منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   الحضارة في الإسلام (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=83)
-   -   نظرية التطور: تصادم كامل مع العلم............................ (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=119004)

نبيل القيسي 07-02-2019 06:34 AM

نظرية التطور: تصادم كامل مع العلم............................
 
سوف نعيش مع برهان علمي جديد يثبت خطأ هذه النظرية التي لم تصبح حقيقة علمية أبداً.. والأدلة التي سنقدمها هي من علماء التطور أنفسهم، أي أن العلماء الذين يدعمون هذه النظرية هم يثبتون خطأها بدلائل علمية، ولكنهم يضللون الناس للحفاظ على مصالحهم ومناصبهم العلمية.

سوف نقدم مجموعة للتحديات التي تنفي التطور، ولا يستطيع العلماء الإجابة عن أي تحدي.. لسبب بسيط وهو أن التطور لم يحدث!

تحدي المحاكاة

لماذا يتجنب علماء التطور عمليات المحاكاة التي توضح لنا كيف حدث التطور بحيث نسرع الزمن.. فقد تمكن العلماء من محاكاة الكون في عملية نشوئه وتوسعه عبر مليارات السنين واستعملوا السوبر كمبيوتر وتطلبت هذه المحاكاة مئات الملايين من المعلومات. ولكنها نجحت في النهاية.

مع التطور الموضوع مختلف .. فأي عملية محاكاة (تقليد التطور عبر ملايين السنين وتسريع الزمن لنرى مثلاً في دقيقة واحدة ما حدث في 100 مليون سنة).. أي عملية سوف تظهر الحقيقة أن التطور لم يحدث أبداً.

هناك من العلماء من حاول وقام بمحاكاة على الكمبيوتر لتطور الحشرات عبر مئتي مليون عام… النتيجة كانت أن الحشرة التي عاشت قبل 200 مليون عام هي ذاتها التي تعيش بقربنا اليوم!! أي أن العلم يثبت أن التطور لم يحدث أبداً على الحشرات.

الدراسة التي نشرت عام 2014 من قبل عدد كبير من العلماء في جامعات عالمية مثل جامعة روتجرز الأمريكية [10]، وضعوا أول شجرة للحشرات (شجرة الأنساب) وتبين لهم من خلال استخدام الحسابات المتعلقة بالهندسة الوراثية وسجل الأحافير أن الحشرات عاشت في نفس الفترة التي عاش فيها النبات وربما قبل النبات!!



تؤكد الدراسة بلغة الأرقام أن الحشرات بدأت باستعمار الكوكب في نفس الزمن الذي ظهر فيه النبات، وفي بعض الحالات ربما أبكر. كلنا يعلم أن الحشرات معقدة أكثر بكثير من النباتات وبخاصة حشرات مثل الذبابة أو البعوضة.. فكيف يمكن لهذه الحشرات المعقدة أن تنشأ قبل النبات!! هذا عكس نظيرة التطور التي تقول بأن النبات هو مرحلة سابقة للحشرات؟

وفي نفس البحث تجدهم متناقضين ويقولون إن الحشرات “تطورت”! فكيف يمكن لمخلوق أن يظهر فجأة ويستعمر الكوكب ربما قبل نشوء النبات، ثم يقولون إن الحشرات “تطورت” من مخلوقات أخرى!! نحن نعلم أن النبات نشأ قبل الحشرات بكثير لأن النبات أقل تعقيداً حسب نظرية داروين، فكيف يقولون الحشرات نشأت قبل النبات أو في نفس الزمن، ثم يقولون إن الحشرات تطورت!!

هذا هو التناقض الذي يعيشونه للأسف، وهذا ما وجدته في أي بحث يتحدث عن التطور تجد البحث متناقضاً مع نفسه… وهنا نحن نتحدث ليس عن وجهة نظر بل عن أكبر دراسة للحشرات أجريت في تاريخ الأحياء وبمشاركة مئة عالم وعدة جامعات! هذا التناقض يعيشه أي ملحد ينكر وجود الله.. وهو ما حدثنا عنه القرآن الكريم: { بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ } [ق: 5]. فكل من يكذب القرآن هو في أمر مريج أي مضطرب متناقض!

هذه الدراسة وجدت أن الحشرات بدأت بالظهور أول مرة (هم يستخدمون تعبير تطورت evolve وهو مصطلح خاطئ) نحو 479 مليون سنة، والسؤال: كيف حدث التطور؟ طبعاً لا يوجد أي جواب حتى الآن، ولا حتى فرضية وهمية.. فقط يقولون: “الحشرات تطورت وظهرت بشكل مفاجئ”.

هذه الدراسة التي نشرت في مجلة العلوم، وجدت أن الحشرات التي عاشت في عصر الديناصورات (منذ أكثر من 150 مليون عام) لا تختلف كثيراً عن الحشرات التي نراها اليوم… هذا يعني بأن الحشرات لم تتطور خلال 150 مليون عام.. وإليكم النص الحرفي :



هذا يعني: أنه لو استطعنا أن نمتلك آلة الزمن ورجعنا للوراء إلى العصر الجوراسي (قبل أكثر من 180 مليون سنة) فإن العديد من الحشرات تشبه إلى حد بعيد الحشرات التي تعيش اليوم.. (أي أن الحشرات لم تتطور طلية هذه الملايين من السنين)… إن الإنسان الذي عاش قبل 200 ألف سنة وكان يقتل الذباب… نفس الذبابة أنت تقتلها اليوم… لم تتطور خلال 200 ألف سنة.

ونقول: بالله عليكم هل هذه أبحاث علمية أم مجرد حقائق خُلطت بتناقضات وتم تضليل الناس بأن التطور قد حدث، والحسابات تقول إنه لم يحدث أبداً؟

تحدي ظهور أجهزة جديدة باستمرار

بدأت قصة خلق الكائنات الحية بخلية واحدة.. وهذه حقيقة علمية لأن الله تعالى خلق كل شيء بتقدير ونظام، حيث نجد أن التدرج من قوانين الخلق.. ولكن نظرية التطور تقول إن جميع الكائنات الحية نشأت من خلال عمليات طبيعية دون تدخل خارجي، أي أن ما يسمى بالطبيعة هي التي تقوم بإنتاج أنواع جديدة باستمرار.. دعونا نناقش هذا الأمر هل هو صحيح؟

ولكن قبل ذلك لنطرح سؤالاً: كيف تطورت الخلية البكتيرية؟ حتى الآن لا يوجد إلا فرضيات ضعيفة جداً أفضلها قولهم: إنها نشأت بالمصادفة!!



البكتريا هي مخلوقات ذات خلية واحدة وطالما ادعى العلماء أنها بسيطة جداً وتمثل المراحل الأولى للتطور.. ولكن الدراسات العلمية الحديثة بينت أن هذه المخلوقات ذكية جداً.. ولها وعي وحركة منظمة وردود أفعال وكذلك فإنها تقوم بكل المهام التي يقوم بها أي كائن: تتغذى وتطرح الفضلات وتتكاثر وتعيش في تجمعات وتقوم بصنع الطاقة اللازمة لها…. إنها مخلوق متكامل ولكن على شكل خلية واحدة… إن الذي يدرس الخلية البكتيرية يدرك على الفور أن العملية أعقد بكثير من مجرد تطور!

تصميم جديد للخلية الأولى

الخلية الأولى هي تصميم جديد على الطبيعة.. فالأرض كانت تحوي الماء وبعض الغازات وهناك حمم منصهرة تتدفق من البراكين… هذه هي البيئة التي نشأت فيها الخلية الأولى.. فهي تصميم جديد على الطبيعة فهي تركيب حي قابل للانقسام والتزايد على عكس البيئة السائدة في ذلك الزمن قبل 4 مليارات عام حيث لا يمكن للصخور مثلاً أن تتكاثر، ولا يمكن لجزيئات الماء أن تنقسم وتشكل جزيئات جديدة..

قبل 4 مليارات عام فإن فكرة خلق خلية تتمتع بالحياة والقدرة على إنتاج الطاقة والحركة وتتميز بوجود نظام للتغذية ونظام للتصريف ونظام للوعي والإدراك لتستشعر ما حولها وتتفاعل معه… هذه الفكرة من أين جاءت؟؟؟ إذا كانت الطبيعة هي التي خلقت هذه الخلية فمن أين جاءت بفكرة العناصر الحية وهي لم تكن موجودة طلية مليارات من السنين من قبل خلق الأرض؟

سؤالنا من جديد الذي نتحدى به علماء التطور: من أين جاءت فكرة الخلية الحية؟ من أين جاءت فكرة الانقسام الخلوي؟ من أين جاءت فكرة الشريط الوراثي DNA المحمل بشيفرة وراثية وبرامج تنفيذية؟ من أين جاءت فكرة الجينات وإنتاج البروتينات؟ وأسئلة كثيرة نؤكد أن نظرية التطور قد فشلت في الإجابة عنها.. لذلك يقول علماء التطور: النظرية ليس من مهامها أن تبحث في الخلية الأولى!



هذا الشريط الوراثي الذي حير العلماء… فكيف نشأ هذا الشريط في الخلية الأولى قبل مليارات السنين.. ومن الذي صمم البرامج التي يحويها؟ ومن الذي رتب ذراته بهذا الشكل المعجز؟ بل ما هي العناصر التي تطور منها؟ كل هذه الأسئلة لا تستطيع نظرية التطور الإجابة عنها لسبب بسيط.. أن هذا الشريط لم يتطور بل خُلق خلقاً مباشراً … وهذا ما يتفق مع المنطق والعلم…

العلماء يؤكدون أن الشريط الوراثي لا يمكن أن يظهر بمعزل عن الخلية لأنه لا يستطيع العمل بمفرده.. إنه يحتاج لخلية لها غشاء ليحميه وفيها عناصر تؤمن له التغذية والاستمرار… إذاً العلم يعترف أن الشريط الوراثي نشأ فجأة مع الخلية… فكيف تقولون إن الخلية الأولى تطورت؟ يقولون: ولكن ليس من مهمتنا البحث في نشوء الخلية الأولى؟؟

إذاً سؤالنا: كيف تضعون عنواناً لنظرية التطور نعرفه جميعاً: النشوء والارتقاء… ثم تقولون ليس من مهام النظرية أن تبحث في النشوء؟؟ هذا هو التناقض والاختلاف الواضح!! { إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ } [الذاريات: 8].

تصميم جديد لكائنات متعددة الخلايا

وهنا يبرز سؤال أيضاً: كيف حدثت عملية التطور من خلية وحيدة إلى كائن متعدد الخلايا؟ العملية ليست مجرد تكرار.. إنما هناك أفكار جديدة تظهر باستمرار. فالكائن متعدد الخلايا ليس مجرد كائن عادي مثل الكائن وحيد الخلية.. بل هذه الخلايا لها اختصاصات محددة..

هناك خلايا مسؤولة عن التغذية.. خلايا مسؤولة عن طرح الفضلات، خلايا مسؤولة عن الإحساس والوعي والتواصل مع الكائنات الأخرى… سؤالنا: من أين ظهرت هذه التصاميم الجديدة والأفكار الإبداعية والحلول لمختلف المشاكل التي ستواجه هذا الكائن… يقولون الطبيعة.. وعندما نقول عرفوا الطبيعة يقولون هي الكائنات الحية!! فكيف يمكن لكائن حي أن يعيد تصميم نفسه ليتناسب أو يتكيف مع البيئة الجديدة من دون مصمم خارجي؟



هذه الحشرة تحوي ملايين الخلايا التي تعمل بتناسق ونظام مذهل… في كل خلية برامج وراثية تعمل من خلال شريط DNA وهناك خلايا موزعة كل منها له تخصص.. خلايا عصبية لنقل الإحساس واتخاذ القرار ومعالجة الصور (البصر) وخلايا مسؤولة عن الحركة من خلال عضلات خاصة وخلايا للهيكل العظمي لحماية الكائن.. خلايا مسؤولة عن تقنية الطيران… كل هذه التخصصات كيف برزت على الأرض دون وجود مثال سابق لها؟

مثال السيارة ونظام التشغيل

هل تتصورون أن سيارة تعمل من دون تنسيق بين أجزائها (محرك – هيكل – مقود – مكابح – خزان وقود، دارة تبريد..).. يعني لو كان لدينا جميع أجزاء السيارة من دون نظام لتشغيل هذه الأجزاء معاً ، لا يمكن للسيارة أن تعمل. كذلك أي كائن حي له أجزاء (نظام عصبي – قلب – أرجل – جهاز تنفس… دماغ، كبد…) هذه الأجزاء لا يمكنها العمل معاً إلا بوجود نظام تشغيل لها جميعاً.. وهذا النظام لا يمكن أن يوضع عن طريق التطور لماذا؟



تعتبر البعوضة من الحشرات المعقدة جداً لدرجة أن العلماء حتى الآن لم يفهموا آلية عملها.. فكيف يدعون أنهم فهموا طريقة خلقها ثم يسمون ذلك “حقيقة علمية”؟

مثال: إذا أردت أن تحدث طفرات خلال تكاثر حشرة غير مجنحة لتحصل بالنتيجة إلى حشرة ذات أجنحة… لا يكفي أن تحدث طفرات تؤدي لبروز جناحين فقط؟ يجب أن تحدث طفرات تحدد حجم ومساحة ونوع ووزن هذن الجناحين… بنفس الوقت يجب أن تحدث طفرات لتعديل وزن الحشرة لتتمكن من الطيران لأن الوزن الثقيل يعيق الطيران… بنفس الوقت يجب أن تحدث طفرات لتعديل نظام عمل الدماغ ليتمكن من إعطاء الأمر والتحكم بعملية الطيران… يجب أن تحدث طفرات تتعلق بتصميم أعين الحشرة لتناسب عملية الطيران… يجب أن تحدث طفرات وبنفس الوقت لتعديل نظام التنفس لأن الحشرة التي تطير تحتاج لنظام خاص للتنفس… بنفس الوقت يجب أن تحدث طفرات تتعلق بالنظام العصبي ونظام الاستشعار ونظام الرؤيا من أجل التحكم بالطيران ثلاثي الأبعاد والمناورة والإقلاع والهبوط….

كل هذه الطفرات يجب أن تحدث معاً وفي نفس اللحظة… فمن الذي يحدثها ومن الذي يشرف عليها.. بل هل هي حدثت بالفعل… أليس من الأسهل أن نقول بأن هذه الحشرة خُلقت بتصميم خاص وبشكل مستقل؟ أليست فكرة الخلق المباشر أسهل قبولًا بالنسبة لنا من فكرة التطور بالطفرا،ت والتي لا يوجد أي دليل عليها؟

فهل تمكن العلماء من رؤية تطور جنس إلى جنس آخر.. طبعاً لا.. هل تمكن العلماء من حساب عدد الطفرات اللازمة لظهور أجنحة الحشرات… طبعاً لا يستطيعون، لأنهم سيجدون أنفسهم أمام مليارات من التغيرات والتعديلات التي يجب أن تقوم بها على الحشرة لتفسر تطور الأجنحة.. وبالتالي حتى الآن لا يوجد في العلم الحديث إلا عبارة واحدة يستخدمونها وهي: تطور الأجنحة – تطور الأعين – تطور الدماغ… ولكن عند البحث العلمي تجدهم يقولون: كل شيء جاء فجأة!! هذا هو التناقض الذي يعيشه من يعتقد بالتطور. { أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } [الرعد: 16].

في القرآن الكريم عندما نبحث عن التطور نجد أن هذه الكلمة لم ترد أبداً، ولكن هناك آية واحدة تتحدث عن الأطوار وهي خاصة بخلق الجنين في بطن أمه، قال تعالى: { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } [نوح: 14].. أي على مراحل متعددة (نطفة – علقة – مضغة…).

بينما عندما نبحث عن الخلق في القرآن نجد أن هذه الكلمة مع مشتقاتها تكررت 252 مرة.. كلها تؤكد على عملية الخلق وليس النشوء أو التطور.



الجنين يُخلق من خلية مذكرة (النطفة) وخلية مؤنثة (البويضة)، لو كانت نظرية التطور صحيحة إذاً ينبغي أن نجد كل المعلومات الخاصة “بتطور” الجنين موجودة في الشريط الوراثي لهاتين الخليتين. ولكن نجد أن الشريط الوراثي الخاص بالنطفة لا يختلف كثيراً عن الشريط الوراثي لبقية خلايا الجسم!

إن خلق الجنين يناقض تماماً نظرية التطور.. فمن أين تأتي المعلومات الخاصة بخلق أعضاء الجنين؟ يعني من أين تعلم النطفة أنه يجب عليها في اليوم 42 أن تجعل الدماغ يبث موجات كهرطيسية؟ كيف علمت النطفة أنه في يوم محدد يجب أن يبدأ القلب بالعمل.. وكيف علمت أنه في وقت محدد يجب أن تُخلق خلايا الأعين أو خلايا السمع… إذاً نحن أمام تريليونات العمليات التي تحدث أثناء خلق الجنين.. حسب نظرية التطور فإن هذه التريليونات من المعلومات يجب أن تكون مخزنة على الشريط الوراثي للحيوان المنوي.. وإلا من أين تأتي؟

مثال الخلية

الخلية لا يمكن أن تنشأ إلا دفعة واحدة لأن الخلية تتألف بشكل أساسي من غلاف أو غشاء خارجي ومن شريط DNA ومكونات أخرى.. الشريط الوراثي لا يمكن أن يوجد من دون غشاء خلية.. وغشاء الخلية لا يمكن أن يوجد إلا بوجود شريط وراثي.. إذاً كيف نشأت الخلية الأولى عن طريق التطور؟

حتى الآن: نظرية التطور فشلت تماماً في تقديم ولو فرضية علمية عن نشوء الخلية الأولى.

ظهور أفكار جديدة باستمرار

إذا تأملنا مسيرة حياة الكائنات عبر مليارات السنين نلاحظ أن هناك باستمرار ظهور لأفكار جديدة مثلاً:

فكرة ظهور تقنية جديدة هي الشعر الذي يحمي الجلد، وله فوائد أخرى.. من أين جاءت فكرة ظهور الشعر؟ من أين جاءت فكرة ظهور قرون استشعار للحشرات وهي ضرورية لبقائها وحمايتها من المفترسين الأكبر وضرورية لغذائها… من الذي جاء بفكرة جهاز لاستشعار الحرارة مخصص للخنافس التي تتفوق على أجهزة الإنذار التي اخترعها البشر!



من الدراسات الغريبة أن الخنافس “ترى” الحرارة!! لديها جهاز لقياس درجة الحرارة بشكل دقيق ويتفوق على الأجهزة التي اخترعها البشر.. كيف يحدث ذلك، كيف تطور هذا الجهاز.. من الذي اخترع هذه التقنية الجديدة على الطبيعة؟؟؟ كل هذه الأسئلة يجيبون عليها بكلمة واحدة: المصادفة!

مثال آخر: من أين جاءت فكرة التركيب الضوئي في النبات.. والتي تعتبر من أعقد العمليات الحيوية والتي لازال العلماء يكتشفون أسرارها حتى الآن؟ لقد فشلت نظرية التطور في كشف سر العمليات الدقيقة التي تتم داخل النبات.. أو داخل الخلايا أو داخل أي كائن حي… فقط يقولون إن التشابه في التشريح وفي الجينات هو دليل على التطور.. ونحن نقول إن التشابه التشريحي والجيني دليل على أن الخالق واحد!

الجلد الذي سيحمي الجسم

فكرة الرأس.. إنها فكرة إبداعية أن يكون للكائن رأس وذيل وأرجل وأعين وفم وغير ذلك … من أين جاءت هذه الأفكار الجديدة والإبداعية، والتي لم تكن موجودة قبل مليار سنة؟.. بل من أين جاء برنامج التشغيل الذي سيشغل هذه الكائنات الجديدة؟



هذه الفراشة تعتبر تصميماً جديداً على الطبيعة.. ففكرة جناحين شفافين لم تكن موجودة في بداية الخلق قبل مليارات السنين.. فكرة وجود رأس وبطن وأرجل وأعين وفم… كلها أفكار جديدة على الطبيعة؟ يقول علماء التطور إن تكاثر المخلوقات ذات الخلية الواحدة وبفعل الصدفة أنتج هذه المخلوقات الرائعة.. فهل هذا كلام علمي أم عبث وضحك على عقول الناس؟

نظرية التطور فشلت تماماً في تقديم فرضية مقبولة علمياً لسر ظهور تصاميم جديدة باستمرار في الطبيعة وأفكار إبداعية وحلول لمشاكل تواجهها الكائنات..

ظهور تكتيكات جديدة

عبر رحلة الحياة التي تمتد لأربعة مليارات عام على الأرض هناك شي مهم لم تفلح نظرية التطور في إيجاد تفسير له وهو الظهور المستمر لتكتيكات جديدة تستخدمها الكائنات الحية مثلاً أسلوب الصيد.. ففي المخلوقات البدائية مثل الخلية البكتيرية الأولى والتي ظهرت قبل 3.5 مليار عام كان أسلوب التغذية يعتمد على المواد المغذية المتواجدة في الماء من حول الخلية.

ولكن عندما نشأت مخلوقات أكثر تعقيداً كان لابد من تلبية احتياجات هذه المخلوقات عن طريق الصيد.. وبالتالي تقول نظرية التطور إن الحيوانات المفترسة طورت أساليب جديدة للصيد وطورت أرجلها وتصميمها ليناسب الانقضاض على الفريسة.. ولكن لحظة: من الذي تطور أولاً أسلوب الصيد أم تصميم الجسم؟

إذا فرضنا أن تصميم الحيوان المفترس تطور أولاً ثم تطور أسلوب الصيد، فكيف عليمت الطبيعة أن هذا التصميم سوف يناسبه تقنية صيد محددة.. والعكس صحيح.. لو تطور الأسلوب أولاً فإن الطبيعة يجب أن تعلم الغيب لتقوم بالتصميم المناسب لهذا الأسلوب.. وهذا غير منطقي.

لابد أن يتم إعطاء المخلوق تصميماً محدداً مناسباً للبيئة التي سيُخلق فيها، ثم يتم اختيار الطريقة الأنسب للحصول على رزقه سواء كانت عن طريق الصيد أو أكل العشب.. وهذا ما أشار إليه القرآن بدقة في قوله تعالى: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50].



تأملوا معي هذا المخلوق الذي تم تصميمه ليفترس.. كل شيء فيه مناسب للافتراس: تصميم الأنياب وشكل الفم، تصميم الأرجل والذيل والهيكل العظمي.. تصميم الفكين… هل من إنسان عاقل يصدق بأن هذا التصميم المتكامل حدث نتيجة سلسلة مصادفات وطفرات عشوائية؟

فالله تعالى أعطى كل شيء شكله وتصميمه المناسب ثم هداه لحياته ورزقه واستمراره على وجه الأرض، وخلق له كل ما يحتاجه وهيّأ له البيئة المناسبة ليأتي ويجد كل شيء جاهزاً.. نظرية التطور للأسف تفترض العكس.. أن المخلوق ينشأ هكذا عبثاً ثم يكيّف نفسه مع البيئة المحيطة به..

كذلك ظهور آليات دفاعية ذكية في الدفاع عن النفس والاصطياد مثل السم لدى بعض الكائنات.. من أين جاءت فكرة أو تصميم آلية دفاعية تعتمد على إطلاق السمّ لشل حركة الفريسة؟ كذلك فإن ظهور الحركة السريعة لمساعدة الكائن على الاصطياد لابد من وجودها ليتمكن الكائن من سرعة حقن السم في الفريسة.. وإلا سيكون التصميم فاشلاً من دون سرعة خاطفة وتحديد الهدف بدقة. فمن أين جاءت هذه السرعة هذا التصميم وكيف تطور؟

ممنوع ذكر اسم (الله)!

أي بحث علمي عن التطور يذكر اسم (الله) يرفض على الفور… هل فكر أحدكم لماذا؟ لماذا يمنع نشر أي بحث في مجلات عالمية تدعم التطور، يتحدث عن ضرورة وجود خالق لتفسير الخلق؟ وسأضرب لكم مثالاً عن ذلك.

علماء أنتجوا بحثاً علمياً رصيناً عن تطور قبضة اليد البشرية.. ووجدوا بالدليل القاطع وباستخدام برامج محاكاة هندسية.. أن قبضة اليد لابد من إله لتصميمها [15].. وبعد تقييم البحث تم قبوله علمياً ونشره في مجلة شهيرة .. وبعد أن عمل ضجة بسبب اعتراف الباحثين بالله تعالى.. ثم حذف البحث وتقديم اعتذار لقراء المجلة العلمية عن استخدام هذا البحث لاسم (الخالق)!!



هذا البحث نشر على مجلة الطبيعة الأمريكية عام 2016 ويؤكد أنه لابد من الاعتراف بوجود مصمم خالق لقبضة اليد، لأن الدراسة التي قام بها علماء من الصين وجدوا أن الحركات التي تقوم بها اليد الإنسانية لا يمكن أ، تكون قد جاءت نتيجة أي تطور.. لابد من تصميم مسبق!

مجلة PLoS ONE التي نشرت البحث تراجعت عنه بعد ذلك (حسب مجلة الطبيعة) التي تقول:

Researchers who wrote “design by the Creator” in a paper about the function of the human hand have triggered a debate over the quality of editing and peer review at the journal that published it — and ultimately retracted it.

العلماء الذين كتبوا “تصميم من قبل الخالق” في ورقة بحث حول وظائف يد الإنسان أثارت النقاش …. وبالنتيجة تراجعت المجلة وحذفت البحث!

إذا مالذي حدث؟ ببساطة اعترض الملحدون على ذكر اسم (الخالق) ضمن بحث علمي يتحدث عن تصميم اليد، وبالتالي تم حذف البحث خوفاً من أن يتم الاعتراف بخالق للكون.. هذه نظرة علماء التطور لخالق الكون سبحانه وتعالى، يمنعون أي بحث من الاعتراف بالخالق… فهل يمكن لمؤمن أن يقول: إن نظرية التطور تتفق مع القرآن؟؟ كيف تتفق مع القرآن وهي تنكر وجود الله!! أرجو قراءة النظرية جيداً قبل الحكم عليها بأنها تتفق مع القرآن.



صورة من موقع مجلة بلوس ون، حيث حذفت البحث ونشرت تنبيه بأن حذف البحث كان بسبب ذكر اسم (الخالق) وهذا غير مقبول في أبحاث التطور، حيث أعادت المجلة تققيم البحث ووجدته غير صالح للنشر بعد تقييمه ونشره من قبل… فقط بسبب ذكر اسم الخالق [16]!!

ظهور أنظمة جديدة باستمرار

لو تتبعنا رحلة الخلق نجد وجود تدرج مذهل في ظهور المخلوقات على الأرض.. فالخلية الأولية ظهرت فجأة قبل ما يعتقد 3.5 مليار عام… وانتشرت بشكل هائل لمئات الملايين من السنين (خلية بكتيرية)… ثم ظهرت فجأة مخلوقات متعددة الخلايا … ثم وبعد 3 مليارات عام ظهر فجأة ظهرت النباتات والحشرات وكائنات معقدة كثيرة جداً.

نظرية التطور فشلت في تفسير ما يسمى بالانفجار الكامبري الذي ظهرت خلاله كائنات معقدة بشكل مفاجئ… مثلاً مَن الذي قرر بأن الأعين المركبة ضرورية للحشرات فقام بوضع تصميم مناسب لهذه الأعين؟ مَن الذي وضع هذه التقنية المعقدة التي لم يسبق لها مثيل على كوكب الأرض؟ ومَن الذي اخترع هذه التقنية العجيبة..



مثلاً: الذبابة لها آلاف العدسات عالية الدقة في أعينها، تجمع آلاف الصور ثم ترسلها إلى دماغ الذبابة فيقوم خلال أجزاء من الألف من الثانية بمعالجة هذه الصور وتركيب صورة واحدة واضحة جداً ثم يقوم الدماغ بترجمة وتفسير هذه الصورة (مثلاً عندما تحاول قتل ذبابة) ويتم اتخاذ القرار المناسب بالهروب والإقلاع خلال زمن لا ندركه بأعيننا.. فمن الذي وضع هذه التقنية المتطورة… وهل يمكن بالفعل لمجموعة طفرات أن تحدث ذلك؟ بل هل يوجد دليل على أن التطور قد حدث؟ طبعاً لا يوجد.

ظهور أنظمة التكاثر

هل يمكن لطفرات حتى لو كانت منظمة أن تنتج نظاماً جديداً للتكاثر؟ مثلاً الكائنات التي تتكاثر بالبيوض.. هذا أسلوب جديد على الطبيعة لأن الكائنات وحيدة الخلية تتكاثر بالانقسام… نفس الخلية تنقسم وتتكاثر بهذه الطريقة.. والسؤال: من الذي قرر بأن تقنية التكاثر بالبيوض فعالة وجيدة ومناسبة لمخلوقات جديدة؟ من الذي قام بتصميم الأجهزة اللازمة لذلك؟ ومن الذي وضع البرامج والآليات والشيفرات الوراثية… في الكائن الحي ليقوم بهذه العملية؟



لقد فشلت نظرية التطور في إعطاء تفسير أو حتى فرضية لسر ظهور التكاثر بالبيوض… كذلك التكاثر بالأرحام أو الحمل والولادة.. هذه تقنية جديدة على الطبيعة.. مَن الذي وضع التصاميم والبرامج اللازمة لذلك؟ لا أحد يستطيع أن يجيب إلا أن نعترف بالخالق تبارك وتعالى.

ظهور نظام النوم

لازال سرّ النوم من الألغاز التي تحير العلماء.. لماذا تنام الكائنات ومن الذي صمّم هذه التقنية الجديدة “تقنية النوم” ومن الذي وضع البرامج والشيفرات المسؤولة عن النوم؟ ومن أين جاءت الطبيعة بفكرة جديدة هي “النوم”…



حتى الآن لم يعرف العلماء لماذا تنام الكائنات؟ إن عدم النوم يعني الموت بالنسبة للإنسان.. ما هي الطفرات التي حدثت أثناء تكاثر المخلوقات “وخلقت” نظاماً عالمياً جديداً هو نظام النوم؟ هذا السؤال تجيب عنه نظرية التطور بقولهم: المصادفة يمكن أن تفعل كل شيء!!

نظام الهضم

الخلية البكتيرية لها نظام خاص في التغذية والإخراج (تصريف الفضلات).. ولكن المخلوقات الأكثر تعقيداً مثل النبات آكل الحشرات… لديه نظام مذهل للاصطياد والإطباق على الحشرة ثم فرز المواد اللازمة لعملية الهضم ثم يتخلص من النفايات… هذا النظام مضى عليه مئات الملايين من السنين، مَن الذي صممه لأول مرة ومن أي جاءت فكرته؟ علماء التطور فشلوا في الإجابة.. ويقدمون تفسيرات مضحكة، مثلاً: الطبيعة هي التي تقوم بتطوير هذا الكائن؟ هذا أفضل جواب لديهم!



يتمتع الإنسان بنظام هضمي شديد التعقيد.. له تصميم فريد ومحكم ومناسب لراحة الإنسان.. تأملوا الطريقة التي يتم فيها إدخال الطعام ثم إفراز العصارات الهاضمة المناسبة وبمعدلات دقيقة جداً.. يعني مستوى الحموضة لو زاد لفتت المعدة.. نسبة تدفق الدم محددة.. مليارات البكتريا تساعد الجهاز الهضمي على أداء عمله… كل هذا جاء بالمصادفة؟

أنظمة متعددة … وكلها جديدة على الطبيعة

لقد ظهر النظام العصبي للكائنات الأكثر تعقيداً فجأة وقبل مئات الملايين من السنين.. هناك نظام عصبي للنبات، فالنبات يشعر ويتذكر ويتخاطب مع النباتات من حوله ويتألم ويفرز مادة مخدرة لعلاج الألم.. هذا النبات يقوم بهذه العمليات منذ أكثر من 500 مليون عام… من الذي أوجد هذا النظام العصبي وكيف تطور؟ جوابهم الطبيعة تفعل ذلك وقوانين التطور والطفرات… يعني لا يوجد جواب.

من الذي صمم نظام المناعة لدى الكائنات الحية أول مرة.. من الذي صمم نظام التخاطب أو التواصل لدى الكائنات؟ ومن الذي صمم نظام السمع لأول مرة… كذلك مَن الذي صمم نظام البصر ونظام المشاعر ونظام التعلم ونظام الاختراع والإبداع ونظام الكلام لدى البشرو نظام الخوف وردود الأفعال أول مرة؟



من الذي صمم مليارات الأنظمة الجديدة على الطبيعة: نظام عمل الدماغ وهو الأعقد في الطبيعة.. نظام الكذب والصدق والغش والحب والكره والعاطفة… ومن الذي وضع الشيفرات الوراثية والبرامج والمعلومات التي تشرف على استمرار هذه الأنظمة.. كل هذا قد فشلت نظرية التطور في إعطاء تفسير منطقي أو علمي له.

مثال الكمبيوتر

لدينا في جهاز الكمبيوتر وحدة المعالجة والذاكرة ولوحة مفاتيح وهارد وشاشة…علمياً فإن هذه الأجزاء مجتمعة لا يمكننا تصميم برنامج على مراحل متباعدة لتشغيلها معاً كجهاز واحد. فتصميم وحدة المعالجة المركزية في الكمبيوتر يجب أن يناسب تصميم وحدة الذاكرة ولا يمكن تصميم واحدة بدون وجود الأخرى.. وبالتالي يجب أن يتم تصميم الجهاز دفعة واحدة وتصميم برنامج التشغيل دفعة واحدة.

هذا المثال يقودنا للاعتراف بأنه لا يمكن لمجموعة أجهزة تعمل مع بعضها … لا يمكن أن تنشأ إلا دفعة واحدة… لأنها لو نشأت بشكل منفصل أي تطورت بشكل عشوائي، لا يمكن أن تعمل بهذا التناسق المعجز.. وهذا دليل صارخ على خطأ فكرة التطور.

مثال الحوت

تقول نظرية التطور إن الحوت تطور من مخلوق بري يعيش على اليابسة، ولكن لظروف ما قرر أن يغطس في الماء تدريجياً وقرر أن يغير شكله ليتناسب مع الأسماك التي في الماء وقرر أن يغير تصميم الأرجل ويبقي فقط على عظام الأرجل بشكل ضامر من دون أن يكون لها استعمال…

نحن سنوافق على هذا الكلام ولكن بشرط أن تخبرونا كيف تحولت عظام الأرجل إلى عظام ضامرة وصغيرة ولا عمل لها؟ ما الذي جعل جلد الحيوان البري المناسب للبيئة البرية، يتحول لجلد مناسب للسباحة والغطس في الماء؟



من الذي عدّل نظام عمل الدماغ والذي يتحكم بحركة الكائن الحي من كائن بري حركته ثنائية الأبعاد إلى كان بحري حركته ثلاثية الأبعاد؟ من الذي عدّل نظام التنفس لديه ليصبح مناسباً للغوص في البحر؟ ومن الذي نظام التغذية والهضم ونوعية الطعام حتى يتمكن من العيش في البيئة البحرية… إذا بقينا سنقول إنها الطفرات … سوف نصبح أضحوكة أمام كل من يستخدم عقله..

كما بدأكم تعودون

حسب نظرية التطور لا يمكن للإنسان أن يُبعث أو يعاد تركيبه إلا وفق مراحل التطور التي تستغرق مليارات السنين.. بناء على هذا الظن فإن إمكانية إعادة خلق الإنسان من تراب غير موجودة وبالتالي لا يوجد بعث أو حياة أخرى بعد الموت.

ولكن هناك آية تؤكد أن على الإنسان أن يسير في الأرض لينظر كيف بدأ الخلق وسوف يقتنع بالآخرة.. أي إذا علمت كيف بدأ خلق آدم مثلاً سوف تقتنع بأن البشر لابد أن يعودوا ويبعثون من جديد.. قال تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [العنكبوت: 20].

إن العلماء الذين ساروا في الأرض ووضعوا نظرية التطور كتصور لبداية الخلق.. هذا التصور قادهم للإلحاد ولإنكار الآخرة.. بينما النظرية الصحيحة يجب أن تقودك لإثبات البعث والنشور والحياة الآخرة.

أنواع جديدة باستمرار

في الطبيعة هناك ليس فقط تصاميم جديدة وأفكار إبداعية وأساليب وتقنيات جديدة للحياة.. بل هناك كائنات جديدة تماماً على البيئة.. مثلاً ظهرت الحشرات الطائرة قبل مئات الملايين من السنين.. فأسلوب الكائنات الصغيرة والطائرة جديد تماماً على الطبيعة فمن أين جاء هذا التصميم؟



مثلاً فكرة ظهور الأنعام (البقر والإبل والغنم والماعز) من أين جاءت؟ ومن الذي قرر أن هذه المخلوقات يجب أن تظهر في توقيت محدد وتقدم خدمات جليلة للإنسان تحديداً؟ لا أحد يستفيد من البقر إلا الإنسان.. يستفيد من حليبها ومن لحومها ومن جلدها… ومن الذي حدد أعداد البقر لتناسب أعداد البشر.. ومن الذي قرر أن كل بقرة يجب أن تنتج كمية محددة من الحليب تؤمن ما يكفي لغذاء الإنسان… إنها مخلوقات صُممت خصيصاً لخدمتك أيها الإنسان.. أفلا تشكر هذا الإله العظيم؟

هل يمكن لطفرات سواء كانت عشوائية أو موجهة، أن تصمم أحد أهم أنواع الأغذية للإنسان وهو الدجاج.. ليستفيد من بيوضه ولحمه؟ مَن الذي قرر ظهور النحل وعلمه إنتاج العسل ليأتي الإنسان بعد ملايين السنين ويستفيد من العسل كمادة شفائية ومغذية؟ ومَن ومَن ومَن…. أسئلة كثيرة فشل علماء التطور في الإجابة عنها.. فماذا بقي من هذه النظرية؟

برنامج تشغيل الإنسان

نأتي الآن للإنسان ونتساءل: برنامج تشغيل الإنسان هل هو موجود في النطفة والبويضة؟ وهل يعقل أن الحيوان المنوي والبويضة المؤنثة تحويان كل البرامج المسؤولة عن خلق الإنسان؟ طبعاً لا، فالبرنامج يتم وضعه أثناء نفخ الروح بعد اكتمال الأعضاء الرئيسية مثل القلب والدماغ..



لو كان برنامج خلق الجنين في رحم أمه، موجوداً في النطفة لرأينا خريطة جينية تختلف عن بقية خلايا الإنسان.. الدراسة تثبت أن خلايا الإنسان تحوي نفس الشريط الوراثي DNA والسؤال: أين برنامج خلق الجنين؟ من الذي يقرر بأن هذه الخلية يجي أن تتحول إلى خلية عصبية في وقت محدد… ومن الذي يقرر أن خلية القلب يجب أن تظهر في وقت محدد…. هذا يدل على أن برامج التشغيل للجنين تأتي من الخارج وليست في داخله..

لذلك قال تعالى: { يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ } [الزمر: 6]. أي هناك عمليات خلق متعددة وليس تطور!

بما أن النطفة لا يمكن أن تحوي برنامجاً ضخماً لتشغيل إنسان فلا بد أن هذا البرنامج يتم وضعه على مراحل داخل رحم الأم.. وبالتالي هناك عمليات خلق مستمرة ومتجددة كما قال تعالى: (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْخَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) [الزمر: 6]. إن هذه الآية تتفق مع المنطق العلمي أكثر من نظرية التطور التي تفترض أن برنامج التشغيل يصنعه الطفل في رحم أمه نتيجة انقسام الخلايا فقط!!!

تحدي الإتقان

كل كائن حي من الخلية وحتى الإنسان أخذ أفضل تصميم ممكن.. مثلاً لو قلنا علماء التطور هل لديكم تصميم أفضل للبعوضة سيضحكون ويقولون إنه تصميم مثالي يعجز البشر عن الإتيان بمثله فضلاً عن الإتيان بأفضل منه!!

إذاً كل كائن له منذ خلقه تصميم كامل ومثالي وهذا يناقض التطور الذي يقول إن الطبيعة تسعى للكمال والأفضل والأنسب والأكثر كفاءة.. هذا المبدأ أثبت فشله في مثال البعوضة.. فالبعوضة منذ وجودها تعمل بكفاءة عالية وبتصميم مثالي ولم تمر بمراحل للتطور بحيث أنها تصبح أثوى وأكثر كفاءة.. وجميع الأحافير تدل على ذلك.

مثال التعديل الوراثي

جميع الكائنات التي تم استنساخها أو تعديلها وراثياً تعطينا كائنات أقل كفاءة.. حتى الخضار والفاكهة والحبوب المعدلة وراثياً تعتبر ضارة بالصحة وليست ذات قيمة غذائية عالية.. وهذا نلاحظه في أنواع التفاح مثلاً الذي تم تعديله وراثياً بحيث يكون منظر التفاحة جميل ويجذب الزبون ولكن الطعم سيء والقيمة الغذائية منخفضة!

إذاً كيف تقولون إن الطفرات يمكن أن تؤدي لمخلوق كامل بتصميم جديد وكفاءة عالية؟ ومن دون أي دليل علمي سوى بعض الأفلام الوثائقية التي أنفق عليها الملايين لإقناع الناس بالتطور بهدف الحفاظ على الإلحاد وما يحققه من مكاسب مادية ضخمة..

ففي ظل الإلحاد تستطيع أن تفعل أي شيء وتستطيع قتل الشعوب ونهب ثرواتها وإفقار هذه الشعوب وإذلالها.. أما الأديان فلا تسمح بذلك! هل عرفتم معي لماذا يحرصون على نظرية التطور؟

ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً ينشغل الرأي العام والصحف والفضائيات والناس… بقضية إنقاذ كلب… بينما يموت الملايين جوعاً دون أن يتحدث الإعلام أو العلم عنهم بكلمة واحدة..

في ظل الإلحاد ينفقون المليارات على أبحاث ليس لها أي فائدة تهدف لإطالة عمر الإنسان وبنفس الوقت يموت الملايين فقراً وتشرداً في الدول الفقيرة.. وهذا لا يشكل أي مشكلة للملحدين ولا يكترثون.

قارنوا بين هذا وبين تفكير سيدنا عمر رضي الله عنه الذي كان يخاف أن تضلّ شاة بالعراق فيسأله الله عنها يوم القيامة لماذا لم يهدها إلى الطريق الصحيح!

تخبط النظرية في معرفة أصل الإنسان

إذا قرأت أي بحث علمي حديث عن تطور الإنسان تجده مليئاً بالفرضيات ولا تكاد تجد باحثين يتفقان تماماً على نقطة محددة. فلكل باحث وجهة نظر تختلف عن الآخر.

مثلاً يقولون كان هناك مخلوق (افتراضي) يعيش قبل 7 مليون سنة تطورت عنه القرود والإنسان. ولكن ما هو هذا المخلوق وكيف حدث التطور وهل ال 7 مليون سنة كافية لتطوير إنسان بهذه المواصفات الخارقة من قدرة على التعلم وذكاء وإبداع وإمكانيات هائلة؟

من الباحثين من يعتقد أنه عاش في أفريقيا.. ولكن البحث الجديد لعام 2017 والمنشور في مجلة PLOS One يعتقد أن سلف الإنسان عاش في أوربا قبل 7.2 مليون سنة.. (طبعاً هذا الاختلاف الكبير من أفريقيا إلى أوربا يدعونه حقيقة علمية)!

البروفسور David Begun من جامعة تورنتو يقول إن هذا الاكتشاف الجديد يجعلنا نحرك المنطقة التي نشأ فيها الإنسان من أفريقيا باتجاه المتوسط وأوربا.



صورة للسن التي عثر عليها للمخلوق المسمى Graecopithecus وهو جد الإنسان الأول..



صورة تخيلية لجد الإنسان الذي تطور منه يدعى Graecopithecus طبعاً هو شبيه بالقرد.. وهذا المخلوق حسب ما يقولون بقي يتطور ويتغير وينتج مخلوقات جديدة طيلة سبعة ملايين عام حتى أنتج القرود وأنتج الإنسان الحديث.. نقول: حتى لو كان هناك كائن بالفعل عاش قبل 7 مليون عام شبيه بالكائن المرسوم في الصورة التخيلية.. فهل هذا دليل على التطور؟ National Museum of Natural History – Sofia, Assen Ignatov

لو كان التطور حدث بالفعل إذاً كيف امتلك الإنسان هذه القدرات الخارقة في الذكاء..



هكذا كان أجدادنا يعيشون في مستوى أقل من القرود حسب ما يدعونه حقيقة علمية!! يقول البروفسور Nikolai Spassov من الأكاديمية البلغارية للعلوم: سوف تبقى هناك الكثير من السلاسل المفقودة بين البشر وأسلافه لأن التطور أنتج عدداً لا نهائياً من الكائنات الشبيهة بالإنسان.

يقول الباحثون: “إن هذا الاكتشاف يغير مكان وزمان سلف البشر”.. وسؤالنا لهؤلاء الباحثين: هل هذا حقيقة علمية أم مجرد فرضيات تتغير مع الزمن؟ طبعاً هي مجرد فرضيات لإثبات فرضية أخرى هي التطور!

هناك فرضية ثانية حيث يعتقد باحثون أن قرد البونوبو Bonobo (مخلوق شبيه بالشمبانزي ولكن أقصر منه) أقرب للبشر من الشمبانزي.. هذا ما كشفه تحليل النظام العضلي لكل منها حيث تم نشر البحث في مجلة الطبيعة عام 2017 ويقول الباحثون إن دراسة العضلات للبشر والشمبانزي والبونوبو تبين أن البونوبو أقرب لأسلاف البشر من الشمبانزي على عكس ما يعتقده علماء آخرون..



ما الذي يمنع من أن نقول إن هناك خالقاً عظيماً خلق هذه القرود وأودع فيها عاطفة على أولادها لتستمر حياتها.. وأعطاها التصميم المناسب لبقائها وتكاثرها.. وبما أن الخالق واحد إذاً جاء تصميم القرود وغيرها فيه تشابهات تدل على أن المصمم واحد!

طبعاً هذه الفرضيات التي تتغير مع الزمن والتي تتغير من عالم لآخر.. هي ما يسمونه حقائق علمية للأسف.. فإذا كان علماء التطور حتى الآن (2018) لا يعلمون من أين جاء الإنسان.. فكيف تدعون أن نظرية التطور هي حقيقة؟!

التشابه ليس دليلاً على التطور!

إذا كان لدينا مجموعة هائلة من أجهزة الهاتف المحمول بتصاميم وأشكال مختلفة ولكنها تحوي نفس الأجزاء وتعمل بنفس نظام الأندرويد مثلاً.. هذا ليس دليلاً على أنها صنعت وفق مراحل تطورية.. بل ببساطة دليل على أن الذي وضع التصميم الأساسي أو برنامج الأندرويد هو واحد!

كذلك عندما نرى التشابه الظاهري بين القرد والإنسان ونرى التشابه في التركيب الداخلي ونرى التشابه في التركيب الوراثي (الجينات) والتشابه في الخلايا والتشابه في بعض آليات العمل مثل تركيب الأعين… فهذا دليل على أن الصانع واحد تبارك وتعالى.. صنع كلاً منهما على حدة وأعطى كل مخلوق الشكل المناسب والتصميم المناسب والإمكانيات المناسبة لبيئته وحياته وكسب رزقه واستمراره على الأرض… فلماذا نلح على أن هذه المخلوقات توالدت من بعضها على الرغم من عدم وجود أي دليل علمي على ذلك سوى بعض التشابه!

العلم الحديث ينكر الخالق

إن ما يسمى “علم Science ” اليوم هو ببساطة محاولة لتفسير وجود المخلوقات من دون خالق! وهذا العلم سيصاب بالفشل حتماً ولن يتوصل لأي حقيقة ما دام ينكر أن هذه المخلوقات لها خالق عليم حكيم مبدع هو الذي صنعها. في الصورة أدناه علماء وجدوا حجراً يدل شكله على أنه كان يستخدم كأداة للتقطيع أشبه بالسكين أو الشفرة.. لقد استبعدوا تماماً أن يكون الحجر طبيعياً أو جاء بالمصادفة.



الغريب في هؤلاء العلماء أنهم إذا وجدوا حجراً شكله غريب أو يشبه آلة حادة يقولون على الفور هذا الحجر لا يمكن أن يكون قد نُحت بالمصادفة، بل هو من صنع إنسان عاش قبل 65000 عام في أستراليا.. وعندما يدرسون الإنسان نفسه والذي يتألف من تريليونات الخلايا وفيه من الأنظمة المعقدة ما عجز العلم الحديث عن فهمه… يقولون هذا الكائن وُجد بالمصادفة وأنه نشأ نتيجة عمليات طبيعية؟ (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) [الصافات: 154].

تحدي المصادفة

المصادفة والعشوائية والعمليات الطبيعية وقوانين الطبيعة… كلها مصطلحات خادعة الهدف منها إضلال الناس وتبرير الإلحاد.. ولكن العجب كيف يصدق الناس هذا الهراء؟ فأين الطبيعة وماذا تفعل.. هم يقولون إن الطبيعة هي مجموعة الكائنات الحية، ثم يقولون إن الطبيعة هي التي خلقت الكائنات الحية.. أي أن الفأر خلق نفسه بنفسه.. هل هذه حقائق علمية أم عَبث علمي؟



إذا قلنا لعلماء التطور إن هذه اللوحة الزيتية من صنع الطبيعة يسخرون من سذاجة تفكيرنا ويقولون مستحيل أن الطبيعة تصنع لوحة مثل هذه لأن هذه اللوحة تحتاج لألوان وفنان يرسمها.. وعندما نقول لهم إن النبات والشجر والماء والجبل أي أصل هذه اللوحة هو من صنع الله تعالى يقولون لا يوجد دليل علمي على كلامكم!! فالشجر يمكن أن يوجد بالمصادفة أما لوحة بسيطة لا يمكن.. هذا ما يسمونه حقائق علمية فاحذروا.

التصميم المثالي

حتى نفهم أن عملية الخلق المباشر هي عملية تمت بالفعل ينبغي أن ننظر إلى الأمر بطريقة مختلفة. مثلاً دعونا نطرح هذا السؤال: علماء التطور يقولون إن الزائدة الدودية هي نفايات تطورية أو من بقايا المخلوقات التي كانت تعيش قبلنا قبل ملايين السنين حيث كان لهذه الزائدة عمل مهم.. ولكنها تخلت عنها تدريجياً وبقيت هذه الزائدة في الإنسان لا عمل لها ولكنها دليل على التطور.

الآن دعونا نطرح السؤال: إذا سألنا علماء التطور، أيهما أفضل من الناحية الطبية أن يكون لدينا إنسان بزائدة دودرية أو بغير زائدة دودية؟ طبعاً سيقولون إن وجود الزائدة الدودية له بعض الفوائد.. ومن المؤكد أن وجودها شيء لا يضر.. وقد تظهر له منافع في المستقبل!

السؤال الثاني: إيهما أفضل أن يكون لدينا حوت بشكله الحالي مع هذه العظام الصغيرة للأرجل.. أم من دون هذه العظام التي يعتبرونها بقايا تطورية.. طبعاً الحوت الحالي هو الأمثل..

إذاً الله تعالى كلما خلق مخلوقاً جديداً فضّله على من قبله.. وآخر المخلوقات هو الإنسان كرمه الله على من قبله من الكائنات الحية: (وَ لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَ فَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء: 70].

وهكذا فإن الله تعالى كلما خلق مخلوقاً جديداً فإنه يعطيه الشكل والتصميم والأداء الأفضل بما يتناسب مع البيئة التي سيعيش فيها.. وبالتالي يخلق له خصائص ممن سبقه من كائنات لأن هذه الخصائص ضرورية لحياته واستمراره ورزقه.

الخلق المباشر لكائن ما منطقي أكثر من تطويره من كائن موجود.. الخلق المباشر يظهر قدرة الخالق بشكل أكبر من التطور، والخلق المباشر يناسب تماماً الاكتشافات العلمية الحديثة ويعطي أجوبة فشلت نظرية التطور في الإجابة عنها.



يستخدم علماء التطور الرسوم لإيهام الناس وتضليلهم بأن التطور صحيح… مع العلم أن هذه الرسوم غير منطقية.. فكيف تم بروز ريش للديناصورات وذيل من دون أن يكون لديها القدرة على الطيران… ما هو هدف الطبيعة من “خلق” ريش وذيل لكائن ثقيل ولا يستخدم في الطيران.. هذا يخالف مبادئ التطور التي تقول بأن الطبيعة لا تصنع شيئاً عبثاً إنما كل شيء له استخدام!

لنتخيل أنفسنا أننا نريد تطوير كائن مثل الديناصور إلى طائر.. وتم الإعلان عن مسابقة لإعطاء أفضل تصميم.. سوف نجد أنه من الأفضل والأكثر توفيراً أن نقوم بتصميم جديد وليس عملية تطوير. فالديناصور لا يمكن تطويره إلى طائر بسبب مشاكل كثيرة ستظهر أثناء التصميم الهندسي لشكله الخارجي…. تغيير حجم وشكل الأرجل لتناسب الطيران.. تصميم جناحين مناسبين وتصميم شكل الريش ووزنه وشكل العظام ووزنها… والكل يجب أن يتصف بالخفة… إجراء تعديل على الدماغ وتصميم دماغ يناسب عملية الطيران وهذا مستحيل من الناحية العملية..

أي مهندس مبتدئ سيقول لك من الأفضل أن تقوم بتصميم جديد.. هذا ما حصل بالفعل بالنسبة للطيور فقد خلقها الله خلقاً مباشراً ولكن وفق قواعد وقوانين محددة.. هذه القوانين مثل:

التصميم الموحد من الخلايا.. وجود الأرجل.. الجناحين .. الرأس والدماغ والقلب… كل ما هو ضروري لعملية الطيران..

تصميم الجناح أول مرة

فكرة وجود جناح للطيران هي فكرة جديدة على الطبيعة… من أين جاءت؟ لا أحد يجيب!

دراسة لجامعة ستانفورد 2018 وجدت بأن أول متحجرة قبل 325 مليون عام حيث انفجرت الحشرات بشكل مفاجئ منذ ذلك الوقت وبعد نشوء تقنية الأجنحة.

تقول الباحثة Sandra Schachat في جامعة ستانفورد:

There’s been quite a bit of mystery around how insects first arose, because for many millions of years you had nothing, and then just all of a sudden an explosion of insects,

“هناك لغز حول كيفية ظهور الحشرات لأول مرة، لأنه لملايين السنين لم يكن هناك شيء، وبعد ذلك وبشكل مفاجئ حدث انفجار في الحشرات”

إذاً الدراسة وجدت أن الحشرات ظهرت فجأة دون حدوث أي طفرات أو تطور… ولكنهم وفي نفس البحث يتحدثون عن تطور الحشرات.. انظروا إلى هذا التناقض…. مثلاً تقول الباحثة:

“Suddenly, there’s a niche for a predator that can fly to the top of the tree to eat that insect. …. It really was revolutionary.”

فجأة، كان هناك مكان لمفترس يستطيع الطيران لقمة الشجرة ليأكل تلك الحشرة…. إنه لحق كان ثورياً.



إن تصميم جناح الطائر على درجة من التعقيد بحيث أنه مناسب أحياناً للاصطياد والغطس في الماء، وتصميم الجناح لا يكفي يجب أن يتمتع الطائر بقدرة عالية على المناورة وسرعة خاطفة ورؤية ثاقبة.. وإلا ستفشل عملية الطيران والاصطياد.

إذاً الباحثون دائماً يتحدثون عن ظهور أنواع جديدة وبشكل مفاجئ… فكيف يمكن أن تكون أجنحة الحشرات جاءت بنتيجة الطفرات… بل أين الحشرات التي تطورت… أي بداية بروز الأجنحة لدى الحشرات… كل ما يراه العلماء اليوم أن الحشرات ظهرت بشكل مفاجئ وبغزارة… ألا يدل هذا على أن الحشرات خُلقت بشكل منفصل ومستقل؟

تتابع الباحثة ما وجدته من خلال هذه الدراسة على المتحجرات:

This suggests that, once winged insects originated, they diversified very, very quickly. So quickly that their diversification appears, from a geological perspective and the evidence available in the fossil record, to have been instantaneous

هذا يفترض أنه بمجرد نشوء أجنحة الحشرات، حدث تنوع سريع جداً جداً . بسرعة هائلة حدث هذا التنوع، من وجهة نظر جيولوجية ومن خلال الدليل المتوافر في سجل الأحافير.. حدث بشكل فوري.

وأقول: تأملوا معي كم من المفاجآت وكم من التنوع الذي ظهر سريعاً.. وكم من تعابير تدل على ظهر مفاجئ وسريع للحشرات الطائرة… كل هذه التعابير ألا تدل على الخلق المباشر أكثر مما تدل على التطور بالطفرات العشوائية؟

وتؤكد دراسة جامعة ستانفورد والتي شارك فيها باحثون من جامعة Ohio State وجامعة Iowa أن ظهور تقنية الطيران بشكل مفاجئ مكّن الحشرات من التجول والافتراس والهروب من المفترسين الأكبر والتغذي من قمم الأشجار والتنقل بسهولة.. هذه التقنية جعلت من الحشرات مخلوقات قادرة على التأقلم والاستمرار لمئات الملايين من السنين دون أن تنقرض!

يوتساءل الباحثون في نهاية الدراسة: لماذا ظهرت الأجنحة للحشرات؟ لدينا عدد قليل من الحشرات غير المجنحة… وفجأة وجدنا أعداد هائلة من الحشرات ذوات الأجنحة… مالذي حدث بالضبط.. لانعلم!



العصب الحائر

هناك أدلة “قوية” حسب ما يقولون على التطور.. ولكن للأسف ينبهر بها البعض دون تفكير.. فهذا العصب والذي نجده في السمكة يسلك الطريق الأقصر لهدفه من الجمجمة إلى الخياشم.. نراه يمتد من جمجمة الإنسان ويسير لمسافات طويلة ويلتف ثم يعود للحنجرة.. لماذا؟

الجواب العلمي ينبغي أن يكون كما يلي: يجب على العلماء أن يقوموا بعملية محاكاة للزرافة مثلاً (باعتبار أن هذا العصب هو الأطول لديها) بحيث يقومون بتقصير هذا العصب ومده من الجمجمة إلى الحنجرة مباشرة دون أن يسلك هذا الطريق الطويل..

عملية المحاكاة على الكمبيوتر سوف ترينا تأثير ذلك على سلامة الزرافة وأدائها … إذا ما تمت هذه المحاكاة سوف نجد أن الأداء لن يكون أفضل.. بل يجب أن يلتف ويطول لأن في ذلك فوائد سوف تظهر من خلال الكمبيوتر..

الذي يقولونه إن هذا المسار للعصب الحائر هو دليل التطور.. ونقول: ما هي الطفرات التي أدت إلى طول هذا العصب عند الكائنات البرية؟ طبعاً ليس هناك جواب لأن دراسة علم الجينات والطفرات يؤكد أن هذا العصب يحتاج لعدد هائل من الطفرات.. والتي لو حدثت لم تتمكن المخلوقات من العيش وبالتالي سوف تنقرض الكائنات قبل أن يخلق الإنسان.

إن كل ما يقدمه التطوريون هو رسومات فوتوشوب أو ثري دي لكائنات تتحول من سمكة لمخلوق بري ويحدث امتداد لهذا العصب.. وهذا ليس أسلوب البحث العلمي.. ويمكن أن يُقبل هذا الأمر كفرضية لا بأس.. ولكن لا تقولوا إنها حقيقة علمية!

إذا أردنا أن نعتبر أن العصب الحائر هو دليل التطور فينبغي إعطاء تفسير علمي لسبب طول هذا العصب وتغير شكله في الكائنات البرية.. كيف حدث هذا التطور؟ ولكن وبالتأكيد الجواب الوحيد أن العملية تمت عبر ملايين السنين وبفعل قوانين الطبيعة ونتيجة عدد لا نهائي من الطفرات… وكلام عام لا معنى له..



عدد التفاعلات الكيميائية التي تحدث في خلايا الإنسان كل ثانية أكثر من 500 كوادرليون عملية (أي 500000000000000000) وهذا كل ثانية!! من الذي يشرف على هذه العمليات المعقدة ومن أين جاءت ومن الذي وضع المورثات المسؤولة عن إتمام هذه العمليات بنجاح؟ نظرية التطور لا تجيب… ولكن عندما نعتقد بأن الله هو خالق كل شيء فإن هذا الاعتقاد سوف يساعدنا على تفسير الأمور بشكل منطقي أكثر.

الفرق بين التطور والوراثة

الوراثة لها قوانين تشبه القوانين الهندسية.. وبالتالي أثناء تكاثر أي كائن وخلال سلاسلات من نفس الكائن تحدث طفرات مفيدة تجعل من هذا الكائن أكثر قدرة على مقاومة الظروف الصعبة التي سيتعرض لها.. حتى هذه الطفرات للأسف يعتبرها علماء التطور بالمصادفة، ونحن نقول: إن الطفرة تحتاج لمعلومة لأن الطفرة هي معلومة بالأساس.. والطبيعة لا يمكن أن تقوم بتعديل المعلومات داخل الخلايا..

إذاً هذه الطفرات هي جزء من نظام عمل خلايا الكائن.. ولولاها لانقرضت معظم الكائنات.. فالكائنات تتعرض لظروف عمل صعبة من جفاف وتسمم وحرارة… وبالتالي فإن التصميم المتقن يتطلب بأن تكون هذه الكائنات مجهزة ببرامج مستقبلية تساعدها على تحمل هذه الظروف الصعبة وذلك من خلال إنتاج أجيال أكثر تحملاً..

هذا الأمر من الخطأ أن نسميه طفرات أو أخطاء النسخ (كما أعتقد) وينبغي تسميته بتعديل طارئ على برنامج العمل داخل الخلية.. المعلومات التي ستقوم بإحداث هذه التعديلات أصلاً موجودة في الخلايا… وهذا من إتقان الله تعالى لصنعه.

ولذلك الذي فعله التطوريون أنه أطلقوا على هذه العملية المنظمة “طفرات – أخطاء” ليضلوا الناس عن الحقيقة.. كذلك خلطوا بين هذه التعديلات على برامج عمل الخلية وبين التطور.. فأي تغيير يحدث للكائن يسمونه تطوراً من خلال الاصطفاء الطبيعي.. وهذا خطأ علمي واضح.

تحدي الطبيعة

نتحدى علماء التطور أن يقدموا دليلاً على وجود الطبيعة، أو يقدموا تعريفاً علمياً للطبيعة أو يثبتوا أن الطبيعة هي كائن حقيقي وليس وهمياً؟؟

الطبيعة هي خدعة وضعت من قبل الملحدين كبديل عن الخالق تبارك وتعالى. ولذلك الذي يتعمق في نظرية التطور ويقرأ آلاف الأبحاث يلاحظ تكراراً غير عادي لكلمة الطبيعة: الطبيعة طورت.. الطبيعة فعلت كذا.. عوامل الطبيعة ساعدت على كذا.. قوانين الطبيعة تتحكم بمسيرة الحياة.. آليات طبيعية تسبب الطفرات…. وهكذا لا يكاد يخلو بحث من استخدام متكرر لكلمة الطبيعة ونسبة القوانين لها..

تحدي الطفرات المفيدة

هناك طفرات مفيدة تحدث باستمرار وعبر جميع الكائنات.. السؤال: هل يمكن لعدد هائل من الطفرات التراكمية عبر ملايين السنين أن ينتج برنامجاً لتشغيل جمل مثلاً؟



للجمل تصميم حير العلماء… فهو مناسب لحياة الصحراء.. لديه نظام مناعي هو الأقوى بين معظم الكائنات… له تصميم خاص لكريات الدم الحمراء بحيث أنه لا يتعب أثناء السير لمسافات طويلة وبدرجات حرارة عالية.. لديه تصميم خاص لتخزين الماء.. ولديه نظام هضمي فريد لهضم الأشواك القاسية… والسؤال: هل من الممكن أن ينتج هذا التصميم الفريد من طفرات عشوائية؟

تحدي الطيران

تقنية الطيران هي تقنية جديدة على ما يسمى “الطبيعة”.. وأول طيران ظهر مع الحشرات قبل مئات الملايين من السنين.. والسؤال:

علمياً هل يمكن تصميم الجناح قبل تصميم الذيل؟ وهل يمكن تصميم العظام الخفيفة والأرجل النحيفة قبل تصميم الشكل الانسيابي للطائر؟ أسئلة كثيرة وكثيرة… لا جواب عنها من قبل التطوريين.. وبعد كل هذا الفشل يقولون إن التطور حقيقة علمية؟



هل يمكن تحويل كائن أرضي (يمشي على الأرض بحركة مستوية ثنائية الأبعاد) إلى كائن جوي يطير ويتحرك بحركة ثلاثية الأبعاد.. يطير ولديه قدرة على المناورة والاصطياد والرؤية الليلية.. هل لطفرات عشوائية أن تصنع مثل هذا المخلوق؟ أم أن المنطق العلمي يفرض أن هناك خالقاً هو الذي خلق هذا الطائر بتصميم جديد وخلقه دفعة واحدة؟

تحدي الأعداد

عند تأمل الأرض وما عليها من كائنات نلاحظ وجود توازن عجيب في أعداد الكائنات على الأرض.. والسؤال: لماذا جاء عدد النمل في العالم بآلاف التريليونات.. بينما أعداد النحل عدة تريليونات… أي أن أعداد النمل على الكوكب أكثر من ألف ضعف أعداد النحل، بينما… لماذا هذا التوزع بالذات؟ ومن الذي حدد هذه الأعداد بدقة؟ لماذا نجد كائنات تتكاثر بشكل كبير وكائنات أخرى نادرة أو على وشك الانقراض؟

لابد من حسابات ذكية لتحديد أعداد كل جنس بدقة لأن العملية لو كانت عشوائية لرأينا انفجاراً مثلاً في أعداد العناكب مثلاً لتتضاعف أعدادها مما قد يهدد الحياة على الكوكب. بينما نجد أن كل جنس له عدد محدد ومناسب لكوكب الأرض.



تصوروا لو أن أعداد الثعالب زادت عن العدد الطبيعي.. مالذي سيحدث؟ إنها ستلتهم الكثير من الكائنات الأضعف منها وربما تغزو الإنسان وتهدد وجوده.. وبالتالي سوف تقضي على الحياة على وجه الأرض… فمن الذي حدد عدد الثعالب على الأرض بحيث تكون عنصراً فعالاً في التوازن البيئي؟ بل كيف جاءت أعداد هذه المخلوقات كلها منضبطة وفق توازن رائع لا يختل على الرغم من مرور ملايين السنين؟ من جديد نظرية التطور تفشل في الإجابة.

مشكلة علماء التطور

إن المشكلة ليست في الحقائق العلمية التي يقدمها العلم الحديث، إنما في تفسير هذه الحقائق.. فعندما نفترض أن هذا الجنس قد تطور من جنس سابق له وفق آلية الطفرات العشوائية.. فإننا نضع أنفسنا في المجهول، وسوف تتراكم الأسئلة دون إجابة.. ودائماً لا نستطيع تقديم دليل عملي مادي على هذه الفرضية.

ولكن عندما نقول بأن هذا الجنس قد خُلق بشكل مفاجئ خلقاً تاماً كاملاً وأن هناك إلهاً يشرف على تصميم هذا الكائن وتحديد خصائصه وأعداده وأساليب حياته…. هنا كل الأسئلة قد أجبنا عنها، وقدمنا كلاماً يتفق مع علم الأحافير الذي يؤكد أن كل جنس من الأجناس يظهر فجأة وقد يختفي فجأة!

لماذا نفرض أن التشابه بين جينات الإنسان وجينات ذبابة الفاكهة (60 %) أنه دليل على التطور؟ لماذا لا نقول بأنه دليل على وجود إله حكيم لديه القدرة على أن يضع الخريطة الجينية المناسبة لكل كائن بما يتناسب مع احتياجاته وحياته واستمراره… مع وضع “بصمة للخلق” تدل على أن الخالق واحد؟

وأخيراً

نقول كلمة واحدة وهي أن نظرية التطور لا تزال نظرية ولم تصبح حقيقة علمية.. لذلك لا داعي لأن نؤوّلَ القرآن ونقحمَ فيه فرضيات وتفسيرات ما أنزل الله بها من سلطان.. الله تعالى قادر على صياغة آيات أكثر دقة لغوياً ليشير للتطور.. فالآيات التي نقرأها لا تشير من قريب أو بعيد أن الإنسان تطور من مخلوق شبيه بالقرد.. ولا يمكن فهم هذا الأمر منها.

ولذكل سوف يبقى سيدنا آدم هو أول البشر خلقه الله بيديه من تراب، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته الذين لم يسجدوا إلا لله تعالى… وهيهات أن يثبت العلم عكس ذلك.. إنها مجرد فرضيات لإضلال الناس والمحافظة على أحد أهم أعمدة الإلحاد وهو التطور، لأن كل ملحد على وجه الأرض اليوم لابد أن يؤمن بالتطور لأنها النظرية التي تؤيد إلحاده.

وأدعو أحبتي من المسلمين الذي يعتقدون بصحة هذه النظرية فقط أن يتساءلوا: هل يوجد دليل مادي ملموس على أن التطور قد حدث بالفعل؟ هل يوجد قوانين للتطور مثل بقية العلوم؟ هل هناك تجربة علمية أثبتت تطور جنس لجنس آخر؟ فإذا لم يكن هناك أي إثبات مادي مؤكد… فلماذا تخالف القرآن من أجل مجرد نظرية؟

ــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل

ظ…ظˆظ‚ط¹ ط¹ط¨ط¯ ط§ظ„ط¯ط§ط¦ظ… ط§ظ„ظƒط*ظٹظ„ ظ„ظ„ط¥ط¹ط¬ط§ط² ط§ظ„ط¹ظ„ظ…ظٹ ظپظٹ ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† ظˆط§ظ„ط³ظ†ط©


الساعة الآن 07:12 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام