(إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)المجادلة - 10
قال ابن عثيمين في تفسيرها:كل شيء يجلب الهم والحزن والغم فإن الله يريد منا أن نتجنبه.
اقهر حزنك بالتوكل فوض كل شؤونك لربك . / عبدالله بن بلقاسم
التحزين من الشيطان. فمن أخبر (بحزنه) فإنما يخبر بلعب الشيطان به"فطرد الحزن (إيمان)" / عقيل الشمري
(وَلَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )آل عمران - 176
(; لا يحزنُ)( لا تحزنْ)( لا تحزنوا) الحُزن يوهنُ القُوى و يضعفُ الهِمم. لذا تكرر النهيَّ عنه في القرآن ، فكن مُتفائلاً وأبشر بالخير../مجالس القرآن / د.محمد الربيعة
(بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)البقرة - 112
بقدر إسلامك واتباعك للسنة ظاهرا وباطنا،تنزاح همومك ومخاوفك،تأمل بلى،من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه،ولاخوف عليهم ولا هم يحزنون) / د. عمر المقبل
(وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُور.ٌ) فاطر -34
غمسة المهموم في الجنة مرةً واحدةً تُنسيه أوجاع الدنيا كلها بل وكل همٍ وغمٍ جثم عليه!
(وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن)/ د. سلطان بن بدير
(فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ). يس - 76
لن تكون أشرف نسبا،ولا أتقى دينا،ولا أطهر قلبا،ولا أصدق لسانا من رسول الله ومع ذلك كله قالوا عنه شاعر وساحر وكاهن ومجنون(فلا يحزنك قولهم). / سعود الشريم
(قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ).
وطّن قلبك على فقد الأحبة . / إبراهيم العقيل
(قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )(86)يوسف
من أكبر بواعث الرجاء : العلم بالله كما قال العبد الصالح" وأعلم من الله مالا تعلمون" ومن تأمل أسمي " العليم الحكيم " وعاش في ظلالهما علم لطائف التذييل في قول الله عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم / الكناني "
"فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
السائر بلا هدى الله : خطوة تزيده خوفا .. وأخرى تملؤه حزنا / علي الفيفي
زوال الهم والحزن بصدقت السر
{الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
عالج خوفك وحزنك بالصدقة
(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ. آل عمران) - 139
الانكسارات مهما عظمت ليست مسوغة للضعف والعجز خطاب الهزيمة ليس في لغة المؤمنين.
لو قالها لك أحبتك لخففوا حزنك !
"ولا تحزنوا" استمع الله يقولها لك
{فأثابكم غما بغم} فأثابكم .. هل تخيلت يوما أن الهم مثوبة؟
يوما ما ستكتشف أن حزنك قد حماك من النار وصبك أدخلك الجنة.
(فأثابكم غماً بغمٍ لكيلا تحزنوا)
إذا تتابع عليك ألمٌ بعد ألم.فاعلم أنك على موعد مع مفارقة الأحزان فاللهم أزح عنا الهم والغم"
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى :{رأيت سبب الهموم والغموم الإعراض عن الله عز وجل والإقبال على الدنيا ، وكلما فات منها شيء وقع الغم لفواته ، فأما من رُزق معرفة الله تعالى استراح لأنه يستغني بالرضا بالقضاء ، فمهما قدر له رضي }
-الضغوط والهموم تؤثر علي صحة الإنسان وتجعل مقاومته ضعيفة للأمراض ، أما إذا كان الإنسان يملك قلبًا هادئًا مطمئنًا اكتسى جسمه بالصحة والعافية يقول المولى عز وجل ' ألا بذكر الله تطمئن القلوب' فأكثر من ذكر الله يطمئن قلبك ويقوى. (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) (الكهف:7).
قد تأتي مشكلات فوق طاقة الإنسان، ويكاد للإنسان من جهات قوية لا يستطيع لها مجابهة، قد تأتي أمراض وبيلة، ويفتقر الإنسان، ويتآمر عليه من حوله، ويطعنه في الظهر أقرب الناس إليه، ...
من لك إلا الله؟
بل لعل الله سبحانه وتعالى من حكمته أنه يسوقك إلى بابه، يبتليك بمشكلات بهدف واحد أن يسمع صوتك، وتساق إلى بابه وتذوق طعم القرب منه ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ) [ سورة البقرة: 176 ]
من أجل أن تقطع أملك من الخلق وتعقد الأمل على الحق، من أجل أن تنصرف عن الخلق وتتجه إلى الله عز وجل، لأن كل شيء بيده، وإليه يرجع الأمر كله،
يقول ابن القيم رحمه الله: "من كمال إحسان الرب تعالى أن يذيق عبده “مرارة الكسر" قبل “حلاوة الجبر" ويعرّفه قدر نعمته عليه بأن يبتليه بضدها ! كما أنه سبحانه وتعالى لما أراد أن يكمل لآدم نعيم الجنة أذاقه مرارة الخروج منها ومقاساة هذه الدار الممزوج رخاؤها بشدتها… فما كسر عبده المؤمن إلا ليجبره، وما منعه إلا ليعطيه، ولا ابتلاه إلا ليعافيه، ولا نغص عليه الدنيا إلا ليرغبه في الآخرة، ولا ابتلاه بجفاء الناس إلا ليرده إليه…
أحد الحكماء أُبتُلي بمصيبة, فدخل عليه إخوانه يعزّونه في مصابه, فقال : إني عملتُ دواء من ستة اخلاط. فقالوا : ماهي ؟ فقال : الخلط الأول : الثقة بالله. الخلط الثاني : علمي أن كل مقدور كائن . الخلط الثلث : الصبر خير ما استعمله الممتحَنون. والرابع : الجزع لا يعين .. وإن لم أصبر أنا فأيُّ شيء أعمل ؟ الخامس : قد يمكن ان أكون في شرّ مما أنا فيه . والسادس : من ساعة الى ساعة يأتي فرج .
جليد الهمِّ تذيبه حرارة المناجاة.. فكل شيء لحظة الكرب يُشعرك أنه يخذلك.. إلا تلك السجادة الصغيرة المنزوية في غرفتك . ناجى ربك فى الثلث الاخير من الليل صلِّ ركعتين في ثلث الليل الأخير،
وادعو الله أن يفرج همك قيام في الثلث الأخير من الليل أقرب إلى استجابة الدعاء؛ لقوله صل الله عليه وسلم: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له. متفق عليه.
قال الحسن:
"لا تكرهوا النقمات الواقعة والبلايا الحادثة فلرب أمر تكرهه فيه نجاتك ولرب أمر تؤثره فيه عطبك".
يحكى أن رجلاً من الصالحين مر على رجل أصابه شلل نصفي والدود يتناثر من جنبيه وهو أعمى وأصموهو يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه . فتعجب الرجل ثم قال له : يا أخي ما الذي عافاك الله منه , لقد رأيتُ جميع المصائب وقد تزاحمت عليك . فقال له : إنه عافاني إذ أطلق لي لساناً يوحده وقلباً يعرفه وفي كل وقت يذكره .
( يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا ) مريم تمنت الموت ثم أصبحت " أم نبي " الموقف الذي تتمنى فيه الموت قد تكون فيه حياتك الحقيقية !
( لولا أنْ تَداركهُ نِعمةٌ مِنْ ربه ... ) نعمةُ الله إذا كُتبت لك ، تلاحـقك حتى تصـيبك ، فلا تهتم كثيراً وثق بربك !!
واجهت مريم إبنة عمران تهمة شنيعة وموقفاً صعباً، ومع ذلك؟ قال الله لها "كُلي واشربي وقرّي عيناً" عش حياتك فهناك أشياء حلها عند الله و لا تُرهق نفسك بالتفكير والله عنده حسن التدبير
جاء رجل إلى يونس بن عبيد فشكا إليه ضيقًا من حاله ومعاشه، واغتمامًا بذلك، فقال: أتبادل ببصرك مئة ألف؟ قال: لا. قال: فبسمعك؟ قال: لا. قال: فبلسانك؟ قال: لا. قال: فبعقلك؟ قال: لا. وذكَّره نعم الله عليه.. ثم قال يونس: أرى لك مئات الألوف وأنت تشكو الحاجة؟
إذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا ويكثر عليك الشدائد والبلوى .. فاعلم أنك عزيز عنده.. وأنك عنده بمكانه.. وأنه يسلك بك طريق أوليائه وأصفيائه..فهو لم يهب الدنيا لأنبيائه.. ولكن خبأ لهم الآخرة.. إنما اعطاها لفرعون وقارون وأشباهه.. وقال لأنبيأئه "واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا".. همسة ... كن على يقين بهذه الثلاث تسعد: °لا أحد أرحم بك من ربك.. °ولا أحد أعلم بهمك أكثر من ربك.. °ولا أحد يقدر على رفع الضر عنك إلا ربك.. فاستعن بالله والجأ إليه في كل حين..
يقول جورج برناردشو : (( يمكن سر التعاسة في أن يتاح لك وقت لرفاهية التفكير ، فيما إذا كنت سعيدا أو لا ، فلا تهتم بالتفكير في ذلك بل ابق منهمكا في العمل ، عندئذ يبدأ دمك في الدوران ، وعقلك بالتفكير ، وسرعان ما تذهب الحياة الجديدة القلق من عقلك ! اعمل وابق منهمكا في العمل ، فإن أرخص دواء موجود على وجه الأرض وأفضله )) .
قال كونفوشيوس : « إن الرجل الغاضب يمتلئ دائما سما » . وفي الحديث : (( لا تغضب ، لا تغضب ، لا تغضب )) . وفيه : (( الغضب جمرة من النار )) . إن الشيطان يصرع العبد عند ثلاث : الغضب ، والشهوة ، والغفلة
لا تحزن لأن هناك مشهدا آخر وحياة أخرى ، ويوما ثانيا يجمع الله فيه الأولين والآخرين ، وهذا يجعلك تطمئن لعدل الله ، فمن سلب ماله هنا وجده هناك ، ومن ظلم هنا أنصف هناك ، ومن جار هنا عوقب هناك !! نقل عن « كانت » الفيلسوف الألماني أنه قال : (( إن مسرحية الحياة الدنيا لم تكتمل بعد ، ولابد من مشهد ثان ؛ لأننا نرى هنا ظالما ومظلوما ولم نجد الإنصاف ، وغالبا ومغلوبا ولم نجد الانتقام ، فلابد إذن من عالم آخر يتم فيه العدل )) . قال الشيخ علي الطنطاوي معلقا : وهذا الكلام اعتراف ضمني باليوم الآخر والقيامة ، من هذا الأجنبي .
أقوال عالمية ومنقولات من تجارب القوم
قال أحدهم : (( ليس لك من حياتك إلا يوم واحد ، أمس ذهب ، وغد لم يأت )) .
كتب « ستيفن ليكوك » : فالطفل يقول : حين أصبح صبيا ، والصبي يقول : حين أصبح شابا . وحين أصبح شابا أتزوج . ولكن ماذا بعد الزواج؟ وماذا بعد كل هذه المراحل؟ تتغير الفكرة نحو : حين أكون قادرا على التقاعد . ينظر خلفه ، وتلفحه رياح باردة ، لقد فقد حياته التي ولت دون أن يعيش دقيقة واحدة منها ، ونحن نتعلم بعد فوات الأوان أن الحياة تقع في كل دقيقة وكل ساعة من يومنا الحاضر )) . وكذلك المسوفون بالتوبة .
قال بعض حكماء العرب : « الحياة أقصر من أن نقصرها بالشحناء »; قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين{112} قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين{113} قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون
دخل ابن السماك الواعظ على هارون الرشيد ، فظمئ هارون وطلب شربة ماء ، فقال ابن السماك : لو منعت هذه الشربة يا أمير المؤمنين ، أتفتديها بنصف ملكك ؟ قال : نعم . فلما شربها ، قال : لو منعت إخراجها ، أتدفع نصف ملكك لتخرج ؟ قال : نعم . قال ابن السماك : فلا خير في ملك لا يساوي شربة ماء . إن الدنيا إذا خلت من الإيمان فلا قيمة لها ولا وزن ولا معنى .
لا تحزن للتوافه فإن الدنيا بأسرها تافهة رمي أحد الصالحين الكبار بين براثن الأسد ، فأنجاه الله منه ، فقالوا له : فيم كنت تفكر ؟ قال : أفكر في لعاب الأسد ، هل هو طاهر أم لا !! .
قال أحدهم لسالم بن عبدالله بن عمر العالم التابعي :
إنك رجل سوء !
فقال : ما عرفني إلا أنت .
قال أديب أمريكي :
« يمكن أن تحطم العصي والحجارة عظامي ، لكن لن تستطيع الكلمات النيل مني »
لا تحزن من محنة فقد تكون منحة ولا تحزن من بلية فقد تكون عطية
قال الدكتور صموئيل جونسون :
« إن عادة النظر إلى الجانب الصالح من كل حادثة ،
لهو أثمن من الحصول على ألف جنيه في السنة » .
(أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ)
يقول أرسطو :
« إن الرجل المثالي يفرح بالأعمال التي يؤديها للآخرين ، وبخجل إن أدى الآخرون الأعمال له ،
لأن تقديم العطف هو من التفوق ، لكن تلقي العطف هو دليل الفشل » .
وفي الحديث : (( اليد العليا خير من اليد السفلى )) .
والعليا هي المعطية ، والسفلى هي الآخذة
لا تحزن إذا كان معك كسرة خبز وغرفة ماء وثوب يسترك
ضل أحد البحارة في المحيط الهادي وبقي واحدا وعشرين يوما ، ولما نجا سأله الناس عن أكبر درس تعلمه ، فقال : إن أكبر درس تعلمته من تلك التجربة هو :
إذا كان لديك المال الصافي ، والطعام الكافي ، يجب أن لا تتذمر أبدا !
قال أحدهم : الحياة كلها لقمة وشربة ، وما بقي فضل .
يقول جوناثان سويفت :
« إن أفضل الأطباء في العالم هم : الدكتور ريجيم، والدكتور هادئ ، والدكتور مرح ، وإن تقليل الطعام مع الهدوء والسرور علاج ناجع لا يسأل عنه » .
قلت : لأن السمنة مرض مزمن ، والبطنة تذهب الفطنة والهدوء متعة للقلب وعيد للروح ،
والمرح سرور عاجل وغذاء نافع .
"إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين * ووصى بها إبراهيم بنيه "
( البقرة : 131 – 132 ) .
قال ابن كثير رحمه الله : " وقوله – تعالى - : " إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين "
أى : أمره الله – تعالى – بالإخلاص له والاستسلام والانقياد , فأجاب إلى ذلك شرعا وقدرا .
وقوله " ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب " أى : وصى بهذه الملة وهى الاسلام لله , أو يعود الضمير على الكلمة , وهى قوله : " أسلمت لرب العالمين " لحرصهم عليها ومحبتهم لها حافظوا عليها إلى حين الوفاة , ووصوا أبناءهم بها من بعدهم " اهـ .
فسلم لربك يا طالب الوصول , فالأمر كله له , قال الملك :
" إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم فى أخراكم فأثابكم غمّا بغمّ لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون * ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شىء قل إن الامر كله لله يخفون فى أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الامر شىء ما قتلنا ها هنا قل لو كنتم فى بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلى الله ما فى صدوركم وليمحص ما فى قلوبكم والله عليم بذات الصدور "
( آل عمران : 153 - 154 ) .
" وطائفة قد أهمتهم أنفسهم " ..
نعم : فكم من ناس فى هذه الدنيا لا هم لهم إلا أنفسهم .. سلموا أمرهم لأنفسهم لا لله .. وقديما قالوا :
من عاش لنفسه عاش صغيرا ومات حقيرا .. فسلم نفسك لله وحده يأمرها وينهاها بما هو أنفع وأصلح لها , فهو سبحانه عليم حكيم .. ضع يديك ورجليك فى قيود الشريعة الفضية لتتحرر من ذل العبودية لغير الله ..
سلم تسلم فالامر كله لله .
- { ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا}
النعاس والنوم أمنة من الحزن بإذن الله
ولذلك كثيرا ماينسى الإنسان حزنه بعد نومه.
/ محمد الربيعة
المتشائمون بقايا جاهلية
" يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية"
/ عبد الله بلقاسم
إذا خشيت من سطوة جبار لا تستطيع ردها،، أو أمرٍ تخشى عاقبته ،
"قل إن الأمر كله لله"
ثم نم مطمئنا..
/ عبدالسلام الرسي
- يحل بالعباد الابتلاء ليختبر الله مافي صدورهم من حسن الظن به أو عدمه،
ويمحص مافي قلوبهم من أدران
(وليبتلي الله مافي صدوركم وليمحص مافي قلوبكم).
/ سعود الشريم
قال ابن القيم – رحمه الله - :
" اصدق الله , فإذا صدقت عشت بين عطفه ولطفه , فعطفه يقيك ما تحذره , ولطفه يرضيك بما يقدره " اهـ .
ستعيش وتحيا بين العطف واللطف .. فيعطف عليك .. فكل ماتخاف منه لن يحدث , لأنه – سبحانه – هو الملك – فلا يجرى فى الكون شىء إلا بقدره وإذنه ومشيئته , فسيحميك بعطفه .. وإذا قدر عليك شيئا تكرهه فسيرضيك بلطفه . إذا فكل لله كما يريد , يحميك ويرضك .. فسلم له تسلم .
اللهم احفظنا بعطفك ولطفك يا رب .. فسلم تسلم لتصل فالامر كله لله .