منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   الشريعة و الحياة (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=99)
-   -   تعرف على قصة سيدنا علي والفتح الذي بشره به النبي صلى الله عليه وسلم (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=120278)

المراقب العام 27-06-2019 07:25 AM

تعرف على قصة سيدنا علي والفتح الذي بشره به النبي صلى الله عليه وسلم
 
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه...
أما بعد :

فتُعد الهم العالية من موانح الله على عباده، بها يحيا المؤمنون وتعز أهدافهم، ويقوى دينهم، وينتصرون بها على شهواتهم وأعدائهم،قال تعالى:( خذوا ما آتيناكم بقوة ) سورة البقرة والأعراف.

لأنها جوهر التنافس، وميدان التسابق، الذي تمثله معالي الأمور، وأشراف المجالات . وما اتسم الأبرار بشيء مفيد رفيع بعد الإيمان، أجل من علو الهمة وقوة الإرادة، الحافزة إلى العلم وإذكاء العقل، وإصلاح الحال، وتهذيب النفس، وهزيمة الشهوة والدنايا...!

أحاديثُ لن يأتي الزمانُ بمثلها/ تضيء جمال الكون بالحُسن والطُهرِ..!


حديث: لأعطين هذه الراية رجلاً يحب الله ورسوله



عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال يوم خيبر: "لأعطينّ هذه الراية رجلا يحبّ الله ورسوله، يفتح الله على يديه" قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، قال فتساورتُ لها رجاء أن أُدعى لها، قال فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب، فأعطاه إياها، وقال: "امش، ولا تلتفت، حتى يفتح الله عليك" قال فسار علي شيئًا ثم وقف ولم يلتفت، فصرخ: يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ قال: "قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله". [1]


من فوائد الحديث:
1- معجزة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، حيث وقع الفتح كما أخبر.
2- منقبة، وفضيلة لعلي - رضي الله عنه -.
3- محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي - رضي الله عنه -. [2]
4- قيل بأن اللواء والراية بمعنى واحد. وعليه يدل كلام ابن الأثير، فإنه قال: اللواء الراية، وقال ابن العربي: اللواء ما يلف على طرف الرمح، ولذلك يسمى لواء، والراية ترسل على الرمح على هيئتها تصفقها الريح. [3] وقيل اللواء هو الراية، ويسمى العَلَم لأنه علامة لمحل الأمير يدور معه حيث دار. وقيل: اللواء: العَلَم الضخم، وقيل: هو دون الراية. [4]
5- الأجر والثواب لمن يُسْلِم على يديه أحد من الناس، ولأن يُسلم على يديك أحد، خير لك من أن تكون عندك أفضل الإبل فتتصدّق بها.

6- قوله: (خير لك من أن يكون لك حمر النعم) يعني: الإبل وحمرها أحسن أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء، وليس عندهم شيء أعظم منه.
7- تشبيه أمور الآخرة بأعراض الدنيا إنما هو للتقريب إلى الفهم، وإلا فذّرة من الآخرة خير من الأرض وما فيها وأمثالها معها. [5]
8- شجاعة علي - رضي الله عنه -. [6]
9- فضل الجهاد في سبيل الله.
10- تطلّع الصحابة للخير، والمسارعة إليه.

11- فيه بيان أن خيبر فتحت عَنْوة، وقد اختلف العلماء هل كان عنوة أو صلحا. [7]

12- قوله: (لأعطينّ الراية رجلا يحب الله ورسوله)، فإن هذا حق لا شك فيه فإن عليا - رضي الله عنه - كان يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم -،لأنه كان عن المؤمنين الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة: 54][8] وممن شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن حبّه إيمان، وبغضه نفاق. [9]

13- قوله: (فتساورتُ لها) معناه تطاولت لها، وحرصت عليها، وأظهرت وجهي وتصديت لذلك ليتذكرني. وقوله:(فما أحببت الإمارة إلا يومئذ) إنما كانت محبته لها لما دلت عليه الإمارة من محبته لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -. [10]

14- قوله: (لا تلتفت) توجيه نبوي عظيم، فالالتفات مذموم في مواطن، اذكر منها:
أ- من كان له همّة عالية، فلا بدّ أنْ يمضي قدما، وينظر إلى الأمام، وإلى المستقبل الواعد المشرق، ولا يلتفت خلفه يتذكر همومه، وأحزانه فيُعيقُه ذلك عن التقدّم.
ب– من كان في الصلاة، فيجب عليه أن ينتبه لصلاته، ويخشع فيها، ولا يلتفت، إلاّ إن كان لحاجة مُلحّة ونحو ذلك.
ج- والله سبحانه أمر نبيه لوطا عليه السلام ألا يلتفت؛ كي لا يرى هلاك قومه، كما قال سبحانه: ﴿ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ﴾ [الحجر: 65]. [11]

15- قوله: (امش، ولا تلتفت، حتى يفتح الله عليك) جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه العبارة ثلاثة أمور وهي: الأمر في (امش)، والنهي في (لا تلتفت) ثمّ البشارة بالفتح.

16- أهميّة الأمل والرجاء في حياة المسلم.
17- أهميّة حبّ الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
18- الشهادتان تعصمان دم المسلم، إلاّ إذا نقضهما بناقض من نواقض الإسلام.
19- الحساب والجزاء عند الله عز وجلّ يوم القيامة.
20- قوله: (ثم وَقَفَ ولم يلتفت) حرص عليّ - رضي الله عنه -، على تنفيذ أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -.

[1] صحيح مسلم 4/ 1871 رقم 2405.

[2] من 1-3 مستفاد من الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري للكوراني 6/ 7.

[3] المرجع السابق 6/ 6.

[4] التوشيح شرح الجامع الصحيح للسيوطي 5/ 1983.

[5] من 5-7 مستفاد من منحة الباري بشرح صحيح البخاري لزكريا الأنصاري 6/ 75.

[6] اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح 10/ 288.

[7] مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجة لمحمد بن علي الإتيوبي 3/ 210.

[8] سورة المائدة آية 54.

[9] الإفصاح عن معاني الصحاح لابن هبيرة 1/ 349.

[10] شرح صحيح مسلم للنووي 15/ 176.

[11] سورة الحجر آية 65.



د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان

د.حمزة بن فايع الفتحي


الساعة الآن 06:49 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام