مَن أراد الزيادة في ماله فلْيُنفق منه في وجوه الخير (بيقين) ، لأن اللهَ الكريمَ الشكورَ - سبحانه وبحمده - قد أجرى عادتَه الكريمة في خلْقِه أن مَن كان مالُه طيِّبًا وأنفق منه بيقين زاد فيه أضعافًا كثيرة ، وربما إلى سبعمائة ضِعْف ، وربما أكثر من ذلك .
❁˓واليَقينُ هو : الإيمان بالله وقوة الثقة به عز وجل ؛ وما يتبع ذلك من الإيمان بغناه ، وأنه يشكر مَن أنفق لأجله سبحانه وابتغاء وجهه الكريم ، وأنه يعطي عبده أضعافَ ما أنفق .
وما أحلى اليقين ، ما أجمله ، وما أعذب ثِماره ! :
وتحلو حياتي باليقينِ ، ومُرُّها *** يكون إذا كانتْ بغيْرِ يَقينِ !!
--- ✺✺✺ ---
❂ حديثٌ جليلٌ :
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي ﷺ أنه قال : (مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا ، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ) رواه مسلم في «صحيحه ، م : 2588» ؛ وغيره .
✍ تنبيه : زيادة : (بل تزده .. بل تزده .. بل تزده) لا تصح ؛ قال ذلك الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - ، وقاله غيره .
➊ وهاهو الإمام الرباني "حيوة بن شُريح" - وهو ممن روى لهم الجماعة ، وتوفي قُبَيل عام "160هـ" ، رحمه الله تعالى - جاء عن الإمامِ "ابن وَهْبٍ" أنه قال عنه : كان حَيْوةُ يأخذ عطاءه في السنة ستين دينارًا ، فلم يطْلُع إلى منزله حتى يتصدق بها ، ثم يجيء إلى منزله ، فيجدها تحت فراشه ! .
وبلغ ذلك ابنُ عمٍّ له ، فأخذ عطاءه ، فتصدق به كلَّه ، وجاء إلى تحت فراشه ، فلم يجد شيئًا ! ؛ فشكا إلى حيوة ، فقال: ( أَنَا أَعْطَيْتُ رَبِّي بِيَقِيْنٍ ، وَأَنْتَ أَعْطَيْتَه تَجرِبَةً !) انتهى .
✍ تنبيه : انتشرت هذه القصة بمعناها في بعض وسائل التواصل الاجتماعي على أنها لـ "ميمون بن مهران" ، ولم نقف على ذلك بعد بحث طويل ، وإنما وجدنا أنها تُنسب لحيوة بن شُريح .
➋ ومثل هذه القصة ما رواه الداعية المعاصر "وليد الدهوان" - حفظه الله تعالى - عن رَجُل يعرفه شخصيًّا تصدق بما يملكه وهو "ثمانية آلاف وخمسمائة ريال" على فقير يريد علاج زوجته ، وبعد سنوات فتح الله عليه بحكمته الدنيا فتجاوز ماله ثلاثمائة مليون ريال .
* وهذه هي أحداث هذه القصة العجيبة يقصها الشيخ بلسانه مباشرة :