منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   الشريعة و الحياة (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=99)
-   -   أثر الإيمان في حياة وسلوك الفرد والمجتمع (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=120644)

المراقب العام 20-08-2019 05:22 AM

أثر الإيمان في حياة وسلوك الفرد والمجتمع
 
http://i39.servimg.com/u/f39/14/26/64/84/untitl10.gif





الإيمان، هو أن تؤمن بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، حلوه ومره مصداق ذلك قول الله تعالى: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ﴾ [البقرة: 285]. وجاء في حديث جبريل الطويل: « أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ « .


وهذه هي أركان الإيمان الستة، والتي بدون أحدها ينهدم الإيمان. وهذه الأركان إذا استقرت في عقيدة المسلم كانت لها آثار عظيمة على سلوكه، ومن هذه الآثار: أولا: التصديق الكامل بما ورد عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والتسليم له. فالإيمان يدعو صاحبه إلى التصديق بما ورد وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .بعيدا عما يزعمه بعض المشككين الذين ينالون من الكتاب والسنة وينالون من ثوابت ديننا مستخدمين أساليب ملتوية، وبراهين كاذبة، وحجج واهية، مُقدِّمين فيها العقلَ على النص، فيحاولون أن يُوهمونا بالتعارض بين النص الشرعي وبين العقل، فراحوا ينفون علامات الساعة، ويُنكرون أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه، والتي تلقَّاها علماء الأمة بالقبول، ومنهم مَنْ راح يؤوِّل ويُخرج النصَّ من مضمونه ومفهومه الأصلي الذي استقرَّ عليه فهم الأمة، وعلماؤها.


ومن شروط الايمان اليقين بمراقبة الله تعالى في السر والعلانية، فهي ثمرةٌ عظيمة من ثمرات الإيمان، وأثرٌ عظيم من آثاره، فلو ان مجتمعا يعيش فيه أفراده في ظل مراقبة الله عز وجل. المهندس في موقعه، والمُعلِّم في مدرسته، والطبيب في مشفاه، والعامل والزارع والصانع وغيرهم، لو أن هؤلاء جميعا عاشوا في ظل مراقبة الله سبحانه، لأدَّى كلُّ واحد منهم دورَه المنوط به في الحياة على أكمل وجه، ليس لأنه مكلف به ومطلوب منه، وإنما لأنَّ الله تعالى يراه، ولأنه يؤمن بأنَّ الله سبحانه يراه. والمؤمن الحق هو الذي يُراقب الله في السر والعلانية، فإذا عمل؛ فإنه يعمل لله، وإذا انتهى عن شيء وتركه؛ فإنه يتركه لله عز وجل.


كما ان المؤمن الصادق مع ربه يؤمن بأن العزة لله جمعيا، يقول الله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: 8]، فالمؤمن عزيزٌ بعزة الله تعالى، قويٌّ بقوة العلي العظيم، وبما معه من دين وَعَدَ اللهُ أتباعه بأن يُظهره على الدين كله، لذلك لم يكن عجبا أن يقف المؤمنون الأوائل أعزاء شوامخ في وجه الباطل والطغيان، فخرجوا إلى مشارق الأرض ومغاربها داعين إلى دين الله تعالى.


ويؤدي هذا الى رضى الله تعالى عن عباده وتيسير حياتهم ومجازاتهم احسن الجزاء قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل:97] فالله يزيد المهتدين هدى فتطيب لهم الحياة في طاعة الله وعلى دربه وفي بذل الجهد له وبالتوكل عليه، وقال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنا) [النور: 55] فمن صميم الإيمان السعي والاجتهاد والعمل في سبيل رفعة الإنسان والدين والقيم وهؤلاء من يمكن لهم الله بإيمانهم أسباب الدنيا ويجزيهم في الآخرة.



إنَّ الحياة في ظل الإيمان ليست كأيِّ حياة، إنها حياةٌ تملأ صاحبَها بالطمأنينة والسكينة، والهدوء والاستقرار النفسي ﴿ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، إنها حياة يطمئن فيها العبد على حياته ونفسه ورِزقه، يعيش فيها مُتمسِّكا بظلال أسماء الله تعالى وصفاته، فهو المُنعِم، وهو الوهاب وهو الكريم، وهو العزيز وهو الرَّزَّاق، وهو اللطيف، فيشعر بأنَّ الله تعالى معه، فيفوض أمره كله له. إنها حياةٌ رائعة، لا قلق فيها، ولا توتُّر، ولا مشاكل نفسية، وكيف للمؤمن أنْ يُصاب بمثل هذه الأدواء؛ ومعه إيمانه بين جنبيه يحميه منها.



كما أنَّ المجتمع الذي يضمُّ مثل هؤلاء الأفراد هو مجتمع آمِن، مستقر، تسوده المودَّة والرحمة والرأفة، لا مكان فيه للغش والرشوة والظلم، «تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ؛ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».


ويظهر اثر الايمان في حياة المؤمن واضحا على أخلاقه وسلوكه ، فبينما يتّبع الكافر سلوكا انتهازيّا لا يؤمن بنظافة الوسيلة ولا شرف الغاية ، ويضع مصالحه الآنية في سلّم الأولويّة ، غاضا النظر عن القيم والأخلاق ، نجد بالمقابل الإنسان المتسلح بالإيمان يسلك سلوكا مثاليّا يرتكز على الثوابت الأخلاقيّة وقواعد السلوك السوّي ، والملاحظ أنّه كلّما كمل إيمان الفرد كلّما حسنت أخلاقه وتكاملت فضيلته ، وفي الحديث الشريف : « .. وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا .. ». ونظرا لوجود هذه العلاقة بين الإيمان والأخلاق نجد التوجّهات الأخلاقيّة تحتلّ حيّزا كبيرا من التعاليم الدينيّة. لذلك نجد أنّ الافراد الذين يعيشون في مجتمعات بعيدة عن نور الإيمان تغلب عليهم سمة الانحطاط الخلقي ، ذلك لأنَّ الحياء فرع الإيمان ، بل في التعبير النبوي « الحياء والايمان في قرن واحد ، فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر « .


الشروق


الساعة الآن 11:15 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام