كيف لنا معرفة الحوار من الجدال ؟ وما أهمية الحوار في حديثنا؟ وماهي الأسباب الفعلية لانعدامه ؟ وماهي صفة الحوار الفعال وكيفية نجاحه؟
الفرق بين الحوار والجدال:
يمكننا القول إن الحوار والجدال لهما نفس المعنى وهو تبادل الآراء حول موضوع معين ولكن الحوار يكون بطريقة مهذبة ويوجد فيه استماع للطرف الآخر وفيه تبادل للثقافات فكل واحد منهم يضيء للآخر نقطة لا يراها، أما الجدال المذموم فهو أشبه بالمخاصمة لأنه يكون بمعنى الحوار ولكن فيه مشادة كلامية وكل من الطرفين يحاول إقناع الآخر حتى لو قام باستخدام أدلة غير صحيحة ليثبت كلامه، إذا الحوار هو الجدال ولكن كيف نعرف أنه حوار وليس جدالا، نجد أن المحاور يهمه من الأمر أن يكون فيه تبادل وجهات نظر وليس كيف يقنع الطرف الآخر بفكرته، كما يملك المتحاوران ميزتين أساسيتين هما: العلم بالهدف من الحوار والقضايا التي يتحاوران فيها، بالإضافة إلى الخلق الحسن والتهذيب، وبذلك يصبح الحوار ممتعا وراقياً.
الحوار وأهميته:
يقول تعالى: (وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون) [الشورى: 38]، الشورى هي أسلوب حياة وعلى الكبير سماع الصغير والعكس حتى يصلا إلى رأي مشترك بينهما وهذا هو الصحيح، وعلى الوالدين أن ينسيا أنهما أصحاب سلطة عند الحوار مع أبنائهما، ويجب أن يعرف الآباء أن للحوار أهمية كبيرة للأسرة منها:
1- أن الحوار ينشئ التفاعل بين الأبناء والوالدين مما يسهل على الطفل البوح بمشاعره لوالديه وما يواجهه من مشاكل في المدرسة وبذلك يستطيع الوالدان تدارك الموقف قبل أن يزداد سوءاً على عكس الجدال الذي يخلق حاجزاً بين الأب وابنه لأنه يخاف أن يخبره بما حدث معه فيوبخه.
2- الحوار يهدف إلى بناء شخصية الطفل لأنه يشعره بالأمان والثقة التي تقيه من المشكلات في المستقبل عند استمرار الحوار بينه وبين والديه.
3- يستفيد الآباء من خلال الحوار مع أبنائهم أن يشكلوا صورة عن طموحاتهم ومشكلاتهم لأن الأطفال لا يجيدون التعبير، والفائدة الأخرى فهم الصورة التي رسمت في أذهانهم عنهم وقد تكون هذه الصورة خاطئة وبالحوار المستمر تتضح الصورة فإن كانت صحيحة قاموا بتغيير سلوكهم وإن كانت خاطئة قاموا بتصحيحها.
4- الغزو الثقافي الغربي عبر وسائل الإعلام وما تسببه من تغيير في الأخلاق والطموحات، قد سمعنا الكثير من القصص عن المراهقات اللاتي تورطن بعلاقات عبر الإنترنت مع الشباب، ومن الفتيات والفتيان من اتجه لأصدقاء السوء، لذا يجب أن يكون هناك حوارا مستمرا في المنزل لتفادي تلك المشاكل.
أسباب انعدام الحوار:
1- بعض الآباء والأمهات لديهم معتقدات خاطئة في التربية منها أن الأبوين يصدران الأوامر وعلى الأبناء التنفيذ فينعدم بذلك الحوار.
2- قلة مكوث الأب والأم في المنزل وقضاء ساعات طويلة في العمل يؤدي إلى قلة فرص الحوار مع الأبناء.
3- وأخيرا التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت متوفرة في كل بيت فنجد كل طفل ينعزل عن أسرته ويتواصل مع العالم الخارجي مما يضعف الروابط الأسرية ويقلل الحوار الأسري
حتى يكون الحوار ناجحا:
لنجاح الحوار في الأسرة ينبغي على الوالدين توفير بيئة جيدة وهادئة للحوار، واختيار مكان هادئ خال من الضوضاء، فمن المهم أن يكون هدف الأسرة من الحوار هو تقوية العلاقات التي تجمعهم وأن يكونوا مستعدين نفسيا للحوار وفي وقت نشاطهم وخال من الواجبات، ولأن الحوار سوف يكون بين كبار وصغار، وعلى الوالدين أن يقوموا بتخفيف التوتر الذي سيحصل خلال الجلسة.
وفي الختام، يوجد الكثير من الآباء من يقوم بتربية أبنائه كتربية آبائنا وأجدادنا ظنا منهم أنها هي الطريقة المثالية وأنها أساليب تربوية كاملة وتصلح لكل العصور، ولكن هذا خطأ، لذا يجب عليهم أن يتثقفوا أكثر في طرق التربية الحديثة خصوصا مع التطور الحاصل ويجب الاستمرار في الحوار مع الأبناء حتى لا يقعوا في أخطاء يمكن تفاديها قبل حدوثها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:كتاب التواصل الأسري كيف نحمي أسرنا من التفكك( دكتور عبد الكريم بكار)