إذاً هذا الذي حصل لمن كفر بالله عز وجل
وهو فرعون وقومه
سيحصل لمن عصى نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم
وأبى الانقياد له،
من لم يرفع رأساً بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم
فإنه جدير وحقيق بأن يصيبه
ما أصاب من عصى من قبل؛
فرعون ومن كان على شاكلته،
فلتعلم يا عبد الله ذلك.
الأمر عظيم،
هذه قضية يجب أن تكون نصب عين كل إنسان،
الله ما خلقنا لنأكل وما خلقنا لنشرب
وما خلقنا لنشتغل بالوظائف والأعمال،
الله عز وجل خلقنا
لأجل طاعته تبارك وتعالى,
فلا يجوز أن تكون هذه الحكمة العظيمة
غائبة عن العباد،
هذه القضية يجب أن تكون في أُسِّ اهتمامك
وفي أساس تفكيرك يا عبدالله.
خلقك الله عز وجل
وأمدك بالنعم
وربَّاك تربيةً إيمانية وتربيةً حسية،
كل ذلك
لتحقيق عبودية الله
تبارك وتعالى.
إذن في كل خطوةٍ تخطوها في هذه الحياة
يجب أن تستحضر هذا الأمر
فتكون أفعالك
فتكون حركاتك وسكناتك
كلها منطلقة من هذا الأصل
الذي أنت مستيقنٌ به
أنك عبدٌ لله عز وجل
أنك مطيعٌ لرسوله
صلى الله عليه وسلم
وينتظرك في الآخرةِ الجزاء
فإن أطعت الله وأطعت رسوله صلى الله عليه وسلم
فأبشر بالخير أنت على طريق النجاة،
أنت من الفائزين عند الله عز وجل
وهذا هو الفوز الحقيقي
هذا هو الفوز العظيم،
أما من غلبت عليه الشقوة
وانصرف عن هذه الحقيقة العظيمة
فليبشر بما يسوءه،
فأخذناه أخذاً وبيلا.