بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله
اسمعوا يا من تركضون في البرّية لا بقليل تقنعون ولا بكثير تشبعون همكم بطونكم وقبلتكم نساؤكم ودينكم دراهمكم ودنانيركم... اسمعوا يا من تجمعون المال من الحلال والحرام ،وأفستم الحياة بالربا فأصبحنا نتجرع مرارته ليل نهار
وفي كل مجالات الحياة: نرى آثاره في صحتنا ،ونفوسنا ،وأبنائنا لعل هذه القصة تفهمكم معنى الرزق .
اسمعوا معي إلى سيدنا مالك بن دينار (رحمه الله): كان جالسًا يتناول طعامه وكان في الطعام لحم، فجاءت هرة (قطة) وخطفت قطعة لحم من أمامه وأطلقت لسيقانها الريح، والقط يعرف الحلال من الحرام أكثر من بني آدم، فالقط إذا جلس بجانبك وأعطيته بيدك قطعة من اللحم أكلها بجانبك وهو مطمئن؛ لأنه يعلم أنه مال حلال، أما إذا خطفها من أمامك ولَّى مدبرًا ولم يعقِّب؛ لأنه يعلم أنه كسب حرام فيخشى على نفسه.
فتبعها الإمام مالك بعينه، لمَ لم تأكلها؟ لعلها خافت؟ فرآها تضع قطعة اللحم أمام جحر عميق.. فقال: سبحان الله.. لمَ خطفتها؟ ولمَ لم تأكلها؟ ولم تركتها أمام هذا الجحر؟ وبينما هو ينظر على هذا الجحر وإذ به يجد ثعبانًا أعمى فاقد البصر فيخرج فيأكل قطعة اللحم.. ثعبان أعمى لا يقوى على السعي على رزقه، لكن اسمه مسجل في السجل الإلهي: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾
وقال تعالى: ﴿ وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا الله يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السميع العليم ﴾... القط بينه وبين الثعبان عداء شديد، لكن لما كانت المسالة مسالة رزق؛ سخر الله العدو لألد أعدائه، ونزع العداء من قلوبهما ليأكل الثعبان، والذي يحضر له الطعام هو عدوه القط. فإذا كان الله سخر القط للثعبان ليأكل.. الثعبان الذي يلدغ.. فكيف ننسى أن يرزق الله من يقول لا إله إلا الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على رسول الله
rwm lhg; fk ]dkhv lu hgr'm>>>>>>> lçg; çg~é ïdkçR Eé