منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   الحضارة في الإسلام (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=83)
-   -   رحلة التاجر سليمان السيرافي (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=116773)

المراقب العام 11-06-2018 06:03 AM

رحلة التاجر سليمان السيرافي
 
https://islamstory.com/images/upload...56374rhlat.jpg

رحلة التاجر سليمان السيرافي هي أشهر الرحلات العربيَّة إلى بلاد الشرق الأقصى في الهند والصين، وهي تلك التي تلقَّفها عنه ورواها وهذَّبها الرحالة أبو زيد السيرافي، كانت تلك الرحلة مصدرًا مهمًّا للباحثين في مجال الجغرافيا والتاريخ والاجتماع والحضارة العربيَّة في القرنين الثالث والرابع الهجريَّين.

الرحلة إلى الشرق الأقصى

نسمع كثيرًا ونقرأ كثيرًا عن رحلات ابن بطوطة، ولكن قلَّما سمعنا عن رحلات التاجر العماني النضر بن ميمون الذي تاجر بين عمان والهند والصين، وعاش فترةً طويلة في الصين، وقلَّما نقرأ عن رحلات سليمان التاجر الذي سافر من مسقط إلى الهند والصين في تجارة، أو الرحَّالة ابن وهب القرشي الذي ترك بغداد بعد ثورة الزنج عام (257هـ=871م) وسافر إلى الصين في تجارةٍ ودعوةٍ إلى الله، وهناك كثيرٌ من البحَّارة والرحَّالة العرب لهم صولاتهم في التاريخ، إلَّا أنَّ كتبهم لم تلقَ الاهتمام الذي لاقته رحلة ابن بطوطة؛ لأنَّها رحلة جاءت متأخرةٌ عنهم كثيرًا، كما أنَّ رحلة ابن بطوطة كانت سياحة بريَّة وبحريَّة، هؤلاء الرحَّالة وإن كانت التجارة هدفهم إلَّا أنَّهم أمتعوا رجال الجغرافيا والتاريخ والأنثروبولوجي بكتاباتهم الوصفيَّة للحياة اليوميَّة للناس والسكَّان في مناطق مختلفة، وكانوا يُسجِّلونها أو يحكونها من باب التعجُّب والتندُّر على اختلاف الطبائع والملل؛ أي أنَّ هذه الكتب هي سجلٌّ لِمَا كان عليه الناس في ذلك الزمن والذي مضى عليه ما يتجاوز ألف عام.
لقد كوَّن الرحَّالة العرب عن بلدان الشرق الأقصى وغيرها مادَّة مقتضبة منذ عهودٍ مبكرة تعود الى القرن (الثالث الهجري= التاسع الميلادي) معتمدين في ذلك على ما يتناقله الرحَّالة المغامرون، وهم شخصيَّاتٌ في الغالب عربيَّة بحتة أسهمت في بعض الأسفار التجاريَّة، ويذكر لنا ابن رسته في كتابه "الأعلاق النفيسة" حقائق عن الهند هامَّة يرويها عن شخصٍ غير معروف عند المؤرِّخين، هو أبو عبد الله محمد بن إسحاق -وهو غير ابن إسحاق صاحب السيرة والمغازي المعروف- وكان هذا الرجل قد أمضى قرابة عامين في جزيرة قمارى (أي خمير، وهو الاسم القديم لكمبوديا) وكان ذلك على أغلب الظنِّ في أوائل القرن (الثالث الهجري= التاسع الميلادي).
ويرى أكثر الباحثين الأوربيِّين من المستشرقين في الجغرافيا أنَّ هذا الرجل يكاد يكون هو المصدر الوحيد لكلٍّ من ابن رسته وابن خرداذبه، وهو الذي ينقل عنه ياقوت الحموي فقرات معيَّنة في بعض موادِّ كتابه، هذا فيما يتعلَّق بالطريق البحري من قِبَل الرحَّالة العرب من التجَّار، أمَّا إذا رجعنا إلى رحلاتهم البرية في العهود المبكرة فسنجدها تتمثَّل في روايات استقاها الجغرافيُّون العرب من أفواه رحَّالة عرب آخرين مرُّوا بالطريق البري الذي يخترق آسيا الوسطى إلى الصين، وذلك نجده في الوصف الذي يُقدِّمه تميم بن بحر المطوعي، وكما يظهر من لقبه فالرجل لم يكن من فئة التجَّار المعروفين، وأغلب الظنِّ أنَّه عاش حياة الجهاد والمرابطة في الثغور الإسلاميَّة، التي تمتدُّ مساحتها على سائر تخوم الخلافة الإسلاميَّة، وكان المذكور قد توجَّه إلى خاقان الترك (التغزغز) بمهمَّة دبلوماسيَّة كما يظهر، ويرى بارتولد أنَّها تعود إلى الفترة ما بين (143-184هـ= 760-800م)، وأورد ياقوت في كتابه (معجم البلدان) أهم قطعة من هذه الرحلة عرفنا بواسطتها الاستدلال على شخصيَّة صاحب الرحلة.
وبهذا فإنَّ تميم بن بحر المطوعي يكون أوَّل جغرافي عربي يذكر لنا وصف الطريق البرِّي إلى الصين، ويُمكن أن نجد أثر تميم المذكور في النصوص التي أوردها عنه جغرافيُّون كبار ورحَّالة معروفون، أمثال أبي دلف، وقدامة، وأيضًا عند الإدريسي صاحب أشهر كتاب في الجغرافيا، وهو كتاب (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) بل وعند ابن خرداذبه، وياقوت كما أسلفنا، وتميم هو أوَّل عربي يُعطينا معلومات هامَّة عن (التغزغز) تعتمد في الأساس على معلومات شخصيَّة مباشرة شاهدها بنفسه، فهو يصف لنا عاصمة التغزغز (قامجو) قرب (طرفان)، ويذكر معلومات عن حجر المطر عند الترك إلى غير ذلك.

