الحديث بطوله أخرجه البخاري في صحيحه،
كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث أبرص وأعمى وأقرع.
ومسلم في صحيحه، كتاب الزهد والرقائق، باب رقم10.
2 - فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ص636.
من أنواع الكفر الأصغر
الطعن في الأنساب والنياحة على الميت
أولا: المراد بهما
عيب النسب، والطعن فيه،
ورفع الصوت بندب الميت، وتعداد فضائله.
وهما من أنواع الكفر العملي،
لما فيهما من مشابهة صنيع الكفار
في الجاهلية قبل الإسلام ( 1 ) .
``````````````````` 1 - انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ص520.
وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذه الأصناف الثلاثة؛
لأنها غالبا ما يفعلها الناس عند نزول المصائب،
وهي من التسخط المنهي عنه،
وفيها إظهار عدم الرضا بقدر الله،
أو الصبر على قضائه.
ودعوى الجاهلية هي:
النياحة، وندبة الميت،
والدعاء بالويل وشبهه ( 5 ).
فهذه من أعمال الكفار في الجاهلية قبل الإسلام.
من أجل هذا عدَّها العلماء
من جنس الكفر العملي.
``````````````````` 1 - صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب والنياحة.
2- انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ص520.
3- شرح النووي على صحيح مسلم 2/ 57.
4 - صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب ليس منا من شق الجيوب.
وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم ضرب الخدود.