منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   الشريعة و الحياة (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=99)
-   -   فن التعامل مع الضيف ( التنمية البشرية الاسلامية ) (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=118984)

Abeer yaseen 05-02-2019 04:37 PM

فن التعامل مع الضيف ( التنمية البشرية الاسلامية )
 
الضيف هو كل من ينزل علي الإنسان في بيته سواء كان من أقاربه ومعارفه أم لا .

آداب التعامل مع الضيف :

1- إحسان ضيافته عند إقامته للمسلم وغيره .

وهذا ما أمر به النبي صلي الله عليه وسلم المؤمنين " " فعن أبي شريح عن النبي (ص) قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته قالوا : وما جائزته قال : يوم وليلة قال : والضيافة ثلاثة أيام وما كان بعد ذلك فهو صدقة " ([1])

وقال بعض الحكماء : أصل المحاسن كلها الكرم وأصل الكرم نزاهة النفس عن الحرام وسخاؤها بما يملك علي الخاص والعام وجميع خصال الخير من فروعه " وقال بعض السلف : منع الموجود سوء ظن بالمعبود وتلا قوله تعالي:{وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَخَيْرُ الرَّازِقِينَ }سبأ:39 وقال النعمان ابن المنذر يوماً لجلسائه : مَن أفضل الناس عيشاً وأنعمهم بالاً وأكرمهم طباعاً وأجلّهم في النفوس قدراً ؟ فسكت القوم فقام فتى فقال : أفضل الناس من عاش الناس في فضله " ([2])

ولقد نهى النبي (ص) في المقام نفسه عن أن يطيل الضيف مدة إقامته عند أناس فقراء لا يجدون ما ينفقونه عليه فعن أبي شريح عن النبي (ص) قال " الضيافة ثلاثة أيام وجائزته يوم وليلة ولا يحل له أن يثوي عنده ( ثوي المكان أي أطال الإقامة فيه ) حتى يؤثمه قالوا : يا رسول الله كيف يؤثمه قال : يقيم عنده ولا شيء له يقريه به " ([3])

وحسن إكرام الضيف ( عن طريق مكوثه وإطعامه ) هو معيار صحة إيمان المرء وهذا ما تشير إليه قصة أبي هريرة حين نزل على قوم فاستضافهم فلم يضيِّفوه فتنحى ونزل فدعاهم إلي طعام فلم يجيبوه فقال لهم : لا تنزلون الضيف( أي لا تقيمونه) ولا تجيبون الدعوة ؟ !! ما أنتم من الإسلام علي شيء فعرفه رجل منهم فقال له: انزل عافاك الله قال : هذا شر وشر لا تنزلون إلا من تعرفون !!! وروي عن أبي الدرداء نحو هذه القصة إلا أنه قال لهم : ما أنتم من الدين إلاَّ علي مثل هذه وأشار إلي هدبة في ثوبه " ([4])
ومما رواه أبو هريرة عن النبي (ص) في هذا الصدد أنه قال : " أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروماً فله أن يأخذ بقدر قراه ولا حرج عليه " ([5])

وحسن الضيافة لا يقتصر علي المسلمين بعضهم وبعض وإنما هو واجب أيضاً لغير المسلم وحتى للكافرين ومن دلائل ذلك : قول ابن قيم الجوزية " وتجب الضيافة علي المسلم للمسلمين والكفار لعموم الخبر ......وإذا نزل به الضيف – مهما كان دينه – ولم يضيِّفه كان دَيناً علي المضيف - صاحب البيت - وللضيف أن يطالبه به قضاءً وله أن يتنازل وهذا رأي بعض الأئمة حيث استدل علي وجوب ضيافة المسلم لغير المسلم بقوله r " ليلة الضيافة حق واجب علي كل مسلم " فدل الحديث علي أن المسلم والمشرك يُضيَّفان ([6])

وقال ابن رجب الحنبلي تحت عنوان " الضيافة للغزاة والمسافرين والكفار"ما خلاصته في هذا الشأن " من أن المنصوص عنه أنها تجب للمسلم والكافر ..كما لا تجب نفقة الأقارب منع اختلاف الدين" ([7])

2- البشاشة في وجه الضيف :

فمما ذكره العسكري في ذلك قيل " البشاشة أول قِرى الأضياف " وقيل: " البشاشة خير من القِري " وقالوا أيضاً : " البشاشة عنوان الكرم " .
وقال الأصمعي :سألت عيينة بن وهب عن مكارم الأخلاق فقال :أو ما سمعت قول عاصم بن وائل :
وإنا لنقري الضيف قبل نزوله ونشبعه بالبشرى من وجه ضاحك ([8])
وقال بعض حكماء العرب : " تمام الضيافة الطلاقة عند أول وهلة وإطالة الحديث عند المواكلة " ([9])
وقال بعض الكرام :
أضاحـك ضيفي قبل أن أُنزل رحلـه ويخصب عـنـدي والمحـل جديب
وما الخصب للأضياف أن تكثر القري ولـكـنـما وجـه الكريم خصيب ([10])
وقال آخر :
إذا المـرء وافي منزلاً منك قـاصداً قـراك وأرمـته لديك المسالك
فـكن باسما فـي وجهـه متهللاً وقـل مرحبا أهلاً ويـوم مباركُ
وقـدم لـه ما تستطيع من القرى عجولاً ولا تبخل بما هـو هالك
بشاشة وجـه المرء خير من القرى فكيف بمـن أتي به وهو ضاحك ([11])
ومن نثر اللآليء لعلي بن أبي طالب "يستدل علي الكريم بحسن بشره وبذل خيره" ([12])

3- الإصرار علي إطعام الضيف وإظهار الغنى له .

وإطعام الضيف يشتمل علي مجموعة من الآداب منها :

أ- إحضار الطعام للضيف دون استئذانه،والإلحاح عليه في ذلك

وهذا ما أشار إليه ابن قدامة بقوله: " يُقدِّم ما حضر من غير تكلف ولا يستأذنهم في التقديم بل يقدمه من غير استئذان "([13])
فإن رفض الضيف الطعام هنا يجب الإلحاح عليه بشدة لدرجة القسم ومما يروى في ذلك:" كان الزهري إذا لم يأكل أحد من أصحابه من طعامه حلف لا يحدثه عشرة أيام " وأنشد بعضهم :
اعرض طعامك وابذله لمن أكلا واحلف علي من أبي واشكر لمن فعلا
وقيل: " البخل بالطعام من أخلاق اللئام ، وقال الحجاج :" البخل بالطعام أقبح من البرص علي الجسد " ([14])

وقد ذكر ابن قدامة خمسة آداب في إحضار الطعام للضيف وهي :

الأول : تعجيله فذلك من إكرام الضيف .

الثاني:تقديم الفاكهة أولاً وذلك أصلح في باب الطب وقد قال تعالي :وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ{20} وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ{21}سورة الواقعة .
ثم بعد الفاكهة اللحم ثم الثريد ثم الحلوى وتتبع هذه الطيبات بشرب الماء البارد وتكملة الأمر صب الماء البارد علي اليد عند الغسل .

- الثالث : أن يقدم جميع الألوان الحاضرة ( أي جميع أنواع المأكولات الموجودة في البيت )

- الرابع : أن لا يبادر إلي رفعها بل يمكنهم من الاستيفاء حتى يرفعوا أيديهم .

- الخامس : أن يقدم من الطعام قدر الكفاية فإن التقليل من الكفاية نقص في المروءة وينبغي أن يعزل لأهل البيت نصيبهم قبل تقديم الطعام .([15])

ب- إطالة الحديث الطيب معه

ومن الآداب التي يجب مراعاتها مع الضيف: إطالة الحديث على الطعام لكي يعطي للضيف فرصة كبيرة ليتناول كل ما يشتهيه دون تسرع وهذا ما ذكره ابن قدامة أيضاً بقوله : من تمام الإكرام طلاقة الوجه وطيب الحديث عند الدخول والخروج وعلي المائدة "([16])
وكان حاتم الأصم يقول : العجلة من الشيطان إلا في خمس " إطعام الضيف وتجهيز الموتى وتزويج البكر وقضاء الدين وتوبة المذنبين " ([17])

ج- إطعام الحاضرين دون انتظار لمن سيأتي بعدهم

وفي هذا يقول الأبشيهي :" وعلي المضيف إذا قدم الطعام إلي أضيافه أن لا ينتظر من يحضر من عشيرته فقد قيل : ثلاثة تضني ،سراج لا يضيء، ورسول بطيء، ومائدة ينتظر لها ما يجيء " ([18])

د- وجوب تقديم الطعام للضيف في حال الفقر والغنى

الأبشيهي يحث أيضاً علي وجوب تقديم الطعام للضيف دون الاعتذار بفقر وغيره وإنما في كل الأحوال قائلاً: " وعلي المضيف الكريم أن لا يتأخر عن أضيافه ولا يمنعه عن ذلك قلة ما في يده بل يحضر إليهم ما وجد فقد جاء عن أنس وغيره من الصحابة أنهم كانوا يقدمون الكسرة اليابسة وحشف التمر ويقولون : ما ندري أيها أعظم وزراً الذي يحتقر ما قدم إليه أو الذي يحتقر ما عنده أن يقدمه ؟
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي (ص) قال : " من ألقم أخاه لقمة حلوة صرف الله عنه مرارة الموقف "وكانت سنة السلف رضي الله عنهم أن يقدموا جملة الألوان دفعة ليأكل كل شخص ما يشتهي" ([19])

هـ - النهي عن الانتهاء من الطعام قبل الضيف ومعاونته علي أداء الصلاة

وهذا قد أكد عليه السهروردي في جملة آداب الطعام قائلاً: " من آداب الطعام تصغير اللقمة وإجادة المضغ وتفضيل الاجتماع علي الأكل وعدم الإمساك عن الطعام قبل الضيف ويُكره انتظار الأكل وتضييع الوقت بالانشغال بالطعام والامتناع عن طعام الفاسقين وإطعام الضيفبالحلال وحفظ أوقات الصلاة عليه وتقديم ما يقدر عليه من طعام " ([20])

* فضل إطعام الضيوف و الحث عليه

ومما رواه أبو العلاء بن الشخير عن الرسول (ص) قال :" لأن أطعم أخا في الله عز وجل لقمة أحب إليّ من أن أتصدق بدرهم " ([21])
" عن عبد الله بن عمر قال : أحب الطعام إلي الله عز وجل ما كثرت عليه الأيدي " ([22])
وعن البركة التي تحصل من إطعام الضيوف وإيثار المضيف لهم علي نفسه وعياله حتى مع فقره يقول عبد القادر الجيلاني : " إن كان هناك فقر وقلة وضيق يد وعلم من عياله الإيثار والرضا بذلك فحينئذ يؤثر الضيفان فإن فَضُل عنهم شيء تناولوه علي وجه التبرك فإن الله تعالي سيخلف عليهم ويوسع ما لديهم فإن الضيف ينزل برزقه ويرحل بذنوب أهل البيت كما جاء في الحديث " ([23])

وعن علي رضي الله عنه قال : لأن أجمع ناساً من أصحابي على صاع من طعام أحب إليّ من أن أخرج إلي السوق فأشتري نسمة فأعتقها " ([24])
وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه دخل عليه قوم يعودونه في مرض له فقال : يا جارية : هلمي لأصحابنا ولو كسراً فإني سمعت رسول الله r يقول : "مكارم الأخلاق من أعمال الجنة " ([25])

وفي رواية أن عمر بن الخطاب قال : يا صُهيب إنك تطعم الطعام الكثير وذلك سرف في المال فقال صُهيب: إن رسول الله (ص)كان يقول: خياركم من أطعم الطعام ورد السلام فذلك الذي يحملني علي أن أطعم الطعام " ([26])

4- حسن استقبال الضيف ووداعه والجود معه مع إشعاره أنه في منزله.

يقول الأبشيهي عن آداب المضيف:" أن يبش عند قدومهم ويتألم عند وداعهم"([27]) وفي هذا أُنشد شعراً : الله يـعـلم أنـه ما سرني شيء كـطارقـة الضيوف الـنُّزَّل
مـا زلـت بالترحيب حتى خلتني ضيفاً لـه والضيف رب المنزل
وقال آخر: يــا ضيفنا لـو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل ([28])
وعن أبو خلدة قال : دخلنا علي ابن سيرين أنا وعبد الله بن عون فرحب بنا وقال: ما أدري كيف أتحفكم ؟ كل رجل منكم في بيته خبز ولحم ولكن سأطعمكم شيئاً لا أراه في بيوتكم فجاء بشهدة وكان يقطع بالسكين ويطعمنا " ([29]) وروى الإمام أحمد " عن إسماعيل بن سعيد قال دخلت علي حية العرني فقدّم إليّ دقة ورطبة يعني القداح فقال : كل فلو كان في البيت شيء أطيب من هذا لأطعمتك ثم قال : كان علي عليه السلام يقول : إذا دخل عليك أخوك المسلم فأطعمه من أطيب ما في بيتك فإن كان صائماً فادهنه " أي ليأكل لحماً " ([30])

وعن حسن استقبال الضيف ووداعه ذكر الجاحظ أن ذلك من سمة الملوك وكل ذي شأن فالأولي للعامة الاقتداء بذلك قائلاً :" فعلى الملك المضيف أن يقوم للضيف ويعانقه ويأخذ بيده ويجلسه وعند وداعه يقوم الملك المضيف ويأمر بإحضار دابة الضيف ثم يشيِّعه ماشيا قبل ركوبه بخطوات قليلة ويأمر بالسعي أمامه " ([31]) وفي هذا ذكر الخرائطي أن من حقوق الضيافة وداع الضيف إلي باب الدار إضافة إلي ما ذكره من الحث علي إكرامه والإحسان إليه وتقديم الطعام له ولغيره من أبناء السبيل ومراعاة حقوق الضيافة وتوفيتها حقها وما يستحب من اتخاذ الفراش للضيف" ([32])
وفي مكارم الأخلاق ذكر ابن أبي الدنيا " عن غسان بن المفضل قال : كنت أرى بشر بن منصور إذا زاره الرجل من إخوانه قام معه حتى يأخذ بركابه قال وفعل ذاك بي كثيراً " ([33])
وكان شقيق البلخي الصوفي يقول : " ليس هناك شيء أحب إليّ من الضيف لأن رزقه ومؤنته علي الله وأنا لا شأن لي بينهما ولي أجره وثوابه " ([34])

وقالوا: المائدة مرزوقة أي من كان مضيافاً وسّع الله عليه وقالوا: أول من سن القرى (وهوما يقدم إلي الضيف) إبراهيم عليه السلام "وقيل لبعض الكرماء كيف اكتسبت مكارم الأخلاق والتأدب مع الأضياف؟فقال: كانت الأسفار تحوجني إلي أن أفد علي الناس فما استحسنته من أخلاقهم اتبعته وما استقبحته اجتنبته " ([35])

5- خدمة الرجل ضيفه في صحته ومرضه ورعاية وسيلة تنقله

وفي هذا يقول ابن الجوزي في " شرح الشروط العمرية " : " الضيافة الواجبة يوم وليلة وتمتد إلي ثلاثة
أيام بإذن صاحب البيت وإذا كان الضيف مريضاً أو مرض في ضيافتهم فله الرعاية لأنه أكثر احتياجا لها من الطعام والشراب فإن زاد عجزه عن السير عن ثلاثة أيام وله ما ينفقه علي نفسه لم يلزمهم القيام بنفقته ولكن تلزمهم المعونة والخدمة وشراء ما يلزمه علي نفقته - أي نفقة الضيف – وإن لم يكن له ما ينفق منه علي نفسه لزمهم القيام عليه حتى يبرأ أو يموت فإن أهملوه وضيعوه حتى مات ضمنوا ديته هذا مذهب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد مر رجل بقوم في عهد عمر فطلب منهم السقاية فلم يسقوه حتى مات فغرمهم عمر ديته " ([36])
وفي هذا الصدد ذكر الأبشيهي أن من خدمة الضيف رعاية وسيلة تنقله التي معه قائلاً : " من آداب المضيف أن يتفقد دابة ضيفه ويكرمها قبل إكرام الضيف كما قال الشاعر :
مطية الضيف عندي تِلْو صاحبها لـن يأمن الضيف حتى تُكرم الفرس
وقد أثنى علي بن الحسين رضي الله تعالي عنهما علي هذه الخدمة التي تُقَّدم للضيف بقوله :
" من تمام المروءة خدمة الرجل ضيفه كما خدمهم أبونا إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه بنفسه وأهله أما سمعت قول الله عز وجل:{وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ}هود71: ([37])
وكان الإمام مالك يخدم الشافعي تلميذه حين استضافته فقد روي أن الإمام الشافعي نزل بالإمام مالك رضي الله عنه فصب بنفسه الماء علي يديه وقال له لا يرعك ما رأيت مني فخدمة الضيف علي المضيف فرض : قـالت أما ترحل وتبغي الغني قـلت فمـن للطارق المعُتم
قـالـت فهل عندك شيء له قـلت نعم جهد الفتي المُعْدم
فـكـم وحـق الله مـن ليلةٍ قـد أطُعِمَ الضيفُ ولم أطُعمِ
إن الغنى بـالنفس يـا هـذه ليس الغني بالمـال والـدرهم ([38])

6- مراعاة آداب الحديث والجلوس مع الضيف

وذلك يكون بتناول موضوعات تدخل الأنس والسرور على الضيف وكما يقول الأبشيهي:"فمن آداب المضيف عند التحدث أن يحدث أضيافه بما تميل إليه نفوسهم ولا ينام قبلهم ولا يشكو الزمان بحضورهم وأن لا يحدث بما يروعهم به وإنما يؤانسهم بلذيذ المحادثة وغريب الحكايات وأن يستميل قلوبهم بالبذل لهم من غرائب الطرف إن كان من أهل ذلك "
كما أن من آداب الجلوس مع الضيف أن يظهر الاحترام ويحرص على أن يكون مجلسه خاليا من
كل المنغصات والتي أشار إليها الأبشيهي بقوله:" أن يراعي خواطر أضيافه كيفما أمكن ولا يغضب علي أحد بحضورهم ولا ينغص عيشهم بما يكرهونه ولا يعبس بوجهه ولا يظهر نكداً ولا ينهر أحداً ولا يشتمه بحضرتهم بل يدخل علي قلوبهم السرور بكل ما أمكن ولا يمنع وارداً ( أن يأتي شخص ما بحضور أضيافه ) وعليه أن يسهر مع أضيافه ويؤانسهم بما سبق ذكره من آداب الحديث معهم وأن يُري أضيافه مكان الخلاء " ([39])
وفي أرجوزة ابن مكانس العديد من النصائح أيضاً عند الجلوس مع الضيف ومحادثته فيقول:"لا تغضب الجليسا لا توحش الأنيسا ...وإن حللت مجلساً بين سراةٍ رؤسا اقصد رضا الجماعة وكن غلام الطاعة ودارهم باللطف واحذر وبال السخف واختصر السؤال وقلل المقالا ولا تكن معربداً ولا بغيضا نكداً ...وقل من الكلام ما لاق بالمُدَامِ كرائق الأشعار وطيب الأخبار واترك كلام السفلة والنكت المبتذلة ولا تقل لمن تحب ضيفُ الكرام يصطحب (لأن الصداقة والحب آوكد صلة من الضيافة) ولا تكن ملحاحاً واجتنب المزاحا فكثرة المجون نوع من الجنون فالشؤم في اللجاج والحر لا يُداجي" ([40])
"وقال لقمان لابنه: يا بني إذا أتيت نادي قوم فارمهم بسهم السلام ثم اجلس في ناحيتهم ولا تنطق حتى تراهم قد نطقوا فإن رأيتهم قد نطقوا في ذكر الله تعالي فاجر سهمك معهم (أي شاركهم ) وإلاّ فتحول من عندهم إلي غيرهم " ([41])

المراجع :
([1]) رواه البخاري ، كتاب الأدب ج1 / 445
([2]) المستطرف في كل منه مستظرف، ج1/269 .
([3]) رواه مسلم :باب الضيافة 3/135 ، جامع العلوم والحكم : ابن رجب الحنبلي صـ289 .
([4]) جامع العلوم والحكم ،صـ291 .
([5]) أخرجه الإمام أحمد والحاكم ، ينظر إلي مسند للإمام أحمد 2/380 وقال الألباني حديث صحيح .
([6]) سلم أخلاق النبوة : محمود غرين صـ138 وما بعدها نقلاً عن " شرح الشروط العمرية" لابن قيم الجوزية تحقيق الدكتور صبحي الصالح صـ128 ، ولمزيد ينظر إلي " إغاثة اللهفان لابن قيم الجوزية"ج2/صـ75 .
([7]) جامع العلوم والحكم، صـ292 .
([8]) الحكم والأمثال: للعسكري صـ270.
([9]) المرجع السابق، صـ273 .
([10]) المستطرف في كل فن مستظرف ، للأبشيهي صـ304 وما بعدها .
([11]) المرجع السابق، صـ303 وما بعدها .
([12]) مجاني الأدب، ج2/صـ72 .
([13]) مختصر منهاج القاصدين، ص73
([14]) الحكم والأمثال، ص272،268 والمستطرف في كل فن مستظرف ص303
([15]) مختصر منهاج القاصدين، ص74 وما بعدها
([16]) المرجع السابق، صـ75 .
([17]) تذكرة الأولياء : للعطار صـ506 ،طبقات الصوفية صـ93 .
([18]) المستطرف في كل فن مستظرف، صـ306 .
([19]) نفس المرجع السابق والصفحة .
([20]) آداب المريدين : للسهروردي صـ 93 – 87 ، علم النفس في التراث الإسلامي ج2/263 .
([21]) كتاب الإخوان، لابن أبي الدنيا صـ229 والحديث أخرجه ابن عدي في الكامل .
([22]) المرجع السابق، صـ236 ،الزهد لابن المبارك صـ258 .
([23]) الغُنية لطالبي طريق الحق: عبد القادر الجيلاني صـ178 .
([24]) حياه الصحابة، المجلد الأول صـ521 نقلاً عن الكنز ج59 /62
([25]) المرجع السابق والصفحة والحديث في الترغيب ج4/152 وقال الهيثمي إسناده جيد ج8/177 .
([26]) حياة الصحابة، صـ522 والحديث في الحلية ج1/153 .
([27]) المستطرف في كل فن مستظرف ج1/303-305
([28]) المرجع السابق، ج1/304 .
([29]) الإخوان، لابن أبي الدنيا صـ231 وأخرجه أبو نعيم في الحلية ج2/269 .
([30]) الزهد، صـ467 .
([31]) التاج في أخلاق الملوك : للجاحظ ، صـ10 وما بعدها .
([32]) علم النفس في التراث الإسلامي، ج1/285 نقلاً عن "المنتقى من مكارم الأخلاق " للخرائطي صـ77-80 .
([33]) مكارم الأخلاق، صـ91 .
([34]) تذكرة الأولياء: فريد الدين العطار صـ435 .
([35]) المستطرف في كل فن مستظرف، للأبشيهي ج1/303-305 .
([36]) سلم أخلاق النبوة : محمود غريب صـ140 .
([37]) المستطرف في كل فن مستظرف، صـ305 .
([38]) المرجع السابق: صـ306.
([39]) المستطرف في كل فن مستظرف، صـ306 .
([40]) مجاني الأدب، ج2/60 .
([41]) الحكم والأمثال، صـ175 .


الساعة الآن 07:44 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام