(وقولوا للنّاس حُسنًا)
لا تحقرنّ كلمة نُصح أو تجربةَ عُمُرتكتبها في حالة، أو تُسطّرها في رسالة أو ترقمها بتغريدة. فكم من كلمةٍ أحيت أملًا مات في قلب مهموم، ووصلت حبلًا انقطع بكلمات متشائم، وشرحت صدرًا ضاق بصاحبه، وأنارت طريقًا أظلم بعين وحيد، وجبرت كسرًا حصل بيد قريب أو حبيب.
كان العلاء بن زياد يعظ الناس فقال له رجل لم تقنط الناس؟؟ ،فقال: وانا اقدر اقنط الناس ؟ والله يقول (ياعبادي الذين اسرفوا علي انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) ولكنكم تحبون ان تبشروا بالجنة علي مساوى اعمالكم وانما بعث الله محمدا مبشرا بالجنة لمن اطاعه ومنذرا بالنار لمن عصاه)
مسكينٌ ابنُ آدم حينما يخلو فيعصي، يستخفي ممن لا يشهدون عليه يوم القيامة، ويُبقي معه من سيشهد عليه يومئذٍ. (يَومَ تَشهَدُ عَلَيهِم أَلسِنَتُهُم وَأَيديهِم وَأَرجُلُهُم بِما كانوا يَعمَلونَ)[النور: ظ¢ظ¤]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ الدّين يُسر". اليسر هذا، ليس هو التساهل الذي ينادي به المتهاون، ولا التقصير الذي يريده العاجز، وإنما اليُسر الذي يريده الله. (يُريدُ اللهُ بِكُمُ اليُسرَ)اليسر الذي بيّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأفعاله وأقواله. اليُسر الذي لا يضرّه من يُسمّيه بعضهم اليوم تشدُّدًا.
كل من يمكر سوءًا بأهل الحقّ سيأتي اليوم الذي يرى فيه مصداق قول الحقّ: (وَلا يَحيقُ المَكرُ السَّيِّئُ إِلّا بِأَهلِهِ) المسألة مسألة وقت.
يا من تأخر عليه الزواج أو تعسّر عليه= اِلْزم الاستغفار في الليل والنهار. وتأمّل: (فَقُلتُ استَغفِروا رَبَّكُم إِنَّهُ كانَ غَفّارًا غ يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًاغ وَيُمدِدكُم بِأَموالٍ وَبَنينَ)فهل يكون بنون إلا بزواج!
(فَجاءَتهُ إِحداهما تَمشي عَلى استِحياءٍ قالَت إِنَّ أَبي يَدعوكَ لِيَجزِيَكَ أَجرَ ما سَقَيتَ لَنا )لم تقل: تعال لنجزيك، بل قالت: أبي يدعوك، فلا يمكن أن يتبادر إلى الذهن أن الدعوة منها أو من أختها. مشيتها=استحياء. وقولها=فيه حياء. مثل هذه تستحق مهرًا يساوي راتب عشر سنوات.
يا أخي تصالح مع طبيعة ما خُلِقت عليه، فقد قال الله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَد) أي في تعب ومشقة لما يعانيه من شدائد الدنيا، ولذلك، فلن تصفو الحياة لأحد حتى يدخل جنة الواحد الأحد. سئل الإمام أحمد: متى يجد العبد لذّة الراحة؟ قال: عند أول قدم يضعها في الجنة.
(واصْبِرْ نَفْسَك مَعَ الذينَ يَدْعُونَ رَبَهُم بالغداة وَالعَشِيّ )هم الذين يزداد إيمانك إذا جلست معهم لأنهم يذكرون الله ويُذكّرونك بالله. هم أهل المجالس الذين تحفّهم الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده. هم من تُكَفّر سيئاتك بمجالستهم. هم أهل رياض الجنة. هم القليلون في هذا الزمن.
نحن في هذه الدنيا نتنعّم بِنِعَمٍ كثيرة، ثم يسمع أحدنا كلمةً من هنا وخبرًا من هناك فيضيق صدره ويعكر صفو نعمته، حتى إنّ بعضنا في وقت سروره يغلق جواله لئلا يكون مصدر إزعاج له. هناك نعيمٌ في الجنة هو من كمال نعيمها: (لا يَسمَعون فيها لغوًا ولا تأثيمًا • إلا قيلًا سلامًا سلامًا)
قد يؤخر الله النصر لحكمة ويهيئ أسبابه،فنستعجل النصر ونقترح الأسباب لجهلنا بحكمته. فإذا جاء النصر فهو القوي الذي لا يُغلب. تأمل كيف ختم الآيتين باسميه العزيز الحكيم (وما النصر إلا من عند الله العزيزالحكيم )(وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم)
(فَجاءَتهُ إِحداهُما تَمشي عَلَى استِحياء) حياء المرأة: أطهر وأنقى لباس. وأجمل زينة بين الناس. وحليةٌ أغلى من الألماس. الحياء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لا يأتي إلا بخير" أتدرون ما الخير الذي أتاها؟ موسى كليم الله زوجًا لها.
كان الناس يشترون ليستعملوا واليوم يشترون ليُصوِّروا. كلُّ واحد يريد أن يقول للآخر: (أَنا أَكثَرُ مِنكَ مالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا)ولكن غفلوا أن النتيجة: (وَأُحيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيهِ عَلى ما أَنفَقَ فيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُروشِها)
لن يرحمك يوم القيامة إلا الله، ولن يرحمك من ظلمته وأنت تراه يومئذٍ يفرّ( مِن أَخيهِ وَأُمِّهِ وَأَبيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنيهِ) يفرّ منهم لئلا يطلبوه بحقوقهم! أفتظنّ أنه سيترك حقّه الذي عندك؟
يوم القيامة الشمس من رؤوس الناس قدر ميل، وهم حفاة عُراة، يقفون فيه خمسين ألف سنة. انتظار يتجاوز مرحلة الملل إلى الفزع والخوف من المصير. هناك من (لا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ)ولا يشعرون بطول الانتظار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يوم القيامة على المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصر"
أعظمُ عطاء يعطيه الله عبده في الدنيا، ليس كثرة الأموال ولا الأولاد ولا الجاه ولا المنصب. أعظم عطاء=(فسَنُيَسِّرُهُ لِليُسرى) أي سنسهل له العمل بالصالحات ليرضى الله عنه ويدخله الجنة. يصلي الصلوات في وقتها ويذكر الله في كل وقت ويبذل المعروف ويكف شره عن الناس، وكل ذلك بيسر وسهولة.
أذيّة أهل الإيمان من أعظم الذنوب. والأذية قد تكون بكلمة أو كتابة. (والذين يُؤذون المومنين والمؤمنات بغير ما اكتَسبوا فقد احتَمَلوا بُهتانًا وإثمًا مُبينًا) روي عن الحسن البصري عند قول الله تعالى (إنّ الأبرارَ لَفي نعيم) أنه قال: هم الذين لا يؤذون أحدًا حتى الذرّ. والذر: صغار النمل.
(إنّ جهَنّمَ كانت مِرصادًا)أي ترصد أهلها ليتساقطوا فيها، وأما المتقون فيمرّون على ظهرها فيرون من يتهاوى فيها شرّ منظر، فيُنجّيهم الله منها برحمته، وذلك أعظم فوز ولذلك قال بعدها بآيات: (إنّ لِلمُتّقينَ مَفازًا). ومن نُجّي اليوم من فتن الشبهات والشهوات فقد جعل الله له مفازًا.
(يُنبّأُ الإنسانُ يومئذٍ بما قَدّم وأخّر) (قدّم )أي ما قدّم من الخير أو الشر قبل موته، فسيجده أمامه يوم القيامة. (وأخّر) : يموت المرء وقد ترك خيرًا ينتفع به الناس بعده، فهذا مما أخّر. والمصيبة أن يترك معصية فيموت قبل التوبة منها فتصير في أيدي الناس يتناقلونها ولا يسألون عنه.
يا من أسرف على نفسه بمعصية الواحد القهار، لا تغترّ بستر الله عليك آناء الليل وأطراف النهار؛ فإنّ كشفَ الأستار قد يكون بعد طول الإصرار وهجر الاستغفار. وفرقٌ بين (وَالمُستَغفِرينَ بِالأَسحارِ) وبين الـمُسرفين بمعاصيهم في ظُلمة الأسحار.
(وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور) تأمل لما قال تعالى (وأسروا قولكم أو اجهروا به) لم يقل إنه عليم بذلك، بل قال ما هو أعظم من ذلك (إنه عليم بذات الصدور) خواطرك التي في نفسك الآن يعلمها. بل والتي لم تخطر ببالك الآن وستخطر فيما بعد، وهي الأخفى (فإنه يعلم السر وأخفى)
(لا تَحسَبوه شرًّا لكم بل هو خيرٌ لكم) المؤمن ينظر للشر الذي قُدّر=أن في طيّاته خيرًا مستورًا ولُطفًا خفيًّا. فيصبر على البلاء فيُؤجَر. وينتظر الفَرَج فيَظْفَر. ويظنّ بربّه الحِفظ وأكثر. عند كل مكروه=يسمع نداء خفيًّا من قلبه المطمئن بالإيمان (وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم)
البحث عن فضائح الناس وتتبُّعها حتى وإن كانت منتشرة=ليس من خُلُق المؤمن. المؤمن يبحث عن الخير، ويسأل الله لإخوانه الستر. قال تعالى: (ولَا تَجَسَّسُوا) قال ابن زيد: -هو قول الرجل-:" حتى أَنظر في ذلك وأسأل عنه، حتى أعرف حقٌّ هو أم باطل، سمّاه الله تجسّسًا، يتجسّس كما تتجسّس الكلاب"
(إِذ تَبَرّأَ الَّذينَ اتُّبِعوا مِنَ الَّذينَ اتّبَعوا وَرَأَوُا العَذابَ وَتَقَطّعَت بِهِمُ الأَسبابُ ) (الأسباب) : المودّة، وأسباب التواصل مثل القرابة والصداقة وغيرها. والله إننا لنرى اليوم تَقَطُّعَ تلك الأسباب عند مُلِّمات الدنيا وكُرباتها، فكيف بيومٍ يَجعل الولدانَ شيبًا!
حذفت كلمة منكم في هذه الآية على خلاف الآية السابقة؛ لأنه أستعيض عنها بما قبلها (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) وحتى لا يقع تكرار الكلمة وهذا من عِظم بلاغة القرآن.
(الذي أنزل فيه القرآن)
في الآية دليل صريح على أن القرآن أنزل بشهر رمضان وتحديداً في ليلة القدر ( إنا أنزله في ليلة القدر) سورة القدر آية رقم ١. (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) سورة الدخان آية رقم ٣.
هل الأفضل للمسافر الفطر أم الصوم في نهار رمضان؟
اختلف فيه العلماء لكن الأرجح: أن ينظر الصائم لحاله إن كان عليه مشقة ولو يسيرة فالأفضل له الفطر. وإن تساوت فيه المشقة والمقدرة فالأفضل له الصوم، لأن الصيام في نهار رمضان أفضل من غيره.
"أياماً معدوات"
معدودات: جمع يدل على القلة. لمّا كان الأجر المترتب كثير مقابل هذه الأيام صارت الأيام قليلة معدودات.
(فعدة من أيام أخر)
هذه الأيام هل تكون متتابعة أم متفرقة؟ الآية أطلقت، فعليه يجوز أن يقضيها متتابعة أو متفرقة.
إلا الصوم فإنه لي"
اختص الله الصيام عن باقي العبادات لأن الصائم لا يُرى ولا يُعرف بين الناس كالمصلي ونحوه.
.(ولعلكم تشكرون)
كيف نشكرالله على الصيام مع أن فيه مشقة؟ -
الصيام لا يعلم أجره إلاالله(إنمايوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)فرمضان شهر الصبر فيه تجتمع أنواع الصبر: ١-صبر على الطاعة ٢-صبر عن المعصيةوالمباحات ٣-صبر على أقدار الله المؤلمةوالجوع والعطش من أقدار الله المؤلمة
"فمن كان مريضاً أو على سفرٍ فعدةٌ من أيام أُخر"
أو على سفر: فيه دلالة على أنه لا يلزم المسافر أن يكون سفره شاقاً ليفطر، بل حتى لو كان مسافراً راكباً ومرتاحاً في سفره فله أن يفطر.
"فمن تطوع خيراً فهو خير له"
المعنى: من زاد على الاطعام الواجب عليه فهو خيراً له.
وهذا يشمل حتى زكاة الفطر أو زكاة المال فلو زاد عليها العبد فهو خيراً له.
(يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)
هكذا هي شريعة الله كلها ليس فيها كلفة على الناس بل مبنية على اليسر مقدور عليها، ومع أنها مقدور عليها في الاصل إلا أن الله يُيسرها ويجعل فيها رخص في بعض الحالات.
(ولتكبروا الله على ما هداكم)
المقصود الأسمى من الصيام هو تعظيم الله عز وجل لأن لا أحد يعلم عن الصائم غير الله تعالى. - والصائمين إذا أتموا صيامهم من شهر رمضان وبعد رؤية هلال شوال فإنه يستحب لهم تكبير الله عز وجل حتى يدخل الإمام لصلاة العيد.
"إن كنتم تعلمون"
فيه اشارة على أن من علم شيئاً ليس كمن لا يعلمه، ومن يعلم حكم شرعياً فهو أولى بامتثاله ممن لا يعلم.
القرآن حياة لقلبك في الدنيا، وأنيسك في قبرك، ومُبشّرك إذا بعثت، وظلّ لك في العرصات، وشفيعك يوم القيامة، وقائدك إلى الجنّة. لا تحرم نفسك هذه الفضائل بعد رمضان. اليوم فيه ١٤٤٠ دقيقة. ٢٠ دقيقة في اليوم مع القرآن=تختم بها القرآن كلّ شهر. وقد قال رسول اللهﷺ :"اقرأْ القرآن في كل شهر"
- اقْرَأِ القُرْآنَ في كُلِّ شَهْرٍ قالَ قُلتُ: إنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قالَ: فَاقْرَأْهُ في عِشْرِينَ لَيْلَةً قالَ قُلتُ: إنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قالَ: فَاقْرَأْهُ في سَبْعٍ وَلَا تَزِدْ علَى ذلكَ.
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1159 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج : أخرجه البخاري (1978)، ومسلم (1159) واللفظ له
الحمد لله الذي جعل في ديننا فسحةً وفرحًا. فخُذوا من فسحة دينكم فرحًا لا يُطغيكم، وأُنْسًا لا يُشقيكم. وصِلُوا ما انقطع من حبل القرابة. وبُلُّوا ما جفّ من عروق الصحبة. وادمغوا الشيطان بالمبادرة إلى السلام. واقمعوا النفس الأمّارة بسوء الهجران. وقد قالﷺ: "وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"
إنْ لم تُبادر بالتهنئة فلا تتأخّر بالإجابة.
سنرحل كما رحل شهرنا هذا. وسنستقبل شهرًا قد يرحل عنك، وربّما ترحل عنه. أيّامنا صناديق، وأعمالنا ودائع، وأعمارنا كل يومٍ في نُقصان، فأودِعوا أيامكم خير أعمالِكم، واستودِعوها ربّكم فهو خير الحافظين، واعلموا أنّ نيّة الخير طُمأنينةٌ وفلاح، وأن نيّة الشرّ شؤمٌ وافتضاح.
بالله، أيُّ فائدة من عرض الإنسان صور طعامه، وأثاث بيته، وما يعيشه من رغد، وهناء!
ألا يشعر أن له إخوانًا ينكسرون بمثل هذه المظاهر؟
ألا يدرك أن هذا من جُملة المذموم من التكاثر؟
ألا يخشى أن يصبح ممن يبغضهم الله من أهل الخيلاء والتفاخر؟
ألا يعلم أن العين حق وأنها تورد الرجال المقابر؟
الظنّ بالله أنّه لن تضيع عنده دعواتُ عباده لرفع البلاء.
مهما قدّموا من نصائح وتوصيات لتحسين العلاقة بين الزوجين، فلن يجدوا أنفع ولا أجمع ولا أرفع ولا أبلغ من قول رسول الله ﷺ: "لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مؤمنة إنْ كَرِه منها خُلُقًا رَضِيَ منها خُلُقًا آخر" (لا يَفرَكْ): أي، لا يبغض. اجعل الإيجابيات غطاءً للسلبيّات، وسوف تقِلُّ الخلافات.
هذه نفحة تجعلهم يعترفون بظلمهم ويتحسرون بسببه، فكيف لو مسّهم العذاب بألوانه!
الثناء على الأولاد إذا سمعوا وأطاعوا يؤثر جدًّا في نفوسهم وبرهم، ومن جميل ما قاله الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: (إذا وطَّن [الأب أو الأم] نفسه على شكر ما حصل من ولده من البرِّ ولو قليلًا وعفا عن تقصيره= ازداد البر، وحصل للوالدين راحة، فرحم اللهُ من أعان أولاده على برِّه).
احتسب الهمّ الذي يُلمّ بك، بأنه كفارةٌ لذنب نسيت التوبة منه. أو رفعةٌ لدرجة لك في الجنّة لا تبلغها بعمل كالصبر على هذا الهمّ. أو صدٌّ لك عن أمر سوء لو كنت منشرحًا لأقدمت عليه.
يقال: اطرق باب التوبة! يا أخي، باب التوبة لا يُطرق؛ لأنه مفتوح. فالله كل يوم وليلة يدعوك لتدخل هذا الباب؛ فإنه إذا أُغلق لا يفتح.
وهو يغلق في حالين:
١-إذا طلعت الشمس من مغربها.
٢-وإذا خرجت الروح من صاحبها.
باب عرضه مسيرة سبعين سنة، يسعك ولو أتيت بذنوب عدد حبات الرمل وقطرات البحر.
قولوا لمن بعُدَ أمَلُه: إن الله قريب.
قولوا لمن استوحش من الناس: إن الله نعم الأنيس.
قولوا لمن يشعر بالوحدة: إن الله مع المتقين.
قولوا لمن ابتلي بمصيبة: إن في الجنة منازل للصابرين.
قولوا لمن أسرف على نفسه: إن الله يحب التوابين.
قولوا لمن يئس من الحياة: لا يأس في الحياة مع الله.
إنْ كانت المعاصي تجلب شيئًا من السعادة، فإنّ ما يَعقبها من الهمّ أكثر.
وإنْ كانت الطاعة مقرونةً بشيءٍ مِن الثِّقَلِ أحيانًا، فإن ما تجلبه من الراحة أعظم.
وإن كان الشيطان يفرح بمعصيتك كثيرًا، فإنّ فَرَحَ الله بتوبتك أكبر.
ما أجمل التعبير القرآني، لم يقل (كبيرًا) ولا (كبيرًا منهم)، بل ﴿كَبِيرًا لَّهُمْ﴾؛ لأن ﴿كَبِيرًا لَّهُمْ﴾ يُفيد أنه كبير عندهم فقط، لا أنه كبير في الواقع؛ فكل شيء عُبِد من دون الله صغير.
إنْ كان غِناك بالله، وفقرُك إلى الله، وحبُّك في الله، وعملُك لله، وإقبالُك على الله، وخوفُك من الله، فأبشر ثم أبشر بحُسْنِ اللقاء بالله
لا يُشغلنّك مستقبلُ رزقك؛ فإنّ رزقك الذي في السماء لن يأكله أحدٌ غيرك، وإنّ الذي رزقك من غير أن تسأله لن يتركك وأنت تسأله، وقد تكفّل لك من الرزق على قدر حاجتك﴿وما ننزّله إلا بِقَدَرٍ معلوم﴾، واعلم أنك لن تموت قبل أن تستكمل رزقك، فاسعَ لطلبه وأنت مطمئن، واعبد ربك بهذا الاطمئنان.
الشوق إلى المساجد هو من الشوق إلى الله.
ومن أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه.
ومن اشتاق إلى الله اشتاق لمواطن رضاه.
هذا الوباء أحدث جفوة بيننا وبين أيّامنا، حتى يوم الجمعة الذي لا يجهله أحد، لولا رسائل التذكير لمرّ كغيره من الأيام. والله المستعان.
﴿ومَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجًا﴾ ذكر الله هذا الشرط وجوابه في ثنايا أحكام الطلاق. فمن طلّق واتقى الله في طلاقه جعل الله له مخرجًا. لكن هل اتقى الله من يطلّق لسبب تافه فيُضخّمه ليكون عذرًا له في طلاقه، أو من طلّق لمشكلة لها حل فاستعجل الطلاق قبل البحث عن الحل؟ لا والله.
مِن أعظم الأشياء التي تُشعرك بالرضا، والطمأنينة، والانشراح في بداية يومك=استحضارُ نِعَمِ الله عليك ومحاولة عدّ بعضها. لا أقول نِعَمُ الله عليك في شهادة أو وظيفة أو جاه، بل نِعمُ الله التي تشترك فيها مع الفقير والغني، والقوي والضعيف، تلك نِعَمٌ واللهِ وإنْ عددتها لا تُحصيها. (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا)
لا تتباهوا بأموالكم وأولادكم ﴿أَنا أَكثَرُ مِنكَ مالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾ [الكهف: ٣٤] لئلا تكون النتيجة ﴿وَأُحيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيهِ عَلى ما أَنفَقَ فيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُروشِها﴾ [الكهف: ٤٢]
﴿ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ولا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾. إنّه كلامُ الله رب العالمين، أنزله الله محجةً للسالكين، ورحمةً للعالمين، ومعجزةً باقية لسيد الأولين والآخرين.. قال ﷺ :"إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا، ويضع به آخرين "رواه مسلم.
لو تأمّلت في أكثر خصوماتك في الحياة لوجدتَ أنّ مكاسبك فيها لا تستحق ذلك العناء وصداع الرأس وضيق الصدر. وكان بإمكانك أن تتجاوز ذلك بثلاث وصايا: كَبِّرْ عقلك﴿وأَعرِض عن الجاهِلين﴾ ووسِّع صدرك﴿ولا تَكُ في ضَيقٍ مِمّا يَمكُرون﴾ واحتسِب أجرَك﴿فمَن عَفا وأصلَحَ فأَجرُهُ على الله﴾
القلب السالم من الشرك، والبدع، والغلّ، والحسد، وضوضاء الخصومات=قلبٌ أراد الله بصاحبه خيرًا، ليعتبر صاحبُه بما يراه ويسمعه، ويتبصّر بما ينفعه ويرفعه. وقد كان من دعاء رسول اللهﷺ: "وأسألك قلبًا سليمًا" ﴿يَومَ لا يَنفَعُ مالٌ وَلا بَنونَإِلّا مَن أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَليمٍ﴾
﴿ثُمَّ لَتُسأَلُنَّ يَومَئِذٍ عَنِ النَّعيمِ﴾ قال رسول الله ﷺ: "إن أول ما يُسأَلُ عنه العبد يوم القيامة -من النعيم- أن يقال له: ألم نُصِحَّ لك جسمك، ونُرْوِيَك مِن الماء البارد." رواه الترمذي وصحّحه الألباني. والله إنّ هذه المكيفات لَمِن أعظم النعيم، فاشكروا الله عليها
وقد قال ﷺ: "أفضل الصدقة جُهْد المُقِلّ" صححه الألباني. وأنا أقرأ تلك الأوصاف من خديجة وهي تصف أخلاق رسول الله ﷺ قبل النبوة تذكّرت قول الله تعالى: ﴿اللهُ أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالَتَه﴾ لا يَضَعُ الله رسالته إلا في أكمل عباده خُلُقًا بين قومه.
﴿وَلَو تَرى إِذ وُقِفوا عَلَى النّارِ فَقالوا يا لَيتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكونَ مِنَ المُؤمِنينَ﴾ هل تعلم ما الأُمنية التي تمنّاها هؤلاء الكفار؟ هي هذه اللحظة التي أنت فيها الآن، الرجوع للدنيا، للتصديق بآيات الله. فاغتنم هذه الأُمنية واسأل الله الثبات.
﴿وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾ من خان دينه. وخان وطنه. وخان أهله. وخان من أحسن إليه. أبغض الناس للناس الخائن. ومِن قُبح الخيانة أنه لا يجوز أن تخون حتى من خانك