منتدى قصة الإسلام

منتدى قصة الإسلام (http://forum.islamstory.com//index.php)
-   أعلام وعلماء وقادة (http://forum.islamstory.com//forumdisplay.php?f=37)
-   -   أنس بن النضر يوم أحد .............. (http://forum.islamstory.com//showthread.php?t=122125)

نبيل القيسي 04-03-2020 03:31 PM

أنس بن النضر يوم أحد ..............
 
عن أنس رضي الله عنه قال: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر، فقال: "يا رسول الله غبتُ عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرينَّ الله ما أصنع"، فلما كان يوم أحد، وانكشف المسلمون، قال: "اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدم"، فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: "يا سعد بن معاذ، الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد"، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح، أو رمية بسهم ووجدناه قد قُتل، وقد مثّل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه قال أنس: " كنا نُرَى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾ [الأحزاب: 23] إلى آخر الآية "[1]



من فوائد الحديث:

1- قوله: (ليَرينّ) يجوز أن يكون من الرؤية بمعنى العلم، والرؤية بمعنى الإبصار.



2- قوله: (وانكشف المسلمون) أي: انهزموا. عبّر عن الانهزام بلازمه، لأنهم كانوا ساترين وجه العدو.



3- قوله: (اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء) اي: لا تؤاخذني بما فعلوا؛ لأني لم أرض بما فعلوا. [2]



4- قوله:( الجنة ورب النضر إني أجد ريحها دون أحد) قيل: يحتمل أن يكون على الحقيقة، وأنه وجد ريحها، ويجوز أن يكون أراد أنه استحضر الجنة التي أعدت للشهيد، فتصور أنها في ذلك الموضع الذي يقاتل فيه فيكون المعنى: "إني لأعلم أن الجنة تكتسب في هذا الموضع فأشتاق لها".[3] والصحيح أنّها كرامة من كرامات الأولياء، فقد أكرم الله هذا الصحابي بأنْ شمّ رائحة الجنّة قبل أن يموت شهيداً [4].



5- شجاعة أنس بن النضر رضي الله عنه. [5]



6- قوله: (انكشف)؛ أي: انهزم، وفيه حسن العبارة حيث لم يعبّر في المسلمين بالانهزام.



7- قوله: (لما استطعت)؛ أي: ما قدرت على مثل ما صنع أنس، مع أني شجاع كامل القوة. [6] وقيل المراد: استطعت أن أصف ما صنع من كثرة ما أغنى وأبلى في المشركين. [7]



8- لم يُشارك رضي الله عنه في غزوة بدر؛ لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج إليها وهو لا يريد القتال، وإنما يريد عير قريش وليس معه إلا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، معهم سبعون بعيراً وفَرَسَان يتعاقبون عليها، وقد تخلّف عنها كثير من الصحابة لأنها ليست غزوة، ولم يَدْعُ إليها أحدا؛ وإنما خرج إليها الخفاف من الناس. [8]



9- بلاءُ أنس بن النضر رضي الله عنه ،وعلوّ مقامه في جهاد الأعداء.



10- إن الله سبحانه وتعالى قد يبلغ من لطفه بعبده المؤمن؛ بأن يفوته شيء من الخير أدركه غيره ولم يُدْرِكْهُ هو، فيرزقه الله زيادة الحرص على الخير بسبب ذلك، فإن أنس بن النضر رضي الله عنه حين فاتته بدر ازداد حرصه؛ حتى شارك في يوم أحد فاستدرك ما فاته، وجعل حسن بلائه قدوة؛ لكل من أراد أن يستدرك فائتًا من أمره؛ أن يفعل كفعله.



11- فيه ما يدل على إيمان أنس بن النضر رضي الله عنه أنه قال: (ليرين الله) ولم يقل ليرين غيره، فدل قوله هذا على إخلاصه، وأنه لم يرد أن يرى ما فعله غير الله عز وجل. ولا جرم أن الله سبحانه وتعالى أظهر بركة إخلاصه عليه.



12- لما انكشف من المسلمين من انكشفَ انحيازًا إلى فيئهم، لم يقنع بأن يأخذ بالرخصة، بل رجع عن صف المنكشفين من المسلمين، مستقبلًا صف المشركين بمفرده فقاتل حتى قتل رضي الله عنه. [9]



13- الأخذ بالشدة ومجاهدة الإنسان نفسه في الطاعة.



14- الوفاء بالعهد لله بإهلاك النفس ولا يعارض قوله تعالى: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195] لأن هؤلاء عاهدوا الله فوفوا بـما عاهدوه من العناء في المشركين، وأخذوا بالشدة بأن باعوا نفوسهم من الله بالجنة.



15- قوله: (واها) إما تَفَجُّعا وإما تَلَهُفا وتَحَنُّنا، ويمكن أن يكون حقيقة.



16- قوله: (ببنانه) المراد: الأصابع وأطرافها، وسميت الأطراف بنانا: لأن بها صلاح الأحوال التي يستعين بها الإنسان. [10]



17- قوله: (لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرينّ الله ما أصنع) فأبهم الأمر إلى ما يراه الله، ولم يفسر ما يصنع، لئلا يكون قوله مردودا إلى قوته، وحوله فيُعْجِزُه الله عنه.[11] وقال القرطبي: كأنه ألزم نفسه إلزاما مؤكدا، ولم يُظهره مخافة ما يتوقع من التقصير في ذلك، ويؤيده ما في مسلم فهاب أن يقول غيره، ولذلك سماه الله عهدا، بقوله: ﴿ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾.[12]



18- قوله: (كنا نُرَى)، (أو نظن) الشكّ من الراوي وهما بمعنى واحد.



19- فضيلة ومنقبة ظاهرة لأنس بن النضر رضي الله عنه. [13]



20- قوله: (غبتُ عن أول قتال قاتلت المشركين) أراد به: أول القتالات العظيمة وليس المراد به أول الغزوات.



21- قوله تعالى: ﴿ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ ﴾ [14] إنما قضوه في أُحُد منهم أنس بن النضر المذكور في الحديث السابق، ونزولها في أنس بن النضر ونظائره من شهداء أحد، رضي الله تعالى عنهم. [15]



22- يعتبر هذا الحديث أصل في مجاهدة النفس.



23- الهمّة العالية لدى أنس رضي الله عنه.



24- قوله: (فما عرفه أحد إلا أخته) يحتمل أنّه طُلب منها أن تتعرف عليه، إذْ لم يعرفوه، ويحتمل أنّها هي بادرت بنفسها تتفقد القتلى في المعركة، فعرفته.



25- قوله: (فما عرفه أحد إلا أخته) هي: الرُّبيّع بنت النّضر وهي أنصارية من بني عدي بن النجار وهي أم حارثة بن سراقة الذي استشهد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر فأتت أمه الربيع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله أخبرني عن حارثة فإن كان في الجنة صبرت واحتسبت وإن كان غير ذلك اجتهدت في البكاء. فقال: " إنها جنات وإنه أصاب الفردوس الأعلى " [16]. وهي التي كَسرت ثنية امرأة فعرضوا عليهم الأرش فأبوا وطلبوا العفو فأبوا وأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص فقام أخوها أنس بن النضر فقال: يا رسول الله أتكسر ثنية الربيع؟ لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فعفى القوم بعد أن كانوا امتنعوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنّ مِن عباد الله من أقسم على الله لأبرّه ". [17]



26- من أبلغ الكلام وأفصحه قول أنس بن النضر رضي الله عنه في حق المسلمين: (أعتذر إليك)، وفي حق المشركين: (أبرأ إليك) فأشار إلى أنه لم يرض الأمرين جميعًا، مع تغايرهما في المعنى. [18]



27- سلعة الله غالية وهي الجنة.



28- التضحية بالغالي والنفيس من أجل هذه السلعة.



29- عِظَم أمر الدعوة إلى الله.



30- على المسلم أن تكون له بصمة، وتأثير في مجتمعه.



31- خلّد التأريخ فعل هذا الصحابي رضي الله عنه، فأصبح له ذكْرا حسنا يُشادُ به. د. إبراهيم بن فهد


الساعة الآن 07:28 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.3.0 , Designed & TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى قصة الإسلام