عندي مجموعة من المعلومات أرجو منكم مساعدتي في ترتيبها وتكميل نقصها، وأبدأ بالسؤال الذي هو عنوان الموضوع، لماذا خرج الحسين بن علي رضي الله عنهما إلى الكوفة؟
ما أعرفه من خلال ما قرأت أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما حينما طلب البيعة لابنه يزيد رفضها بعض الصحابة، فمنهم من قال بأنه ليس الأكفأ ومنهم من قال أن البيعة يجب ألا تعطى إلا بعد وفاة الخليفة، وحينما توفي معاوية رضي الله عنه، بايع بعض الصحابة يزيد وبعضهم امتنع، ولا أدري إن كان الحسين بن علي رضي الله عنهما ممن بايع أو ممن امتنع، لكن الذي حصل حقاً أن يزيد أصبح الخليفة الشرعي، وهو المبايع من الغالبية العظمى من الدولة الإسلامية وفي مقدمتهم مجموعة من أهل الحل والعقد.
ما حصل بعد ذلك بمدة أن خرج الحسين بن علي رضي الله عنهما إلى الكوفة حينما جاءته الرسائل من أهلها، فكان أن خرج إليهم، فسؤالي هو لماذا كان هذا الخروج؟ وكما ذكرت قبل قليل أن خلافة يزيد كانت شرعية، فلماذا خرج على الخليفة، وكلنا يعلم أن الخروج على الخليفة أمر عظيم، بحاجة إلى مبررات غاية في التعقيد، وأنا متأكد أن الحسين رضي الله عنه وأرضاه لم يكن ليخرج دون وجود هذه المبررات، لكنني لا أعلم ما هي، فلا أعرف حقيقة ما كان مضمون تلك الرسائل المرسلة من أهل الكوفة، ثم لا أعلم إن كان رضي الله عنه وأرضاه ممن بايع يزيداً أم لا، وإن كان قد بايع فليس لدي شك في أنه لم يخلف العهد الذي كان وقت البيعة لكن هنالك أمر ما لا أعرفه قاده لاتخاذ هذا القرار، فما هو جزاكم الله خيراً؟
أخرج ابن أبي شيبة بإسناد حسن قال : لقي عبد الله بن الزبير الحسين بن علي بمكة فقال : يا أبا عبد الله بلغني أنك تريد العراق ، قال : أجل ، فلا تفعل ، فإنهم قتلة أبيك ، الطاعنين بطن أخيك ، وإن أتيتهم قتلوك . المصنف (7/477) .
يقول ابن حجر : و قد صنف جماعة من القدماء في مقتل الحسين تصانيف فيها الغث و السمين ، و الصحيح و السقيم ، و قد صح عن إبراهيم النخعي أنه كان يقول : لو كنت فيمن قاتل الحسين ثم دخلت الجنة لاستحييت أن أنظر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم . الإصابة (2/81) .
و اختلفت الأقوال في يوم قتله ، فالبعض قال يوم الجمعة و قيل يوم السبت العاشر من المحرم و الأصح الأول . و اتفق على أنه قتل يوم عاشوراء من المحرم سنة إحدى و ستين ، و كذا قال الجمهور ، و شذ من قال غير ذلك ، و كان يوم الجمعة هو يوم عاشوراء . الإصابة (2/76-81) و العقد الفريد لابن عبد ربه (4/356) و هو يؤيد الإجماع .
والله أعلم
توقيع : الأرقم
قال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه " إصلاح غلط أبي عبيد "
و قد كنا زمانا نعتذر من الجهل , فقد صِرنا الآن إلى الإعتذار من العلم , و كنا نؤمّل شكر الناس بالتنبيه و الدلالة , فصرنا نرضى بالسلامة , و ليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال , و لا ينكر مع تغير الزمان , و في الله خلف و هو المستعان
أولاً بارك الله فيك أخي الأرقم وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك .. آمين
ثانياً على حسب ما فهمت أن الحسين بن علي رضي الله عنهما خرج إلى الكوفة لبيعة أهلها له، لكن ما هي هذه البيعة؟ هل هي بيعة خلافة أم بيعة ولاية (بأن يكون الوالي بدلاً من عبيد الله بن زياد)؟ أم أنها بيعة بموجبها يطلب الحسين من يزيد أن يبدل الوالي مثلاً أو أي أمر آخر (كأن يكون الحسين متحدثاً باسمهم)؟