الحمد لله رب العالمين، وليّ الصالحين ، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأصلي وأسلم على سيد الثابتين، وإمام الصابرين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد:
قال تعالى :( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) وصح قوله صلى الله عليه وسلم:( الدين النصيحة ) وكرر ذلك ثلاثا .
هلم إلى سنّة وأثر، ونور وخبر، ومنهج وعبر، تمنحك القلائد، وتلبسك المكانز ، وتورثك المباهج والمعالم .
ومثلها معالم ثبات، وقواعد ترسيخ واستمساك، نحتاج إليها أزمنة الفتن، وساعات الاضطراب، وأيام الشدائد والأزمات ..!
لأنها أنوار حق، وأشعة برهان، ومنائر عدل وإحسان . من عرفها علم، ومن فقِهها تمكن، ومن اعتبرها اتعظ وتمسك ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) (سورة الحشر:٧) .
النهج والاستقامة :
عَنْ سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه قالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ. وَفِي لفظ : غَيْرَكَ . قَالَ : ( قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ فَاسْتَقِمْ ).
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : ( الاستقامة : هي سلوك الطريق المستقيم، وهو الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة و لا يسرة، و يشمل ذلك فعل الطاعات كلها الظاهرة و الباطنة و ترك المنهيات كلها كذلك ).
وفِي الحديث بيان لفضل الاستقامة وجوهرها الثبات ولزوم الطريق وعدم التبديل والانحراف أو التقصير .