منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   الشريعة و الحياة (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=99)
-   -   الشيخ محمد أديب كلكل .. فقيه وداعية ومرب جليل (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=118727)

المراقب العام 31-12-2018 08:20 AM

الشيخ محمد أديب كلكل .. فقيه وداعية ومرب جليل
 
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif





وفاة الشيخ محمد أديب كلكل ١٨من ربيع الآخر ١٤٣٧ هـ ( 2016م)
الشيخ محمد أديب كلكل فقيه وداعية ومرب جليل من علماء الديار الشامية.


http://articles.islamweb.net/PicStor...988_224650.jpg





علم من أعلام مدينة حماة، وشيخ من شيوخها، خدم أمته بعلمه من خلال دروسه الرائعة، ومن خلال مؤلفاته التي أخذت طابعَ التحقيق العلمي الرصين والدقة في النقول.


تفرّغ للدعوة وتربية الدعاة، ونشر الوعي الديني بين الشباب، والعناية بالعلوم الشرعيّة، وكان شديد الحرص على انتقاء التلاميذ، والارتقاء بهم ، وفتح آفاق المعرفة أمامهم، وتسليمهم مفاتيح العلوم الدينيّة.
كان رحمه الله يؤمن باستقلال العلم، والبعد عن الوظيفة الحكوميّة، ورفض منصب المفتي لمحافظة حماة الذي عرض عليه، واشتغل بالتجارة وعاش حراً يأكل من عمل يده، جريئاً موفور الكرامة.

اسمه ونسبه
اسمه: محمد أديب بن علي بن محمد ديب كلكل
وُلد في الثاني عشر من شهر أيلول عام 1934م ، في مدينة حماة، في حي الشرقية، في منطقة الحاضر.
توفي والده وعمره أربع سنوات، فكفلته أمه ترعاه وتحنو عليه، جاهدة أن تعوّضه حنان أبيه وعطفه، وما إن بلغ الرابعة من عمره حتى دفعت به إلى الشيخة (زهرة) زوجة الشيخ عبد الرؤوف العبيسي من أجل تعلّم القرآن الكريم كما هي العادة في ذلك الزمان، وبقي عند الشيخة زهرة حتى ختم القرآن كاملاً حفظاً، ثم نقلته إلى المدرسة المحمدية الشرعية فتدرّج فيها حتى انتهى من المرحلة الابتدائية ، ثم التحق بالقسم الإعدادي في المدرسة نفسها، وكانت مدة الدراسة في هذا القسم أربع سنوات، فلم يستطع الاستمرار فيها لضيق العيش، وقلة المورد، فتوقف عن الدراسة ونفسه توّاقة للعلم.
لم يكتف بالدراسة في المدرسة المحمدية الشرعية، بل ثابر على حضور مجالس العلم المنتشرة آنذاك في مدينة حماة من أمثال الشيخ محمود الشقفة، والشيخ عرابي عدي، والشيخ أحمد سليم المراد رحمهم الله تعالى وغيرهم من شيوخ البلدة الذين كانوا يعمرون مساجدها بالدروس الشرعية واللغوية المتنوعة، فحصّل الشيخ من ذلك كله ثروة علمية غنية - وهو بعدُ صغيرا - لقد سار الشيخ على هذا المنهج في القراءة والتحصيل وحضور المجالس العلمية حتى اكتملت عنده أدوات البحث العلمي، وأسبابه وتوضحت أمامه سبل المعرفة، فما إن بلغ عشرين عاماً حتى عقد دروساً، وصار له طلاب، وبدأت ينابيع علمه تفيض وتسقي، وانتشر أمره بين طلاب العلم وعلماء البلدة، وهو في طلبه العلوم الشرعية واللغوية لم يغفل عن تزكية النفس وتهذيبها، والعناية بالجانب الروحي.



شيوخه
كان أكثر الشيوخ أثرا في شخصيته وتكوينه:
أولا: الشيخ محمود بن عبد الرحمن الشقفة - رحمه الله تعالى - يقول الشيخ أديب في مذكراته: (حضرت دروس فضيلة الشيخ محمود عبد الرحمن الشقفة رحمه الله وسامحه في جامع الأربعين (وقد عفت آثاره اليوم حيث دخل في توسعة الشارع العام شارع سعيد العاص) يومياً بعد صلاة المغرب، وكان يخصص لكل يوم مادة من مواد التدريس يوماً للفقه، ويوماً للتفسير، ويوماً للحديث، ثم اقتصر على درسين في الأسبوع فقط، مع خطبة الجمعة فيه، وحضرت دروسه في صباح رمضان في الجامع الشرقي، وأحياناً بعد العصر في جامع الأربعين، وحضرته في حاشية الجمل على الجلالين، وشرح الحكم العطائية ، وقرأت عليه رياض الصالحين مرتين بحضور جمع من الناس بعد العشاء في الجامع الشرقي، وقرأت عليه قسماً من كفاية الأخيار في الفقه الشافعي، وقطر الندى في اللغة العربية بشرح وتعليق محيي الدين عبد الحميد رحمه الله تعالى).

ثانيا: الشيخ محمد الحامد - رحمه الله - يقول الشيخ أديب : (ومن شيوخي: الشيخ محمد الحامد رحمه الله تعالى عالم حماة الأوحد، ومرشدها المسدد، حضرت له دروساً في جامع السلطان، وخطب الجمعة فيه مدة طويلة، وكذلك في جامع المدفن، وجامع المسعود حتى توفاه الله تعالى عام 1969م في شهر أيار). قال:(وقد تأثرت به تأثراً عظيماً من حيث الأسلوب مع التحقيق والمنهج السديد في الوقوف على دقائق المسائل وغوامضها، فقد استفدت من أسلوبه العلمي الذي يعتمد على التمحيص والتحقيق والتدقيق). ومن رعاية الشيخ الحامد له أنه كان يشجعه على الكتابة والتأليف ويساعده في الطباعة والنشر.
لقد كان لهذين الشيخين أثر كبير في التكوين الروحي والعلمي للشيخ أديب رحمه الله .

ومن أبرز العلماء الذين نهل منهم العلوم أيضا وجلس في دروسهم العلمية:
1 ـ الشيخ توفيق الصباغ الشيرازي رحمه الله، قرأ عليه منهاج الإمام النووي رحمه الله تعالى.
2 ـ الشيخ عرابي بن خالد عدي المتوفى سنة 1955م : حضر الشيخ أديب عنده دروساً فقهية .
3 ـ الشيخ زاكي الدندشي رحمه الله ، فقيه الحنفية في مدينة حماة: حضر له دروساً خاصة صباح كل يوم في جامع السلطان، قرأ عليه فيها الهدية العلائية، وحاشية ابن عابدين..
4 ـ الشيخ أحمد سليم المراد : حضر الشيخ دروسه في جامع البحصة بعد عصر كل يوم اثنين.
5ـ الشيخ محمد منير لطفي .
6-الشيخ محمود الأحمد الشقفة تردد الشيخ إلى حلقاته العلمية في جامع الأفندي في الحاضر.

مؤلفاته:
أثرى الشيخ المكتبة الإسلامية بكثير من المؤلفات النافعة نذكر منها :
1 ـ تنبيه الفكر إلى حقيقة الذكر.
2 ـ الفقه المبسط في ثلاثة أجزاء في مجلد واحد فقط، يقع في 400 صفحة، طبعة دار الفكر ، كتبه الشيخ بأسلوب سهل وميسر.
3ـ الأضحية والعقيقة وأحكام التذكية.
4 ـ اتحاف السائل بما ورد من المسائل في ثلاثة أجزاء.
5 ـ حكم الإسلام في النظر والعورة، يفصل ما يحل النظر إليه وما يحرم ليقف المسلم على حكم الشريعة في النظر الحلال والنظر الحرام، وعلى فوائد غض البصر، وما فيه من يقظة روحية، وإشراق نفسي، وشعور بلذة الطاعة.
6 ـ الحج والعمرة.
7 ـ صون الإيمان من عثرات اللسان.
8 ـ قرة عين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بحث في آداب الصلاة وفوائدها وفقهها وكيف كانت قرة عين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
9 ـ الأنيس في الوحدة وهو موسوعة معارف، اختار نصوص هذا الكتاب مما تجمع عبر السنين من مختاراته من الكتب والمجلات و الصحف، يقع الكتاب في مجلدين.
10- رسائل فقهية تضمّنت عدة رسائل
الرسالة الأولى: حكم العدل بين الأولاد في الهبات والعطايا ، وماله من آثار إيجابية إذا تحققت العدالة من حيث الإبقاء على الصلة العائلية، والحفاظ عليها متماسكة ومتراحمة.
والرسالة الثانية: حكم تطبيب المرأة وثمن علاجها ، وذلك من متممات النفقة الواجبة على الزوج، من مأكل وملبس ومسكن، وذلك من حسن العشرة بالمعروف، ومن متطلبات السكن النفسي، والمودّة القلبية والرحمة المتبادلة بين الزوجَين.
والرسالة الثالثة : تعرّض فيها لبعض أحكام الطلاق ، وما يلحق به من إيلاء وغيره.
والرسالة الرابعة : تضمّنت مواضيع مهمة وواقعية في حياتنا المعاصرة.

وفاته
توفي –رحمه الله تعالى- في مدينة حماة بعد فجر يوم الخميس ١٨من ربيع الآخر ١٤٣٧الموافق 28 يناير 2016م ، عن عمر ناهز 82 عاماً، وقد صلى عليه آلاف المصلين من تلاميذه ومحبيه في مسجد التكية بحماة. رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته.

ورثاه محمود الشيخ صبح بقصيدة نذكر منها قوله :
قَدرُ الإله على الخلائق قد جرى والخلق يعجز أن يُزيل مُقدرا
..
غاب الذي كان للفقه معلماً وبعلمه بلغ المكانة والذرا
غاب الذي قد قال ناصحاً كونوا جميعا ناصحين إلى الورى
..
فقدت حماة بفقدكم يا شيخنا علما أشم راسخاً متدبرا
كُفي دموعك يا حماة تصبرا وتجلدي بالحق فيما قد جرى
..
في محفل العلماء نلت صدارةً غدوت نجماً ساطعاً بين الورى
إن أجدبت يوماً سحائب فقهنا يأتي كلامك بالحقيقة مُمطرا
..
إن الثمانين التي جاوزتها ما كنت يوما ساخطاً متذمرا
وإذا الرزية أنشبت أظفارها بالله لذت ولم تكن متضجرا
يا آل كلكل إنها لمصيبةٌ شملت جميع المؤمنين من الورى
وقبُولُها بالله محض الرضى حمداً وشكراً طاعةً وتصبُرا





اسلام ويب


الساعة الآن 03:52 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام