منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   الشريعة و الحياة (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=99)
-   -   التواضع خلق الاتقياء (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=120643)

المراقب العام 20-08-2019 05:22 AM

التواضع خلق الاتقياء
 
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif





التواضع لا يقوم بالنفس حتى تتطهر من الكِبْر والعُجْب، وهذا ما يفسر لنا سبب اهتمام علماء المسلمين بالحديث عن الكبر وإطالة الكلام فيه، أكثر من حديثهم عن التواضع. ذلك أن النفس إذا تخلصت من هذه الرذيلة التي هي الكبر، وما يتبعها من العجب والصلف.. وجد التواضع طريقه إليها سهلة ميسورة. قال تعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ وقال تعالى: ﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ وقال تعالى: ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ .ولما لهذه الآفة من آفات النفس من أخطار على الإنسان وخاتمته، فقد كثرت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وتحذيراته من الوقوع في هذا المرتع الوخم. عن أبي هريرة عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله عزَّ وجلَّ: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار». وعن عبدالله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبرياء».


والإعجاب بالنفس والخيلاء شعبتان من شعب الكبر، وهما موصلتان إلى ما يوصل إليه الكبر:عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه، مرجِّل جمَّته، إذا خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة». وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " .


وقال الإمام الغزالي: «اعلم أن الكبر ينقسم إلى باطن وظاهر: فالباطن هو خلق في النفس، والظاهر: هو أعمال تصدر عن الجوارح. واسم الكبر بالخلق الباطن أحق، وأما الأعمال فإنها ثمرات لذلك الخلق» . وواضح من قول الغزالي أن «الكبر» خلق يقوم في النفس، وأن الأعمال الظاهرة إنما هي صدى لما استقر في النفس. ولذلك فلا يكون علاجه علاجًا للظواهر، وإنما يكون العلاج لأصل الآفة. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن المظاهر لا قيمة لها إذا لم يكن وراءها دوافع النفس الخبيثة. والأحاديث السابقة واضحة في هذا: «من جرَّ ثوبه خيلاء» «تعجبه نفسه» وفسر الحديث الأخير الكبر: بـ" بطر الحق، وغمط الناس". وبطر الحق: هو دفعه وإنكاره ترفعًا وتجبرًا. وغمط الناس: هو احتقارهم. ولذلك قد لا يكون المظهر دائمًا دليلًا على الكبر، ولا يحق لنا أن نتهم الناس بذلك لمجرد بعض المظاهر.


الشروق




الساعة الآن 10:28 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام