من أروع القصص القراني ، ومكر به إخوته لما رأوا حب أبيه له، فطلبوا أن يخرج معهم للعب واللهو، وأخذوه وألقوه في غيابه الجب اي البئر، حتى اوشك على الهلاك حتى مرت قافلة مسافرون، سيارة قافلة أدلوا الدلو، فبرز لهم غلام جميل حسن الصورة والطلعة( قال يا بشرى هذا غلام) فعاد إخوته وزعموا أنه لهم وهرب...، وأشاروا عليهم بشرائه، وباعوه بثمن بخس كما قال عزوجل ( وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين) ... حتى اشتراه عزيز مصر ومكن الله له وعاش سعيدا مكرما، وهنالك حصلت له مشكلة مع النساء مع امرأة العزيز وقد راودته عن نفسه، وخيرته... فاختار السجن قال رب السجن أحب إلي مما يدعون إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصبُ إليهن وأكن من الجاهلين...
وهكذا من طور إلى طور، ومن محنة إلى محنة، إلى أن مكنه الله عزوجل وأصبح عزيز مصر ، واستخلصه الملك لنفسه، وقال ( إنك اليوم لدينا مكين أمين ) وولاه الخزائن والاقتصاد لما رأى من ذكائه وصدقه وخبرته بظروف الحياة وظروف الرزق...!
ثم في سني القحط لجأ إخوته إليه، فأكرمهم، ثم لما ظفر بهم بعد مدة، وتحققت الرؤيا التي رآها في الصبا عفا عنهم وصفح، ولَم يذكرهم بماضيهم التعيس معه، والله عزوجل يقول :( والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ). وقال عزوجل :( ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي..) تأمل قال نزغ الشيطان... لم يقل مكروا بي.. اعتدوا علي.. أنتم فعلتم كذا وكذا.... ونسب الفعل كله للشيطان وتسويله...!
وهذا درس في الصفح وفي العفو وفِي الحديث الصحيح : ( وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ) ونحن في شهر رمضان شهر العفو والتسامح ، فتسامح مع أقاربك، واتصل بأرحامك، وسلم على جيرانك وبارك الجميع برمضان...! تقبل الله من الجميع وصلي الله وسلم على نبينا محمد .