قد يكون السؤال غريبًا ونظنه بعيدًا عنالواقع ونستغرب أن يوجد من يبيع صيامهأو صلاته أو حجه !
فإن المسلم الذي يصوم من طلوع الفجرالصادق إلى غروب الشمس ، ومن اليومالأول من رمضان إلى الثلاثين منه ، لنيفرط بصيامه مقابل أموال الدنيا كلها لأنهيرجو ثواب الله وجزاءه ودخول الجنة منباب الريان .
ويفعل الأمر نفسه مع صلاته وحجه وباقيأعمال البر .
ولكن الغريب أن بعض المسلمين يقبلونتقديم ثواب صيامهم بالمجان إلى الآخرينأو يفرطون بصومهم دون أي عوض !
فالذي حول رمضان من ثلاثين يومًا إلىثلاثين حلقة؛
يقلب النظر أمام الشاشات وينام عن أداءالصلوات
فهذا ضيّع صيامه وفَرّط بأجره .
والذي أطلق لسانه بالغيبة والنميمة وقولالزور لن يجني من صيامه سوى الجوعوالعطش .
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌفِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ) [صحيحالبخاري]
والذي صام عن الحلال وأفطر بالحرام ،وظلم الناس
وشتم هذا وقذف هذا سيكون مفلسًا يومالقيامة .
وهذا ما أخبر به النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَحَيثُ قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا :الْمُفْلِسُ فِينَا ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ لَا دِرْهَمَلَهُ وَلَا مَتَاعَ . قَالَ : إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلَاةٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِيقَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَمَالَ هَذَا ، فَيُقْعَدُ ، فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُقَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنْ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْخَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ . [صحيح مسلم].
أيها الصائمون وأيتها الصائمات :
لا تفرطوا في صومكم ولا تضيعوا جهدكمسدىً، وغضوا أبصاركم عن الحرام،واجتهدوا في رمضان فأيامه معدودة ، وهوضيف عجول يوشك أن يرتحل وقد لاتدركونه مرة أخرى .
واعلموا أن أغلب مشاغل الدنيا يمكن أنتؤجل بعد رمضان ، ولكن رمضان لايؤجللمن ليس لديه عذر .
إنها أيام معدودة ستمر بسرعة فلا تضيعوهابالتسويف والنوم والتسوق والجلوس أمامالشاشات .
تداركوا ما بقي منه فإني لكم ناصح أمين .
أسأل الله لي ولكم الهداية وقبول الطاعاتوأن يزف أسماءنا عند باب الريان .