سليمان التاجر

وسليمان التاجر من قدامى الرحَّالة الذين عُرِفوا برحلاتهم الغريبة ورواياتهم الطريفة عن البلدان التي زاروها، كان سليمان تاجرًا إيرانيًّا من أهالي ميناء سيراف المطل على الخليج العربي، ليس لدينا معلومات وفيرة عن حياته، إلَّا أنَّه قام برحلته هذه في (النصف الأوَّل من القرن الثالث الهجري= النصف الأول من القرن التاسع الميلادي).

رحلة التاجر سليمان

ورحلة التاجر سليمان ترجع في الغالب الى حوالي سنة (237هـ=851م)، وقد سافر مرارًا بغرض التجارة الى الهند والصين، وقد محَّص ما ورد عنه وتابع خطواته على ضوء الخرائط الحديثة المستشرق الفرنسي فيرن، فوجدها من حيث الدقَّة والأمانة العلميَّة بمكانة تُذكَرُ له، بل تمكَّن المستشرق فيرن عن طريق وصف التاجر سليمان من تحديد خطِّ سيره على الخريطة الحديثة، ووجد أنَّ التاجر سليمان مرَّ في طريقه بجزيرة سيلان، والهند، والهند الصينيَّة (فيتنام وكمبوديا ولاوس)، وانتهى إلى كانتون، واستغرقت رحلته البحريَّة زهاء أربعة أشهر.
يقول المستشرق فيرن: "وهو خير مثالٍ للتجَّار العرب والفرس الذين توجَّهوا إلى الصين، وقد أبحر من (سيراف) إلى (مسقط) على الخليج العربي، ومن هناك إلى (كلم) على ساحل مليبار، ثم مرَّ بمضيق (بالك) شمال جزيرة (سيلان)، ثم عبر خليج البنغال فوصل جزيرة (لنجبالوس) (إحدى جزر نيكوبار)، ثم تقدَّم إلى (كله بره) على ساحل الملايو الغربي، ومرَّ هناك إلى جزيرة (تيومن) الواقعة إلى الجنوب الغربي من (ملقا)، ومنها إلى رأس القديس يعقوب قرب (سايجون)، ومن هناك إلى جزيرة (هاينان)، فعبر المضيق الذي يفصلها عن أرض الصين ليصل إلى ميناء (خانفو) أو (كانتون) الحديثة بالصين".
وكانت الرحلة البحريَّة من (مسقط) إلى الصين تستغرق أكثر من أربعة أشهر، ولم يقتصر سليمان في وصفه على ذكر المراحل وتقدير المسافات بالأيَّام وأحيانًا بالفراسخ، بل ترك -أيضًا- وصفًا حيًّا للسواحل والجزر والمواني المختلفة والمدن وسكَّانها والمحاصيل والمنتجات وسلع التجارة، كما ثبت أنَّ المعلومات التي أوردها عن (كانتون) تتميَّز بالتفصيل والدقَّة.
يقول كراتشكوفيسكي في الحديث عن نسبة تلك الرحلات إلى سليمان التاجر: "ونظر العدم وجود معلومات عن سليمان نفسه، فإنَّ بعض كبار علماء (الصينيَّات) مثل (يول) و (بليو) قد تشكَّكوا في نسبة القصص إليه، كما ظهر رأيٌ آخر يرى أنَّ هذه القصص لعربيٍّ زار الهند، غير أنَّ (فيرن) لفت الأنظار إلى أنَّ ابن الفقيه ينسب القصص صراحةً إلى سليمان، ولهذا فإنَّ مسألة تأليفه لها لا يحوم حولها أدنى شك".

