الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه...
أما بعد :
فتُعد الهم العالية من موانح الله على عباده، بها يحيا المؤمنون وتعز أهدافهم، ويقوى دينهم، وينتصرون بها على شهواتهم وأعدائهم،قال تعالى:( خذوا ما آتيناكم بقوة ) سورة البقرة والأعراف.
لأنها جوهر التنافس، وميدان التسابق، الذي تمثله معالي الأمور، وأشراف المجالات . وما اتسم الأبرار بشيء مفيد رفيع بعد الإيمان، أجل من علو الهمة وقوة الإرادة، الحافزة إلى العلم وإذكاء العقل، وإصلاح الحال، وتهذيب النفس، وهزيمة الشهوة والدنايا...!
أحاديثُ لن يأتي الزمانُ بمثلها/ تضيء جمال الكون بالحُسن والطُهرِ..!
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى اله عليه وسلم قال: ( والذي نفسي بيده، لولا أن رجالًا من المسلمين لا تطيب أنفسهم، أن يتخلّفوا عني، ولا أجدُ ما أحملهم عليه، ما تخلّفت عن سرية تغزو في سبيل الله، والذي نفسي بيده لودِدت أن أُقتل في سبيل الله، ثم أُحيا، ثم أُقتل ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل ) رواه البخاري(٢٧٩٧) ومسلم ( ١٨٧٦).
فيه : تمني الخيرات والحلف عليها، وتشهي الجهاد والإقدام، والموت في سبيل الله عدة مِرار، عزما وإضمارا، ولا يكون ذلك إلا لعالي الهمة .