عباد الله: إذا أردنا المتاع الحسن، والرزق الكافي، والسعة المحمودة، وكثرة الخيرات والبركات؛ فلنركب سفينة الاستغفار، فهي وسيلة النجاة إلى شواطئ السلامة والسعادة. قال -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً) [نوح:10-12].
خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يستسقي فما زاد على الاستغفار، فقالوا: يا أمير المؤمنين، ما نراك استسقيت! فقال: "لقد طلبت المطر بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر"، ثم قرأ قوله -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً) [نوح:10-12].
وكان لأنس بن مالك -رضي الله عنه- مزرعة في البصرة أصابها قحطٌ، فقام فصلى ركعتين واستغفر، قالوا: مالك؟ قال: أما سمعتم قول لله: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً) [نوح 10-12]". فما قام من مجلسه حتى أتت غمامة فطوقت مزرعته وأمطرت حتى سالت جداولها، وما جاوز الماء المزرعة!.
من شكا المرض فعليه بالاستغفار، ومن شكا الفقر فعليه بالاستغفار، ومن شكا قلة الولد فعليه بالاستغفار. جاء رجل إلى الحسن البصري -رحمه الله- يشكو الجدب فقال له: استغفر الله، وجاءه رجل ثانٍ يشكو الفقر، فقال: استغفر الله، وجاءه ثالث يشكو العقم، فقال: استغفر الله، ثم تلا قوله -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً) [نوح 10-12].
من استصعبت عليه الأمور، وانغلقت أمامه الأبواب والحيل؛ فليلجأ إلى نور الاستغفار. قال ابن تيمية -رحمه الله-: "إنها لتُعجَم عليّ المسألة الواحدة فأستغفر الله ألف مرة أو أكثر فيفتحها الله علي".
من كثرت ذنوبه، وأحرقه لهيب معاصيه فليتطهر من درن الأوزار بفرات الاستغفار؛ عن زيد مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فرَّ من الزحف" رواه أبو داود والترمذي.
وحينما ألمّ ماعز -رضي الله عنه- بالفاحشة جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، طهرني، فقال: "ويحك! ارجع فاستغفر الله وتب إليه"، قال ذلك ثلاث مرات. متفق عليه.
فيا عبد الله: إياك أن يغلبك الشيطان على فعل المعصية، ثم يغلبك على ترك الاستغفار منها فتهلك! فاستغفر الله وتب إليه تجد الله غفوراً رحيما، فهو -سبحانه وتعالى- يناديك في الحديث القدسي فيقول لك: "يا بن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا بن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا بن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة" رواه ابن ماجة وهو صحيح.
هل وجد الخلق أكرم وأحلم من خالقهم -سبحانه وتعالى- وهم يعصونه صباح مساء، وهو يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها؟.
قيل للحسن البصري -رحمه الله-: ألا يستحيي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود، ثم يستغفر ثم يعود، فقال: "ودّ الشيطان لو ظفر منكم بهذه، فلا تملوا من الاستغفار". وقال قتادة -رحمه الله-: "إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فداؤكم الذنوب، ودواؤكم الاستغفار".
فأي عقل يحب صاحبه البقاء مع الداء ولا يتناول الدواء، وهو يُعرض عليه بدون مقابل؟! فأكثروا-يا عباد الله- من الاستغفار. قال لقمان -رحمه الله- لابنه: "يا بني، عوّد لسانك الاستغفار؛ فإن لله ساعات لا يرد فيهن سائلا".
فمن أحب أن تسره صحيفته يوم القيامة فليكثر من الاستغفار، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا" رواه ابن ماجة وهو صحيح.
أيها المسلمون: إن المسلم بحاجة كبيرة إلى الاستغفار، الكثير خاصة النساء؛ فقد أمرهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك فقال: "يا معشر النساء، تصدّقن وأكثرن من الاستغفار؛ فإني رأيتكن أكثر أهل النار".
عباد الله: إننا مهما قلّتْ ذنوبنا، ومهما بلغنا المراتب العالية في الصلاح والتقوى فنحن بحاجة إلى عبادة الاستغفار، ولنا قدوة بأعبد الناس وخيرهم وهم الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، فآدم -عليه السلام- عندما اقترف الخطيئة في السماء هبط بها إلى الأرض، فلم يرتفع بعد ذلك عند أهل السماء والأرض إلا عندما أناب واستغفر، قال -تعالى-: (قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف:23]. وقال: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة:37].
ونبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- -الذي قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كان يعدّ له في المجلس الواحد مائة مرة: "رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم" رواه الأربعة. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة" رواه مسلم.
لقد كان عمر -رضي الله عنه- يطلب من الصبيان الاستغفار ويقول: " إنكم لم تذنبوا"، وكان أبو هريرة -رضي الله عنه- يقول للغلمان: "قولوا: اللهم اغفر لأبي هريرة، ثم يؤمّن على دعائهم".
فأكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم؛ فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة، كما قال الحسن البصري -رحمه الله-.
أيها المسلم، إذا أصبحت فأكثر من الاستغفار، وإذا أمسيت فأكثر من الاستغفار، وإذا جئت إلى النوم فأكثر من الاستغفار.
وإذا ركبت فاستغفر الله؛ فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا ركب دابة قال: "بسم الله"، فإذا استوى على ظهرها قال: "الحمد لله"، ثم قال: "سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم قال: الحمد لله. ثلاث مرات. ثم قال: الله أكبر. ثلاث مرات، ثم قال: سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" رواه الثلاثة وابن حبان وهو صحيح.
لقد شرع الله لعباده الاستغفار في ختام الأعمال الصالحة؛ ليقبل العمل، ويجبر الخلل.
ففي ختام الوضوء يقول المسلم: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين.
وعندما ينصرف من صلاة الفريضة يستغفر الله ثلاثاً، ثم يقول بقية الأدعية. وفي صلاة الليل يقول -تعالى-: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات:17-18].
ونعمت البشرى لأولئك العابدين المستغفرين في تلك الساعة بقوله -تعالى-: "هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له حتى؟" رواه مسلم.
وفي الحج يقول -تعالى-: (ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [البقرة199].
وبعد التضحيات العظيمة، والجهاد الطويل، والصعاب المتتابعة، والانتصارات الإسلامية الممتدة، يقول الله -تعالى- لرسوله -عليه الصلاة والسلام-: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [النصر:1-3].
وعن عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر من قول: "سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه"، قالت: فقلت: يا رسول الله، أراك تكثر من قول: سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه؟ فقال: "خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي، فإذا رأيتها أكثرت من قول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه، فقد رأيتها: (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً)" رواه مسلم.
عباد الله: يجب على المسلم أن يكون صادقاً فيما يقول، فيقرن صدق القول بصدق الفعل، فالاستغفار النافع ما كان أوله العزم على الإقلاع عن الذنب والندم على اقترافه، ثم الاستجابة والإنابة والتوبة، فيجمع أعمال القلوب وأعمال الجوارح، فهذا هو الاستغفار النافع.
أما ذكر اللسان بدون مطابقة الفعل واستقامة الطريق فإنه استغفار قد لا ينفع صاحبه، فإذا كان استغفارنا هكذا فاستغفارنا يحتاج إلى استغفار.
أستغفر الله من أستغفر اللهَ *** مِن لفظة بدرت خالفت معناها
وكيف أرجو إجابات الدعاء وقد *** سددت بالذنب عند الله مجراها
أحسن الاستغفار ما جمع الثناء على الله -تعالى-، والاعتراف بالفقر والحاجة إليه، وبنعمته على عبده، وجميل صنعه فيه، مع الدوام والاستمرار.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بنعمتك وأبوء لك بذنبي؛ فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أعوذ بك من شر ما صنعت. إذا قال حين يمسي فمات دخل الجنة -أو كان من أهل الجنة- وإذا قال حين يصبح فمات من يومه" رواه البخاري.
حين نعتذر عن أخطائنا للناس نحتاج أن نعتذر لكل خطأ بعينه، وأن نفكر كيف نقنعهم بمبرراتنا... أما مع الله تعالى فيكفيك عبارة (أستغفر الله)
كلما تكررت توبة العبد واستغفاره، كلما تكررت مغفرة الله لذنوبه وأخطائه. داؤنا ياأعزاء هي الذنوب ودواؤنا هو الإستغفار ، والله يغفر الذنوب جميعا مهما كانت كبيره فقط استغفر... هكذا علمنا القرآن ، وإذا لم تنجح في الإقلاع عن الذنب ، فلا تقلع عن الإستغفار.
انظروا ماذا يفعل الإستغفار {يرسل السماء عليكم مدرارا. ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا} تعددت الخيرات والسبب واحد هو (الإستغفار) الذي يفتح أبواب السماء ويفرج الهم والغم ويدفع البلاء.. وعند الإصرار على الكفر تأتي آية الترهيب {مالكم لاترجون لله وقارا} آية تهز القلوب أن أفيقوا من غفلتكم.. إن الله العظيم يراكم فاتقوه...
﴿قَالَ نُوحࣱ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنى وَٱتَّبَعُوا۟ مَن لَّمۡ يزدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥۤ إِلَّا خَسَارࣰا} [نوح :٢١]
حاول نوح عليه السلام جاهدا يدعو قومه ليل نهار و بجميع الأساليب ، وهم مستكبرون ومصرون على الكفر !!..
1-قال رب إنهم عصوني" ولم يقل عصوك الأدب مع الله./ عبدالله بن بلقاسم
2- ﴿ قال نوح رب إنهم عصوني ﴾ ؛ سبحان الله ما أعظم أدب هذا النبي الكريم مع الله إذ نزّه الله عن فعل قومه فنسب عصيانهم إلى أمره هو. / فرائد قُرآنيّة
3- أحيانا يكون الحصول على المال وجمعه خسائر لا أرباح {لم يزده ماله وولده إلا خسارا} لماذا؟؟؟!!..الجواب في الآية الكريمة {مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا} ذلك شؤم الذنوب إنها سبب عقوبات عامة وخاصة.. والعبد أحوج مايكون إلى عون ربه/ وليد العاصمي
4- من أعداء الدعوة من يؤتى مالا وولدا ،لكنه سيكون وبالا عليه:{واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا }فلا يحزن الداعية حينئذ. / عمر المقبل 5_لنا أن نعرف أن مَنْ أكل بباطل جاع بحق، أى أن الله يبتليه بمرض يجعله لا يأكل من الحلال الطيب، فتجد إنساناً يمتلك أموالاً ويستطيع أن يأكل من كل ما فى الكون من مطعم ومشرب.ولكن الأطباء يحرمون عليه الأكل من أطعمة متعددة لأن أكلها وبال وخطر على صحته، وتكون النعمة أمامه وملك يديه، ولكنه لا يستطيع أن يأكل منها بحق.. وفى الوقت نفسه يتمتع بالنعمة أولاده وخدمه وحاشيته وكل مَنْ يعولهم، مثل هذا الإنسان نقول له: لابد أنك أخذت شيئاً بالباطل فحرمك الله من الحق.(الشعراوى)
6-إن الذين يشتغلون بعمل لا يقره الله فهم يأكلون أموالهم بالباطل، ويُدخلون فى بطون أولادهم الأبرياء مالاً باطلاً، وعلى الذين يأكلون من مثل هذه الأشياء أن ينتبهوا جيداً إلى أن الذى يعولهم، إنما أدخل عليهم أشياء من هذا الحرام والباطل، وعليهم أن يذكروا ربهم وأن يقولوا: لا لن نأكل من هذا المصدر؛ لأنه مصدر حرام وباطل، ونحن قد خلقنا الله وهو سبحانه متكفل برزقنا. إن الذين يقولون: إن هذا رزقنا ولا رزق لنا سواه، أقول لهم: إن الله سبحانه وتعالى يرزق من يشاء بغير حساب، ولا يظن إنسان أن عمله هو الذى سيرزقه، إنما يرزقه الله بسبب هذا العمل: فإن انتقل من عمل باطل إلى عمل آخر حلال فلن يضن الله عليه بعمل حق ورزق حلال ليقتات منه.. (الشعراوى)
اتق الله.. واحذر خطيئاتك وغدراتك ولا تستصغرها ، ربما تحسبها هينة وهي عند الله عظيمة.. اللهم سلم
هذه هي الدعوة الثانية من دعوات نوح عليه السلام جمعت، وشملت لأهم مطالب الدنيا والآخرة، وهي طلب المغفرة العامة له، ولوالديه، ولكل المؤمنين من لدن آدم إلى قيام الساعة، الأحياء منهم والأموات . وذلك لما علم نوحٌ u عليه السلام بوحي من اللَّه تعالى أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن، توجه إلى ربه بالدعاء أن يهلكهم، ولا يترك منهم على الأرض من يسكن الديار([2])، وعلَّل ذلك بأنهم إن تُركوا فسيكونون سبب الضلال لغيرهم، ولا يلدوا إلا فجّاراً كفّاراً لا يرجى منهم، أو من ذريتهم أي خير، ولذا دعا عليهم بهذا الدعاء.
قوله: ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي﴾: أي استر عليَّ ذنوبي، وتجاوز عنها: قالها هضماً لنفسه، وتعليماً لمن بعده، ﴿وَلِوَالِدَيَّ﴾: خصّهما لعظم فضلهما عليه، فكان أولى وأوجب، وأحب له في ذكرهما بدعائه قبل غيرهما.
﴿وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًاَ﴾: منزلي من المصدقين الموحدين، فإن في صحبتهم السلامة، والثبات على الدين، قال النبي صلى الله عليه وسلم ((لاَ تُصَاحِبْ إِلاَّ مُؤْمِنًا، وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِيٌّ))([3])، وتقييده (مؤمناً)، هذا القيد الواجب في الدعاء، أما الكافر فلاحظ له في طلب المغفرة له، قال تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾([4])، والدعاء للكافرين بالهداية، والتوفيق للإيمان والإسلام جائز؛ لذا بوّب البخاري رحمه اللَّه في صحيحه: ((باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم)) ([5])، فبعد أن ((خصّ أولاً من يتصل به نسباً وديناً؛ لأنهم أولى وأحق بدعائه، ثم عمّ المؤمنين والمؤمنات))([6])، فقال: ﴿و للْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتُ﴾: أي واستر، وتجاوز عن ذنوب كل الموحدين المصدقين بك والمصدقات .
فإن هذه الدعوة المباركة لها من الأهمية الشيء الكبير، وذلك: أ – أن دعوة الأنبياء مستجابة، فيرجى لنا استجابة اللَّه لهم فينا. ب – أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بشّر بالأجر العظيم بها، فقال صلى الله عليه وسلم ((مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَهٍ حَسَنَةً))([7]). فلك أن تتصور عظم هذا الأجر؛ فإن الحسنة بعشر أمثالها، إلى أضعاف مضاعفة كثيرة في بلايين المؤمنين، من لدن أبي البشر إلى يوم الحشر، وهذا يدلّ على عظم فضل اللَّه على المؤمنين. ((ولذا يستحبّ مثل هذا الدعاء اقتداء بنوح عليه السلام ))([8])، وذلك أن نبينا صلى الله عليه وسلم أُمر بالاقتداء بالأنبياء قبله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّه فَبِهُدَاهُ اقْتَدِهْ﴾([9])، ونحن مأمورون بالاقتداء برسولنا صلى الله عليه وسلم ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّه أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّه وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّه كَثِيرًا﴾([10]). ثم ختم عليه السلام الدعاء: ﴿وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا﴾: أي لا تزد الظالمين أنفسهم بالكفر إلا هلاكاً وخسراناً ودماراً، ((وقد يشمل هذا كل ظالم إلى يوم القيامة، كما شمل دعاؤه للمؤمنين والمؤمنات إلى يوم القيامة))([11]).
الفوائد: 1 – أهمية سؤال اللَّه تعالى المغفرة، كما في غالب الأدعية؛ لأنها من أعظم أسباب دخول الجنة. 2 - أن الداعي ينبغي له أن يبدأ بالسؤال: بالأهمّ، ثم الذي يليه. 3 – أهمية سؤال اللَّه تعالى المغفرة للوالدين؛ لعظم شأنهما.
4 – يحسن بالداعي أن يشرك إخوانه المؤمنين بالدعاء. 5 – أن الإكثار من هذه الدعوة ينال الداعي بها الإجابة المؤكدة لأمرين: أ – أنها دعوة من نبي من أولي العزم. ب – أنها دعوة بظهر الغيب . 6 – أهمية التوسل بربوبية اللَّه تعالى في الدعاء، وأنها سنة جميع الأنبياء والمرسلين. 7 – ينبغي للداعي أن يشمل ذريته في الدعاء حتى يعود النفع له،ولهم . 8 – ينبغي أن يكون جُلُّ الدعاء في أمور الآخرة. 9 – جواز الدعاء على الظلمة،ويتأكد ذلك عند مظنة ضررهم على غيرهم. 10 – يحسن للداعي أن يذكر عِلَّة دعائه.
([1]) سورة نوح، الآية: 28. ([2]) تفسير الشوكاني، 5/ 299. ([3]) أبو داود، كتاب الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، برقم 4834، الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في صحبة المؤمن، برقم 2395، والإمام أحمد، 17/ 437، برقم 11337، وابن حبان، 2/ 314، والحاكم، 4/ 128، وصححه، والبيهقي في شعب الإيمان، 12/ 16، وفي الآداب له، برقم 235، والطبراني في الأوسط، 3/ 277، والطيالسي، 3/ 664، والديلمي في الفردوس، 2/ 59، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 3/ 95، برقم 3036. ([4]) سورة التوبة، الآية: 113. ([5]) البخاري، كتاب الجهاد، باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألّفهم، قبل الحديث رقم 2937. ([6]) تنوير الأذهان من تفسير روح البيان للبروسوي، 4/ 420. ([7]) مسند الشاميين للطبراني، 3/ 234، والمعجم الكبير له، 19/ 909، وحسّنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع، برقم 6026. ([8]) تفسير ابن كثير، 4/ 568. ([9]) سورة الأنعام، الآية: 90. ([10]) سورة الأحزاب، الآية: 21. ([11]) فتح البيان لصديق حسن خان، 7/ 221.
شرع الله لنا أن ندعو لمن دخل بيوتنا ، فكيف بمن دخل قلوبنا!!! {رب اغفر لي ولوالدي} هذا الدعاء يجمع بين عبادتين بر الوالدين والاستغفار... فاكثروا منها... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول : أنى هذا؟! فيقال : باستغفار ولدك لك) المغفرة تجلب الفضل يا أعزاء وفضل الله واسع. من سنة الدعاء تقديم الدعاء للنفس على الدعاء للغير {رب اغفر لي ولوالدي} ولعل من حكمة تقديم النفس في الدعاء هي تنبيه للمؤمن أن لايشعر أن غيره أحوج للمغفرة منه.. بل كلنا بحاجة إلى تزكية النفس . خذ بدعائك كل من حولك والديك وعائلتك ، جيرانك أصدقائك ، الأقارب وعامة المؤمنين.. ومهما عملنا من الصالحات نبقى مشفقون من عذاب الله... اللهم رحمتك وعفوك ومغفرتك ورضاك.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، واستن بسنته إلى يوم الدين..أما بعد:
لما عاند قوم نوح –عليه السلام- نبيهم، وأبوا أن يستسلموا لرب العالمين، واستكبروا استكبارا، ولم تزدهم دعوته لهم إلا نفورا؛ هنالك أخبرهم نوح –عليه الصلاة والسلام- بأن ما تفعلوه، هو عدم تعظيمكم لله –عز وجل-، فلو عظمتموه حق التعظيم، ووقرتموه حق التوقير، لما وقع منكم ما وقع، ولما بدر منكم ما بدر، وما عصيتم بارئكم، وتجرأتم على خالقكم إلا لما فقد في قلوبكم التعظيم، وانعدم في أفئدتكم توقير العلي العظيم، قال تعالى في كتابه الكريم على لسان نوح –عليه السلام- وهو يخاطب قومه: {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا * أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا * وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا * وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا * لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا}1
سورة نوح .إنه بيان من نبي الله نوح –عليه السلام- إلى من قومه وإلى كل من أرد أن يعرف طريق العبودية لله رب العالمين، فقبل أن يفكر أحدنا بالمعصية، وقبل أن يهم بالمنكر، لابد أن ينظر بقلبه، ويتفكر بعقله، من هذا الذي أعصيه؟ من هذا الذي أقابله بالمنكرات؟ من هذا الذي أخالق أمره؟ أليس هو الذي خلقني، وشق سمعي وبصري؟ أليس هو خالق السبع الطوال، ومنشأ السحاب الثقال؟. إن العبد الذي يقدم على فعل السيئات، وانتهاك الحرمات؛ إن ذلك ما قدر الله حق قدره: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}2 ..
وتعظيم الله – سبحانه وتعالى- من أجل القربات، وأعظم العبادات، بل هو أساس العبادات، يقول ابن القيم –رحمه الله-: " ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة التعظيم، وهذه المنزلة تابعة للمعرفة فعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الرب –تعالى- في القلب وأعرف الناس به أشدهم له تعظيماً وإجلالاً، وقد ذم الله –تعالى- من لم يعظمه حق عظمته، ولا عرفه حق معرفته، ولا وصفه حق صفته، وأقوالهم تدور على هذا، فقال –تعالى- : ما لكم لا ترجون لله وقارا نوح : 13 "3، ثم أخذ يذكر كلام السلف في تفسير هذه الآية، فقال: "قال ابن عباس ومجاهد: لا ترجون لله عظمة، وقال سعيد بن جبير: ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته، وقال الكلبي: لا تخافون لله عظمة، قال البغوي: و الرجاء بمعنى المخوف والوقار، والعظمة اسم من التوقير وهو التعظيم، وقال الحسن: لا تعرفون لله حقاً، ولا تشكرون له نعمة، وقال ابن كيسان: لا ترجون في عبادة الله أن يثيبكم على توقيركم إياه خيراً"4.
وقد جعل العلماء لتعظيم الله –تبارك وتعالى- درجات ومراتب، وممن ذكر ذلك الهروي في منازل السائرين، يقول -رحمه الله تعالى-: "التعظيم معرفة العظمة مع التذلل لها، وهو على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: تعظيم الأمر والنهي، وهو أن لا يعارضا بترخص جاف، ولا يعرضا لتشديد غال، ولا يحملا على علة توهن الانقياد.
والدرجة الثانية: تعظيم الحكم أن يبغى له عوج، أو يدافع بعلم، أو يرضى بعوض. والدرجة الثالثة: تعظيم الحق، وهو أن لا تجعل دونه سبباً، أو ترى عليه حقاً، أو تنازع له اختياراً"5….
إن الإيمــان بالله مـبـني على تعظـيم الله وإجـلاله، قال -سبحانه-: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}6، قال الضحـاك بن مزاحم في تفسير قوله – تعالى -: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ}7: "يتشققن من عظمة الله -عز وجل-"8، قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في تفسير هذه الآيات: "اقشعرت الجبال وما فيها من الأشجار، والبحار وما فيها من الحيتان، وفزعت السماوات والأرض، وجميع المخلوقات إلا الثقلين، وكادت أن تزول، وغضبت الملائكة، فاستعرت جهنم، واكفهرت الأرض حين قالوا: اتخذ الله ولداً"9.
ألا يعظم الله؟! وهو الذي له الملائكة العظام يسبحونه ويستغفرونه، وله يسجدون، جاء عن أبي ذر –رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ((إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء، وحق لها أن تئط؛ ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجداً لله، والله لو تعلمون ما أعلم؛ لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله))10.
وتعظيم الله يكون بفعل ما أمر، وترك ما نهى عنه وزجر، وتفصيل ذلك ما ذكره ابن القيم في الوابل الصيب بقوله: "وأما علامات تعظيم المناهي فالحرص على التباعد من مظانها، وأسبابها، وما يدعو إليها، ومجانبة كل وسيلة تقرب منها، كمن يهرب من الأماكن التي فيها الصور التي تقع بها الفتنة خشية الافتتان بها، وأن يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس، وأن يجانب الفضول من المباحثات؛ خشية الوقوع في المكروه، ومجانبة من يجاهر بارتكابها، ويحسنها ويدعو إليها، ويتهاون بها، ولا يبالي ما ركب منها، فإن مخالطة مثل هذا داعية إلى سخط الله –تعالى- وغضبه، ولا يخالطه إلا من سقط من قلبه تعظيم الله –تعالى- وحرماته، ومن علامات تعظيم النهي أن يغضب لله -عز وجل- إذا انتهكت محارمه، وأن يجد في قلبه حزناً وكسرة إذا عصى الله –تعالى- في أرضه، ولم يضلع بإقامة حدوده، وأوامره، ولم يستطع هو أن يغير ذلك"11.
فما أعظمك ربنا وما أجلك، وما أكبر شأنك.. يقول أبو العلاء بن سليمان المغربي:
يا من يرى مد البعوض جناحها و يرى مناط عروقها في لحمها أجالها محتومة أرزاقها امنن علي بتوبة تمحو بها
في ظلمة الليل البهيم الأليل و المخ في تلك العظام النحل مقسومة بعطا و إن لم تسأل ما كان مني في الزمان الأول12
وتوقير الله -عز وجل- وتعظيمه ليست كلمات مجردة تتحرك بها الألسن بلا وعي أو فهم، وليست حركات مجردة يؤديها المرء في عباداته الظاهرة بلا روح، بل ملاك الأمر ما يقوم في القلب تجاه هذا الرب العظيم، ويصدقه اللسان وباقي الأركان، فمن تحقق ذلك في نفسه فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه، ونحن لا نملك إلا أن نعيد عليه تلك الصيحة النبوية المدوية المترددة عبر القرون، عساه أن يفيق من سكرته: {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}13.
صدح بها نوح عليه السلام في قومه ، وما زال يتردد صداها في كل الازمان والأمم. فتوقير الله وتقديره هو أمر الله.
من أعظم الجهل والظلم أن تطلب التعظيم والتوقير من الناس وقلبك خال من تعظيم الله وتوقيره .
مالنا لانخاف من بأس الله ونقمته؟!!.. ولا ترتجف قلوبنا عند معصيته ؟؟
مالنا لانعظم الله حق عظمته؟!!..
توقير الله جل وعلا وتعظيمه ليس كلمات تتحرك بها الألسن بلا فهم ولا عمل ولا عبادات . بل هي كلمات تخرج من قلب مخلص لله ، وتصدقها الجوارح بالعمل والخضوع لتطرق أبواب السماء.
التفكر في مخلوقات الله يزيد تعظيم الله في القلب... ومن علامة توقيرك لله أن تستحي منه في الخلوه أعظم مما تستحي من أكابر الناس.. ولو تمكن وقار الله وعظمته في قلب العبد لما تجرأ على معصيته. ولا يلتفت قلب بالرجاء إلى مخلوق إلا من ضعف توقيره وتعظيمه لربه .. رب لاتكلنا لغيرك فأنت نعم المولى ونعم النصير