رحلة ابن وهب القرشي

وقد أضاف إلى القصص المنسوبة إلى سليمان -وذلك بعد عشرين عامًا من رحلة المذكور- رحَّالة آخر هو ابن وهب الذي يرجع نسبه إلى قريش، وكان من الأعيان الأثرياء، وقد غادر بلده البصرة عند ما سقطت على أيدي ثوار الزنج سنة (257هـ=871م)، واستقرَّ رأيه على القيام برحلةٍ طويلةٍ من سيراف إلى الصين، وحالفه التوفيق فوصل إلى عاصمة الصين، وكانت في ذلك (خمدان)، ولوصفه أهميَّةٌ خاصَّة؛ إذ بعد ذلك عام (264هـ=878م) يتم القضاء على المستعمرة العربيَّة في (كانتون) نتيجة للحروب الداخليَّة، فانقطعت بذلك الصِّلات المباشرة بين العرب والصين، وأصبح آخر ميناء تصله السفن العربيَّة (ميناكله) وكله بره بشبه جزيرة الملايو، ولم يتجدَّد الاتِّصال بالصين إلَّا في النصف الثاني من القرن (السابع الهجري= الثالث عشر الميلادي).

محتويات رحلة التاجر سليمان

تبدأ الرحلة من ميناء مدينة سيراف الواقعة على الساحل الشرقي للخليج العربي، ثم إلى الهند والصين، وفي الطريق إليهما مرَّ على بلدان ومدن وموانئ ومراكز تجاريَّة وشعوب متعدِّدة، جمع عنهم وعن عاداتهم وأحوالهم معلومات جغرافيَّة وتجاريَّة وملاحيَّة طريفة وهامَّة، وصفها وصفًا ممتعًا وعرضها عرضًا شيِّقًا وموجزًا في كتاب دوَّنه سنة (237هـ=851م) بعد عودته من رحلته.
وبدأ سليمان كتابه بالتعريف بمحتوياته، حيث يقول: "هذا كتابٌ فيه سلسلة التواريخ والبلاد والبحور وأنواع الأسماك، وفيه علم الفلك، وعجائب الدنيا، وقياس البلدان، والمعمور منها والوحش، وعجائب، وغير ذلك". ثم وصف كتابه بأنَّه "كتابٌ نفيس". والكتاب يتألَّف من فصلين، كلُّ فصلٍ يعرض موضوعات متنوِّعة وحافلة بالمعلومات الجغرافيَّة والفلكيَّة والعلميَّة الواقعيَّة والأسطوريَّة المتداولة في ذلك العصر.
يُعدُّ سليمان التاجر من دون منازع أوَّل من قدَّم وصفًا قيِّمًا للطريق التجاري البحري الذي يربط منطقة الخليج العربي بالهند والصين، كما اهتمَّ بذكر المسافات بين الموانئ والمدن، وأوضح أماكن تواجد المياه العذبة الصالحة للشرب، وتعرَّض إلى ذكر الصلات التجاريَّة بين منطقة الخليج وبلدان المحيط الهندي والمحيط الهادي، كما أشار إلى حجم المكوس التي تُجبى من السفن الإسلاميَّة والصينيَّة أثناء مرورها بالموانئ، والمدن الواقعة على الطريق التجاري البحري إلى الهند والصين.
ولم يفته رصد بعض الظواهر والعجائب الفلكيَّة والبحريَّة التي شاهدها في طريقه إلى الصين، منها على سبيل المثال: ظاهرة المد والجزر، وجبل النار، والسمك الذي يطير، والسمك الذي يصعد على أشجار النارجيل فيشرب ما في النارجيل من الماء ثم يعود إلى البحر، والسرطان البحري الذي يتحجَّر إذا خرج من البحر، وغيرها من الظواهر والغرائب، ويدلُّ النصُّ على معرفة المؤلِّف وفهمه وضلوعه في علم الجغرافيا، حيث أوضح كيف تحدث ظاهرة المدِّ والجزر مرَّتين في اليوم حسب طلوع القمر ومغيبه، وكيف تتفاوت أوقات حدوثها من مكانٍ إلى آخر، وبانتهائه من وصف الطريق ورصد الظواهر والغرائب، انتقل إلى وصف عادات أهل الصين فتناول صفة اللباس العام الذي يرتدونه، ونوع الطعام الذي يأكلونه كالحبوب واللحوم والفواكه، وكشف عن أنواع الشرب المفضل لديهم، كما كشف كذلك عن جملة من العادات والتقاليد السائدة بينهم والخاصة بهم.
