في سورة الجمعة مثال لقاعدة شرعية، وهي: (الوسائل لها أحكام المقاصد) أي: إنه قد يمنع من المباح إذا كان يفضي لترك واجب أو فعل محرم، مثاله: قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ). ــــ ˮتفسير السعدي
فضائل يوم الجمعة كثيرة وأعلى تلك الفضائل خطبة الجمعة وصلاتها ﴿ فاسعوا إلى ذكر الله ﴾ وذروا كل ما يصدكم أو يشغلكم
عنها
قال الشافعي: السعي في هذا الموضع: العمل، لا السعي على الأقدام -أي: الإسراع-، قال الله: (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) (الليل:٤)، وقال: (وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ) (الإسراء:١٩)، وقال: (وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا) (الإنسان:٢٢)، وقال: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) (النجم:٣٩)، وقال: (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) (البقرة:٢٠٥).
(فاسعوا إلى ذكرالله) إذا رفع النداء للصلاة بالله أكبر فكل مافي الدنيا صغير يُترك ليسعى المؤمن ملبيًا النداء ورزقه مضمون
﴿ إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ﴾
ذكره الله لبركته
فلنكثر في يوم الجمعة و #ليلة_الجمعة
من الصلاة على الحبيب المصطفى
اللهم صل وسلم عليه ـ
(فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) تعلمنا أن يوم الجمعة يوم عمل فمن الذي جعله يوم نوم وكسل وتفريط في العبادات؟!
في طلب الرزق قال الله تعالى {فامشوا} وفي الذهاب للصلاة {فاسعوا} وفي طلب الجنة {سابقوا} وفي تحقيق التوحيد {ففروا إلى الله} بقدر الهدف يعظم المسير ...
يوم الجمعة سيد الأيام ، فليكن مستودعا لصالح الأعمال لاسيما الصلاة فهي خير العمل ، وما طلب الله ترك البيع و السعي إليها ، إلا لأنه أعد لهم من الخير مايليق بفضله سبحانه أضعافا من البركة والكسب في الدنيا قبل الآخرة ...
أنت في المسجد تبتغي رحمة الله ، وخارجه تبتغي فضل الله.. {واذكروا الله كثيرا} تتيسر أمورنا وتتحقق غاياتنا بقدر ذكرنا لله عند طلب الدنيا .
ذكر الله من أسباب الثبات في أيام الفتن وعند الشدائد والكروب ، وهو دليل كثرة الفلاح والتوفيق ، فمن ذكر الله كثيرا أحبه الله ووفقه وهداه ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) سبحانك الله ما أكرمه
{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (10)} [الحشر] يثني تعالى على المؤمنين الذين ربطهم حبل الإيمان والولاء بمن سبقوهم من المؤمنين عبر تاريخ الإنسان , من لدن آدم إلى قيام الساعة , فمتأخري المؤمنين ما هم إلا امتداد للسابقين, إخوة متحابين منهجهم واحد وإلههم واحد لا إله غيره, ربطهم الحب في الله وربطهم حبل الإيمان, يستغفر بعضهم لبعض وينفون الغل عن قلوبهم لمن سبقوهم, ويتعاطون الإحسان وحب الخير للجميع كحبه لأنفسهم, ويشفقون على أنفسهم من الذنوب ويطلبون المغفرة والرضوان ورحمة الله لهم ولمن قبلهم من المؤمنين.
يثني تعالى على المؤمنين الذين ربطهم حبل الإيمان والولاء بمن سبقوهم من المؤمنين عبر تاريخ الإنسان , من لدن آدم إلى قيام الساعة , فمتأخري المؤمنين ما هم إلا امتداد للسابقين, إخوة متحابين منهجهم واحد وإلههم واحد لا إله غيره, ربطهم الحب في الله وربطهم حبل الإيمان, يستغفر بعضهم لبعض وينفون الغل عن قلوبهم لمن سبقوهم, ويتعاطون الإحسان وحب الخير للجميع كحبه لأنفسهم, ويشفقون على أنفسهم من الذنوب ويطلبون المغفرة والرضوان ورحمة الله لهم ولمن قبلهم من المؤمنين.
قال العلامة ابن سعدي رحمه اللَّه : ((وهذا دعاء شامل لجميع المؤمنين من السابقين من الصحابة، ومن قبلهم، ومن بعدهم، وهذا من فضائل الإيمان، أن المؤمنين ينتفع بعضهم ببعض، ويدعو بعضهم لبعض، بسبب المشاركة في الإيمان، المقتضي لعقد الأخوة بين المؤمنين، التي من فروعها أن يدعو بعضهم لبعض، وأن يحب بعضهم بعضاً؛ ولهذا ذكر اللَّه تعالى في هذا الدعاء نفي الغل في القلب الشامل لقليله وكثيره، الذي إذا انتفى، ثبت ضده، وهو المحبّة بين المؤمنين)) .
فجمعوا في هذه الدعوة المباركة بين سلامة القلب، وسلامة الألسن، فليس في قلوبهم أي ضغينة، ولا وقيعة، ولا استنقاص لأحد بالذكر في اللسان، دلالة على جماع المحبّة الصادقة للَّه ربِّ العالمين.
أقصر طريق للجنة ... في سلامة الصدر ، وتطهير القلوب من الغل والحسد ..
الدعاء لغة القلوب الطاهرة ، تأمل كيف مدحهم الله تعالى لمجرد دعائهم لمن سبقوهم بالإيمان ، وهم لايعرفون وجوههم ، ولا أسماءهم ، ولا متى وأين وفي أي زمن ولدوا ... لقد علموا أن الإيمان لايكتمل إلا بالمحبة ، ولا ينمو بقلب يشغله الشقاق .. فما حال قلبك ؟!إذا كنت تشعر بالندم لتقصيرك بحق أصدقائك وإخوانك .. فتذكر نعمة الدعاء لهم ..
من أسس الراحة النفسية أن لاترهق قلبك بالمشاحنات ، دعه ينبض بالصفاء والمودة لمن حولك .. فمن طهرت قلوبهم ، وزكت نفوسهم ، وأحبوا بإخلاص .. ذاقوا النعيم وراحة البال . لاحظ كلمة (القبول) وكلمة (القلوب) ستجدها نفس الأحرف ! ألا يشعرك ذلك بأن القبول عند الناس مرهون بصفاء القلوب ؟! ...