الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه...
أما بعد :
فتُعد الهم العالية من موانح الله على عباده، بها يحيا المؤمنون وتعز أهدافهم، ويقوى دينهم، وينتصرون بها على شهواتهم وأعدائهم،قال تعالى:( خذوا ما آتيناكم بقوة ) سورة البقرة والأعراف.
لأنها جوهر التنافس، وميدان التسابق، الذي تمثله معالي الأمور، وأشراف المجالات . وما اتسم الأبرار بشيء مفيد رفيع بعد الإيمان، أجل من علو الهمة وقوة الإرادة، الحافزة إلى العلم وإذكاء العقل، وإصلاح الحال، وتهذيب النفس، وهزيمة الشهوة والدنايا...!
أحاديثُ لن يأتي الزمانُ بمثلها/ تضيء جمال الكون بالحُسن والطُهرِ..!
استثمار الأوقات بالطاعات :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال عند صلاة الغداة: ( يا بلال، حدثني بأرجى عمل عملتَه عندك في الإسلام منفعَة؛ فإنِّي سمعتُ الليلة خشف نعليك بين يديَّ في الجنة! )، قال بلال: ما علمتُ عملاً في الإسلام أرجى عندي منفعَة، مِن أني لا أتطهَّر طهورًا تامًّا في ساعة مِن ليل ولا نهار، إلا صليتُ بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي ). رواه البخاري( ١١٤٩) ومسلم ( ٢٤٥٨ ).
فيه دليل على همة بلال، واستثماره للوقت، وابتغاؤه ما عند الله، وفضل السجدات المتواليات .