هذه الآية أيها الأخوة:
لها علاقة وشيجة بحياة المسلمين، فأية امرأة تكلف زوجها ما لا يطيق وتحمله على الكسب الحرام، تكون سبب لدخوله النار.
لذلك الإنسان الزوج ليس مكلفاً أن ينفق إلا مما آتاه الله، عليه أن يطعمها مما يأكل، وأن يلبسها مما يلبس، أما أن نتكلف ما لا نطيق إرضاءً لزوجاتنا، أما أن تمد اليد إلى الحرام إرضاء لزوجاتنا.
كانت الصحابية الجليلة تقول لزوجها قبل الخروج إلى العمل يا فلان أتقي الله بنا، نحن بك إن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا، نصبر على الجوع ولا نصبر على الحرام، هؤلاء نساء الصحابة الكرام.
مرة هكذا، في طرفة:
وهذه الصحابية تقول لزوجها أتقي الله بنا، نحن بك وإليك إن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا، نصبر على الجوع ولا نصبر على الحرام،
أعظم النساء بركة أقلهن مؤنةً، أعظم النساء بركة أقلهن مهراً، فالمرأة التي لا تحمل زوجها ما لا يطيق، امرأة صالحة، الصابرة، التي ترضى باليسير، يا عائشة إذا أردت اللحوق بي، أن تكون معي في الجنة، فليكفك من الدنيا كزاد الراكب، ولا تستخلفي ثوباً حتى ترقعي، وإياك والدخول على الأغنياء، لأنه كما قال سيدنا عمر: من دخل على الأغنياء خرج من عندهم وهو على الله ساخط.
﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ﴾
الإنسان غير مكلف أن يمد يده للحرام ليدخل على قلب امرأته السرور، أما ليس منا من وسع الله عليه ثم قتر على عياله، ليس منا ينفي النبي الكريم انتمائه لهذا الدين، البخيل، أما إنسان دخل محدود ليس محاسباً عند أحد، وليس عند الله محاسباً إذا أطعم أهله مما يأكل وألبسهم مما يلبس، أما المؤاخذة أن يعطيهم أخشن الطعام، وأن يأكل هو ما لذا وطاب مع أصدقائه في المطاعم، هذا لا يجوز، بل إن المؤمن الصادق، يأكل بشهوة أهله، أنا والله معجب بأزواج كثيرين لا يأكل لقمة في الطريق، ولا في مطعم، الأكلة التي أكلها دعوة وكانت طيبة، يأتي بمثلها إلى زوجته، كي يكون معها شريكاً في حلو الحياة ومرها.
﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ﴾ أما النقطة الدقيقة، الدقيقة جداً، أن الإنسان إن كان فقير ورضي عن الله عز وجل، وكان فقره فقر معذور به.
الذي ينفق كثيراً ما معه مال، قال له ماذا أبقيت لنفسك يا أب بكر، قال له الله ورسوله أنفق كل ماله، فهذا فقر الإنفاق، هذا وسام شرف، قال له والله إني أحبك، قال له أنظر ماذا تقول، قال له والله إني أحبك، قال له أنظر ماذا تقول، قال له والله إني أحبك، فقال عليه الصلاة والسلام: إذا كنت صادق فيما تقول للفقر أقرب إليك من شرك نعليك، هذا فقر ماذا ؟ فقر الإنفاق، فقر الحب في الله، فقر أن تؤدي كل ما عندك في سبيل الله، هذا موضوع ثالث، هذا ليس فرضاً على كل المسلمين.
من سيدنا عمر ما أخذ النبي إلا نصف ماله، أما من الصديق أخذ كل ماله ماذا أبقيت، قال الله ورسوله.
أنواع الفقر:
هناك فقر القدر وهناك فقر الكسل وهناك فقر الإنفاق، فقر القدر إنسان عاجز مصاب بإحدى حواسه الخمس أو مصاب بشلل أو مصاب بعاهة، فهذا فقر لكن فقر القدر. أما الكسول فقد يفتقر ولكن افتقار الكسول لا يسمى افتقار القدر بل فقر الكسل.
إذا كان فقر الكسل، صاحبه مذموم، والله الذي لا إله إلا هو كسول لا يحب العمل، ينام إلى ساعة متأخرة، لا يتقن عمله، عمل يوم يرتاح عشرة، هذا فقر مذموم.
أما فقر القدر، بذل قصار جهده فحصل هذا الرزق، معذور سعى في الأرض يمنة ويسرة حصل هذا الرزق، هذا الفقير فقر القدر إذا رضي عن الله، وصبر.
﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً (7)﴾ هذا الامتحان، يجب أن يعلم كل أخ مؤمن أنه في ثلاثة أطوار طور التأديب، وطور الابتلاء، وطور التكريم، لا بد من الابتلاء ولكن لا يطول محدود، والأمور لا تستقر إلا على التكريم، المؤمن أموره تستقر على التكريم ويمر بمرحلتين، التأديب والابتلاء.
{سيجعل الله بعد عسر يسرا} إنه قرآن أيها السادة أتى بالبشرى للمعسرين ، فلا يأس بعد هذه الآية التي تنبت الآمال في القلب الحزين .. فصبرا أيها القلب
لاشيء يحدث للإنسان إلا وقد منحه الله القدرة على تحمله ، ذلك مفهوم عميق لقوله تعالى {لايكلف الله نفسا إلا وسعها} ويستبدل بها بعضهم على الترخيص.. مع العلم أنها أيضا تدل على العزيمة ، فأنت مكلف بكل ماتستطيعه ، نحن نستحضرها عند عدم رغبتنا ، وليس عند عدم قدرتنا !! لدينا مخزونات هائلة من الطاقة لكن تنقصها الرغبات ... كن شجاعا وقدم كل مافي وسعك
التفاؤل أن نرى المصائب بشائر للفرج .. عندما تعصف ريح الألم ، ذكرها بنسمات الجبر ، ولا تستسلم لأفكارك السلبيه عن غد غير سعيد ، فوعد الله أحق بالتصديق ، نحن أغنياء إن أحسنا الظن بالله . أ
إلى الآن الموقف معقول ، امرأةٌ تملك أمةً ، لها عرشٌ عظيمٌ ، أوتيت من كل شيء ، أيّ شيءٍ يخطر في بالك ، ففيه أنواعٌ منوَّعة ، أي شيءٍ يراود خاطرك فمِن مثلِه أعدادُ لا تحصى ..
وأنكى من ذلك أن الشيطان زَيَّنَ لهم أعمالهم ، فالمشكلة الخطيرة أن الضال حينما يظن أنه على حق فأنت تحارُ كيف تهديه ؟ من الناس من يدري ويدري أنه يدري فهذا عالمٌ فاتبعوه ، ومنهم من لا يدري ويدري أنه لا يدري فهذا جاهلٌ فعلِّموه ، ومنهم من لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فهذا شيطانٌ فاحذروه ..
من البليَّة أن يعصي الإنسان ربه ، ومن البلية الأشد والأنكى أن يعصي ربه ، ويظن أنه بهذا مُفْلِح ومحقٌّ ، هذا هو الخطر ، هذا أخطر ما في الانحراف ، إذا كنت منحرفاً .. ولا سمح الله .. وتعلم أنك منحرف فالقضية سهلةً جداً ، فسرعان ما تعود إلى الصواب ، ولكن أخطر ما في الانحراف أن تظن أنك على صواب ، وأن الناس كلهم على ضلال ، وأنت بهذه الطريقة قطعت عليك طريق الهدى ، قطعت عليك طريق الرجوع .
السبيل إلى الله مسدودة ، فالطريق إلى الله غير سالكة ، شهواتهم كانت حجاباً بينهم وبين ربِّهم ، شِرْكهم كان عقبةً كؤوداً بينهم وبين التوحيد ، معاصيهم أخجلتهم ، الشرك أقعدهم ، عمى بصيرتهم أربكهم ، أَيُّ هدهدٍ هذا ؟! ما هذا الهدهد الذي استطاع أن يصرف النبي العظيم عن أن يَصُبَّ عليه غضبه وحوَّله إلى خبرٍ مثير ، وكيف أن هذا الهدهد تَلَمَّسَ أن هذه المرأة التي ..
وهي تسجد وقومها للشمس من دون الله ، وأن الشيطان زين لهم الأعمال ، فصدهم عن سبيل الله فهم لا يهتدون ؟
والهدهد الآن يتساءل :
﴿ أَلَّا يَسْجُدُوا (25) ﴾
ما الذي يمنعهم أن يكون سجودهم لله عزَّ وجل ، خالق الشمس والقمر ، خالق الأرض والجبال ، خالق الهواء والماء ، خالق الطعام والشراب ، خالق الإنسان ، خالق كل شيء ؟ ما الذي يحول بينهم وبين السجود لله عزَّ وجل ؟
1-تأمل كيف تضعف غيرة المرء على دين الله ونصرته له،وقد سبقه هدهد بغيرته فأنكر ما فعلته ملكة سبأ وقومها(وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله)! /سعود الشريم
2-غار الهدهد على التوحيد وقال لسليمان : (وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله) فالمبتعث لاتغرّه حضارات القوم ، بل يُحزنه شركهم بالله أولا !! / عايض المطيري
3-قد يكون لدى شاب صغير علمٌ بأمر لا يحيط به من هو فوقه في العلم والمرتبة فلا تحتقر رأيه {...فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين}/ محمد الربيعة
4-عظمت مسؤوليته وكثر جنده فلم يشغله ذلك عن تفقد رعيته بل فقد طير من الطيور{ وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين }/ محمد الربيعة
5-( وجدتُها وقومها يسجدونُ للشمس من دون الله)غار الهدهد، كيف يسجدون لغير الله ، ليتنا نتعلم منه الغيرة على حرمات الله !!/عايض المطيري
6-[ وزين لهم الشيطان أعمالهم[الأمر الذي تشعر ان الشيطان قد تدخل بههو ما توجست منه بالبداية وترددتثم بدأت النفس تزينه لك !سورة_النمل/مها العنزي
7-وجدتها وقومها (يسجدون للشمس) من دون الله" من المؤكد أن الهدهد رأى منكرات أخرى لدى مشركي سبأ لكن فطرته انتفضت للحديث عن المنكر الأعظم / د.عبد الله بلقاسم
8-"وجدتها وقومها يسجدون للشمس" مر الهدهد في رحلته بجبال ووهاد وبحار ومناظر ومجالس وعجائب. لكن لم يستوقفه إلا نبأ الشرك الفادح / عبدالله بلقاسم
*استشارت بلقيس ملكة سبأ قومها ، لكنها تركت رأيهم ، وكانت حكمتها طريق إسلامها .
عندما نريد أن نصدر أمرا فعلينا باستشارة العقول ، لكن يجب أولا معرفة أي العقول نستعير .. عندما استشارت قومها { قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ} من قصر النظر أن نرى أكبر ماعندنا هي (القوة) فكثير من جوانب الحياة لاتتطلب القوة العضلية بقدر ماتحتاج للقوة الفكرية .
*{ ماكنت قاطعة أمرا حتى تشهدون} لاتقطع قرارا في مؤسستك أو بيتك إلا بعد شورى / محمد الربيعة
*أربع كلمات مهلكات : أنا - لي - عندي - نحن . {أنا خير منه} {أليس لي ملك مصر} {إنما أوتيته على علم} {نحن أولو قوة}
الصَّرْح: إما أن يكون القصر المشيد الفخم، وإما أن يكون البهو الكبير الذي يجلس فيه الملوك مثل: إيوان كسرى مثلاً، فلما دخلتْ { حَسِبَتْهُ لُجَّةً.. } [النمل: 44] ظنَّته ماءً، والإنسان إذا رأى أمامه ماءً أو بَلَلاً يرفع ثيابه بعملية آلية قَسْرية حتى لا يصيبه البَلَل لذلك كشفتْ بلقيس عن ساقيها يعني: رفعتْ ذَيْل ثوبها.
وهنا نَبهها سليمان { إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوارِيرَ.. } [النمل: 44] يعني: ادخلي لا تخافي بللاً، فهذا ليس لُجةَ ماء، إنما صَرْح ممرد من قوارير يعني: مبنيٌّ من الزجاج والبللور أو الكريستال، بحيث يتموج الماء من تحته بما فيه من أسماك. { قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي.. } [النمل: 44] بالكفر أولاً، وبظنِّ السوء في سليمان، وأنه يريد أنْ يُغرقني في لجة الماء { وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [النمل: 44]
رأت بلقيس ملكة سبأ عظمة ملك سليمان - فقد أعطاه الله تعالى ملكا ما أعطاه لغيره - وعرفت أن ذلك ليس من عطايا البشر ، فخضعت للحق وأسلمت لله رب العالمين .
{رب إني ظلمت نفسي} هناك لحظات صدق مع النفس ، تهب عليها فترات ، تنجلي بها كل غشاوة وتصبح الرؤيا غاية بالوضوح ، يعقبها ندم صادق . من يتصور أنه لن يذنب فهو واهم !!... عندما تتعثر وتظلم نفسك ، انهض للتوبة من جديد ، فربك كريم يعفو عنك عندما تأتيه ..
{وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين} من عظيم النعم أن تجمعك الأقدار بأشخاص وجودهم بركة ، يتوهج منهم النور ، ويشع منهم الخير وقد جبلوا عليه ، فهم لامحالة سيؤثرون عليك ، ويأخذون بيدك إلى حقيقة السعادة والأمان والرضا .
حصاد التدبر
التعديل الأخير تم بواسطة امانى يسرى محمد ; 11-11-2022 الساعة 02:59 PM