منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   لغتنا العربية (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=95)
-   -   لطائف قرآنية - #موسى_و_فرعون (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=121877)

امانى يسرى محمد 14-02-2020 03:54 PM

لطائف قرآنية - #موسى_و_فرعون
 
(قبل أن آذن لكم) أي قبل أن أسمح لكم بذلك ،لأن فرعون لا يرى قيمة لقومه فهو القائل (ما أريكم إلا ما أرى....)(ما علمت لكم من إله غيري) (فاستخف قومه ...)


(قبل أن آذن لكم) هذه تهمة من فرعون للسحرة المؤمنين، فلا بد من إلصاق التهم حال عجز الطغاة وسقوطهم والزمان عبر ودروس

(لتخرجوا منها أهلها) فخوفه على عرشه وملكه جعله يظهر بصورة الناصح الحريص ،وهذا هو عين المكر والدهاء السياسي


(إنه لكبيركم الذي علمكم السحر) وتهمة أخرى من فرعون لموسى عليه السلام بإنه المعلم الأكبر للسحرة حتى يتمكن من القضاء عليهم


(لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف) أي يقطع اليد اليمنى مع الرجل اليسرى أو العكس ، وهذا إجرام من هذا الطاغية لم يسبق له


(قالوا إنا إلى ربنا منقلبون)
قال ابن عباس :كانوا سحرة في الصباح وشهداء بررة في المساء بسجدة واحدة بدل الله سيئتهم حسنات !


(قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون) في مقام التهديد الأكبر قالوا (لا ضير) أي لا يهم ، لم يأبهوا في الوعيد الشديد من فرعون


(إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا) لم يقولوا : خطيئتنا بصيغة جمع القلة ، بل قالوا خطايانا بجمع الكثرة طمعا في رحمة الله، الكفار يقولون لأصحابهم (اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم) أي كلها ، وهذا إغراء منهم

(قالو لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي..) بشاشة الإيمان إذا خالطت القلوب يضحي أصحابها بكل شيء بل لا يرون لها بديلا


(قالو لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات) وهل كان يقع فى الحسبان أن جماعة من رعايا فرعون وعابديه سيأتي لهم يوم يقف فيه هؤلاء العباد فى وجه هذا الإله موقف التحدّى، بل والاستخفاف والسخرية؟ ولكنه الإيمان، يفعل المعجزات، ويقلب الأوضاع والمواضعات


(فاقض ما أنت قاض) أشد شيء على الطغاة والمستبدين أن يروا شعوبهم باعوا حياتهم لله ،فضحوا بجميع مكتسباتهم لله فلا شيء يخسرونه


(إنما تقضي هذه الحياة الدنيا)
أي اصنع ما بدالك ، فلن تستطيع التعذيب والتنكيل إلا في الدنيا ، وهي قصيرة لا تساوي شيئا
فسلطانك مقيد بها، ومالك من سلطان علينا في غيرها. وما أقصر الحياة الدنيا، وما أهون الحياة الدنيا. وما تملكه لنا من عذاب أيسر من أن يخشاه قلب يتصل بالله، ويأمل في الحياة الخالدة أبدا


(وما أكرهتنا عليه من السحر)
قال العلماء : أكرههم فرعون على المجئ لمناظرة موسى ، فلما حضروا اشترطوا على فرعون
والدليل أنهم لم يخرجوا باختيارهم قوله تعالى (فجمع السحرة لميقات يوم معلوم)
والفعل (جمع) فعل مبني للمجهول
والفعل مجهول وهذا دليل على أنهم أكرهوا للخروج


(والله خير وأبقى)
قال القرطبي رحمه الله : وهو جواب قوله (ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى)


(إنا إلى ربنا منقلبون) قال السحرة لفرعون: قد تحققنا أنَّا إلى الله راجعون، وأن عذابه أشد من عذابك، فلنصبرنَّ اليوم على عذابك؛ لننجو من عذاب الله يوم القيامة


(وما تنقم منا إِلّا أن آمنا بآيَات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين)
قال السحرة: وما تعيب منا إلا الإيمان بآيات الله وحججه وبراهينه لما رأيناه وصدقناها (ربّنا أفرغ علينا صبرًا) أي اصبب صبا ذريعا وهب لنا صبرا واسعا وأفرغه علينا (وتوفّنا مسلمين)


قتّل فرعون السحرة وصلبهم، وهو أول من سن الصلب، وانتهى أمر السحرة إلى جنات الخلد بإذن الله تعالى، فكانوا في الصباح سحرة وفي المساء شهداء بررة، وطويت صفحتهم في هذه الدنيا، وفضلوا موعود الآخرة على موعود الدنيا


