تمهيد
يتناول هذا الفصل الأسرة واثرها في حياة العابدات اللاتي تزوجن وأنجبن وصاحبن ازواجهن في الحياة بكل اخلاص ، فكانت معينة له علي العبادة والطاعة وتربية الابناء . ثم يتناول الوسائل اللاتي اعتمدن عليها في تربيتهم بما يمكن أن نستخلصه من تجربتهم العملية التربوية التي جاءت مؤيدة لما ذهب اليه علماء الاسلام في هذا الشان .
وقد اكتشفن من حياتهن داخل اسرتهن مدي المساهمة الواضحة لهن في علاج العديد من المشكلات الاجتماعية التي تئن منها مجتمعاتنا الاسلامية وكان العبء الاول فيها واقعا علي عاتق المرأة نتيجة لضعف تمسكها بالنهج الاسلامي في التعامل مع هذه الظروف او المشكلات اذا جاز لنا ان نطلق عليها ذلك من مثل :
موقفهن الايجابي من الزوجة الثانية
القناعة والرضي بشظف العيش
وورعهن الشديد عن الرزق الحرام وحث الزوج علي ذلك
وبالتاكيد ان غياب مثل تلك القيم والمبادئ جدير بان يحول الحياة الي جحيم لايطاق ومشاكل لاتنتهي
وفي النهاية نكشف اللثام عن الثمرة الصالحة التي يجنيها العابدات المسلمات حين ادين رسالتهن علي اكمل وجه من بر الابناء بهن ، وشدة صلاحهم وتقواهم . كما ان القيام بتلك المسئوليات لم تكن لتقف عائقا امام المراة عن المجاهدة في عبادتها حيث وجدناها تتسابق مع الرجل في ذلك ، كما اهلتها لأن تتمتع بقوة الشخصية كما كانت عليه النساء الاوائل من امهات المؤمنين ونساء الصحابة رضوان الله عليهن اجمعين .
دور المرأة العابدة كزوجة
المراة المسلمة في عصر الرسول صلي الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين قد تمتعت بحقوقها كاملة في جميعها أدوار حياتها منطلقة من قواعد اساسية وشواهد عملية من كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم ، وكيف انه (ص) اثني عليها زىزرها واحترم شخصيتها ، ، فكان في حسن معاملته لزوجاته صلي الله عليه وسلم مادفع الي ان تطلق المراة المسلمة العنان لنفسها لتكافح مع زوجها وتخدم مجتمعها الاسلامي في جميع مناحي الحياة مشاركة الرجال في رفع راية الاسلام . وقد سجل لنا التاريخ بحروف من نور هذا الدور لهن كام سلمة وخديجة وعائشة واسماء وام سليم . وفي ظل ذلك قدمن دعائم قوية لما ينبغي أن تكون العلاقة بين المرء وزوجه
من هنا سنتطرق الي بيان دورها كزوجة صالحة حيث تطالعنا الكثير من المرويات ان لم يكن معظمها عن زيجات ناجحة قامت بين العابدات والعباد كان تقوي الله هو عامل النجاح الاسمي بالاضافة الي عوامل اخري منها :
الرضا والقناعة بشظف العيش دون الضجر بل دفع الزوج الي تحري الحلال في الرزق دائما فكانت " نسيبة بنت سليمان " توصي زوجها يوسف بن اسباط ت991هجرية- علي الرغم من كونه من سادات المشايخ الزهاد- قائلة له :" الله سائلك عني لاتطعمني الا حلالا ، ولاتمد يدك الي شبهة بسببي "(1) . وهذا سبيه بما كانت توصي به الصحابيات رضوان الله عليهن لازواجهن عند الخروج بالقول : " اياك والحرام ، فاننا نصبر علي الجوع ولانصبر علي النار "
وكانت ( معاذة العدوية ) تعمل بالرضاعة وتساعد زوجها ، وتوصي مرضعتها بتحري الحلال التي أجهدت هي نفسها في طلبه ليبارك الله لها ، وتصل بركة ذلك الي مرضعتها ( أم الأسود ) فكانت مثلها في العبادة والتقوي .
ونلاحظ ان العابدة ( معاذة العدوية ) وغيرها من العابدات المسلمات اخذن بتحري اسباب الرزق الحلال ، بل وتحمل المسئولية كاملة مشاركة لزوجها في اعباء الحياة وكان الزوج يقدر لها موقفها ذلك وربما يشفق عليها كما كان من موقف زوجة (رياح القيسي )التي بني بها ، فلما أصبح قامت الي عجينها فقال : لو نظرت الي امراة تكفيك هذا ، فقالت : انما تزوجت (رباح القيسي) ولم أتزوج جبارا عنيدا ، وكانت بالاضافة الي ذلك معينة له علي العبادة والطاعة ، فتوقظه ليلا للصلاة وقد ذكر رباح انها كانت اذا صلت العشاء تطيبت وتدخنت(2) ولبست ثيابها ثم تاتيني فتقول : ألك حاجة ؟ فان قلت نعم كانت معي ، وان قلت : لا قامت فنزعت ثيابها ثم صفت بين قدميها حتي تصبح ( اي مجتهدة في عبادتها لله ليلا ). وكانت تنصحه بان لا يغتم بشئ من أمر الدنيا . لان الدنيا كما قالت له : "أهون من هدبة مقنعتها "(3)
وعلي شاكلتها كانت امرأة ( حبيب العجمي ) التي كانت خير معين لزوجها علي العبادة فتوقظه برفق وقت السحر قائلة : قم يارجل ، قد ذهب الليل وجاء النهار ، وانفض كوكب الملأ الأعلي وسارت قوافل الصالحين ، وانت متأخر لاتدركهن ....
وكانت من شدة صبرها علي البلاء من فقر ومرض لا تشتكي من وجع في عينيها وحين يتم سؤالها عن حالها جيب بقولها : وجع قلبي أشد من وجع عيني " فكانت علي مابها من صلاح وتقوي تشك في ان لايقبل منها تلك الطاعة او ان لاتثق انها قامت بواجبها كما ينبغي نحو ربها والآخرين خاصة اذا علمنا بانه بالاضافة الي اجتهادها في عبادتها لربها فانها " كانت تخدم زوجها واصحابه من العباد دون ضجر او تبرم بل عن رضا كامل "(4)
ورعهن عن الرزق الحرام
العابدات المسلمات مثلن نموذجا فريدا في ورعهن مع ازواجهن في مسالة الرزق الحلال وتحريه فتطالعنا رواية عن ( ام الحريش ) وكانت كما قيل من اعبد الناس ، وقد ابتليت بزوج من الجند ،فكانت لا تاكل من طعامه بل تعد لنفسها شيئا تأكله مع أنه كان لا ياكل منها حتي تأكل معه ، فكانت تقعد لتريه أنها تاكل ثم تضع أصابعها خارج القصعة "(5)
ونلمح من تلك القصة معني تربويا هو حرص المراة علي الحفاظ علي حياتها الزوجية حتي وان ضعف الجانب الايماني لدي الزوج فكان وسيلة التعامل قائمة علي اللين والمثابرة علي الطاعة ، دون اغترار بأنفسهن مهما بلغت من الصلاح والصبر علي زوجها .
وهذه النماذج العملية لهؤلاء النساء الصالحات الصابرات المعينات لازواجهن علي شئون الحياة وطاعة الله سبحانه هي التي جعلت ( ابو طالب المكي ) – الذي عرف عنه دعوته للمريدين بالتجرد ؛ لأنه أصلح لسلوك الطريق- بان يقول : " ان المراة اذا كانت معينة لزوجها علي الطاعة ، طالبة للتقليل والقناعة ، فهي نعمة من الله يطالبه بشكرها "(6). وفي اعتقادي أن هذا القول ينفي به دعوته السابقة للتجرد في حالة اذا تحري المرء الصلاح والتقوي فيمن سيختارها زوجة له .
مراعاة الزوج في سفره وغيابه
قرن الرسول (ص) صلاح المرأة باشياء عدة منها : ان غاب عنها زوجها حفظته في ماله وعرضه فمن هؤلاء العابدات اللاتي تمثلن بتلك التعاليم النبوية علي سبيل المثال لا الحصر :
ماذكره ابن الجوزي عن محمد بن شجاع الصوفي بأنه تزوج من امرأة جميلة وكانت علي صغر سنها مجتهدة في العبادة....وحين هم بالسفر ودعته قائلة : استودعك الله خير مستودع . ثم عاد الي مصر بعد سنين فسال عنها ؟ فقيل له : هي علي افضل مما تركتها عليه من العبادة والاجتهاد "(7)
وكانت الزوجة الصالحة تدخل الاطمئنان علي زوجها عند خروجه فيذكر ان رجل من السلف أراد ان يغيب عن أهله في غزوة ، فكره اخوانه ذلك لأنسهم به فجاءوا الي أهله ، فقالوا : لم تتركين زوجك يسافر ؟ ولم يدع لك نفقة ولاتدرين متي يقدم ؟ فقالت : زوجي منذ عرفته أكالا وماعرفته قط رزاقا ، يذهب الأكال ويبقي الرزاق . ومع ذلك فلا أحب أن أكون مشئومة عليه أقطعه عن سبيل الخير "(8). وهذا دليل علي حسن ظنها وثقتها بالله سبحانه وتعالي.
وقد يخير الزوج زوجته بين الفراق والبقاء في كنفه خشية عليها من طول سفره ليرفع عن نفسه الوزر ، فلا يجد منها سوي العون والمؤازرة وحب البقاء زوجة له مهما كان طول الفراق التي استدعته الظروف الصعبة ايا كانت وهذا مانراه من موقف ( صفراء الرازية ) زوجة ابي حفص النيسابوري ت270 هجرية التي فضلت البقاء زوجة له قائلة : " دعني أكون في حبالتك وتلحقني بركات ذلك واكون في ذكرك ودعائك ، ثم تقول له : علمني كلمة احفظها عنك فقال لها : اعلمي أن اعرف الناس بالله أشدهم خوفا منه وخشية له ، واكثرهم محبة له من آثر خدمته علي جميع حركاته ، ولايتحرك الا له ولايسعي الا في مرضاته ...وقالت له : اوصني ؟ فقال : اوصيك بلزوم البيت ، والدنو من المحراب ، والقراءة من القران بما تحفظينه ، وملازمة الصمت وترك مالا يعنيك ، والقيام بمنافع الناس علي حسب الطاقة "(9)
وصفراء الرازية هي الزوجة الثانية لابي حفص النيسابوري . وكانت له زوجة أخري علي جانب عظيم من العبادة والاخلاص هي ( العابدة عائشة )والتي لها حديث في البكاء تقترب فيه من مذهب رابعة العدوية حيث النظر بعين التقصير في عبادتها " فقد ذكر أبو حفص عنها أنها قالت : بكاء الصادق أن يبكي ، ويبكي علي بكائه انه غير صادق في بكائه لعل الله تعالي ألا يرضي منه ذلك البكاء فبكاؤه علي قلة صدقه في بكائه انفع له من ابتداء بكائه لانه لايرفع للعبد حال الا بنقصانه عنده
"(10)
الزوجة الثانية
سنلقي الضوء علي مشكلة اجتماعية تتجدد في كل عصر وهو الموقف من الزوجة الثانية وماترمز اليه مما يقع الي الذهن للوهلة الأولي من صراعات ومشاحنات ومشاكل قلما ان تجد سبيلها للهدوء لكن مثل هذا المناخ المشحون لانجده عند العابدات المسلمات فكان هناك حسن الوعي والتمثل للموقف الشرعي في ذلك ومما يؤكد هذا المعني :
ماروي عن ( رابعة بنت اسماعيل )وهي من كبار العابدات الزاهدات الثريات ، وقد أنفقت مالها علي زوجها ( احمد بن ابي الحواري )واصحابه ، وكانت تقوم علي خدمته بنفسها ، وكان يرجع اليها في بعض المسائل ، وقد تزوج عليها أحمد بثلاث نسوة ومع ذلك يقول عنها : أنها كانت تطعمني من الطيبات وتطيبني وتقول : اذهب بقوتك ونشاطك الي ازواجك ، فكانت هذه من ارباب القلوب "(11)
ويذكر بن الجوزي في هذا الصدد قصة عابدتان احداهما كانت من العبادة والجمال علي درجة كبيرة ، وقد ابت أن تتزوج الا من رجل صالح ، وحينما عثرت عليه عرضت عليه نفسها ، ولكنه ابلغها بزواجه من ابنة عمه وهو يحبها فوافقت . وحين علمت زوجته الاولي بذلك أبت ان تعلمه خشية ان يطلق زوجته وحرصا علي سعادته . وعندما توفي بعثت لزوجته الثانية بخادمتها قائلة لها : " اذهبي الي بيت المرأة واعلميها أن الرجل مات ، وقد خلف ثمانية الآف دينار ، وقد اخذ الابن سبعة الاف بحقه ، وبقيت الف فقسمها بيني وبينك وهذا حقك . وحينما صارت الجارية اليها واعلمتها الحال قالت : عودي الي سيدتك وسلمي عليها عني واعلميها أن الرجل طلقني وكتب لي براءة ، وردي عليها هذا المال فاني ما استحق في تركته شيئا "(12)
ونستطيع ان نستخلص في ضوء ماسبق الكثير من المعاني التربوية لما يجب ان تقوم عليه اسس الحياة الزوجية السعيدة لاسيما في حاضرنا الذي غلبت عليه المادية في كل نواحيه فافرز ذلك عن واقع مرير حيث دفه الفقر والحاجة الي أن يسافر الزوج ليعول أسرته ، وماابشع مانتهكت من حرمات في غيابه . وادي الثراء ببعض الرجال الي الزواج باخريات فلم يراعوا حق الله في ذلك في المقابل ظلت المكائد والدسائس هي ديدن العلاقة الحاكمة بين الزوجات ، فما أحوج المرأة المسلمة في مجتمعنا الي الاقتداء بمثل هؤلاء الزوجات الصالحات اللاتي كن بمسلكهن امتدادا للمرأة في العصر النبوي ، وبذلك نستطيع ان ننقي حياتنا من كدر هذه القاذورات اللأخلاقية ونعيد اليها بهاءها ونقاءها وطهارتها التي كانت عليه سابقا عندما اضاءت رسالة الاسلام الظلام الذي عم البشرية بجهالتها وانحرافها عن منهج الله .
وفاة الزوج
المسلمة العابدة ضربت أروع الامثلة بعد وفاة زوجها ، سواء فيما يتعلق بحسن صبرها علي وفاته خاصة عند الصدمة الاولي ، او في حسن تربيتها لاولادها .
ففيما يخص الجانب الاول : وهو الصبر علي وفاة الزوج
تطالعنا الكثير من الرويات الدالة علي قوة وثبات المراة دون جزع من ذلك :
ان امراة من الصالحات اتاها نعي زوجها وهي تعجن فرفعت يدها من العجين وقالت : هذا طعام قد صار لنا فيه شركاء(13). واخري تغسل زوجها وتدفعه الي اصحابه ليدفنوه وتغلق خلفهمن الباب . ومعاذة العدوية يأتيها نبأ استشهاد زوجها وابنها فيجتمع حولها نساء بني عدي يعزونها ، فتبادرهن قائلة لهن : " ان كنتن جئتن لتهنئنني فمرحبا بكن ، وان كنتن جئن لغير ذلك فارجعن "(14)
وهذا المستوي العالي من الصبر كان امرا مألوفا لدي نساء صدر الاسلام ، ونكتفي من ذلك بما حدث للسيدة زينب بنت علي رضي الله عنها ، وصبرها علي مقتل معظم ال البيت في كربلاء ، فتناجي ربها قائلة : " اللهم تقبل منا هذا القليل من القربان ، وحين يقول لها ابن زياد متهكما ساخرا ك كيف رايت صنع الله بأخيك ؟ فتقول : والله مارايت الا جميلا "(15)
وهكذا يتضح لنا ان المراة حينما تمتلك قوة الارادة والوعي وسمو الهدف تستطيع ان تضرب أروع الامثلة في الصبر والشجاعة أمام المواقف الصعبة القاسية (16)
دور الأمومة
مارست المراة المسلمة العابدة دور الامومة والزوجية علي احسن وجه ومن اشهر تلك الزيجات الموفقة زواج معاذة العدوية ، وزوجة سهل بن عبد الله التستري ، وزوجة حاتم الاصم ، وزوجة رياح القيسي ، بالاضافة الي الكثير من العابدات الاتي كان لهن من الذرية الصالحة من بلغت شانا عظيما في مجال العلم من ذلك :
( ام عبد الله بنت خالد بن معدان ) ت103 هجرية ، وام اسماعيل بن عياش ت 181 هجرية وهو الحافظ الامام محدث الشام الذي قال فيه الذهبي كان من بحور العلم ، صادق اللهجة ، متين الديانة صاحب سنة واتباع وجلالة ووقار "(17). وماكان ذلك الا من أثر تربية أمه الصالحة ، والتي روي عنها قولها : " لو تيقنت أن الله يدخلني الجنة مازدت الا اجتهادا وخدمة "(18)
وكذلك ( ام الحسين بنت احمد بن حمدان )ت113هجرية ، وقد ذكر السلمي أنه كان من اوحد مشايخ الحرم في وقته(19). ولامه كلام حسن في الفقر والمراقبة منه قولها : " لاتبيعوا انفسكم بالدون من العروض ، وطالعوا موضع نظر الله تعالي أن يكون مصونا عما لايرضاه "(20)
ومن الأمهات اللاتي كان لها تاثير عظيم علي ولدها ( عائشة بنت ابي عثمان سعيد بن اسماعيل الحيري النيسابوري)ت346 هجرية وكانت من أزهد أولاد ابي عثمان ، وأورعهن واحسنهن حالا ووقتا وكانت مجابة الدعوة . وكانت ابنتها ( ام احمد بنت عائشة ) مثلها في العبادة . ولام احمد كلام حسن في الحث علي طلب العلم والتمسك بالشرع(21)
من كل ماسبق يتضح ان تكوين شخصية هؤلاء الابنا وبروزهم في صورة ناجحة يتعانق فيها العلم مع العبادة ساعد عليه وجود امهات صالحات حرصن علي نمو ابنائهن في مناخ اسري يرث فيه الابناء صفات الآباء ، ولاريب ان نجد الجد والابن والحفيد علي شاكلة واحدة يكتنفهم مشاعر المودة والرحمة في وحدة اسرية اجتماعية حيث ان ط الأسرة هي اللبنة الأولي في بناء المجتمع ، والعش الذي تنشأ فيه وحوله مجموعة الآداب والأخلاق الخاصة بالجنس ، وهي في صميمها آداب المجتمع الذي ارتفع عن الاباحية الحيوانية ، والفوضي والهمجية"(22).
وقد حرصت المراة المسلمة العابدة علي حسن تربية ابنائها وتعليمهم حتي بعد وفاة زوجها وعزوفها عن الزواج مرة اخري من اجل ابنائها ، " ولقد اثبتت التجارب التي قام بها علماء النفس أن الامومة هي أقوي الدوافع الحيوانية عموما ، فهي أقوي من العطش والجوع والحاجة الي الجنس وحب الاستطلاع "(23). فليست الامومة مجرد حمل تنوء به المرأة بل هي اداتها لتحقيق التكامل النفسي ، وهي وسيلتها لاكتساب الاتزان اللازم لبلوغ السعادة . وعلي الرغم مما يكتنف الامومة من مصاعب ومشكلات فانها تعبر عن تلك التجربة الخصبة التي تستطيع المرأة من خلالها أن تحقق رسالتها ، وان تجد لذة كبري في الوفاء بمطالبها(24)
وهناك من النساء الصالحات من قمن بدور ظاهر في مجال التربية فنشأ علي أيديهن اعظم الرجال وكبار العلماء . فهذا الامام الشافعي المشهور الذائع الصيت من دنت له قطوف العلم والحكمة ، ودانت له نواحي البلاغة ، وانتشر اسمه في كل بقاع العالم الذي ملا أقطاره علما كل ذلك من ثمرة أمه العظيمة التي تولته منذ ان كان رضيعا ، فقد مات ابوه وهو جنين فتولته بعنايتها وافاضت عليه عقلها وادبها حيث كانت امرأة من فضليات عقائل الأزد ، وانتقلت به من غزة هابطة الي مكة مستقر أخواله أملا في تربيته بينهم هنالك(25).
وعلي شاكلتها كانت ام سفيان الثوري والتي كانت تحثه علي طلب العلم بقولها : " يابني اطلب العلم وانا اكفيك بمغزلي ، وقالت له : يابني اذا كتبت عشرة احرف فانظر هل تري في نفسك زيادة في مشيك وحلمك ووقارك فان لم يزدك فاعلم انه لايضيرك ولاينفعك"(26)
وبقدر اهتمام المراة العابدة بتربية ابنائها علي التمسك بالدين ليس فقط باداء طقوسه العبادية الظاهرية ، وانما كان اهتمامهن بالجانب الباطني ودعوة ابنائهن الي صلاحه ، والا فما قيمة العلم اذ لم يأت العمل بمقتضاه ، وما أثر القول اذا ناقض العمل ونصائحن لابنائهن في هذا الصدد لاتحصي منها :
ان ( ام طلق ) كانت تنصح ابنها قائلة : " ما احسن صوتك بالقران فليته لايكون عليك وبالا يوم القيامة . فبكي حتي غشي عليه "(27) فهي أرادت ان تعلمه أن العبرة بالعمل لا القراءة فقط فالقران يكون حجة للانسان او عليه يوم القيامة .
الصبر علي وفاة الأبناء
تحلت المراة المسلمة الصالحة بالصبر الجميل علي فراق ولدها وحسن الاحتساب الي الله خاصة اذا كانو اولاد صالحين ذو بر بأبويهم ومواقفهن كثيرة في هذا الصدد وتمثل نموذج يحتذي من ذلك :
ماروي ان احدي العابدات الاعرابيات أنه مات ابن لها ، فما زالت تبكي حتي خد الدمع في خدها ثم استرجعت قائلة تناجي ربها : قد كان ولدي من البر بوالديه علي مايكون الوالدان بولدهما ، فأجره بذلك مني صلاة ولقه سرورا ونضرة . وحين عوتبت علي كثرة بكائها ، أجابت بأن جزعها علي ابنها غير ممكن في الطاقة صرفه ، ولا في القدرة منعه ولي عذري . فقد قال عز وجل ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه ان الله غفور رحيم )(28).
وحفصة بنت سيرين تذكر من بر ابنها بها أنه كان ملازما لها ويقوم علي خدمتها مع كبر سنها ووجود زوجة وأولاد يعولهم وتحكي عن بره بها قائلة : كان اذا جاء الشتاء جاء بالكانون فيضعه خلفي وانا في مصلاي ، ثم يوقد الحطب وقودا لايؤذي دخانه ويدفئني ، وكان يبعث اليّ بحلبة الغداة فاقول : يا بني انك لتعلم أني لا اشربه أنا صائمة ، فيقول : يا ام الهذيل ان أطيب اللبن مابات في ضروع الابل . اسقيه ماشئت ، وعندما مات حزنت عليه شديدا ، الا انها وجدت في كتاب الله السلوي عما هي فيه "(29)
ومع ماعرف عن المراة من شدة الصبر علي فقدان الزوج والابناء وتمثل ذلك في الاعتصام في تلك الشدة بكتاب الله وسنة الرسول صلي الله عليه وسلم وكانت قدوتهن السيدة اسماء بنت ابي بكر والخنساء ...مع معرفة مدي بر الابناء بها فكان عبد الله بن الزبير مايجاوز راي امه ولايستشعر الغناء عن مشورتها علي الرغم من تطاول عمره ، وثقله بالتجارب وعلو منزلته بين المسلمين وحديثه المشهور مع امه اية بالغة علي ذلك ، فبعد ان يذكر فضائل عمله حين ايقن من الموت لأمه واراد بذلك ان يخفف عنها قائلا:" اللهم اني لا أقول ذلك تزكية لنفسي ، ولكن اقوله تزكية لامي لتسلو عني ...ثم يقول لأمه : يا أمه لاتدعي الدعاء لي قبل قتلي ولابعده ثم تناول يدها فقبلها "(30)
وأبناء الخنساء الأربعة كان الواحد منهم يلقي حتفه ، فيذكر الاخر الباقين بوصية امهن بالثبات مهما حمي وطيس المعركة لرفع راية الاسلام حتي استشهدوا الأربعة في المعركة فكانوا آية في طاعتهم لأمهم مثلما كان ( اويس بن عامر القرني ) الذي أنبأ النبي (ص) بظهوره وكشف عن رفعة منزلته عند الله ورسوله ، واخذ البررة الأخيار من صحابته بالتماس دعوته ، وابتغاء القربي الي الله به ماكانت الا ببره بأمه(31).
وماكان هذا السلوك الاسلامي الراقي الا من اثر التعاليم التي تؤكد علي ضرورة بر الابناء بالاباء وكفالتهم لهم والحافلة بها كتاب الله وسنة رسوله من مثل قوله تعالي : ( وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولاتهرهما وقل لهما قولا كريما . واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) الاسراء : 23 ، 24
( ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا علي وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك اليّ المصير ) لقمان : 14
وفي السنة عن ابي هريرة عن النبي (ص) قال : رغم أنف ثم رغم أنف قيل من يارسول الله قال : " من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة "(32).
" واتي اليه رجل فقال : يارسول الله من احق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : امك . قال ثم من ؟ قال : امك . قال : ثم من ؟ قال امك . قال ثم من ؟ قال : ابوك ".(33)
لقد ظل الاسلام بتشريعاته وأحكامه وآدابه ومعاملاته يمثل معينا لاينضب من التعاليم التربوية التي تهدف الي مساعدة الفرد علي التقرب لخالقه والعمل للحياة الدنيا والاخرة معا او مايتعلق بين الانسان ومجتمعه وربط او صر المحبة والتكافل بينهما من خلال التمثل بمنظومة الاخلاق التي حض عليها الاسلام ،ومعالجة ادواء القلوب وعللها التي تعوق الوصل الي مجتمع مستقر امن مترابط وكل هذه الموضوعات تناولها علماء الاسلام قديما وحديثا (34). فاثبتوا أن للاسلام نظرية فريدة ومتميزة في هذا الشان قلما ان توجد في اي تشريع اخروسنلقي الضوء علي جزئية منتلك المنظومة الاخلاقة العملية وهو مجال تربية الاولاد.
وكما اوصي الاسلام برعاية الاباء اهتم ايضا بضرورة ان يقوم الاباء بواجبهم نحو ابنائهم من ذلك :
قول الرسول (ص) : " مانحل والد ولده أفضل من ادب حسن "(35). وهناك الحث علي الشعور بعظم وامانة المسئولية امام الله فقال صلي الله عليه وسلم : " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فالامام راع وهو مسئول عن رعيته ، والرجل راع علي اهله وهو مسئول عن رعيته ، والمرأة راعية علي بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها "(36). وكان عبد الله بن عمر يقول : " ادب ابنك فانك مسئول عنه ماذا ادبته ؟ وماذا علمته ؟ وأنه مسئول عن بره لك وطواعيته لك "(37)
وسائل تربية الأبناء عند العابدات المسلمات
لقد صارت المرأة المسلمة العابدة مع ابنها في جميع اطوار حياته طفلا ورجلا يافعا ، مستعينة بوعيها الفطري وتعاليم دينها علي اداء رسالتها تلك ، ونستطيع ان نستخلص ثلاثة وسائل اعتمدت عليها في تربية أبنائها وهي وكما سيتضح تطبيق عملي لمنهج الاسلام في هذا الشان ، فمن هذه الوسائل :
-اسلوب التعود علي السلوك الحسن منذ الصغر
-القدوة الحسنة
-التلقين الصوري للابناء من خلال الوصايا والنصائح لهم
فبالنسبة للجانب الأول فان الهدف منه هو ان يصير السلوك الحسن ، والتعود علي العبادة طبعا للأولاد يسهل عليهم ممارسته طوال حياتهن ، وبدايتها من مرحلة الطفولة المبكرة . فالطفل منذ الثانية علي الأقل يستطيع عادة ان يتكلم ، وبالتالي يكون قابلا لتلقي مزيد من التاثيرات التربوية في ناحية السلوك الخلقي(38). ولهذا كان الأثر الذي تتركه الام علي طفلها بالغا ، فيستقي منها كل ماتبثه فيه قولا او فعلا في يسر حيث ان العلاقة بين الطفل وابويه وخصوصا الأم انفعالية بدرجة كبيرة وبها يصطبغ كل شئ في حياة الطفل(39).
ويتجلي هذا الجانب بصورة واضحة عند المسلمات العابدات في تربية ابنائهن
فزوجة (سهل بن عبد الله التستري ) تربي ابنها علي اللجوء الي الله في كل امره ، فكلما طلب منها شئ تدفعه الي ان يطلب ذلك من الله ، وكانت تحضره له دون ان يراها " وقد حدث شئ شبيه بالكرامة لهذا الابن من اثر تربية امه الصالحة وهو أنه كعادته أراد شيئا ولم يجد أمه . فسجد لله يطلب منه هذا الأمر ، وحينما رأت أمه مامعه سألته من اين لك هذا ؟ قال : من حيث يأتي كل مرة .(40)
وكانت مشجعة لأبنائها علي العبادة والمجاهدة منذ الصغر " فروي عن احدي العابدات ان ابنتها طلبت منها شراء مدرعة تتعبد فيها فاستجابت الأم لطلبها علي الرغم من صغر سنها ، فتدخل الابنة الثانية معها في العبادة ...."(41). وشبيهتما في تلك الحال ابنة ( منيبة البصرية ) العابدة فمن قولها للحسن البصري عند وفاتها باكية : يا ابا سعيد يحثو التراب علي شبابي ، ولم اشبع من طاعة ربي "
وهذه المحبة المبكرة للابناء للاجتهاد في العبادة لله كان من أثر القدوة الحسنة لوالديهم واعتيادهم لأبنائهم علي طاعة الله وحسن عبادته من ذلك ماكان من امر ( هنيدة ) مع بنيها فكانت توقظهم ليلا للصلاة وتشجعهم علي ذلك حتي عرف جميع أهل بيتها بالصلاح .
وقد ربت المرأة المسلمة العابدة أبناءها علي الرضا والقناعة واللجوء الي الله دون الاستعانة بالخلق فقد شهدت بناتها ( حماد بن سلمة ) لما أراد ان يساعدهم لفقرهم الشديد وقد تهدم سقف منزلهم فقلن له : " ألا تسكت ياحماد تعترض بيننا وبين ربنا ومولانا ؟ فرفضت أمه دنانيره قائلة له : انا رفعنا حوائجنا الي من يقبل الودائع ولا يبخس العاملين "(42)
وهذا السلوك التربوي يتفق مع ماذهب اليه ( الغزالي ) في تربية الطفل تربية اسلامية صحيحة حيث ذكر وسائل عديدة منها : " تعويده علي العطاء لا الأخذ حتي ولو كان فقيرا ، وان يعوّد علي الصبر ، وألا يحبب اليه أسباب الرفاهية حتي لايتعود نعيم العيش فيصعب تقويمه ، ويكون بدء تعلمه ذلك منذ الصغر ، فقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة ، وهو قابل لكل ماينقش عليه "(43)
القدوة الحسنة لأبنائها
لهذا الموضوع وهو اثر القدوة علي الابناء صور شتي سواء عن طريق تمثلهم بأبائهم من خلال تشكيل شخصية علمية تجمع بين العلم والعبادة ، وبروز دور المراة الواضح في هذا المجال لانها نشأت في بيئة كان فيها الأب أو الجد من الفقهاء والعباد أيضا فكان هذا امرا مألوفا . كما يتضح اثر القدوة من خلال بر الأبناء بآبائهم خاصة الأم وشهادتها لهم بالصلاح والتقوي .
ولسوف يبرز دور القدوة واضحا عند حديث الامهات لأبنائهم واعظين وناصحين ، وشدة امتثال الأبناء للأمهات لانهم رأوا فيهن خير قدوة تمثلت تعاليم الاسلام ، ثم اعتقاد الابناء بأن فاقد الشئ لايعطيه ، فالوصايا والنصائح حينئذ تذهب ادراج الرياح ، لانها لم تتجاوز اللسان فقط . من هنا سنلقي الضوء علي المباديء الخلقية من خلال الوصايا والنصائح للابناء خاصة حينما يصبحوا كبارا بالغين قادرين علي التمييز بين الخطا والصواب وساقتصر علي وصيتين علي جانب كبير من الاهمية لما تشمله من اسس السعادة التي سوف تحقق للانسان اذا عمل بمقتضاها وهما : ماذكره بن الجوزي عن رجل من بني تعلب قال : شهدت امراة من أهل البادية توصي ابناءها وقد ارادوا سفرا فقالت : " يابني اوصيك بتقوي الله ، فان قليلها أجدي عليك من كثير عقلك ، واياك والنميمة فانها تزرع الضغائن وتفرق بين المحبين ، ومثل لنفسك ماتستحسن من غيرك مثالا ثم اتخذه اماما "(44) . فما اروع هذه الحكم خاصة حينما يتمثل بها الانسان في غربته ، فهذه الوصية تقدم لنا اسلوبا حكيما في معاملة اللآخرين تقوم علي ركائز ثلاثة هي :
أولا : تقوي الله سبحانه وتعالي التي تحصن الانسان من الانزلاق في المعاصي ماظهر منها ومابطن .
ثانيا : البعد عن النميمة التي نهي الاسلام عنها ، وحذر مرتكبيها بسوء العاقبة لما تؤدي اليه من قطع أواصر المحبة بين الناس وتأتي اهمية هذه الوصية خاصة اذا كان الانسان في غربة ، لأن حاجته الي التىلف مع الآخرين أشد
ثالثا : مصاحبة الاخيار الصالحين والاقتداء بهم ، وحسن معاملة الناس ، وان يبادر بذلك اذا ارادوا منهم أن يعاملوه بالمثل ، ومن هنا يسعد في غربته وهي حكم تصلح تصلح للانسان في حله وترحاله ايضا .
ولازال الحث علي تقوي الله ومراقبته والعمل للآخرة يشغل بال الأمهات حرصا علي أبنائهن من سوء المصير .من ذلك ماذكره ( نوح الأسود ) عن احدي العابدات تعظ ابنها قائلة : " ويحك يابني احذر بطالات(45) الليل والنهار ، فتنقضي مهلات الأعمار وأنت غير ناظر لنفسك ، ولا مستعد لسفرك ، ويحك يابني مافي الجنة عوض ، ولا في ركوب المعاصي مفر من حلول النار . ويحك يابني مهد لنفسك قبل أن يحال بينك وبين ذلك "(46). وهذه دعوة للنهي عن القعود عن العمل والعبادة للدنيا والآخرة معا قبل ان يفاجئ الموت الانسان وتحين ساعة الحساب ، وهذا حسن ادراك ووعي لدي تلك المرأة الصالحة لحديث رسولنا (ص) " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ "(47)وكما قيل " النفس ان لم تشغلها بالحق شغلتك هي بالباطل "
بالاضافة الي ماسبق فقد تعددت مواطن النصائح للأبناء كنصيحة عائشة لابنتها (أم احمد) بالصبر وعدم الجزع لأي شئ في الدنيا ، والالتزام بحسن الخلق في ظاهرها وباطنها ، وحض الابناء علي طلب العلم والجهاد كما فعلت الخنساء وام سفيان الثوري واسماء ، والحث علي طلب الرزق الحلال كما فعلت (معاذة) مع (ام الأسود) مرضعتها قائلة لها : لاتفسدي رضاعي بأكل الحرام فقد اجهدت نفسي علي تحري الحلال ...) وكان من اثر تلك التربية الصالحة ان رضيعتها ام الاسود وعت هذا الدرس قائلة : " ما أكلت شبهة الا فاتتني فريضة أو ورد من أورادي "(48)
الي ماهنالك من تلك المواعظ التي وجدت طريقها بسهولة الي نفوس ابنائهن
والخلاصة أن التربية الاخلاقية كما ذهب الباحثون في هذا الشان تهدف الي بناء الشخصية من داخل الفرد ذاته عن طريق تشرب الطفل المبادئ الخلقية من القدوة المتمثلة في والديه ، واذا اتبع مع ذلك طريق التلقين بالتقبيح والتحسين فانه ولاشك يؤثر في نفسية الطفل ، وليس عن طريق التلقين الصوري افعل كذا ولاتفعل كذا . كما يجب تطبيع الاطفال تطبيعا خلقيا حتي تكون الاخلاق عادة من العادات التي يصعب الانفكاك عنها ، ويتم ذلك بازكاء روح المحبة والتعاطف والثقة بالنفس .(49)
وعلي ضوء ماتقدم يتضح لنا ان المرأة العابدة قامت بدورها واداء رسالتها علي اتم وجه ، فكانت نعم الزوجة التي تهيئ لزوجها السكن النفسي كما كانت معينة له علي العبادة ، ومشاركة له في مجابهة اعباء الحياة بصبر واناة وثقة وعزيمة . كما كانت أما صالحة غرست في نفوس ابنائها قيم الاسلام النبيلة ، وكانت معهم في جميع اطوار حياتهم تقدم من نفسها القدوة الصالحة في كل شئون الحياة حتي صاروا من قوة الشخصية ومضاء العزيمة وثبات الايمان علي حظ عظيم .
المراجع :
1-ذكر النسوة المتعبدات ، ص37
2- الدخنة : اي البخور
3- صفة الصفوة ج4/ص44
4- المرجع السابق 4/19
5- أعلام النساء ج1/255
6- قوت القلوب 2/500
7-صفة الصفوة ، ص 333
8- قوت القلوب 2/506
9- ذكر النسوة المتعبدات ، ص 73
10- المرجع السابق ، ص 72
11- قوت القلوب ج2/ص507
12- صفة الصفوة ج2/ص299
13- المرجع السابق ، ص 308
14- طبقات ابن سعد :8/483
15- قراءة في حياة السيدة زينب رضي الله عنها : حسن الصفار ، ص 269
16- المرجع السابق ، سيرا اعلام النبلاء 8/278
17- ذكر النسوة المتعبدات ، ص41
18- طبقات الصوفية ، ص 332
19-ذكر النسوة المتعبدات ،ص 113
20- المرجع السابق
21- المرجع السابق ص 85 ، 102
22- العدالة الاجتماعية في الاسلام : سيد قطب ، ص65
23- ميادين علم النفس ، ج1/ص82 ومابعدها
24- سيكولوجية المرأة ص 148 ومابعدها
25- طبقات الأدباء ، ج6/ ص368
26- صفة الصفوة : ج2 / 589
27- المرجع السابق ، ص 716
28- نفس المرجع ، ص 922
29- نفس المرجع ، ص 709
30- المرأة العربية في جاهليتها واسلامها ، ص 156
31- المرجع السابق ، ص 154 وانظر صحيح مسلم شرح النووي ج5/ص223
32- رواه مسلم كتاب البر والصلة والآداب 8/108
33- رواه البخاري في الادب ، ومسلم في البر
34- احياء علوم الدين : للغزالي ، الرعاية لحقوق الله : للمحاسبي ، دستور الاخلاق في القران : عبد الله دراز ، الفلسفة الاخلاقية في الفكر الاسلامي : احمد صبحي ، التربية الاخلاقية الاسلامي : مقداد يالجن
35- رواه الترمذي في البر وقال حسن غريب
36- رواه البخاري : باب قو انفسكم واهليكم نارا
37- المرأة في جاهليتها واسلامها ، ص 154
38- التربية والصحة النفسية : تأليف دوول ..ترجمة : د. ابراهيم حافظ ص 27
39- المرجع السابق ، ص 58
40- تراث التستري الصوفي ، ج1/40
41- صفة الصفوة : ج2/ص591
42- المرجع السابق ، ص 725
43- تاريخ التربية ، 329 ، 330 ، وينظر الي( احياء علوم الدين ) و ( ميزان العمل ) للغزالي
44- صفة الصفوة ، ص 393
45- بطالة وهي التعطل والتفرغ عن العمل
46- صفة الصفوة ج2/ ص 529
47- رواه البخاري 8/109
48- ذكر النسوة المتعبدات ، ص 40
49- شخصية المراة المسلمة ص 325،328، تربية الطفل في الاسلام : عبد الله ناصح علوان ، منهج التربية النبوية للطفل : محمد نور عبد الحفيظ