ثم ينتقل سليمان إلى الفصل الثاني من الكتاب تحت عنوان "أخبار بلاد الهند والصين و-أيضًا- ملوكها"، ويتحدث فيها عن أهل الهند والصين وإجماعهم على أنَّ ملوك الأرض أربعة، ملك العرب وملك الصين وملك الروم وملك الهند، أعظمهم ملك العرب، ثم يتناول بالتفصيل ملوك الهند ويذكر ألقابهم، ونعوتهم، وصفاتهم، وخصائصهم، ومناقبهم، وسعة ملكهم، وتاريخهم، وأحوالهم الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة، والعلاقات السياسيَّة والعسكريَّة بينهم وبين من يُجاورهم من ملوك العرب والصين.
ثم تحدَّث عن الصين وتناول أمَّهات المدن، وأهمَّ الجوانب الجغرافيَّة والعسكريَّة فيها، ومن الأمور الهامَّة التي أشار إليها سليمان التاجر استخدام العملة المصنوعة من النحاس في الصين، فذكر أنَّه: "ليس لأحدٍ من الملوك فلوس سواهم وهي عين البلاد"، ثم تحدَّث عن مصادر ثرواتهم ومتاعهم فقال: "ولهم الذهب والفضة واللؤلؤ والديباج والحرير". وتحدَّث -أيضًا- عن دوابِّهم، وأهم الواردات التي تحمل إليهم، فذكر العاج واللبان والنحاس والذبل جلود ظهور السلاحف التي تستخرج من البحر، وأشار إلى الإجراءات التي تتَّخذها السلطات الصينيَّة لجمع المكوس، وتنظيم التجارة، ومن أمثلة ذلك أنَّه عندما تصل السفن إلى الموانئ الصينيَّة تُفرَّغ الحمولة وتُحفظ في مخازن مدَّة ستَّة أشهر حتى وصول جميع السفن القادمة من الغرب، ويُمكن تفسير السبب في ذلك إلى أنَّ السلطات كانت تحرص على أن تعرض البضائع بعد وصول جميع السفن، حتى تضمن رخص الأسعار، وإتاحة الفرصة لجميع التجار لعرض بضائعهم في وقتٍ واحد.
ويُلاحظ في الرحلة إلى الهند والصين اهتمام سليمان التاجر وإلمامه بطقوس أهل الصين وعاداتهم الدينيَّة، والاجتماعيَّة، والسياسيَّة، حيث أشار إلى طريقة دفن الموتى، وتحدَّث عن الاهتمام بالتعليم، وأشار إلى النظام السياسي السائد، وسجلِّ ألقاب ونعوت الملوك، وما يملكونه من سلطات، وما يدور في مجالسهم التي يعقدونها للنظر في أحوال الرعية، بل تعدَّى ذلك وأشار إلى أمور إداريَّة وتنظيميَّة خاصَّة بأهل الصين وغير معروفة عند غيرهم، كقوله: "وليس على أرضهم خراج، ولكن عليهم جزية على الجماجم الذكور بحسب ما يرون من الأحوال". وقوله: "ومن أراد سفرًا من بعضها إلى بعضٍ أخذ كتابين من الملك ومن الخصي". والنصُّ الثاني يُؤكِّد أنَّ أهل الصين أوَّل من استخدم وثيقة المرور أو جواز السفر المعروف في وقتنا الحاضر.
ثم انتقل سليمان التاجر إلى الحديث عن الهند، وأشار إلى انتشار العديد من الطقوس الدينية، والعادات والتقاليد المتوارثة والمنتشرة بين الناس، منها على سبيل المثال: السياحة في الغياض والجبال، وعبادة الشمس، وتعدُّد الملوك والممالك الهنديَّة.
وتحفل رحلة سليمان التاجر بالعديد من الإشارات والملاحظات الدقيقة العديدة المتعلِّقة بالفروق والاختلافات بين الصين والهند في الطقوس، والعادات والتقاليد الدينيَّة والاجتماعيَّة والسياسيَّة، كما كشفت الرحلة عن الاختلاف في النظم والوظائف السياسيَّة، وأسلوب الحياة الاجتماعيَّة في المأكل والملبس، وفي طريقة تشييد المنازل، وفي طقوس الزواج، وفي العقوبات وطريقة تنفيذها، كذلك أوضحت الرحلة التنوُّع في الأوضاع الحضاريَّة، والمقوِّمات البشريَّة والمظاهر الثقافيَّة والعلميَّة، والأنشطة التجاريَّة والزراعيَّة والعسكريَّة.
_________________
المصادر والمراجع:

- رحلة سليمان التاجر، صحيفة الخبر، أكتوبر، 2017م.
- أبو زيد السيرافي: رحلة السيرافي، تحقيق: عبد الله الحبشي، الناشر: المجمع الثقافي - أبو ظبي، 1999م.


الساعة الآن 02:41 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام