أصعب الظلم أن تظلم نفسك .. نفسك أمانة عندك ، فلا تظلمها !!
(يجد الله غفورا رحيما)
كل من بحث عن الله بالتأكيد سيجده ، سبحان الله ما أقربه !!...
آية تفتح باب التوبة على مصراعيه وباب المغفره على سعته فيطمع كل مذنب تائب في العفو والقبول .. مهما اسود ماضيك .. فربك رحيم .. قريب منك ، إنه سبحانه موجود للمغفرة والرحمة حينما يقصده المستغفرون ، هكذا بلا قيد ولاشرط ولا حجاب
(ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه)
ليست الخطيئة موروثه في الإسلام ، اطمئن فلن تحاسب إلا بما كسبت يداك ..
يقول الله تعالى (ولاتزر وازرة وزر أخرى)
هي قاعدة ترسم ميزان العداله الإلهي ..
إذا كان الإنسان من أهل الخير وعمل سيئة يحزن ويلوم نفسه ويقشعر بدنه يستغفر ويعزم ألا يعود إليها .. فهذا يكسب المغفرة ..أما من عمل السيئة وتفاخر بها وغلبه الفجور فقد اكتسب الإثم ، والله عليم حكيم يفتح باب التوبة للذين يطرقونه في كل حين ويلجونه بلا استئذان .. عود نفسك على الاستغفار فإن لله ساعات لايرد فيها أحدا ..
وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً (110) 1-(ومن يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) (يجد) : كل من بحث عن الله (سيجده) /عقيل الشمري 2-روى ابن جرير في تفسيره عن ثابت البناني قال: لما نزلت : { ومن يعمل سُوءًا أو يظلم نفسه ... } بكى إبليس فَزعا من هذه الآية . / نايف الفيصل 3-عوّد نفسك على كثرة الاستغفار فإن لله ساعات لا يرد فيه أحدًا ؛ ﴿ ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا ﴾./ فرائد قرآنية 4-من الاغترار أن تسيء فترى إحسانا، فتظن أنك قد سومحت، وتنسى "من يعمل سوءًا يجز به" ابن الجوزي / فوائد القرآن
وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدْ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (112) 1-(ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا) (يرم به بريئا) لو رمى فاجرا لكان أدعى لتصديقه ، لكن أدعياء النزاهة يغيضهم (الأبرياء) /عقيل الشمري 2-من قلب الحقيقة فرمى بخطيئته من هو بريئ منها،فليستعد لعظيم عقوبة الله له(ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا) /سعود الشريم 3-فعل الإنسان للمعصية أهون عند الله من اتهام بريء بها (ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً) / عبد العزيز الطريفي
الفَوائِد التربويَّة:
1- قوله تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا يفتَحُ باب التَّوبة على مصراعَيْه، وبابَ المغفرة على سَعَتِه، ويُطمِّعُ كلَّ مذنبٍ تائبٍ في العفوِ والقَبول، ويدلُّ على أنَّ التَّوبةَ مقبولةٌ عن جميعِ الذُّنوبِ؛ لأنَّ قوله: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ... عمَّ الكلَّ، فمَنْ يَستغْفِرْ ويصدُقْ في استغفارِه فسوفَ يَجِدُ اللهَ عزَّ وجلَّ غفورًا رحيمًا (23) .
2- أنَّ المعاصيَ ظُلْمٌ للنَّفسِ؛ لقوله: أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ، وهذا شيءٌ ثابتٌ مُكرَّرٌ في القرآنِ (24) .
3- أنَّ الإنسانَ تصحُّ توبتُه من الذَّنبِ ولو تكرَّر، ووجهُه: العمومُ في قوله: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ، وهذا عامٌ فيمَّن تكرَّر منه ذلك، أو لم يتكرَّرْ (25) .
4- في قوله تعالى: أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ أنَّ الإنسانَ قد يكون عدوًّا لنفسِه، كما أنَّ أقرَبَ النَّاسِ قد يكون عدوًّا له؛ كما قال تعالى: إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ [التغابن: 14]، فلْيَحذَرْ كلُّ إنسانٍ نَفْسَه؛ فإنَّها عدوُّه (26) .
