سمعوا آيات من القرآن الكريم ، فرقت قلوبهم وخشعوا وتذوقوا حلاوة القرآن وعذوبته ومعاني آياته وبلاغة كلامه ، وشعروا بعظمة الله الخالق وقدرته ... فأسلموا وخشعوا ، وعلى الفور فاضت عيونهم بالدموع ...
أعزائي :
لغة العيون الإيمانيه هذه خلدها الله ، امتلأت أعينهم ثم فاضت لمعرفتهم ان مايتلى عليهم هو الحق ..تلك الدموع الصادقة من قلوب صادقة كانت سببا في دخولهم الجنة .. لما عرفت قلوبهم تكلمت أعينهم قبل ألسنتهم .. فبقدر ماتعرف من الحق ياعزيزي يلين قلبك وترق مشاعرك ، ثم تفيض العيون قبل أن تبكي !! وفي مثل هذه المواقف الصادقة تسبق الدموع البكاء ...
أيها الطيبون :
هؤلاء هم الصادقون بإيمانهم -عرفوا الحق ففاضت أعينهم - أين نحن منهم ؟! ألا نستمع لآيات القرآن باستمرار ؟ أين الدموع الإيمانية ؟؟!!!! أين الخشوع ؟! كم مرة فاضت منا العيون ؟ لماذا قست قلوبنا وتحجرت ؟!...
قال الله تعالى (الله أنزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله )
لماذا نقرأ القرآن ولاتقشعر جلودنا ولا تلين قلوبنا ؟! لننظر في أعمالنا ونجدد النية الصادقة ونستغفر الله ونصحح مسارنا لنشعر بلذة الخشوع ودمعته وحلاوة القرب من الله ..
اللهم إنا نسألك إيمانا صادقا وقلبا خاشعا وعينا تدمع من خشيتك ...
(وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83)
1-عن أبي مَسعودٍ -رضي اللَّه عنه- قالَ: قال لي النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم:" اقْرَأْ علَّي القُرآنَ قلتُ: يا رسُولَ اللَّه ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟، قالَ: إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء، حتى جِئْتُ إلى هذِهِ" الآية: { فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيد وِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً } قال: " حَسْبُكَ الآن فَالْتَفَتَّ إِليْهِ، فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ". متفقٌ عليه.
وعن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: " لاَيَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع، وَلا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه ودُخانُ جَهَنَّمَ" رواه الترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ .
إذا سمعت أو تلوت القرآن فلم تدمع عينك ، أو لم يقشعر جلدك ، أو لم يوجل قلبك أو لم ينشرح صدرك ، فانع نفسك إلى نفسك
2- (أعينهم تفيض من الدمع) لم يقل (تبكي) لأن دمعهم سبق بكاءهم فيضا ؛ وهذا لا يكون إلا مع الصدق ." / د.عقيل الشمري
3- (وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون) ، (أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا..) ا "لغة العيون الإيمانية خلدها الله ." / د.عقيل الشمري
4- (ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون...) "لما عرفت قلوبهم تكلمت أعينهم قبل ألسنتهم ." / د.عقيل الشمري
5- (ترى أعينهم تفيض من الدمع) امتلأت أعينهم ثم فاضت، تلك الدموع الصادقة خرجت إجبارا من غير تباكي،،/ وليد العاصمي
6- بعض النصارى لما سمعوا القرآن ؟( ترى أعينهم تفيض من الدمع... ) وأنــــت يا مؤمن ؟؟ / نايف الفيصل
7-( تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْع ) دمعة واحدة من خشية الله في الخفاء ، مفتاح لرحمة الله وقدوم الخير والعطاء . / المفسر عايض المطيري
8- بقدر ما يقع في قلبك من المعرفة واليقين تحصل الخشية ودمع العين { ترى أعينهم تفيض من الدمع( مما عرفوا من الحق) }/ محمد ربيعة
9- (ترى "أعينهم تفيض" من الدمع مما عرفوا من الحق "يقولون" ) أحيانا تتحدث العين قبل اللسان .. / نايف الفيصل
10- "ترى أعينهم تفيض من الدمع..." متى أقحطت العين من البكاء من خشية الله، فاعلم أنَّ قحطها من قسوة القلب،وأبعد القلوب من الله القلب القاسي. / فوائد القرآن
11- (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع ) انظر إلى أثر القرآن حينما يُتلى على القلوب النقية الطاهرة ! / أ.د رقية المحارب
سبحان ربيَ الأعلى.. سبحان ربيَ العظيم .. لا نقدِّس إلا اسمك .. ولا نتبعُ إلا هداك ..
أعزائي :
الأعلى : هو الذي علا فلا تُدرَك ذاته ، ويستحق صفات الجلالة والكبرياء ولا يزيده تعظيم العباد له شيئاً من عُلُوِّه ..سبحانه
كما هو الله العظيم الأعلى في السموات ، فلا بدَّ ان يكون الأعلى في سماء قلوبنا ، وفي كلِّ حياتنا ... نحبُّ معالي الأمور ونكره سِفْسَافَها .. ونهتمُّ بأمر الآخرة لنكسب الدنيا والآخرة ..
أيها الطيبون :
الملائكة منذ خلقها الله ساجدة تحت العرش تسبح الله ، ويوم القيامة تقول (سبحانك ربنا ماعبدناك حق عبادتك)
الأعلى يسمعك يا عزيزي ولو كنت في أدنى الأرض اخضع وتذلَّل له في سجودك وإياك ثم إياك أن تتعالى ، أن تتعاظم ، فهذا مقام الألوهيه ، مقام العليّ المعزّ الجبار .. أما أنت فبقدر ماتخضع له وتفتقر إليه يرفعك ..
اللهم هذه جباهنا لك ساجدة وقلوبنا لك خاشعة وألسنتنا لك ذاكره فارحم ضعفنا واغفر لنا وارفع منزلتنا عندك ..
سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1)
1- سبح اسم ربك الأعلى.............
كما هو الأعلى في السماء لا بد أن يكون الأعلى في سموات قلبك، الأعلى في كل حياتك. / عبد الله بلقاسم
2- (سَبِّحْ اسم ربك الأعْلى)
وهو الأعلى في السماء يسمعك ولو كنت في أدنى الأرض.. سبحان ربي الأعلى/ نايف الفيصل
3-قوله: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى :-
سَبِّحِ: هذا فعل أمر؛ أمر للنبي بالتسبيح، أي: التنزيه. فقول: "سبحان الله" اسم مصدر، أي تنزيهاً لله.
وينزه الله تعالى عن ثلاثة أمور:
- أحدها: النقص: فله الكمال المطلق, فليس في صفاته نقص بوجه من الوجوه.فكل ما أثبته الله -تعالى- لنفسه فهو صفة كمال، لا نقص فيه بوجه من الوجوه. وهذا من معاني (المثل الأعلى). فله من العلم أتمه وأعلاه, ومن السمع أوسعه, ومن البصر أكمله، لا نقص في صفة من صفاته، (أحاط بكل شيء علماً), و(وسع كل شيء رحمة), و(لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء).
- الثاني: العيب: وهي الآفات, فهو منزه عن العمى, وعن الخرس, وعن الصمم، وعن المرض. فكل آفة، فالله بريء منها سبحانه.
- الثالث: مماثلة المخلوقين: فأي وصف يختص به المخلوق لا يمكن أن يثبت للخالق, وأي وصف يختص به الخالق فلا يمكن أن يتصف به المخلوق. فالاشتراك في الأسماء والصفات، إنما يكون في المعنى العام، الكلي، المطلق، الذي يكون في الأذهان، ويمتنع وجوده في الأعيان. فإذا أضيف الوصف إلى الموصوف تخصص.
والله – تعالى - أثبت لنفسه سمعاً، وبصراً، وأثبت للمخلوق سمعاً، وبصراً، وهذا الاشتراك إنما هو اشتراك في اللفظ، وفي المعنى العام، الكلي، المطلق. فالمعنى العام المطلق للسمع، هو إدراك الأصوات, والمعنى العام المطلق للبصر، هو إدراك المرئيات. وهذا محله الأذهان، والعقول, فإذا أضفناه تخصص. فإذا قلنا: سمع الله، صار وصفاً مختصاً به، لا يماثله فيه مخلوق. وإذا قلنا: سمع المخلوق، صار وصفاً خاصاً يختص به المخلوق. وقد جمعت ذلك عائشة - رضي الله عنها - في قولها "الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات! لقد جاءت المجادلة تجادل رسول الله وإني لفي جانب الدار، يخفى علي بعض كلامها، وقد سمعها الله من فوق سبعة أرقعة" [مسند أحمد]. فأثبتت سمعاً لله، وسمعاً لها, لكن سمع الله -عز وجل-، وسع الأصوات، ولا يمكن أن يشاركه أحد في هذه الخصيصة, وأما سمعها فإنه قاصر، وناقص، بدليل أنها في جانب الدار، ويخفى عليها بعض كلام المجادلة.
والله - سبحانه وتعالى - يأمر بتسبيح نفسه، وبحمد نفسه, فالحمد، والتسبيح، يكمل أحدهما الآخر. فإن الحمد يعني وصف الله بصفات الكمال. فهو إثبات. والتسبيح يعني تنزيهه عن صفات النقص، والعيب، ومماثلة المخلوقين، فهو نفي. وإنما يحصل العلم بالله بالنفي والإثبات معاً. ولهذا جاء في الحديث : (الْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ.وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) [رواه مسلم].
/أ.د. أحمد القاضي
آيات نقف عندها ونتأملها فيرتجف لها القلب ويخشع ..
أعزائي :
تتزلزل الأرض حتى يسقط ماعليها وتُدَكُّ جبالها وتُسوَّى تلالها وتُلقي ما فيها من الموتى ..هذه هي حال الأرض يوم القيامة ، فكيف هي حال صدورنا ؟!! (وحُصِّل مافي الصدور)
لنتأمل .. كيف تصل الغفلة بصاحبها إلى يوم القيامة .. إنَّ القيامة قامت والأرض تزلزلت وهو لا يزال يسأل (مالها) ؟!!
ستشهد علينا الأرض ... وكل الأماكن التي نذكر فيها ربنا سوف تشهد لنا في يوم نحتاج فيه الشهادة (يومئذ تحدث أخبارها) فلنزرع شهودنا .. لنجعل في كل مكان عمل صالح أو قول حسن .....
وإذا عصيت الله ياعزيزي في مكان ، فلا تغادره حتى تعمل فيه طاعة ليشهد لك كما شهد عليك ..
اللهم ألهمنا نعمل أعمالاً صالحة تشهد لنا وترفع بها منزلتنا عندك ، اللهم آمنا من عذابك يوم تبعث عبادك ..
إِذَا زُلْزِلَتْ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)
1- لأن أقرأ في ليلة حتى أصبح {إذا زلزلت الأرض زلزالها}و{القارعة} لاأزيد عليهما بل أتردد فيهما وأتفكر أحب إلي من أن أهذ القرآن هذا! محمد بن كعب/ نايف الفيصل
2- قرأ_الإمام سورة الزلزلة وهو يرتجف…جاء في تفسيرها أن الأرض تتزلزل وترجف وترتج، حتى يسقط ماعليها من بناءوعلم . فتندك جبالها، وتسوى تلالها، / عبدالله محمد السنان
-3 إذا زلزلت الأرض زلزالها" عقب زلزال الدنيا يقف الناس ليصلحوا ما أفسده الزلزال، أما بعد زلزال الساعة فتوضع الموازين القسط / فوائد القرآن
وَأَخْرَجَتْ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2)
1- ( وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ) هذه حال الأرض يوم القيامة . فكيف هي حال صدورنا ( وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ )/ روائع القران
2- قال الله تعالى : ( وأخرجت الأرضُ أثقالها ) يعني : ألقَت مافيها من الموتى ، قال ذلك غير واحد من السلف . / روائع القرآن
وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا (3)
1- (وقال الإنسان مالها) تصل الغفلة بصاحبها أن القيامة قامت والأرض تزلزلت وهو لا يزال يسأل (مالها)؟! / عقيل الشمري
يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4)
1- ( يومئذٍ تُحدثُ أخبارها ) الأماكن التي تذكر فيها ربك ، سوف تشهد لك في يوم تحتاج فيه الشهادة ، فازرع شهودك في كل مكان !! / عايض المطيري
2- ( يومئذ تُحدِّث أخبارهـا ) قيل: إذا عصيت الله في مكان فلا تفارقه حتى تعمل فيه طاعة.. ليشهد لك..كما شهد عليك . / نايف الفيصل
3- يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا......تتحدث المعتقلات والسجون. / عبد الله بلقاسم
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ(يومئذ تحدث أخبارها) فقال أتدرون ما أخبارها ؟ قالوا :الله ورسوله أعلم قال:فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها،تقول:عمل كذا وكذا،يوم كذا وكذا.فهذه أخبارها.رواه أحمد والنسائي والترمذي. / محمد السريع
5- لعشاق البرّ: احرص أن تكثر من مواضع الصلاة التي تذهب لها، وأنت تستشعر قول ربك: (يومئذٍ تحدث أخبارها )لعلها تشهد لك بالخير في اليوم المشهود. / عمر المقبل
6- الأماكن التي ترفع فيها صوتك بالذّكر والتكبير ستَشهد لك في يومٍ تحتاج فيه إلى شهادة (يومئذٍ تُحدّث أخبارها) .. فازرع شهودَك في كلّ مكان. / تأملات قرآنية
7- ( يومئذٍ تُحدّث أخبارها ). الاماكن التي كذبت او ظلمت او اغتبت فيها ستشهد عليييك ، في يوم انت تحتاج فيه الى شهادة تنفعك
{يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} [الزلزلة : 6]
سنخرج جماعات متجهين إلى مقابلة ، هي لقاء مع أعمالنا كلها صغيرها وكبيرها وأمام الله تعالى ...
فلنختر أعمالاً يسرّنا اللقاء بها يوم القيامة ...
أعزائي :
لكلٍّ منا أعمال صالحة وأخرى سيئة .. وعند الله تعالى الكريم لا يضيع مثقال ذرة من خير أو شر ...فالحساب على مثقال الذر ...
لا تستصغر ياعزيزي حسنة تعملها فهي حتما ستكون أثقل من الذرة ، وخيراً قليلاً قدمته ستجده بانتظارك ، يبهرك يوم القيامة ..مهما بدا لك قليلاً فهو عند الله كثير ...
وكذلك لاتستصغر شرَّاً تعمله فربما لوَّث مياه المحيطات وأغضب الله وأحبط أعمالك ..فالحذر الحذر ...
تريد العفو من الله ؟ .. تريد الرحمة ؟ .. اعف أنت و ارحم من حولك ...
كل ماتريد طلبه من الله ، ابذله أنت للناس ومُدَّ يدَ العون على قدر استطاعتك ، ولا تنسَ أنك ستقابل أعمالك أمام الله تعالى ...
يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6)
يومئذ يصدر الناس أشتاتا أي فرقا ; جمع شت . قيل : عن موقف الحساب ; فريق يأخذ جهة اليمين إلى الجنة ، وفريق آخر يأخذ جهة الشمال إلى النار ; كما قال تعالى : يومئذ يتفرقون يومئذ يصدعون . وقيل : يرجعون عن الحساب بعد فراغهم من الحساب . أشتاتا يعني فرقا فرقا .
ليروا أعمالهم يعني ثواب أعمالهم . وهذا كما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " ما من أحد يوم القيامة إلا ويلوم نفسه ، فإن كان محسنا فيقول : لم لا ازددت إحسانا ؟ وإن كان غير ذلك يقول : لم لا نزعت عن المعاصي " ؟ وهذا عند معاينة الثواب والعقاب . وكان ابن عباس يقول : أشتاتا متفرقين على قدر أعمالهم أهل الإيمان على حدة ، وأهل كل دين على حدة . وقيل : هذا الصدور ، إنما هو عند النشور ; يصدرون أشتاتا من القبور ، فيصار بهم إلى موقف الحساب ، ليروا أعمالهم في كتبهم ، أو ليروا جزاء أعمالهم ; فكأنهم وردوا القبور فدفنوا فيها ، ثم صدروا عنها . والوارد : الجائي . والصادر : المنصرف . أشتاتا أي يبعثون من أقطار الأرض . وعلى القول الأول فيه تقديم وتأخير ، مجازه : تحدث أخبارها ، بأن ربك أوحى لها ، ليروا أعمالهم . واعترض قوله يومئذ يصدر الناس أشتاتا متفرقين عن موقف الحساب . وقراءة العامة ليروا بضم الياء ; أي ليريهم الله أعمالهم . وقرأ الحسن والزهري وقتادة والأعرج ونصر بن عاصم وطلحة بفتحها ; وروي ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
تفسير القرطبي