الحمد لله رب العالمين، وليّ الصالحين ، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأصلي وأسلم على سيد الثابتين، وإمام الصابرين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد:
قال تعالى :( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) وصح قوله صلى الله عليه وسلم:( الدين النصيحة ) وكرر ذلك ثلاثا .
هلم إلى سنّة وأثر، ونور وخبر، ومنهج وعبر، تمنحك القلائد، وتلبسك المكانز ، وتورثك المباهج والمعالم .
ومثلها معالم ثبات، وقواعد ترسيخ واستمساك، نحتاج إليها أزمنة الفتن، وساعات الاضطراب، وأيام الشدائد والأزمات ..!
لأنها أنوار حق، وأشعة برهان، ومنائر عدل وإحسان . من عرفها علم، ومن فقِهها تمكن، ومن اعتبرها اتعظ وتمسك ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) (سورة الحشر:٧) .
التعاهد القرآني:
عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ، وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ ) . البخاري (4937 ) مسلم( 789).
فيه فضل سنة التعاهد القرآنية، وأنها الزاد الحافظ، والميراث الباقي، والقلادة الحاوية، التي تحمي وتمنع وتصون، وما أُتي بعض الناس إلا من تقصير واضح، أو هجر صارح، والله المستعان .