جاء عند السمعاني (واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصّلاة) ذكر أهل التفسير أن فرعون أمر بتخريب كنائس بني إسرائيل وبيعهم لما جاء موسى ودعاه إلى الله، فأمرهم الله تعالى أن يأمر بني إسرائيل أَن يتخذوا في بيوتهم المساجد، فهذا معنى (واجعلوا بيوتكم قبلة)
يعني: مسجدا


(إلى فرعون وهامان وقارون)(وقارون وفرعون وهامان)آية غافر قدمت فرعون، وآية العنكبوت قدمت قارون، ما التعليل في سياق غافر الكلام على إرسال موسى عليه السلام، وأولى الناس برسالته ودعوته فرعون
فقدم في السياق في العنكبوت الكلام على القرابة وقارون ابن عم موسى فقدم عناية به


(وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة ...) وردت آثار عن الصحابة رضوان الله عليهم منها : أن فرعون مكث أربعين سنة بعد دعوة موسى عليه السلام وجاء عن مجاهد رضي الله عنه قال: بعد أربعين سنة


(قال قد أجيبت دعوتكما) الداعي هو موسى عليه السلام ، والذي يُؤمّن هو هارون عليه السلام ، فصار الداعي والمؤمن شريكين في الدعاء


(قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه...) أساليب الطغاة تتكرر، محاولة ثني المصلحين عن دعوتهم بقتل أبنائهم وكسر إرادتهم


(وقال فرعون ذروني أقتل موسى) وهكذا منطق الطغاة والمستبدين طلب التفويض من مجتمعاتهم في قتل الدعاة والمصلحين


قال قتادة في (ولقد أخذنا آل فرعون بالسّنين) أخذهم اللّه بالسنين بالجوع عامًا فعامًا (ونقص من الثمرات)
فأما السّنون فكان ذلك في باديتهم وأهل مواشيهم، وأما بنقص من الثّمرات فكان ذلك في أمصارهم وقراهم تفسير ابن جرير


في الأعراف (يقتلون أبناءكم ويستيحون نساءكم) في البقرة (يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم) ما الفرق !؟ في الأعراف جاء الفعل(يقتلون)لمناسبة قول فرعون قبلها(سنقتل) وأيضا القتل فيها شناعة وذلك أن فرعون توعد بني إسرائيل انتقامًا منهم، لذا جاء في أول الآية(أنجيناكم) للسرعة


(وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه) لم يؤمن من القبط إلّا ثلاثة نفر: امرأة فرعون ومؤمن آل فرعون والّذي جاء فقال يا موسى (إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك)
تفسير السمعاني


(فاتبعوهم مشرقين) مشرقين : ظرف زمان ، أي حال شروق الشمس تبعوهم القرآن الكريم حدد وقت الحدث بدقة متناية (مشرقين) وهذا الحدث في غابر الزمن ! فهل يستطيع بشر أن يأتي بمثل هذا الخبر ، غير الرسول صلى الله عليه وسلم المؤيد بوحي السماء !


(قال كلا إن معي ربي سيهدين) وهذه لغة الواثق بربه المسلم لأمره وتدبيره وقضائه تلازمت الهداية مع لفظ الرب في القرآن الكريم أكثر من عشرين آية فالرب هو الهادي للأخلاق الحميدة المعلم (ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)(قل إنني هداني ربي)
كما قال نبينا عليه السلام لأبي بكر (إن الله معنا) ولكن قول النبي عليه السلام أعظم من قول موسى عليه السلام فلفظ (الله) أعظم من لفظ (رب) و(معنا) أوسع من (معي)


(فاليوم ننجيك ببدنك ..)
قال قتادة رحمة الله : أنكر طوائف بني إسرائيل هلاك فرعون فقذف الله على ساحل البحر ينظرون إليه


قال فرعون (وهذه الأنهار تجري من تحتي) وفي لمحة بصر صار هو تحت الماء (حتى إذا أدركه الغرق) !!


(آمنتم به) (آمنتم له)
إنها المعركة على العقيدة، بمجرد إعلان أصحابها أن عبوديتهم خالصة لرب العالمين بل بمجرد إعلان أن الله رب العالمين!
إذن ثمة فرق كبير بين (آمنتم به)و(آمنتم له) فالأول التصديق لموسى والثقة به والثاني التسليم المطلق لدعوته ومنهجه وإصلاحه
ونظير ذلك قوله تعالى (يؤمنون بالله)(إن كنتم آمنتم بالله)وهذا إيمان شرعي بالله تعالى (فآمن له لوط)(فإن لم تؤمنوا لي) وهذا إيمان استجابة وتسليم وهنا ملحظ وهو أن الإيمان الشرعي لا يكون إلا معدًا بالباء




الساعة الآن 09:57 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام