لا علاقة بين القمر ومفاجآت الحمل والولادة
* هناك من يعتقد بأن ثمة علاقة بين وقت حصول تلقيح البويضة الأنثوية بالحيوان المنوي الذكري بالنسبة لدورة القمر الشهرية وبين جنس المولود. وكذلك بين وقت الولادة وبين مراحل دورة القمر الشهرية، وغير ذلك من الأمور المتعلقة بالحمل والولادة. وعلى سبيل المثال، ذكر كيرتس جاكسون، مدير المستشفى البروتستانتي لجنوبي كاليفورنيا بأن احتمالات الحمل ترتفع حينما تتلاقى البويضة مع الحيوان المنوي في أيام أوقات ظهور القمر، مقارنة بأيام أوقات المحاق وتضاؤل حجم قرص القمر. وتوصل إلى هذه الملاحظة بعد متابعته أكثر من أحد عشر ألف حالة حمل حصلت خلال بحر ست سنوات.
والأكثر غرابة من هذا، ما لاحظه الباحثون الألمان بعد متابعة أكثر من 33 ألف حالة ولادة، حيث توصل الدكتور بيوهلر إلى أن احتمالات الحمل بمولود ذكر ترتفع في أيام ظهور القمر في حجم مكتمل.
والواقع أن الدراسات الأحدث والأدق، لمجموعات من الباحثين الطبيين، لاحظت أن لا علاقة بين الأمرين. وعلى سبيل المثال، أشارت دراسة الباحثين من كارولينا الشمالية، والمنشورة ضمن عدد مايو 2005 من المجلة الأميركية لطب النساء والتوليد، أن نتائج المراجعة العلمية لحالات أكثر من 500 ألف مولود، لا تدل البتة أن هناك صلة بين وقت الولادة من جهة وبين مراحل دورة القمر الشهرية، وفق ما قالته الدكتورة شيللي غالفن، الباحثة المشاركة في الدراسة.
نوبات الصرع لا تتأثر باكتمال القمر
* بعيداً عن خرافات دراكولا، مصاص الدماء الأشهر على المستوى العالمي، وبعيداً عن خرافات الرجل "المذؤوب" Werewolves ، أي الممسوخ ذئباً، وغيرهما مما تطرحه صناعة السينما من الحالات المؤيدة لوجود تأثيرات للقمر على السلوكيات النفسية والعصبية للبشر، فإن ثمة حالة عصبية مرضية يُقال أنها تتأثر بظهور القمر بدراً في سماء الليل. والحالة هي نوبات الصرع التشنجية epileptic seizures.
والمقولة المنسوبة إلى علم الطب مفادها أن احتمالات الإصابة بنوبة من الصرع وتشنجاته العضلية ترتفع في أيام اكتمال البدر.
وكان الباحثون من جامعة جنوب فلوريدا قد حاولوا دراسة هذا الأمر لتبين مدى صحة هذه المقولة وسلامتها، وذلك وفق ما تم نشره في أواخر مايو للعام 2004 من مجلة الصرع والسلوكيات. وتأتي أهمية هذه الدراسة، حال ثبوت أو انتفاء هذه المقولة، من استفادة مرضى الصرع وذويهم وأطبائهم في مدى تميز الاهتمام الصحي خلال تلك الأيام من الشهر القمري.
وأوضح الدكتور سليم بن باديس، الأستاذ المشارك وطبيب الأعصاب وجراحة الأعصاب بكلية الطب في جامعة جنوبي فلوريدا، بالقول: وخلافاً للخرافة، فإن حصول نوبات الصرع التشنجية ليس أكثر شيوعاً خلال فترة اكتمال القمر. وفي الحقيقة وجدنا أن عدد نوبات الصرع التشنجية هو أقل خلال فترة اكتمال القمر، وأعلى خلال الربع الأخير، من دورة القمر الشهرية.
وقال الدكتور بن باديس، بأنه قرر فحص احتمالات العلاقة بين أطور ظهور القمر، خلال الدورة الشهرية للقمر، وبين عدد مرات حصول نوبات الصرع التنشيجية، وذلك بعد سماعه من المرضى إدعاءات تشير إلى أن تلك النوبات تنشط أو تسوء مع اكتمال القمر. وأضاف، وحتى هناك بعض العاملين والمتخصصين في الوسط الطبي يعتقدون بصحة هذا الأمر، وبالرغم من هذا كله، لم يتم فحص صحة هذه المقولة من قبل بطريقة علمية. وقام الدكتور بن باديس بتحليل المعلومات المتعلقة بحوالي 800 مريض بالصرع، خلال فترة ثلاث سنوات. وقسّم الباحثون المرضى إلى نوعين. النوع الأول، هم الذين تحصل لديهم نوبات الصرع التشنجي نتيجة لاضطرابات في أنظمة الكهرباء الدماغية، أي مرضى صرع حقيقي. والنوع الثاني، هم الذين لا تحصل لديهم أي اضطرابات في نظام كهرباء الدماغ، بالرغم من ظهور نوبات الحركات التشنجية على أطراف وأجزاء أجسامهم، بل تحصل نوبات التشنج نتيجة لاضطرابات نفسية عاطفية. وتم تصنيفهم بأن لديهم "تشنجات نفسية وليست صرع مرضي" psychogenic nonepileptic seizures. وبالجملة لاحظ الباحثون من نتائج المتابعة، أن لدى مرضى الصرع الحقيقي، حصلت معظم نوبات التشنجات في فترة الربع الأخير من الشهر القمري. وكان عددها في تلك الفترة من الشهر حوالي ضعف عدد النوبات التي حصلت خلال فترة اكتمال ظهور البدر. كما لم يُلاحظ الباحثون أي ارتفاع مهم في عدد مرات حصول نوبات التشنج النفسي خلال فترة اكتمال ظهور القمر بدراً .