5- تحريم رميِ الغيرِ بما يفعله الإنسانُ من خطيئةٍ، والتَّحذيرُ منه؛ قال تعالى: وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (27) .
6- الحذرُ من شَهادة الزُّورِ والبُهتان؛ فصاحبُ البهتان مذمومٌ في الدُّنيا أشدَّ الذَّمِّ، ومعاقَبٌ في الآخرةِ أشدَّ العقابِ؛ يُستفادُ ذلك من قول الله تعالى: وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (28) .
بَلاغةُ الآياتِ:
1- قوله: يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا: فيه مبالغةٌ في الغُفرانِ، كأنَّ المغفرةَ والرَّحمة مُعدَّانِ لطالبِهما، مُهيَّآن له، متى طلَبهما وجَدَهما، فلا يتخلَّفُ عنه شمولُ مَغفرتِه ورحمتِه زمَنًا. وصِيغةُ غَفُورًا رَحِيمًا فيها مبالغةٌ، أي: كثيرَ الغُفران، وكثيرَ الرَّحمةِ؛ وذلك كِناية عن العُمومِ والتَّعجيل؛ فهو عامُّ المغفرةِ والرَّحمة، فلا يخرج منها أحدٌ استغفَره وتابَ إليه (41) .
2- قوله: وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
- في لفظةِ (على) في قولِه: فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ دلالةٌ على استعلاءِ الإثمِ على فاعلِه، واستيلائِه وقَهْرِه له (42) .
- قوله: وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا: التَّعبيرُ بصيغةِ المبالغةِ (فعيل)؛ للدَّلالةِ على المبالَغةِ في الوصْف (43) .
3- قوله: وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا
- لفظ (احتَمَل) في قوله: فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا أبلغُ من (حمَل)؛ لأنَّ افتَعل فيه للتَّسبُّب، كاعْتَمَل (44) ، وأيضًا في (احتمل) تمثيلٌ لحالِ فاعلِه بحالِ عَناءِ الحاملِ ثِقلًا (45) .
- وفي قوله:بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا مُبِينًا صفةٌ لقولِه إِثْمًا أي: بيِّنًا فاحشًا، وقد اكتُفِيَ في بيانِ عِظَمِ البُهتانِ بالتنكيرِ التفخيميِّ (
ما أعظمه من تودد ورحمة (والله يريد أن يتوب عليكم) تعرض لهذه الإرادة ..
شتان مابين إرادة الله عز وجل وإرادة من يتبعون الشهوات الذين مالوا عن الحق واتبعوا أهواءهم ، وما من ميل إلا وتحته ميل أعمق منه حتى سقطوا في بحر المعاصي .. يريدون أن يسرقوا قلوب الجميع لتغفل عن الله وتسقط معهم ..كما الشيطان عندما عصى الله و قيل له (اهبط منها) فقال (لأغوينهم أجمعين) لن يستريح المنحرفون بميل يسير ، إن غاية سرورهم وقوع الناس في الميل العظيم ذلك هو السقوط المدوي .. والعياذ بالله ..
ممكن ان يغلق الله للعبد باب الرزق أو باب الصحة .. فذلك يذهب ويعود ولا يستقر على حال .. وممكن ان تغلق كل الأبواب تلك حكمة الله تعالى .. لكنه سبحانه لايغلق باب التوبه أبدا فهو يريد لعباده الجنة .. احذر أهل الشهوات والمعاصي اهرب منهم إلى الله التواب .. ذلك هو النعيم المقيم ..
(يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ )
يعني: يريد شرعًا، يحب ذلك شرعًا أن يتوب عليكم، وقدره ماض في الناس، لكن يحب أن يتوب عليكم، يحب سبحانه أن يتوب على عباده وأن يرحمهم وأن ينصرهم وأن يبارك لهم جل وعلا، وقد يفعل ذلك وقد لا يفعل ذلك، هو يريده شرعًا يريد أن يتوب عليكم يريد أن يبين لكم سنن الذين من قبلكم، هذا يريد أن يوضح لعباده الحق، يريد من عباده أن يهتدوا وأن يستقيموا على الحق، يريد من عباده أن يحافظوا على الصلاة في الجماعة، يريد من عباده أن يبروا والديهم وأن يطيعوا ولاة أمرهم بالمعروف، كل هذه يريدها شرعاً، ولكن قد يقع قدرًا وقد لا يقع، قد سبق في علم الله قد يسبق في علم الله أنه لا يقع من هذا الشخص هذا الشخص زيد بن فلان مأمور ببر والديه، مأمور بصلة الرحم، مأمور بطاعة ولاة الأمور لكن قد يقع منه خلاف ذلك، قد يكون سبق في علم الله أن الله أراد منه أن يقع خلاف ذلك، قدر عليه أنه يعق ويعصي ولا يبر ولا يسمع ويطيع، وهو سبحانه أراد منه شرعًا أن يستقيم على الحق، أراد منا شرعًا أن نصلي وأن نصوم وأن نزكي وأن نبر والدينا، وأن نحذر المعاصي، لكن منا من فعل ومنا من لم يفعل، على حسب ما مضى به القدر السابق.
اسلام ويب
أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً (27) 1-(والله يريد أن يتوب عليكم) " تعرض لهذه الإرادة ." / د.عقيل الشمري 2-(ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميﻻ عظيما) الميل العظيم : ينتهي بزوال الصراط المستقيم ، فما من ميل إﻻ وتحته ميل (أحط منه) / عقيل الشمري 3-(ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما) وليس بعد الميل (العظيم) إﻻ السقوط (المدوي) / عقيل الشمري 4-لكل مجتمع لصوص قلوب همهم صرفها إلى الشهوات لتغفل عن الرحيم التواب(والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما). /سعود الشريم -5 }والله يريد أن يتوب عليكم .. } { يريد الله أن يخفف عنكم .. } سبحانه ما أحلمه يتودد إلى عباده !! / نايف الفيصل 6- ﴿ ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً ﴾ هـل أدركت المؤامرة ؟!!/ نايف الفيصل 7-" ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما"أويبقى بعد هذا شكٌ في أهدافهم الخبيثةوالتي لن يكون آخرها كشف المرأة وجهها! / أبو سليمان القعيد 8-﴿والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما﴾ فضائيات الشهوات انحرافها عظيم "ميلا عظيما" فاحذر. ./ عبد المحسن المطيري 9- حينما أرى الأجر العظيم مقابل العمل اليسير أعلم يقينًا أن الله يريد أن يغفر لنا ويرحمنا .. ﴿ والله يريد أن يتوب عليكم ﴾/ نايف الفيصل 10-لا يستريح أصحاب الشهوات حتى يكثر أمثالهم، فلا يريدون أن يُنظر إليهم نظرة شذوذ فيستوحشون (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً) / عبد العزيز الطريفي
11-﴿ وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ﴾ . هذه الآية حانية جداً .. فيها حب وكرم عظيم . ./ روائع القرآن
12- ﴿والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما﴾ جاءت هذه الآية في سورة النساء -التي تركز على حماية المجتمع وحفظ حقوقه - لتكسو المجتمع المسلم باللباس الرباني - لباس التوبة والإيمان وتحميه من دنس أهل الشهوات وأهوائهم فلنكن على ما أراد الله لنا . / محمد الربيعة
13-﴿والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما﴾ سنة إلهية دائمة ربنا بجماله وكماله يريد تجميلنا وتكميلنا بالتوبة والاستقامة وأصحاب الشهوات بدنسهم وأهوائهم يريدون تدنيسنا وميلنا اللهم اجعلنا من أهل التوبة والاستقامة ونعوذ بك من أهل الشهوات وميلهم . / محمد الربيعة 14- يأبى الله إلا أن يتوب علينا ويغفر لنا .. نختم العام بصيام عرفة ونبدؤه طاهرين بصيام عاشوراء .. ﴿ والله يريد أن يتوب عليكم ﴾ . / نايف الفيصل
{يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا} [النساء : 28]
ما أوسع رحمة الله سبحانه !.
. خلق عباده وتودد إليهم بالرحمات والنعم ...
بلغ من ضعف الإنسان أن كلمة تفرحه ، وأخرى تحزنه ، وشوكة تدميه ، وهدية ترضيه .. هو ضعف في جميع الوجوه ، ضعف البنية والإرادة والعزيمة والإيمان والصبر ، فناسب ذلك أن يخفف الله عنه ... ولا يدرك الإنسان ضعفه إلا عندما يتعرض لأقدار الله ولا يستطيع ردها .. فيستسلم ب لاحول ولا قوة إلا بك يا الله .. ما أراد الله أن نكون ضعفاء إلا لنفتقر إليه بهذا الضعف ، فإذا افتقرنا إليه مدنا بالقوة ...
كيف يرى البعض أن في أمر الله مشقة وجهد ، وكيف يظن أن في غير شرع الله فسحة ومستراح ؟!..
والخالق يقول(يريد الله أن يخفف عنكم)
الضعف يحيط بنا من كل اتجاه ولن نكون أقوياء إلا إذا كنا مع الله وشرعه ..
لكن احذر أن تغرنك القوة فتغرق في بحورها ...
1- سئل الثوري عن قوله تعالى{وخلق الانسان ضعيفا}ماضعفه؟قال:المرأة تمر بالرجل فلا يملك نفسه عن النظر إليها،وهو لاينتفع بها؟ فأي شيء أضعف من هذا؟ / عبد المحسن المطيري
2- كيف يرى من يرى مشقة في أمر الله ويتفوه بكلام يشكو جهد الأوامر وكيف يظن أن في غير شرعة الله فسحةومستراح والخالق يقول "يريد الله أن يخفف عنكم"./ أبو حمزة الكناني
3-﴿وخُلق الإنسان ضعيفا﴾ ضعف من جميع الوجوه: ضعف البنية والإرادة والعزيمة والإيمان والصبر فناسب ذلك أن يخفف ﷲ عنه ضعفه /السعدي / روائع القرأن
4- قال الرسعني الحنبلي في تفسير قوله تعالى: { وخُلِق الإنسان ضعيفاً } :قال ابن عباس وجمهور المفسِّرين: لا يصبر عن النساء، وعلى مشاق الطاعات. / خباب مروان الحمد
5- ﴿وخُلق الإنسان ضعيفا﴾ ضعفُه يحيط به من كل اتجاه صحته قوته ثباته رزقه كل شؤونه إن لم تكن من الله، فلا تكون أبدا فلا حول ولا قوة لنا إلا به / نوال العيد
6- جاء الإسلام لتسهيل حياة الإنسان مراعيًا ضعفه وحاجته .. فهو دين تخفيف وتيسير لا شدة وتعسير ! ﴿ يريد الله أن يخفف عنكم ﴾/ نايف الفيصل
7-التسهيل في الدين لا يعني (التساهل)، بل هو إرادة إلهية ومقصد شرعي وعلامة للاعتدال والوسطية . ﴿ يريد الله بكم اليسر ﴾ ﴿ يريد الله أن يخفف عنكم ﴾/ نايف الفيصل
الفراق .. أصعب لحظات تمر على القلب ، خاصة إذا فقد الوالد ابنه ...
قال يعقوب عليه السلام (إني ليحزنني أن تذهبوا به...)
فأحزنه ذهابهم به سنوات وسنوات حتى أفقد الحزن بصره ...
احذر من كلماتك ...
فإن التوقع الأول عادة يكون فيه شيء من الإلهام ..
كما في قوله(وأخاف ان يأكله الذئب) فقال أبناؤه ( فأكله الذئب ..) لاتلقن الغادر حجته بنفسك فانت تسلمه السيف الذي سيضربك به وأنت لاتشعر والسبب قلبك الأبيض ! ...
عندما قال يعقوب (أخاف أن يأكله الذئب) غاب عنه ابنه ..
وعندما قال(فالله خير حافظا) عاد إليه إبناه ..هي الثقه بالله والتوكل عليه ...
المحب لايرضيه فراق حبيبه وقرة عينه ولو كان في نزهة يلعب ويمرح .. المحب نعيمه في رؤية محبوبه قربه... لكن يجب أن تعوّد نفسك على فقد الأحبة فنحن في دنيا لا نأمن أقدارها ..
أسأل الله أن لايذيقكم لوعة الفقد ...
,تأملات قرآنية
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
جاء في سورة يوسف قوله تعالى:
{قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ}،
ومما جاء في تفسير هذه الأية الكريمة: أن نبي الله يَعْقُوب عليه السلام قال لَهُمْ: {إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ}- أي يوسف عليه السلام- مَعَكُمْ إِلَى الصَّحْرَاء, مَخَافَة عَلَيْهِ مِنْ الذِّئْب {أَنْ يَأْكُلهُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} لَا تَشْعُرُونَ».
هذه الآية الكريمة أردتها مدخلاً لهذه المقالة، التي ستسلط الضوء على حدود خوف الآباء على أبنائهم.
مما لا شك فيه أن الأبناء نعمة كبيرة من الله جلَّ ذكرُه، وهم مع المال زينة الحياة الدنيا، فالأب يسعى جاهداً ويكافح من أجل أن يرى مستقبلاً مشرقاً لابنه، لا يهمه في مشواره هذا الجهد المضني، كل مراده ومبتغاه أن يرى ابنه أحسن الأبناء.
هذا الهدف الذي يسعى الأب لتحقيقه قد يجعله يخطئ الطريقة التي ينشّئ ابنه عليها، فلا تجده يتحمَّل أن تطأ قدما ابنه الشوك خلال مسيرته، وكأن وظيفته هي نزع الشوك من طريقه خشية خدشه أو جرحه، وكأن الشوك سينتهي، والأب سيعيش حياة سرمدية، تكون وظيفته خلالها نزع الشوك من طريق ابنه.
وهذا في الحقيقة طريق عاطفي، لا يمت لحقيقة التربية في شيء، بل بالعكس تماماً، فهذه الطريقة ستجعل الابن يتربى على الاتكالية، والضعف، لأن هناك من سيتلقى الصدمات نيابة عنه.
وأسرد فيه هذا المقال مثال «التطعيم».
فالتطعيم هو عبارة عن حقنة تحتوي على كائنات مجهرية (فيروسات، بكتيريا ... إلخ) لها دور في أمراض معينة تحقن إلى داخل الجسم لاكتساب مناعة ضد الأمراض التي تسببها تلك الكائنات المجهرية، فهذه الكائنات تمنح الجسم مناعة تمكنه من مجابهة هذه الأمراض من تلقاء نفسه، بعد حقن الجسم بهذه الكائنات، ومن المعلوم سلفاً أن التطعيم أياً كان نوعه يتعب الجسم، ويؤلمه حتى إن الأطفال في مراحلهم الأولى يتعبون من أخذ التطعيمات، وترتفع حرارتهم، ولكن هذه التطعميات مهمة لهم في حياتهم، ولَك أن تتخيل لو أن الآباء هم من يأخذون هذه التطعيمات عوضاً عن أبنائهم، خوفاً وخشية عليهم! النتيجة قطعاً واضحة.
الوظيفة الحقيقة للأب هي تعليم الابن كيفية اجتناب وتفادي الشوك، وكيفية تحمّل الألم لو كتب له أن تطأ قدماه الشوك؟ وكيف يستفيد من هذا الألم الذي تعرض له، ليكون قوياً أكثر في المرات القادمة، فالضربة التي لا تقتلك تقويك.
فالتجارب الحزينة التي تذرف فيها الدموع، وتنكسر فيها الخواطر، ما هي إلا مصل مضاد يقوي الجسم في مواجهة هذه المواقف مجدداً، فهي بمثابة التطعيمات التي يتلقاها الجسم، ولو تدخلت محاولاً منع هذه الأحزان، فهذا سيفسد مناعته، ويدمِّر شخصيته، فأنت لن تعيش له أبد الدهر، أره الطريق الصحيح، ودعه يخوض تجاربه، وطرق الحياة الوعرة، وأمكث بعيداً، ترقبه عيناك الحنونتان، وكلما سقط مد إليه يدك لينهض، بعدها اتركه من جديد.
لا يكون خوفك عليه سبباً في تدمير شخصيته وحياته، فأنت قطعاً تتمنى له حياة مثالية، فلا يفسدها فرط خوفك!